«رحماك يا مولاي، إنني امرأةٌ بائسة مسكينة قد قضت عليَّ بعض ضرورات العيش في فاتحة حياتي أن أقف على حافة تلك الهوة التي يقف على رأسها النساء الجائعات، فسقطت فيها كارهةً مرغمةً، ثم أردتُ نفسي على الرضا بتلك الحياة التي قدرها الله لي فلم أستطع، فأصبحت في منزلة بين المنزلتين، لا أنا شريفة أنعم بعيش النساء الشريفات، ولا ميتة القلب أسعد سعادة الفتيات الساقطات، وقد وجدتُ في ولدك الرجل الوحيد الذي أحبَّني لنفسي، ومنحني من وده وإخلاصه ما ضنَّ به عليَّ الناس جميعًا، فأنست به أنسًا أنساني سقوطي وعاري، وحَبَّبَ إليَّ الحياة بعدما أبغضتها وبرمت بها، وكدتُ أقضي على نفسي بالخلاص منها، فلا تحرمني جواره، ولا
...more