بدأت أشعر بالاكتئاب، وأبكي أكثر مما كنت أبكي في السابق، وازدادت الكوابيس عليَّ. وصلت إلى مرحلة من اليأس والإرهاق والتعب إلى درجة أنني سمحت لأمي أن تأخذني إلى مقام السيدة نفيسة بلا مقاومة مني ومن دون ترديد الهراء حول عبادة القبور والبدع الصوفية والممارسات الشركية. كانت المرة الأولى التي دخلت فيها إلى السيدة نفيسة. لم أخرج كما دخلت. وكانت بداية علاقتي بها التي أسأل الله ألا تنقطع. حكيت لأبي عما انتابني وما رأيت وما سمعت عند السيدة نفيسة، ولن أرويه هنا، فتهلل وجهه وقام وعانقني وقال: ـ مدد يا آل البيت! حمد الله على السلامة يا بنت الكلب! دا إنتِ طلعتِ دين أمي!