ذهب نعيم بثيابه وغليونه ورائحة دخانه، وحكايته الطويلة الواحدة التي تتسلسل أجزاؤها المرة بعد المرة. لم يكن ما يقصه عليه نعيم يشبه حكايات مريمة. كان يقص حكايته منذ مد له رجل أزرق العينين، فارع الطول، يده، وسأله: «ما اسمك يا ولد؟» واصطحبه إلى داره وطلب من زوجته أن تحممه، وأطعمه، وعلمه دباغة الجلد وتغليف الكتب. كان كل فصل من فصول حكايته يصور بشرا وأماكن ووقائع رأتها عيناه وعاش تفاصيلها. حدثه عن سعد الذي أتى من مالقة، وسليمة وهي تقرأ في الكتب وتداوي أوجاع الناس. حكى عن غرناطة العرب، وعن قرية على شاطئ بحر محيط مكسوة بأخضر نباتات كثيفة، إن تقارن غرناطة بها تَبْدُ لك غرناطة قاحلة جرداء، أمطارها وبل
...more

