More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
إن لم يكن البحرُ فلا تنتظر اللؤلؤ، وإن لم يكن النجم فلا تنتظر الشعاع، وإن لم تكن شجرة الورد فلا تنتظر الورد، وإن لم يكن الكاتبُ البيانيُّ فلا تنتظرِ الأدبَ.
قال: كيف لا تُفتح الدنيا على قوم لا يحاربون الأمم، بل يحاربون ما فيها من الظلم والكفر والرذيلة، وهم خارجون من الصحراء بطبيعة قوية كطبيعة الموج في المد المرتفع؛ ليس في داخلها إلا أنفسٌ مندفعةٌ إلى الخارج عنها؛ ثم يقاتلون بهذه الطبيعة أممًا ليس في الداخل منها إلا النفوس المستعدة أن تهربَ إلى الداخل …! قالت مارية: والله لكأننا ثلاثَتَنَا على دين عمرو …
على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضها الشمس والقمر والنجوم، كلها أصغر في عينها من هذا البيض هي كأرقِّ امرأة؛ عرفتِ الرقة مرتين: في الحب، والولادة هل أُكلِّفُ الوجود شيئًا كثيرًا إذا أردتُ أن أكون كهذه اليمامة!
فيا أسفًا علينا نحن الكبار! ما أبعدَنا عن سر الخلق بآثام العمر! وما أبعدنا عن سر العالم بهذه الشهوات الكافرة التي لا تؤمن إلا بالمادة! يا أسفًا علينا نحن الكبار! ما أبعدنا عن حقيقة الفرح! تكاد آثامنا — والله — تجعل لنا في كل فرحة خَجْلَة
لا يكون السرور دائمًا إلا جديدًا على النفس، ولا سرورَ للنفس إلا من جديد على حالة من أحوالها؛ فلو لم يكن في كل دينار قوةٌ جديدةٌ غيرُ التي في مثله لما سُرَّ بالمال أحد، ولا كان له الخطر الذي هو له؛
ألا ما أشبه الإنسان في الحياة بالسفينة في أمواج هذا البحر! إنِ ارتفعتِ السفينةُ، أو انخفضت، أو مادت،٧ فليس ذلك منها وحدها، بل مما حولها.
إننا لن ندرك روعة الجمال في الطبيعة إلا إذا كانت النفسُ قريبةً من طفولتِها، ومرحِ الطفولة، ولعبِها، وهذيانِها.
لا تتم فائدة الانتقال من بلد إلى بلد إلا إذا انتقلتِ النفسُ من شعور إلى شعور؛ فإذا سافر معك الهمُّ فأنت مقيم لم تبرح.
يشعر المرء في المدن أنه بين آثار الإنسان وأعماله؛ فهو في رُوح العناء والكدح والنزاع؛ أما في الطبيعة فيحس أنه بين الجمال والعجائب الإلهية، فهو هنا في رُوح اللذة والسرور والجلال.
إن دقة الفهم للحياة تفسدها على صاحبها كدقة الفهم للحب، وإنَّ العقل الصغير في فهمه للحب والحياة، هو العقل الكامل في التذاذه بهما. وا أسفاه، هذه هي الحقيقة!