ولكن أهم ما في الأمر هو أن الحجاج كافة يرتدون الثياب نفسها، يستوي في ذلك أغنياؤهم و فقراؤهم، أقویاؤهم وضعفاؤهم، أذکیاؤهم و بسطاؤهم، کبیرهم وصغیرهم. ولما كانت ملابس الإحرام خالية من النقوش أو الخياطات، فلا يمكن لأحد أن يتميز عن آخر، ولو بمجرد الخياطة الأنظف ولا ترمز ملابس الإحرام فقط إلى تساوي البشر أمام الله، وإنما ترمز أيضاً إلى يوم القيامة. فلقد كنا نبدو- ونحن نقطع صالة المطار جيئة وذهاباً كمن قام من الموت وما يزال يرتدي كفنه. بل إن كثيراً من الحجاج يحتفظون بالفعل بملابس إحرامهم لتكون أكفاناً لهم.

