More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
أما هذا الدين فعلِمتُ من أبي أنه ثلاث عبادات يشد بعضها بعضًا: إحداها للأعضاء، والثانية للقلب، والثالثة للنفس؛ فعبادة الأعضاء طهارتها واعتيادها الضبط؛ وعبادة القلب طهارته وحبه الخير؛ وعبادة النفس طهارتها وبذلها في سبيل الإنسانية. وعند أبي أنهم بهذه الأخيرة سيملكون الدنيا؛ فلن تُقهَر أمةٌ عقيدتُها أن الموت أوسع الجانبين وأسعدُهما.
أن هذا الدين هو شعور الإنسان بسموِّ ذاتيتِه، وهذه هي نهاية النهايات في الفلسفة والحكمة.
لا تكون خدمةُ الإنسانية إلا بذات عالية لا تبالي غير سموها.
الأمة التي تبذل كل شيء وتستمسك بالحياة جُبنًا وحرصًا لا تأخذ شيئًا، والتي تبذل أرواحها فقط تأخذ كل شيء.»
ولكن هؤلاء المسلمين متى فُتحت عليهم الدنيا وافتتنوا بها وانغمسوا فيها، فستكون هذه الصلاة بعينها ليس فيها صلاة يومئذ.
كيف لا تُفتح الدنيا على قوم لا يحاربون الأمم، بل يحاربون ما فيها
وفي هذه الحياة أحوال «ثلاث» يغيب فيها الكون بحقائقه؛ فيغيب عن السَّكران، والمخبول، والنائم؛ وفيها حالة رابعة يتلاشى فيها الكون إلا من حقيقة واحدة تتمثل في إنسان محبوب.
هل أكلِّف الوجود شيئًا إذا كلَّفتُهُ رجلًا واحدًا أحبه!
تقول اليمامة: إن الوجود يحب أن يُرى بلونين في عين الأنثى: مرة حبيبًا كبيرًا في رَجُلها، ومرة حبيبًا صغيرًا في أولادها
أيها الناس، انطلقوا في الدنيا انطلاق الأطفال يُوجِدون حقيقتهم البريئة الضاحكة، لا كما تصنعون إذ تنطلقون انطلاقَ الوحش يُوجِد حقيقتَه المفترسة.
ألا ليت المنابر الإسلامية لا يخطب عليها إلا رجالٌ فيهم أرواح المدافع، لا رجال في أيديهم سيوف من خشب …
لا يحزن هذا القلب إلا شعر كأنه طُرِدَ من الجنة لساعته.
وفي الربيع لا يضيء النور في الأعين وحدَها، ولكن في القلوب
الحياة الحياة، إذا أنت لم تفسدها جاءتك دائمًا هداياها.
وإذا آمنتَ لم تعد بمقدار نفسك، ولكن بمقدار القوة التي أنت بها مؤمن. •••
القليل؛ لتحقق للحي وجود حياته بسحرها وجمالها، وتعطيه ما يُنسَى ما لا يُنسى.
عجبًا! ينفر الإنسان من كلمات الاستعباد، والضَّعَةِ، والذلة، والبؤس، والهم، وأمثالها، وينكرها ويردها، وهو مع ذلك لا يبحث لنفسه في الحياة إلا عن معانيها. •••

