«عاد مدرس كان معارا إلى الشارقة. برقيته لم تصل. فتح باب شقته بالمساء ودخل بهدوء ليفاجئ زوجته وطفليه بالسعادة. فتح باب غرفة نومه فوجد زوجته تحت رجُل. نظرت إلىه ونظر إلىها. عاد بهدوء إلى الخلف. عرفت قدماه باب الشقة وهو يسير بظهره. خرج وهبط السلم بظهره أيضا. نزل إلى الشارع بظهره ومشى في الطريق بظهره وكل من يراه يوسع له في ارتباك، وطفلاه اللذان برزا من أحد الأزقة يتابعانه. ينظر إلىهما وينظران إلىه. يمد لهما يديه ويمدان أيديهما. لا يستطيع التوقف ولا يستطيع التقدم نحوهما، وكلما أمسكا بيديه أفلتتا منهما فلا يكفان عن البكاء. الإسكندرية كلها صارت تعرفه. يفسح له الناس الطرقات وتقف له إشارات المرور
...more

