More on this book
Kindle Notes & Highlights
التجارب السابقة أو التربية.. حين نستمد صورتنا عن أنفسنا من آراء الآخرين، فنتسول القبول الذاتي عبر ثنائهم ورضاهم ومديحهم، ونعاني من حساسية مفرطة للرفض أو الآراء السلبية.
ينبغي أن نتعلم كيف نتوقف عن استمداد تصورنا عن أنفسنا من الآخرين، ونستعيد دفة حالتنا المزاجية من مخالب المؤذي والمستغل، ولا نسمح لأحدهم مرة أخرى بالتلاعب بنا ثناءً أو نقدًا؛ لأننا أصبحنا لا نعرف ذاتنا من خلال عيونهم؛ إنما من خلال نظرتنا وإدراكنا لحقيقتنا.
ينبغي أن نبدأ في حُسن صحبة ذاتنا، وقبول أنفسنا بما يكفي لنُجبر الآخرين على أن يرونا كما نحن وكما نرى أنفسنا.. لا أن نكون نحن أيضًا محض انعكاسات مُشوَّهة لما يراه شخص آخر. وهنا تكمن الحرية حقًّا!
الفراغ العاطفي! ذلك القاتل النفسي اللعين، الجرف الخطِر الذي يهوي بك بين يدي نرجسي! هو فجوة تظهر داخل النفس يمثلها احتياج لوجود أحدهم بالجوار.. يغذيها عدم تمكن الأهل والأصدقاء من التفهم والمشاركة.. ويوسعها ذلك الجوع للاستناد والاستيعاب! فتكبر أكثر وأكثر، تُشعرك بغربة بالغة في محيطك واحتياج مفرط لمن تألفه ويألفك. وعمَّا قليل يصبح من الصعب استيعاب تلك الفجوة، ويرهقنا الانتظار، وتغذيه الأفلام والروايات والشرود، وأحاديث الأصدقاء! فنبدأ نبحث عن (محل) وموضع لتُصب عليه تلك الصورة بلا وعي، فتختلط علينا الوجوه ويتشابه أمامنا العابرون. فنحب أحدهم، هكذا.. فجأة! وتخدعنا أنفسنا بادِّعاء الحب، وهو ما ليس إلا
...more
هذه الحالة ينبغي أن نعرف أننا لم نحب حقًّا؛ فقط كنا جاهزين بشدة للحب محتاجين له بشكل قد يسهل التوهم والالتباس!
نظنها في البداية مجرد مغامرة خافتة.. قصة حب كالتي يحياها غيرنا.. فلا يمكن أن نبقى وحيدين والكل من حولنا يحب ويهوى ويرتبط!
يدري الرجل المؤذي أنه في إيذائه ربما يفتن المرأة في دينها! ويمزق كل وصال قديم بربها كانت تعتز به!
فيصير مفهوم المرأة عن نفسها Self Concept مستوردًا فقط من إسقاطاته، ولا عجب أن تبدأ في كراهية ذاتها واستقباح مظهرها والشعور بالانهزام المطلق والاحتياج المفرط له، ما يزيد أسرها في فلكه وعدم إمكان تخيل احتمالات الحياة دونه، فقد أصبح في ذهنها هاجس (ما الذي يمكن أن تحصل عليه قبيحة ناقصة مثلي أفضل مما هي فيه مع رجل مثله)!

