More on this book
Kindle Notes & Highlights
Read between
June 15 - August 26, 2019
أعتقد أنه لم يبق في العالم من يتصدى للاستهلاكية العالمية سوى الإسلام والمسلمين، وبقايا الكنيسة الكاثوليكية، وبعض الكنائس الأخرى، مثل الكنيسة القبطية في مصر. فالإنسان المسلم نموذج إنساني للمقاومة، فهو لا يعتبر معدلات الاستهلاك هي النقطة المرجعية التي يستخدمها في الحكم على الأمور، فمرجعيته هي مقدار تحقيقه لقيمه الإسلامية، وبذلك فإن هذا المسلم إنسان مقاوم للاستهلاكية العالمية، ومن ثم لابد من سحقه.
إذا كان الإنسان مرجعية ذاته، فإنه لا يعرف سوى المنفعة المادية واللذة الجسدية، كيف يمكن أن نطلب منه أن يكبح جماح لذته من أجل بقية الجنس البشري
المنظومة الإسلامية يمكن أن تشكل نقطة انطلاق للوقوف ضد الاستهلاكية التي ثبت أنها ستودي بالعالم.
فالهوية أمر محمود، ولا يعني حضورها انغلاقاً، ولكن يعني وعياً وقدرة على نقد الآخرين من دون استلاب أو انبهار بهم أو انغلاق عليهم، فهذه أصولية أخرى توازي التعصب المغلق على الهوية عند الأصوليين الحرفيين المتشددين في بلادنا. ولا تكون الهوية أمراً مذموماً إلا حينما تصبح مرجعية ذاتها، ولا تقبل بأي معايير خارج ذاتها. فيرى عرق معين أنه فوق الآخرين أو أن القوة هي الحق.

