وليست المدنية الصحيحة — كما يحسب المفتونون — هي نوع المعيشة للحياة ومادتها، بل نوع العقيدة بالحياة ومعانيها؛ وإلى هذا ترمي كل مبادئ الإسلام، فإن هذا الدين القوي الإنساني لا يعبأ بزخارف كهذه التي تتلبَّس بها المدنية الأوروبية القائمة على الاستمتاع، وفنون اللذات، وانطلاق الحرية بين الجنسين؛ فهذا بعينه هو التحطيم الإنساني الذي ينتهي بتهدُّم تلك المدنية وخرابها؛ وإنما يعبأ الإسلام بالعقيدة التي تنظِّم الحياة تنظيمًا صحيحًا متساوقًا،١٨ وافيًا بالمنفعة، قائمًا بالفضيلة، بعيدًا من الخلط والفوضى.

