More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
والكلمات التي قرأها كانت للأديب الإنجليزي الكبير توماس كارليل(١)، وهي: «ليس علينا أن نتطلع إلي هدف يلوح «غائما» على البعد، وإنما علينا أن تنجو ما بأيدينا من عمل نراه «واضحا»..
ولقد عزا سر نجاحه إلي ما أطلق عليه «الحياة في حدود اليوم».
ثم أردف قائلا: «كل منكم أعظم بناء من السفينة الضخمة فعليكم أن تتعلموا السيطرة على «آلاتكم» فلا يعمل منها إلا ما يلزم لرحلة يوم، فذلك مما يقرب من بر السلامة. وليتصور كل منكم نفسه كقبطان السفينة وأنه يضغط زرا فيسمع أصوات الأبواب الحديدية تنغلق على الماضي، الذي لم يعد له وجود، ثم يتخيل أنه يضغط زرا أخر فتنسدل ستائر حديدية على المستقبل الذي لم يولد بعد. وبذلك يضمن سلامة يومه هذا، أغلقوا الأبواب على الماضي والمستقبل ووطنوا أنفسكم على العيش في حدود اليوم.
فهل كان الدكتور أوسلر يعنى أن علينا ألا نفكر في الغد أو نستعد له؟ لقد مضى في خطبته فقال: «إن أفضل الطرق للاستعداد للغد أن نركز كل قدراتنا لإنهاء عمل اليوم على أحسن ما يكون، إنه الطريق الوحيد للاستعداد للغد». وقد نصح الطلبة بأن يبدأوا يومهم بالدعاء الذي كان يتلوه المسيح «خبزنا كفافنا أعطنا اليوم»(١)، وذكرهم أن هذا كان من أجل خبز اليوم وحسب، فلا هو يحتج على الخبز الردئ الذي ناله بالأمس ولا هو يقول مثلا: «يا إلهي.. لو خسرت وظيفتي.. كيف أحصل على الخبز»! (١)إنجيل متى:
اتخذ شعارا من كلمات ثلاث مقتطعة من أحد التراتيل: «خطوة واحدة تكفيني» ومطلع هذا الترتيل يقول: «خذ بيدي أيها الضوء الكريم، وثبت قدمي». «إنى لا أطمع في الأفق البعيد.. خطوة واحدة تكفيني».
«حبة واحدة من الرمل في الوقت الواحد.. عمل واحد في الوقت الواحد». وظللت أردد ذلك حتى صرت قادرا على إنجاز مهامي بعيدا عن القلق الذي كاد يحطمني في ساحة الحرب».
كلانا... أنا وأنت تقف الآن فى ملتقى طريقين خالدين: ماضٍ كبير ذهب بلا عودة ومستقبل مجهول يتربص بكل لحظة من الحاضر. ولسنا قادرين «ولو بجزء من الثانية» على أن نعيش في أي منهما. وإذا حاولنا ذلك لم نحصد إلا تحطيم أجسادنا وعقولنا. فلنرض إذن بالعيش في الحاضر الذي لا نستطيع أن نعيش إلا فيه... نعيش إلي أن يحين أوان النوم.
«كل إنسان يمكنه حمل عبئه - مهما كان ثقيلا - حتي يأتي الليل، وكل إنسان يمكنه إنجاز يوم عمل واحد مهما كان صعبا. وكل إنسان يستطيع أن يعيش قرير العين، صابرا، محبا، حتى تغرب الشمس. هذا في الحقيقة كل ما يبتغيه من الحياة».
«وذات يوم قرأت مقالا أخرجني من هذه الوحدة ومنحنى القدرة على مواجهة الحياة. وسأظل شاكرة لهذه الجملة التي قرأتها في هذا المقال:
«ليس اليوم إلا حياة جديدة لمن يعقلون». وفورا كتبتها على الآلة الكاتبة ووضعتها على زجاج سيارتي أمام عجلة القيادة لأراها طوال قيادتي السيارة. لقد علمتني هذه العبارة أن أعيش كل يوم بيومه وأن أنسى الأمس ولا أفكر في الغد».
