«أولا: كففت فورا عن نظام المناقشة الذي كنت ألتزمه أثناء اجتماعي مع مساعدي، وكان يقضى بأن يسردوا عليَّ تفاصيل الأخطاء التي وقعت، أو المشكلات التي صادفتهم، ثم يسألونني: ماذا نفعل؟ «ثانيا: وضعت قاعدة جديدة تحتم على كل واحد منهم، يريد أن يعرض على مشكلة ما، أن يقدم لي أولا مذكرة تشمل الإجابة عن هذه الأسئلة الأربعة: ١- ما المشكلة؟ «وقد تعودنا، فيما مضي، أن ننفق ساعة أوساعتين في مناقشة حامية دون أن ندري ما المشكلة على وجه التحديد! كما اعتدنا أن نحيط المشكلة بالغموض، دون أن يفكر أحدنا في تدوين موضوعها بوضوح». ٢- ما منشأ المشكلة؟ «وإذا أرجع بذاكرتي للوراء، يخيفني ما أنفقناه من ساعات دون محاولة معرفة
«أولا: كففت فورا عن نظام المناقشة الذي كنت ألتزمه أثناء اجتماعي مع مساعدي، وكان يقضى بأن يسردوا عليَّ تفاصيل الأخطاء التي وقعت، أو المشكلات التي صادفتهم، ثم يسألونني: ماذا نفعل؟ «ثانيا: وضعت قاعدة جديدة تحتم على كل واحد منهم، يريد أن يعرض على مشكلة ما، أن يقدم لي أولا مذكرة تشمل الإجابة عن هذه الأسئلة الأربعة: ١- ما المشكلة؟ «وقد تعودنا، فيما مضي، أن ننفق ساعة أوساعتين في مناقشة حامية دون أن ندري ما المشكلة على وجه التحديد! كما اعتدنا أن نحيط المشكلة بالغموض، دون أن يفكر أحدنا في تدوين موضوعها بوضوح». ٢- ما منشأ المشكلة؟ «وإذا أرجع بذاكرتي للوراء، يخيفني ما أنفقناه من ساعات دون محاولة معرفة الأسباب التي دفعت المشكلة إلي حيز الوجود». ٣- ما الحلول الممكنة لهذه المشكلة؟ «وفيما مضى كان كل منا يقترح حلا فيجادله زميل له، وكثيرا ما كانت الخواطر تهتاج فتنأى بنا عن الحل المقترح، وفي نهاية الاجتماع لم يكن يخطر لأحد منا أن يدون الحلول التي عرضنا لها أثناء المناقشة». ٤- ما أفضل الحلول؟ وقد اعتدت من قبل، أن أدخل قاعة الاجتماع مع مساعدي الذين أرهقهم القلق ساعات طوال، فحدا بهم إلي الدوران حول المشكلة في حلقات مفرغة دون استخلاص حل محدد. «وكان من نتجة هذه الخطة أن قل التجاء مساعدي لعرض مشكلاتهم علي. لماذا؟ لأنهم، لكي يجيبوا عن هذه الأسئلة الأربعة، يجب أن يحصلوا على الحقائق المحيطة بالمشكلة كافة، فإذا توفرت لهم الحقائق كافة، فغالبا ما يحل ثلاثة أرباع المشكلة من تلقاء ذاته، ولم يعد حل الباقي يحتاج إلي معاونتي. وحتى إذا أوجبت الظروف مشاورتي، فإن المناقشة لا تستغرق أكثر من ثلث الوقت الذي كانت تستغرقه قبلا، لأنها - أي المناقشة - تسير في طريق مرسوم. «ونحن الآن، بفضل هذه الخطة، نستهلك وقتا ضئيلا ...
...more
This highlight has been truncated due to consecutive passage length restrictions.