ثم نادانا الأستاذ واحدا فواحدا لنتأمل حطام الزجاجة، واللبن المراق على الأرض، وجعل يقول لكل واحد منا: «أنظر جيدا.. إنني أريد أن تذكر هذا الدرس مدى حياتك، لقد ذهب هذا اللبن، واستوعبته البالوعة، فمهما تشد شعرك. وتسمح للهم والكدر أن يمسكا بخناقك، فلن تستطيع أن تستعيد قطرة واحدة منه، لقد كان يمكن بشئ من الحيطة والحذر أن تتلافى إراقة اللبن، ولكن.. لقد فات الوقت الآن، وكل ما تستطيعه أن تمحو أثره وتنساه، ثم تعود إلى عملك بهمة ونشاط».

