ريم الصالح's Blog, page 2
April 20, 2016
في رسالة وداع مُقترحة
“…أيتها الأم الطيبة، كان كل شيءٍ بخير. كنت كائناً يكتفي بالحب والعائلة ولا يشعر بالخواء المحض هذا، حتى اقتنصتني الكآبة. أُحس بأنني أتفحّم من الداخل. الخروق المظلمة تتسع فيَّ، وأنا أفقِدني، ولا أملكُ شيئاً حيال ذلك.
أيتها الأم البيضاء، العالم لا يحتاج لأن يبذل قصارى جهده لتفتيتي. الحزن يُصيبني بالشلل كموجة خانها الجَزر، ولا بأس. كل الدقائق والتفاصيل اللعينة تتحوّل بفعل الرأس المعطوبة إلى مسبباتٍ للاكتئاب. العالم رمادي، والناس في هرولةٍ دائمة. إنهم لا يتوقفون! الأطفال المساكين خطايا خطايا، وا...
April 9, 2016
مخدرات صحية
يقود السيارة بقلبٍ نائم. رأسه خائرة تماماً. حاول عبثاً أن يوقظ ذاكرته القصيرة لترصف أحداث اليوم، ولا شيء. رأسه رماد رمادي لا يتدرج. قلبه لا يشتاق لها، لا يشتاق أحداً. يتفقد الذين أحبهم في داخله ولا شيء إلا الظلمة. لم يحس بالخوف، ولا حتى بالهلع. كان ابتلاع دواء الحساسية ودواء المفاصل معاً فكرةً…؟ أوه لا يدري ماذا يقول! أصيب بالشلل من الحياة؟ ابتلعه الفراغ المحض الهائل؟ لا يحس بشيء، تلك أعجوبة أثارت ابتسامته. “هربت من الكآبة! ياللحظ!”. :يالك من مخلوق فضائي! ضحك فج...
October 18, 2015
عزيزتي شعلة..
..
عزيزتي شعلة،
علمت اليوم أنه قد جاء دوري لمواجهة القصاص. أشعر بالأسى لأنكِ لم تخبريني بنفسكِ أني قد وصلت إلى نهاية رحلتي في الحياة. ألا تعتقدين أنه من حقي أن أعرف؟ أتعلمين؟ أشعر بالخزي لأنكِ حزينة. لماذا لم تعطيني الفرصة لأُقبِّل يدكِ ويد أبي؟
لقد عشتُ 19 سنةً في هذا العالم. في تلك الليلة المشؤومة كان يجب أن أكون أنا القتيلة. كان جسدي ليُلقى في إحدى زوايا المدينة؛ وبعد أيام كانت الشرطة ستأخذكِ إلى مكتب الطبيب الشرعي لتتعرَّفي على الجثة؛ وكنتِ ستعرفين حينها أني قد اغتُصبت. لم يكُن أحدٌ ليتوص...
July 1, 2014
الوالدة الحزينة
نَـم، نَـم يا عزيزي
بلا قلقٍ، بلا خَوف
رغم أنّ روحي لا تنام
رُغم أنني لا أرتاح..
نَـم، نَـم، وفي هذهِ الليلة
أدعو أن يكونَ همسُك أكثر رفقاً
أكثر من ورقةِ عُشبٍ
أو فراء صوفٍ حريريّ لمجموعة خِراف..
أدعو أن يَغفو جلدي هذا في جوفِك
خوفي، قلَقي، وارتجافي
في عمقكَ، أدعو أن تنغلقَ عيناي
وأن ينــامَ قلبي أخيراً..
شعر: غابرييلا ميسترال
ترجمة: ريم الصالح


June 2, 2014
آخرُ الليل
تُريد أن تكتب كلاماً،
حزيناً كان،
تنعى عالماً قذراً،
أو حتى تفرغُ ذاكرةً هشّة، محطمة، ومزدحمة كذلك..
المُفارقةُ الحقيقية هي أن تقرر ألا تكتب !
العذابُ الذي تشعر به يسحقُ أطرافك،
يدعكُ على رأسكَ بوابلٍ من الكلمات
الجُمل، الأغاني الجارحة
أو حتى القصائد التي ستحرق مؤخرة رأسك !
كل ذلك
سيخفت ما إن تغفو وتنام..
