نشاطهم وخفة أحمالهم لأنهم أهل بادية تعودوا خشونة العيش فأصبحوا لا يبالون بالجوع ولا العطش، إذا سافر أحدهم إلى حرب لا يحمل معه شيئًا يثقل كاهله أو يشغل بعيره، وقد لا يحملون طعامًا وإنما يقتاتون بما يكسبونه بالغزو في أثناء الطريق. وللإبل فضل كبير في تغلب العرب، لأنها كانت تقوم عندهم مقام المركبات والخيول والماشية عند الروم، فالعربي يركب ناقته ويحمل عليها أثقاله ويغتذي من لبانها ويستريح في ظلها، وهي تقتات بالعشب في الصحراء ولو كان يابسًا، وتصبر على الجوع وتحتمل الظمأ أيامًا، وأما الرومي أو الفارسي فلا يستطيع الانتقال إلى الحرب إلا بالأحمال والأثقال من المؤونة والذخيرة مما لا يقوى على حمله إلا
...more