«يا أيها الغد.. كن ما شئت» «فقد عشت اليوم لليوم.. لا غده ولا أمسه».
«اطمئنان الذهن لا يتحقق إلا مع القبول بأسوأ الفروض، ومرد ذلك من الناحية النفسية إلي أن هذا التسليم يحرر فعاليتنا من القيود».
إنه الواقع بدقة، فمتى سلمنا بالفرض الأسوأ لا يبقى شئ نخاف أن نخسره، وإن بقي ما نربحه.
«واجه الاحتمال الأسوأ»،
إذا كانت لديك مشكلة تبعث على القلق، طبِّق «وصفة ويليس كاريير» هذه خطواتها: ١- اسأل نفسك: ما أسوأ ما يمكن أن يحدث لي؟ ٢- هيئ نفسك لقبول الاحتمال الأسوأ ٣- توجه مباشرة إلي: «إنقاذ ما يمكن إنقاذه».
فكانت نصيحته التي علقها في برواز: «الاسترخاء والترفيه» فالترفيه يؤدى للاسترخاء، ولكي ترفه عن نفسك يجب أولا أن تثق في الله، وأن تعطى لجسدك حاجته من النوم، استمتع بالموسيقى، وانظر إلى الجانب البهيج من الحياة، وتأكد بعد هذا أن الصحة والسعادة ستكون في جانبك»
«انشغل، ابق منشغلا» هذا أرخص أصناف الدواء في العالم، وأعظمها أثرا.
وإذن فلكي تحطم عادة القلق، إليك القاعدة رقم ١ : استغرق في العمل.. إذا ساورك القلق، انشغل عنه بالعمل، وإلا هلكت يأسا وأسى.
«إن الحياة أقصر من أن نقصرها»،
وإذن، فلكى تحطم عادة القلق، قبل أن تحطمك، إليك القاعدة رقم ٢. لا تسمح لنفسك بالثورة من أجل التوافه، وتذكر أن الحياة أقصر من أن نقصرها.
واذن فلكي تحطم القلق، قبل أن يحطمك، إليك القاعدة الثالثة: استعن على طرد القلق بالإحصاءات والحقائق الثابتة واسأل نفسك: هل هناك ما يبرر مخاوفي؟ وما مدى احتمال حدوث ما أخشاه؟
ولسوف تعترضني وتعترضك، على مر الأعوام مواقف لا تسر، ولكنها محتومة ليس منها بد. ولي، ولك في هذه الحالة الخيار: فإما أن نسلِّم بما ليس منه بد، وإما أن نحطم حياتنا بالثورة والنقمة، وننتهي في الأغلب إلى انهيار عصبي.
قال لى «ج. س. بينى» مؤسس سلسلة المخازن الشهيرة باسمه: «لن أقلق ولو خسرت كل سنت أملكه، لأنني أعلم ما الذي يعود به القلق علي. أنني أؤدى عملي على أحسن وجه أستطيع أن أقوم به، وأترك الباقي لله سبحانه».
«هناك طريق واحد يفضي إلى السعادة، ذلك هو الكف عن التوجس من أشياء لا سيطرة لإرادتنا عليها».
إن أحدا منا ليس من القوة بحيث يسعه أن يقاوم ما ليس منه بد، عليك أن تختار أحد الشيئين: فإما أن تنحني حتى تمر العاصفة بسلام، وإما أن تتصدى لها معرضا بذلك نفسك للهلاك.
«هبني اللهم الصبر والقدرة». «لأرضى بما ليس منه بد». «وهبني اللهم الشجاعة والقوة». «لأغيرِّ ما تقوى على تغييره يدي». «وهبني اللهم للسداد والحكمة». .لأميز بين هذا وذاك».
