More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
لقد صنعوا ثرواتهم من لحم الأغيار وأحلامهم وآمالهم وكبريائهم وصحتهم؛
حب العنف هنا سببه الملل..حب العنف هناك سببه الفقر والغل المكبوت.... لماذا كان أباطرة روما و عامة الشعب يحبون مشاهدة العبيد ويمزقون بعضهم؟.. لماذا لم يُكْسِب الفقر الفقراء رحمة؟.. ليت أحد علماء الاجتماع يفسر لي هذا.. على قدر علمي، يختلف مزاج الأباطرة تمامًا عن مزاج عامة الشعب، فلماذا يتفق المزاجان في شيء واحد هو القسوة؟..
بعض هؤلاء القوم متدين؛ لأن الدين هو الأمل الوحيد لهم في حياة أفضل بعد الموت.. لا يمكن أن يتعذب المرء طيلة حياته، ثم يموت فيتحول إلى كربون بلا ثواب ولا عقاب.. عندنا في يوتوبيا متدينون كثيرون والطائرات الذاهبة للعمرة لا تتوقف، لكن السبب – كما أعتقد - هو خوف سادة يوتوبيا من أن يفقدوا كل شيء في لحظة. أن يصحوا ليجدوا أنفسهم وسط هذا الزحام يبتاعون شطائر من كبد الفئران ويشربون الكحول الأحمر.. إن الأمر يحتاج إلى عدد كبير من العمرات والأدعية كي تتجنب هذا المصير الأسود.. الخلاصة أنه من العسير اليوم أن تجد متدينًا بغرض التدين في حد ذاته...
ليست الثقافة دينًا يوحد بين القلوب ويؤلفها، بل هي على الأرجح تفرقها؛ لأنها تطلع المظلومين على هول الظلم الذين يعانونه، وتطلع المحظوظين على ما يمكن أن يفقدوه.. إنها تجعلك عصبيًّا حذرًا.. دعك من تحول قناعاتك الثقافية إلى دين جديد يستحق أن تموت من أجله، وتعتبر الآخرين ممن لا يعتنقونه كفارًا..
«يصمم أن يقرأ.. يبحث في القمامة عن كل كتاب قديم فهي أشياء لم تعد تباع.. هذه مزية أن تهتم بأمور لم تعد تهم أحدًا.. على الأقل لن يسرقك الآخرون.. هذه الكتب ملقاة هنا منذ سنين، بينما لا يمكن أن تترك عود ثقاب من دون أن يأخذه أحد.. إنه...».