لم أرَ مالًا أضيع ولا عملًا أخيب ولا إحسانًا أسوأ من الإحسان إلى هؤلاء المتسولين الذين يطوفون الأرض ويقلبونها ظهرًا على عقب، ويجثُمون في مفارق الطرق وزوايا الدروب وعلى أبواب الأضرحة والمزارات يُصِمُّونَ الأسماع بصريخهم، ويقذون النواظر بمناظرهم المستبشعة، ويزاحمون بمناكبهم الفارس والراجل والجالس والقائم، فلو أنَّ نجمًا هوى إلى الأرض لَهَوَوْا على أَثَرِهِ، أو طائرًا طار إلى الجو لكانوا قَوادِمَه وخَوافِيَه.

