More on this book
Kindle Notes & Highlights
Read between
November 20 - November 24, 2021
يجب على الإنسان أن يحمل هدفاً مشروعاً في قلبه، ويشرع في إنجازه، وعليه أن يجعل هذا الهدف النقطة المركزية لأفكاره. قد يكون هذا الهدف أمراً روحياً أو غرضاً مادياً تبعاً لطبيعته في حينها، ولكن، وبغضِّ النظر عن ذلك، فعلى الإنسان أن يركز قوى تفكيره بثبات على ذلك الهدف الذي وضعه لنفسه، وأن يجعل ذلك الهدف واجبه الأسمى، وأن يكرس نفسه لتحقيقه، غير سامحٍ لأفكاره بالتجوال بعيداً في أوهامٍ وسرابات وتصورات عابرة. إن هذا هو الطريق الملكي للتحكم بالذات والتركيز الحقيقي للأفكار.
الرغبة نهمةٌ كالمحيط، وتضـجُّ أكثر فأكثر كلما لُـبِّيت مطالبها. وتطالب بالمزيد من خدمها الموهومين، حتى يقعوا أخيراً تحت وطأة بؤس جسدي أو عقلي، ويُـدفعوا في نيران المعاناة المطـهِّرة. الرغبة من أركان الجحيم، حيث يتوضع العذاب كله. إن التخلي عن الرغبات هو إدراك الفردوس، وكل المسـرَّات تنتظر من يحـجُّ إلى هناك.

