«يوم الأربعاء من كل أسبوع يشهد كوبري التاريخ زحاما غريبا. رجال وشباب وصبية حفاة مهترئو الثياب يتوافدون فرادى منذ الصباح الباكر ويتراصون بلا ضجة بامتداد الكوبري يولّون وجوههم ناحية الميناء وتمتد عيونهم شاخصة في الفراغ إلى الأمام. تقف الترام في محطتها خلفهم ولا أحد يترك مكانه إلا في المساء. اكتشف الناس متأخرا جدًّا أن بالميناء فرنا يتبع الشرطة يسمى «فرن الإعدام» يتم فيه حرق المخدرات المضبوطة على الحدود والسواحل وفي الأوكار. يوم الأربعاء هو اليوم المحدد للحرق، والنسيم القادم من البحر يهب على الكوبري مارًا بالفرن ويصل للواقفين طيبا ممتزجا بدخان الحشيش المحروق حاملًا الراحة والهناء بالمجان. الآن
...more

