وكانت حروبهم في أول خروجهم إلى الشام والعراق أشبه بالغزو منها بالفتح، بل تلك كانت قاعدتهم في أكثر فتوحهم، كانوا يرسلون جماعة منهم لغزو البلد الذي يريدن فتحه — وقد لا يكون قصدهم الفتح في بادئ الرأي — فيحومون حول البلد يغزون وينهبون حتى تتاح لهم فرصة للفتح فيغتنمونها، كذلك فعلوا في كثير من فتوحهم في صدر الإسلام وبعده، فإن موسى بن نصير إنما أرسل طارقًا إلى سواحل إسبانيا سنة ٩٢ﻫ غازيًا لا فاتحًا، فاتفقت له أسباب ساعدته على الفتح تشبه الأسباب التي ساعدت العرب على فتح الشام فدخل طارق الأندلس، فلما بلغ موسى ذلك استغربه وشق عليه أن لا يكون هو الفاتح فبعث يستوثق منه، إلى آخر ما كان بينهما، هكذا كان
...more