وكم وددت لوأنني أدركت هذا المبدأ منذ سنين مضت لأطبقه على ما كان يطرأ علىَّ من نفاد الصبر، واحتداد المزاج، واستشعار الخوف والقلق. لم يخطر لي قبل هذا أن أسيطر على كل موقف يتهدد طمأنينتي، وأقول لنفسي: «اسمع يا ديل كارنيجي، أن هذا الموقف لا يحتاج لأكثر من «كذا» من الوقت للاهتمام به. ثم بعد ذلك تسقطه من حسابك تماما».
لقد أخرجا طائفة من أحب «الأوبرات» الخفيفة التي أمتعت العالم مثل «الصبر»، « بينا فور» و «الميكادو».
«ليوتولستوي» مؤلف أروع روايتين في الأدب العالمي وهما «الحرب والسلام» و«أنا كارنينا».
إذن، فلكي تحطم عادة القلق قبل أن تحطمك، إليك القاعدة رقم «٥»: عندما يساورك القلق من أجل الحصول على شئ، اسأل نفسك هذه الأسئلة: ١- ما مدى الفائدة التي سيعود بها على هذا الأمر الذي يساورني القلق من أجله؟ ٢- كم من الوقت أجعله حدا أقصى لهذا القلق؟ ٣ - كم ينبغي أن أدفع ثمنا لهذا الشئ الذي يساورني القلق من أجله، ولا أزيد عليه؟
إن من المعقول أن تحاول تعديل «النتائج» التي ترتبت على أمر حدث منذ ١٨٠ ثانية، أما أن تحاول تغيير الأمر نفسه، فهذا هو ما لا يعقل.
وليس ثمة إلا طريقة واحدة يمكن بواستطها أن تصبح الأحداث الماضية بناءة مجدية. تلك هي تحليل الأخطاء التي وقعت في الماضي، والاستفادة منها، ثم نسيانها نسيانا تاما.
«جورج واشنجتون كارفر»، حين أفلس المصرف الذي كان يودع فيه كل ما أدخره طيلة حياته، وقدره ٤٠ ألف دولار.. فقد سأله أحدهم إن كان قد عرف أنه خسر أمواله جميعها، أجاب: «نعم! سمعت» ثم انصرف إلى التدريس، وكأن شيئا لم يحدث. لقد محا من ذهنه محوا تاما كل تفكير في هذه الخسارة. حتى أنه لم يعد يذكرها بعد ذلك قط!.. والشئ الثاني: أن أحلل أخطائي وأخرج منها بدرس مفيد.
«لم أكن، بعد، قد بلغت العشرين من عمري، ولكني كنت شديد القلق حتى في تلك الفترة المبكرة من حياتي... فقد اعتدت أن أستعيد أخطائي. وأهتم بها اهتماما بالغا، وكنت إذا فرغت من أداء امتحان وقدمت أوراق الإجابة، أعود إلى فراشي فأستلقي عليه، ثم أعض أصابعي وأنا في أشد حالات القلق خشية الرسوب. لقد كنت أعيش في الماضي، وفيما صنعته فيه، وأود لو أنني صنعت غير الذي كان وأفكر فيما قلته من زمن مضى، وأود لو أنني قلت غير الذي قلت، وهكذا.
ثم نادانا الأستاذ واحدا فواحدا لنتأمل حطام الزجاجة، واللبن المراق على الأرض، وجعل يقول لكل واحد منا: «أنظر جيدا.. إنني أريد أن تذكر هذا الدرس مدى حياتك، لقد ذهب هذا اللبن، واستوعبته البالوعة، فمهما تشد شعرك. وتسمح للهم والكدر أن يمسكا بخناقك، فلن تستطيع أن تستعيد قطرة واحدة منه، لقد كان يمكن بشئ من الحيطة والحذر أن تتلافى إراقة اللبن، ولكن.. لقد فات الوقت الآن، وكل ما تستطيعه أن تمحو أثره وتنساه، ثم تعود إلى عملك بهمة ونشاط».
«لا تعبر جسرا حتى تصل إليه» و «لا تبك على ما فات».
«بالطبع لا يمكن لأحد أن ينشر نشارة الخشب»، فهي «منشورة» فعلا، وكذلك الحال مع الماضي. «فعندما ينتابكم القلق لأمور حدثت في الماضي فاعلموا أنكم تمارسون نشر النشارة!».
