كريم

19%
Flag icon
فلمَّا فرغوا من دفنها وسُوِّيَ عليها، قام شيخنا على قبرها وقال: يرحمكِ الله يا فلانة! الآن قد شُفيتِ أنتِ ومرضتُ أنا، وعُوفيتِ وابتُليتُ، وتركتِنِي ذاكرًا وذهبتِ ناسية، وكان للدنيا بك معنى، فستكون بعدَكِ بلا معنى؛ وكانت حياتك لي نصف القوة، فعاد موتك لي نصف الضعف؛ وكنت أرى الهموم بمواساتك همومًا في صورها المخففة، فستأتيني بعد اليوم في صورها المضاعفة! وكان وجودك معي حجابًا بيني وبين مشقات كثيرة، فستخلُص كل هذه المشاق إلى نفسي؛ وكانت الأيام تمر أكثر ما تمرُّ رقتُك وحنانُك، فستأتيني أكثر ما تأتي متجردة١ في قسوتها وغلظتها. أما إني — والله — لم أُرزأ منكِ في امرأة كالنساء، ولكني رُزئت في المخلوقة ...more
كريم
ابي ربيعة الفقيه الصوفي
وحي القلم
Rate this book
Clear rating