More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
فقال الرجل في هدوء: فرسك يتألم يا أحمد وأنت لا تشعر به، لو مرض الفرس فلن تصل. ما أسهل خوض الطريق بسرعة ثم التعثر سنوات! لتتأكد من عدتك قبل السير يا أحمد.
- لم يخلقنا الله للسخط، الزهد أكبر من لبس الصوف. الزهد هو أن تَثبت مع تقلبات الحال بنفس راضية، وتجعل الدنيا في كف يدك وليست في قلبك. لو لبست الصوف لأنك غاضب فلا قرب، ولو زهدت في الدنيا وهي في قلبك فأنت لم تعرفها. اعرف الله وكن كيف شئت.
لو أنك وكلته في أمرك وتركت قاضي الحاجات يحكم بنفسه، ما تآكل قلبك ولا طمر الغضب روحك.
أشار إليَّ الشيخ بأن أجلس بجانبه ثم ربت على كتفي وقال: نفتقد ما تركنا ولكنه لا وجود له يا أحمد. والنفس مجبولة على الفراق؛ فراق الروح للجسد، وفراق الجسد للمكان، وفراق المكان للأمكنة. رحلة ووصول والسعيد من يضع نصب عينيه الوصول ولا يتوه في السفر.
- عند كل إنسان جوهر مطمور وسط ميادين النفوس. من يعرف ربه يسهل عليه أن يجد الطريق إلى جوهر نفسه. هي مسألة حسابية يا أخي، تجد نفسك وتقدرها وتعرف ربك وتطمئن له. تحتاج إلى الطمأنينة.
لتطمئن وتسكن، لا بد أن تثق وتسلم.
- الدنيا دار أسباب، ومن زعم أن التوكل ترك السبب بالكلية فهو واهم.
بكلمات الشاذلي: سيئتان قل ما ينفع معهما كثرة الحسنات: السخط لقضاء الله، والظلم لعباد الله. وحسنتان قل ما يضر معهما كثرة السيئات: الرضا بقضاء الله والصفح عن عباد الله.
فإن من دلك على الدنيا فقد غرك، ومن دلك على الأعمال فقد أتعبك، ومن دلك على الله فقد نصحك.