كان يعانى فى حيرة بالغة ولأول مرة فى حياته ذاك المرض المتوطن فى نفس الإنسان الملل. لم يعرفه من قبل عند زنوبة ولا حتى عند بائعة الدوم لأنه لم يملك هذه أو تلك كما يملك زينب الآن بيمينه ويحوزها تحت سقف بيته، فأى فتور يتبخر من تلك «الملكية» الآمنة المطمئنة.. الملكية ذات الظاهر الخلاب المغرى لدرجة الموت والباطن الرزين الثقيل لحد اللامبالاة أو التقزز كأنها الشيكولاتة المزيفة التى تهدى فى أول إبريل بقشرة من الحلو وحشو من الثوم.