ذاك يومٌ امتدَّ فيه الموت وكبر، وانكمشت٧ فيه الحياة وصغرت، وتحاقرت الدنيا عند أهلها، حتى رجعت بمقدار هذه الحفرة التي يُلقى فيها الملوك والصعاليك والأخلاط بين هؤلاء وأولئك، لا يصغر عنها الصغير، ولا يكبر عنها الكبير؛ لا بل دون ذلك، حتى رجعتِ الدنيا على قدر جِيفة حيوان بالعَرَاء، تنكشف للأبصار عن شَوْهاءَ٨ نجسةٍ قد أَرَمَّتْ٩ لا تُطاقُ على النظر، ولا على الشم، ولا على اللمس؛ وما تتفجَّرُ إلا عن آفة، وما تتفجر إلا لهوام الأرض.