كل هذا القلق، سيختفي فجأة
ستنسى الكائن الذي كنته
ستستهجن الكائن الذي صرته
ستبقى معلقاً بين أن تكون عائشاً
أو مُعاشاً بهِ بطريقةٍ ما !
ماذا سيبقى لك
عندما تشعر بفحش الفراغ يمتد بداخلك
يلتهمك...
May 14, 2014
رسائل لله
طلبت معلمة أمريكية من الأطفال أن يكتبوا رسائل إلى الله في الكريسماس يطلبونه أو يسألونه ما يشاؤون ، هكذا كانت الرسائل :
عزيزي الله،
في المدرسة يخبروننا أنك تفعل كلّ شيء. مَن الذي يقوم بمهامك يوم إجازتك؟ جين
عزيزي الله،
هل فعلا كنت تقصد أن تكون الزرافة هكذا، أم حدث ذلك نتيجة خطأ ما؟ نورما
عزيزي الله،
بدلا من أن تجعل الناس يموتون، ثم تضطر لصناعة بشر جديدين، لماذا لا تحتفظ وحسب بهؤلاء الذين صنعتهم بالفعل؟ جين
عزيزي الله،
مَن رسم هذه الخطوط على الخريطة حول الدول؟ نان
عزيزي الله،
قرأتُ الإنجيل. ما...
July 20, 2012
حجرةُ صغيرَة..
خطوةٌ أخرى،
تسبقني للخروجِ من هذهِ الحجرةِ الصاخبة تفاصيلها،
الصقيلةُ ملامحي على مرآتها،
المشحونة أركانها بالذكرى..
خطوةٌ أخرى، تسبقني / فلا آتي بها..
….
وأعودُ إلى العمر السابق مني،
الماضي، كشبحٍ يفقدُ نفسه
كحياةٍ، بنصف حياة
كأغنيةٍ، بلا كلمات
كقلبٍ يجمعُ الشتات، ويصابُ بالحمى.!
في أيّ الأماكن، تعثّر الكامنُ جوف صدري.؟
متعفراً في هذا العالم.. بالكادِ ينبض.!!
في أيّ الساعات الملعونة، تكسّرت أجنحتي.؟!
وخررتُ صرعى،
أزاول الكتابة المقيتة،
الكتابةَ الصّاخبة، بيدٍ واحدة.!!
من أنا.؟
أين أرضي / ا...
June 6, 2012
حاجة.!
لماذا لم أعُد أحتاجهم
لا أريدهم، على أقرب تقدير.!!
لماذا لم أعُد أحتاجُ أحداً إلاي.!
لماذا كَتبتُني حرفاً،
ماتَ
من كثر ما مسحتهُ ممحاتي
وأعادَ قلمي إحياءهَ..
إحياءه
-مُصاباً بالتشوه الروحي- !!
فلا يعي سوى كوابيس ضياعهِ المُتواترة
من البعيد المظلم هناك..
تتشنجُ الأرض الثقيلةُ تحتَ قدميها
المُلطختانِ بالطين،
تلكَ الصغيرَة
تجهضُ السّماءُ لوعتها على الخصلاتِ الممتدة
إلى حيثُ المستقر.!
تتسحّب قدميها على ذات الأرض
تُمزقُ الباقي من وشاحها الأبيض المُلطخ
تُمشط خصلاتها المُبتلة بأطرافِ أناملها
مُترنح...
May 27, 2012
امرأةٌ تهرب للموت .!!
هي ____
سأكتفي بالصّمتِ
أمام رسالتها الأخيرة
لزوجها..
تلك التي كتبت فيها :
أيّها الأعـز،
لديّ يقينٌ أنني أقترب من الجنون ثانيةً..
وأشعر أننا لن نستطيع الصمود أمام تلك الأوقات الرهيبة مجدداً..
فلن أشفى هذهِ المرة.!بدأتُ أسمع الأصوات
ولم يعد في وسعي التركيز،
لهذا سأفعل الشيء الذي أظنه الأفضل..لقد وهبتني أعظم سعادة ممكنة..
كنتَ دائما لي كلَّ ما يمكن أن يكونَه المرء..
لا أظن أن ثمة زوجين حصّلا ما حصّلناه من سعادة إلى أن ظهر هذا المرض اللعين،
لقد كافحتُ طويلا ولم يعد لدي مزيد من المقاومة،
أعرف...