More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
ولكنها دفنت أفكارها فى أعماق نفسها، ودارتها مداراة من لا يطيق أن يعترف بها ولو فيما بينه وبين نفسه.
ـ اذكر عيوبك قبل أن تعرض بعيوب الناس.
«قلت ألف مرة أنه يجب أن أدع الماضى مدفونًا فى قبره..
لعله لم يستطع أن ينزع الذكريات المحزنة الناشبة فى نفسه كمرض مزمن يرافقه منذ الصبا،
إلا أن الماضى المطرود انعكس على صفحة قلبه ظلالا قاتمة كذبابة نشت عن الفم بعد أن خلفت وراءها جرثومة تسرى،
ذكرتك كثيرًا، ولكن آلامى كانت أفظع من أن تطاق.
ظننتك برئت من أحزان الماضى، وإنها علم الله لا تستحق بعض ما أوليتها من غضب
Nouf Mohammad and 1 other person liked this
العدوان والقسوة ـ لم تشبع بعد، ميول تنبعث من عاطفة
أعلــم أن كــل فتـــاة ستــتزوج اليوم أو غدًا، ولكن هناك اعتبارات لا ينبغى إغفالها.
إلا أن القلق والتشاؤم اللذين شعرت بهما من بادىء الأمر لم يتخليا عنها لحظة واحدة.
أرجو أن يكون كذلك.. إنى جد حزينة وآسفة يا عائشة.
ما هو إلا مشوار قصير ترجعين منه وقد ألقيت نظرة على جزء صغير من الحى الذى عشت فيه أربعين عاما دون أن ترى منه شيئا..
هذا الحوار المبسط، والكلام الموجه إلى ربة المنزل يمثل حال الكثير من السيدات العربيات في القرن الماضي… ولا يقتصر على المرأة المصرية فحسب، ما يدعو للعجب حقيقةً كيف كانت مقدرتهن على التحمل قوية إلى تلك الدرجة، تظل حبيسة للمنزل في بيت والدها وتكمل ذلك في بيت زوجها وابنائها، وكأنها تنتقل من معتقل إلى آخر…
ألقى نظرة على الدنيا، لا عليك من هذا فإنى أخاف أن تنسى المشى من طول لزومك للبيت!..
فى هذه الناحية لا بأس؟.. أتعجبك كعائشة؟ ـ كلا.. أبلة عيشة أجمل كثيرًا..!
ذاع بين الطلبة نبأ عجيب كان حديثنا اليوم كله وهو أن وفدًا مصريا مكوَّنا من سعد زغلول باشا وعبدالعزيز فهمى بك وعلى شعراوى باشا توجَّه أمس إلى دار الحماية وقابل نائب الملك للمطالبة برفع الحماية وإعلان الاستقلال..
والدعابة كلما لاحت له صادرا فى ذاك عن طبع لا يملك معه حيلة وإن بدا قدرة عجيبة على التوفيق بينهما، فلا جدّه بقاهر مزاحه ولا
مزاحه بمفسد جده،
ـ أما سمعت عن الاسم الجديد الذى أطلق على بيت سعد باشا؟.. إنهم يدعونه «بيت الأمة».
لم يكن الحزن يمنعه من المزاح، بيد أن الليلة لم تهنأ بصفاء خال من الكدر،
إنها ليست قضية قبيلة ولكنها قضية الأمة كلها..
لم يعهد مثل هذا الفراغ الطويل الذى قضى عليه بأن يكابده ساعة فساعة محروما من أسباب الحركة والتسلية، وربما كانت القراءة خليقة بأن تسعفه على تحمله لو كان به صبر عليها،
كدرت صفو ود لم تكن الأيام لتكدره ولو اجتمعت له..
وددت لو طال عمرى حتى أستدرك بعض ما فاتنى، بيد أن قلبى كان دائما مفعما بالإيمان والله شهيد.
داخلنى شعور بأننى أودع الحياة فلم أطق أن أفارقها قبل أن أملأ عينى منك، فأرسلت إليك وبى من الخوف من رفضك أكثر مما بى من خوف الموت نفسه، ولكنك رحمت أمك وأقبلت تودعها فلك الشكر ودعاء أرجو الله أن يتقبله.
رفع عىنىه الى السماء باعثا بفكره الى الله المطلع على قلبه،
إن للرجال حزنا غير حزن النساء.
الأم الوطنية حقا تزغرد لاستشهاد ابنها..
كانت الدنيا فى دم وكرب وكنت من الحزن فى شغل شاغل.
أجل سيأتى وقت يخلو فيه إلى نفسه ويفرغ إلى حزنه بكل كيانه،
كم يستهلكان من قلبه؟.. كم يهيجان دموعه؟.. كيف يجزع؟ الأيام تدخر له كل هذه السعادة؟ رفع

