وأما اعتقاد العرب صدق الدعوة وأنهم كانوا يعملون لآخرتهم لا لدنياهم فظاهر من أقوالهم وأعمالهم في أثناء الفتح، كقول المغيرة لما قال له رستم القائد الفارسي في أثناء واقعة القادسية «إنكم تموتون في ما تطلبون» فقال المغيرة «يدخل من قتل منا الجنة، ومن قتل منكم النار، ويظهر من بقي منا على من بقي منكم»، وكقول عبادة بن الصامت للمقوقس صاحب مصر، لما خوفه بجموع الروم وأنهم لن يقدروا عليهم وهم محاصرون حصن بابل فقال عبادة: يا هذا لا تغرن نفسك ولا أصحابك، أما ما تخوفنا به من جمع الروم وعددهم وكثرتهم وأننا لا نقوى عليهم، فلعمري ما هذا بالذي تخوفنا به ولا بالذي يكسرنا عما نحن فيه، وإن كان ما قلتم حقًّا فذلك
...more