More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
قلت له إن القراءة بالنسبة لي نوع رخيص من المخدرات. لاأفعل بها شيئًا سوى الغياب عن الوعي. في الماضي – تصور هذا - كانوا يقرءون من أجل اكتساب الوعي.
عندما تخترق آخر حدود التعقل، تشعر بأن التعقل يتمدد ليضم لنفسه حدودًا أخرى يسيطر عليها الاعتياد والملل والرتابة.....
يكن لدى المصريين ما يُباع سوى الماضي وقد اشتريناه،
«هم فقدوا القدرة على الغضب، لكنهم كالخراف يهتاجون أحيانًا بلا سبب ولا مبرر واضح.. ونحن نعيش إحدى هذه اللحظات..».
سنوات من القهر جعلتهم أقرب إلى الوحوش... يومًا بيوم يفقدون جزءًا من آدميتهم حتى صاروا كائنات مريعة بحق...
زجاجة بحجم الكف ثمنها خمسون جنيهًا مع كل هذا التضخم!..
لكن الأخلاق تتآكل في الفقر كما يتآكل المعدن الذي يقطر فوقه الماء....
الخلاصة التي توصلت لها بعد دقيقة في هذا العالم هو أن هؤلاء القوم يتظاهرون بأنهم أحياء.. يتظاهرون بأنهم يأكلون لحمًا ويتظاهرون بأنهم يشربون خمرًا، وبالطبع يتظاهرون بأنهم ثملوا وأنهم نسوا مشاكلهم... يتظاهرون بأن لهم الحق في الخطيئة والزلل..
يتظاهرون بأنهم بشر...
بعض هؤلاء القوم متدين؛ لأن الدين هو الأمل الوحيد لهم في حياة أفضل بعد الموت.. لا يمكن أن يتعذب المرء طيلة حياته، ثم يموت فيتحول إلى كربون بلا ثواب ولا عقاب..
أحيانًا أشعر أن المصريين شعب يستحق ما يحدث له. شعب خنوع فاقد الهمة ينحني لأول سوط يفرقع في الهواء.
وانعدمت الخدمات للفقراء لأن الدولة أعفت نفسها تمامًا من مسئوليتهم، وخصخصت كل شيء..
مجتمع بلا طبقة وسطى هو مجتمع مؤهل للانفجار..