Nas9c

51%
Flag icon
فقد كان البحتري أسلس من المتنبي نظمًا، وأسرى إلى النفس نغمًا، وأعذبه في الذوق مسًّا، وكان مع هذا يعاني في النظم ما لم يكن يعانيه المتنبي الذي لا تسمع منه تلك الصيحة البلبلية الدافقة الطيعة، ولا تتوسم على قصائده ذلك السخاء الفياض بالخواطر والعبارات، وربما حذف البحتري نصف القصيدة لتسلم له السلاسة في بقيتها، ولم يكن المتنبي يفرط في بيت مما يقصد معناه، ولقد كان زهير أسلس من طرفة، وكان طرفة أسخى بالشعر وأسرع في صياغته من صاحب الحوليات الذي قيل: إنه كان ينظم كل قصيدة في عام، وقد عرف عن أناتول فرانس أنه كان يعيد كتابة الجملة الواحدة خمس مرات وستًّا وثمانيًا في بعض الأحيان، وهو ذلك الكاتب الذي يخيل ...more
Nas9c
6
‫ساعات بين الكتب‬ (Arabic Edition)
Rate this book
Clear rating