«نعم. كنت أقلق في وقت ما ولكني تغلبت على هذه الحماقة منذ سنوات عديدة مضت.. فقد وجدت أن القلق على الماضي لا يجدي شيئا، تماما، كما لا يجديك أن تطحن الدقيق!».
نعم! ليس يجديك أن تطحن الدقيق، ولا أن تنشر النشارة، وكل ما يجديك إياه القلق هوأن يرسم التجاعيد على وجهك، أن يصيبك بقرحة في المعدة.
لا شك أننا جميعا ارتكبنا كثيرا من الأخطاء والحماقات، فمن ذا الذي خلق معصوماً من الخطأ؟؟ فلا تتحسر قط على ما فات من أخطائك، لأن الحسرة لن تجديك فتيلا، لأنه ليست هناك قوة في العالم يمكنها أن تعيد الماضي، أو تغيره وأذكر دائما القاعدة رقم ٦: لا تحاول أن تنشر النشارة.
«إن حياتنا من صنع أفكارنا».
أجل. فإذا نحن راودتنا أفكار سعيدة كنا سعداء، وإذا تملكتنا أفكار شقية أصبحنا أشقياء، وإذا سادتنا أفكار مزعجة غدونا خائفين جبناء، وإذا سيطرت علينا أفكار السقم والمرض، فالأرجح أن نصبح مرضى سقماء، وإذا نحن فكرنا في الفشل، فشلنا فوراً، وإذا جعلنا نندب أنفسنا، ونرثي لها اعتزلنا الناس، وتجنبوا عشرتنا.
«ولدى: إنك الآن على بعد ١٥٠٠ ميل من بيتك، ومع ذلك لست تحس فارقا بين الحالتين هنا وهناك، أليس كذلك؟ أنا أعلم أن الأمر كذلك، لأنك أخذت معك، عبر هذه المسافة الشاسعة الشئ الوحيد الذي هو مرد كل ما تعانيه، ذلك هو نفسك! لا آفة البتة بجسمك أو عقلك، ولا شئ من التجارب التي واجهتها سقطت بك إلي هذه الهوة السحيقة من الشقاء، وإنما الذي تردى بك هو الاتجاه الذهني الذي واجهت به هذه التجارب فكما يفكر المرء يكون. فمتى أدركت ذلك يا بني، عد إلى بيتك وأهلك، فإنك يومئذ تكون شفيت».
وإذا حاول الآن شئ من القلق أن يتسرب إلى نفسي كما يفعل مع كل نفس - فإني أقول لنفسي: اضبط اتجاهك الذهني، وسوف يسير كل شئ على ما يرام.
«بإمكان العقل أن يخلق، وهو في مكانه مقيم جحيما من الجنة، أو نعيما من الجحيم».
«هو أنه لا شئ على الإطلاق يمكنه أن يواتيك بالراحة والاطمئنان سوى نفسك»..
«انتصارا سياسيا، أو ازديادا في دخلك، أو شفاء مريض عزيز عنك، أو عودة صديق حبيب إلى قلبك، أو أي عامل آخر من هذه العوامل «الخارجية» يبعث السرور في نفسك، فتحسب أن الأوقات السعيدة قد واتتك أخيرا ولكني أنصحك ألا تتمادى في هذا الظن، فلا شئ يمكنه أن يجلب لك السعادة الحقة إلا نفسك!».
وقد حذرنا، «ابكتيتوس»، الفليسوف الرواقي، بأن إزالة الأفكار الخاطئة من العقل أجدى بكثير من إزالة أورام الجسد. ألقى ابكتيتوس بتحذيره هذا منذ ١٩ قرنا مضت،
وقد اتخذ «مونتان» الفليسوف الفرنسي الكلمات التالية شعارا له في الحياة: «إن المرء لا تضيره الحوادث، وإنما الذي يضيره حقا هوتقديره للحوادث.. وتقديرنا للحوادث أمر متروك لنا وحدنا».