More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
شمالا وجنوبا وأوصدوا الأبواب بمزاليجها الحديدية الضخمة؛ ومن خلفها أقاموا المتاريس بالأخشاب والحدائد وأجسادهم. أغلقوا الأبواب كلها إلا بابًا واحدًا خرج منه الشباب المتجهون إلى قصر الكاردينال بالقرب من الحمراء. خرج الحشد الكبير من باب البنود إلى القصبة القديمة وعبروا نهر حدرّه مندفعين متوقدين، والحزن، الحزن الثقيل الذي ركب على أكتافهم وناءت تحت وطأته الرءوس وانقبضت القلوب، اعتلوه، وعلى صهوته انتصبت الجذوع، وعلت الهامات، وتألقت العيون، ودفعت الأقدام بمهاميزها فراح يركض منفلتا كأنما قُدّ من لهب. وفي البيازين سهر الناس في أمان الله الذي أضاء لهم طريقهم بنوره الرباني بدرًا تماما في السماء. في البيوت
...more
أم تتجه إلى باب إلبيره في الغرب؟ هل ركب الولد رأسه وخرج من باب البنود مع الشباب ليحاصروا بيت الكاردينال؟
أيضا، لأنهم يقولون إنها بلاد حصاها من الجواهر وتربتها من التبر الخالص»، وكان يضحك لأنه لم يكن يصدق هذا الكلام على شيوعه وكثرة تردده. وكان حسن يجلس صامتًا يتطلع إلى نعيم، تثقله فكرة رحيله. يستحضر رحيل سعد ويتوجس من وحشة المواصلة وحيدًا بلا سند. ـ ومتى تعود يا نعيم؟ ـ بعد عام، أو عامين لأن القس يقول إن الغرض من ذهابه هو أن يكتب كتابًا. إنه يريد أن يرى كل شيء بنفسه ويسجله في كتاب.
أوضح عمر كلام أخيه: ـ الهجوم على السواحل الإسبانية وتهريب المهاجرين من ناحية، وتعاون البعض مع فرنسا بحجة إضعاف سلطة الإمبراطور، تقوي الاتجاه القائل بأن عرب البلاد لا ولاء لهم للملكة، وأنه لا حل سوى تنصيرهم أو ترحيلهم. وهذا يجعل مهمتنا أصعب. وكان هذا أغرب ما سمعه حسن من كلام. كان أهل غرناطة يخشون من إعلان تعاطفهم مع المجاهدين أو يعاونونهم سرا ويَموّهون موقفهم بإعلان الولاء، ولكنه لم يسمع أبدا أن ما يقوم به المجاهدون ضار بمصالح العرب... أربكه رأي الأخوين وأطال
يحلم بها الإنسان. وزاد فرح البنات من حزن مريمة الذي امتزج بالسخط والإشفاق على حالها. كانت تبكي عندما قبلتها رقية كبرى بناتها وقالت: ـ لماذا تبكين يا أمي..؟ سنكون معا، ثلاثتنا، نرعى بعضنا بعضًا. ونأتنس بالحياة في بيت واحد، هذا أفضل من أن
صحيح، واختل مني العقل والبدن، لحظات يا جدي لحظات، ولكني لم أقل شيئا تخجل منه. قرأت في الكتب كما علمتني وطيبت أوجاع الناس ما استطعت وحلمت يا جدي أن أهديك يوما كتابا أخطّه بيدي وأودعه خلاصة ما قرأت وما لمست في الأبدان يداي. أردت، لولا سجن زمان يا جدي. تطلعت سليمة من حولها. كان الحشد قد سكن سكونا غريبا، وكان
الصندوق على قطعة من المخمل الأخضر وعرضه في مدخل المتجر امتلأ عليّ زهوا وانتشاء، وألحت عليه الرغبة في أن يطير بالصندوق ليريه لجدته ولوردة ولأنطونيو ،وأيضا للجيران. أراد أن يطلب ذلك من إرناندو ولكنه استحى. ١١ لم
ولكنها ليست تمثيلية يا سي صالح! كان عليّ قد قام من مكانه ومضى باتجاه الباب. لحقه عيد: ـ انتظر يا سي عليّ. انتهيت من قص شعر سي صالح، لحظات وأشذِّب له لحيته. لم ينتظر. قيل إن الصبية وأباها نقلا إلى العاصمة للتحقيق. هل يذهب للبحث هناك، ومن أين يبدأ،
وانقسمت الجعفرية، وتداعت الذاكرة بعشرات الوقائع القديمة التي تدين أولئك أو هؤلاء. قال عمر الشاطبي: ـ تتعقد المشكلة يوما بعد يوم، وتهدد بفتنة تأتي علينا كما أتت النار على حقل أولاد النعمان. قم بنا يا عليّ لزيارتهم والتحدث بالعقل معهم لعلنا ننجح في تهدئة النفوس. بدآ بزيارة أولاد النعمان. كانوا خمسة أولاد يسكنون
في مونتاج تلقائي يشكل الدلالة ويفي بحاجتي منها وضرورات النص. باختصار، كتبت غرناطة ومريمة والرحيل وأنا أحدق في صورتي في الزمان يتهددها الموت، ولعل الانفعال الكامن وراء النص والمحرك لكتابته يجد أبلغ تعبير عنه في تلك الأبيات من «أحد

