وهكذا، ظلت أمي وطنط شاهندة تتناوبان على مأمور القسم، وهو لا يجيب إلا بـ: «معنديش تعليمات»، «مش في إيدي»، «ما أقدرش». أين أبي؟ لم أسأل. كل ما كان يشغلني هو أمي، وقلقها، ودموعها التي تخفيها. الحقيقة أن أمي عودتني ألا أطالب أبي بشيء. «ما جاء منه نقبله، وما لم يجئ لا نحاسبه عليه»، هكذا قالت نصًّا.