وعرف همام أنها استكشفته وطبعته في صفحة المحاكاة عندها بعد فترةٍ وجيزةٍ، فجعلت تحكيه وتمثله في ضحكه وحديثه وتأمينه الصامت، واعتراضه بالإشارة، وردوده وهو مشغول، وردوده وهو حاضر القريحة، وتعقد أحيانًا محادثةً طويلةً بينها وبين نفسها تتكلم فيها مرة بصوتها وأسلوبها ومرةً بصوت همام وأسلوبه، فتجيد المحاكاة في اللهجة والتفكير إجادةً لا يعيبها الفرق بين الصوتين والجسمين والهيئتين، بل يزيدها ملاحةً على ملاحةٍ. وإنها لقد عرفت منه بزكانة المرأة في شهرٍ واحدٍ ما لَمْ يعرفه أصدقاؤه وخلطاؤه في أعوام، فتقول له إن الزوبعة منك لا تخيف ولا تطول بمقدار ما يخيف الاستقرار الذي بطل فيه التردد وخلا من كل هياجٍ وكل
...more