وهو يصرخ ويقول: «أهلكتني يا أبا حنيفة!» فسألت صاحبي: «ما ذنب الرجل؟» فقال: «إنه كان في حياته يتَّخذ في أعماله ما يسمونه «الحِيَلَ الشرعية»، فكان يَهَبُ ماله لأحد أولاده على نية استرداده قبل أن يَحُولَ عليه الحَوْلُ ليتخلَّص من فريضة الزكاة، ويطلِّق زوجته ثلاثًا، ثم يأتي بمحلل يحللها له فيعود إلى معاشرتها. وكان يرابي باسم الرهن؛ فإذا جاءه من يريد أن يقترض منه مالًا أبى أنْ يُقرضه إلا إذا وضع في يده رهنًا، فإذا وضع يده على ضيعته ألزمه أن يستأجرها منه بمالٍ كثير، يراعي فيه النسبة التي يراعيها المرابون بين الربح وأصل المال. وكان إذا حلف لا يدخل بيتًا دخله من نافذته، أو لا يأكل رغيفًا أكله إلا
...more

