More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
والخيرة في الواقع.
فماذا يساوي إنسان لا يساوي الإنسان العظيم شيئًا لديه؟
في عالم ضج بالجور و الفساد من بيزنطة التي تحول الدين عندها الى حوار عقيم وفارس بلد المجوس و حبشة عبدت اوثانا، كانت امة لم تغد دولة انقسم شعبها الى ظالم و متسامح ، الذي كان مثاله بيت يرأسه عبد المطلب الذي ملأ قلبه إيمانا فكان خير سلف لخير خلف، كان أب شهيد قتل قبل أن ينعم بابنه اليتيم ، هذا اليتيم كان حامل الرسالة الذي نقل العالم الجائر إلى النصف و العدل بعدله و سمحاته .
طمأنينة
الباطن التي تنشأ من الركون إلى قوة في الغيب، تبسط العدل، وتحمي الضعف، وتجزي الظلم، وتختار الأصلح الأكمل من جميع الأمور … وطمأنينة الظاهر التي تنشأ من الركون إلى دولة تقضي بالشريعة، وتفصل بين البغاة والأبرياء، وتحرس الطريق، وتُخيف العائثين بالفساد …
حالة لا تستقر، ولا تزال في طلب الاستقرار …
كان حتما و بعد إظلام العالم و انقسامه الى نصارى و مجوس و عبد أوثان إرسال رسول يخرج العالم من الظلمات إاىلى النور و من جور الأديان إلى عدل الإسلام، و صفات ذاك الرسول المرتقب اجتمعت في محمد بن عبد الله الجامع للفصاحة و الملاحة و الدماثة مع الإيمان و الغيرة، فلا يتصور وجود نبي يجمع صفات تؤهله للنبوة أكثر منه ، فكان مؤتا لجوامع الكلم و دليل ذلك أحاديثه و أخباره بداية من السند فكان كلامه بلغيا فصيحا يحفظ سماعه كان رسول الهدى وسيما فاق بجماله يوسف عليه السلام فكان مليح الخلق و الخلق، كما وصف بالدماثة و هي أكبر برهان للرد على مقولة انتشار الإسلام بالسيف و الإرهاب و الإغراء بالشهوات و الللذات فأما الأولى فجميع الأدلة تثبت أن متخذو الإسلام عند بدء انتشاره لاقوا القتل و التعذيب من أهل قريش فما رفعوا سيفا و ما كان منهم إلا الفرار لاذين و قصك عمر خير دليل، و أما الشبهة الأخيرة فردها إن كان كذلك لكان الأحق بأبو لهب و بو جهل الانضمام إليه ، أكان أبو بكر أكثر حاجة إلى اللذة من أشراف قريش ؟
اتفقت أحوال العالم إذن على انتظار رسالة … واتفقت أحوال محمد على ترشيحه لتلك الرسالة …
فذلك هو الرسول الذي تغلب فيه الرسالة على القيادة العسكرية، ولا يلجأ إلى هذه القيادة إلا حين توجبها رسالة الهداية.
عبقرية محمد في قيادته لعبقرية ترضاها فنون الحرب، وترضاها المروءة، وترضاها شريعة الله والناس، وترضاها الحضارة في أحدث عصورها، ويرضاها المنصفون من الأصدقاء والأعداء.
خلوا بني الكفار عن سبيله خلوا فكل الخير في رسوله يا رب إني مؤمن بقيله إني رأيت الحق في قبوله
هذا الإلهام النافذ السديد في تدبير المصالح العامة، وعلاج شئون الجماعات، وهو الذي أوحى إلى الرسول الأمي قبل كشف الجراثيم، وقبل تأسيس الحجر الصحي بين الدول، وقبل العصر الحديث بعشرات القرون، أن يقضي في مسائل الصحة واتقاء نشر الأوبئة بفصل الخطاب الذي لم يأت العلم بعده بمزيد، حيث قال: «إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها.»
فهو مدير حين تكون الإدارة تدبير أمور، ومدير حين تكون الإدارة تدبير شعور،
وأصدق ما يقال في تعريفها ما قيل في تعريف الخط المستقيم عند أهل الهندسة: أقرب موصل بين نقطتين. فليس أقرب من هذا الأسلوب في إبلاغ الغرض منه.
هذه النفس المطبوعة على الصداقة والرحمة والسماحة ما أعجب اتهامها بالقسوة على ألسنة بعض المؤرخين الأوروبيين! …
ما أعجب اتهامها بالقسوة لأنها دانت أناسًا بالموت كما يدين القاضي مجرمًا بذنبه وهو من أرحم الرحماء؟ …
ما أعجبهم إذ يذكرون العقوبة وينسون الذنب الذي استوجب العقوبة كما ...
This highlight has been truncated due to consecutive passage length restrictions.
الفروسية عصر الحصان لا المرأة فهذا العصر كان كما قال الدارسون له: عصر الحصان، قبل أن يكون عصر المرأة أو عصر «السيدة المفداة».
ولم يفضل الرجل عليها إلا بما كلفه من واجب كفالتها وإقامة أوَدِها والسهر عليها …
وأمر بمداراة ضعفها ونقصها لأن «المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها».
لولا ما تعود المسلمون من ذكر كل كبيرة وصغيرة في حياته الخاصة والعامة على السواء،
ولكن القلب الذي لا يعرف قيمة المال لا فضل له في الكرم، والقلب الذي لا يخاف لا فضل له في الشجاعة، والقلب الذي لا يحزن لا فضل له في الصبر. إنما الفضل في الحزن والغلبة عليه، وفي الخوف والسمو عليه، وفي معرفة المال والإيثار عليه.
لأن العقائد إنما تقاس بالشدائد ولا تقاس بالفوز والغلب:
لن تتحرك أمة إلا إذا فتحت أمامها باب المستقبل، ولن تلتفت إلى الماضي إلا إذا كان فيه التقاء بالمستقبل، ولن تعيره الحياة إلا وهو مبعوث من جديد في صورة الخلق الجديد.