ومرّ الشهر الذي يدعوه الناس عسلًا، تاركًا وراءه شهور الخل والعلقم، مثلما تترك أمجاد الحروب جماجم القتلى في البرية البعيدة … إن بهرجة الأعراس الشرقية تصعد بنفوس الفتيان والصبايا صعود النسر إلى ما وراء الغيوم، ثم تهبط بهم هبوط حجر الرحى إلى أعماق اليمّ، بل هي مثل آثار الأقدام على رمال الشاطئ لا تلبث أن تمحوها الأمواج.