والإنسان تظهر قواه بالاحتكاك أو الضغط شأن القوى الطبيعية، فالفرد لا يسعى في طلب العلا غالبًا إلا إذا عضه الفقر فأحوجه الرزق أو نافسه منافس في أمر يبعث إلى الاستئثارية. أما الأمم فإنما يدعوها إلى طلب العلا الحروب الخارجية أو الثورات الداخلية، والأولى أكثر تأثيرًا لما يرافقها غالبًا من الاختلاط بالأمم الأخرى، وفي ذلك من الاحتكاك ما يدعو إلى الاقتباس والمنافسة، وفي التاريخ شواهد كثيرة على ذلك.