م. علي الماجد's Blog: مقالات م.علي الماجد, page 2

تربية الحيوان

للدكتور أحمد خالد توفيق، رحمه الله، مقال قصير طريف يتحدث عن كيفية شراءه لسمك الزينة و كيف كونها تموت بعد كم يوم ليعود للبائع (النصاب) والذي يلقي باللوم على الدكتور طارحاً اسباب وهمية ليقنعه بشراء سمكة اخرى، تموت بدورها ،ليعود الدكتور في دوامة شراء تلك السمكة مرات عديدة حتى أقتنع أنها تموت في كل الاحوال...؟

الحقيقة أن البائع يعلم سر موت السمكة ولكنه لن يبوح به للزبائن، كي يستمروا بالشراء و دس الأموال بجيبه

منذ بداية البشرية والانسان ارتبط بالحيوان، حتى أن علماء الانثروبولجي اثبتوا أن الكلب هو أول من رباه الانسان و البط هو من أواخرها. خاصة أن الحيوانات قامت مقام وسائل النقل والحماية والتغذية

أما الأن فقد تحول الموضوع إلى رفاهية بحتة و تفاخر بتملك النادر منها مثل الأسود البيضاء و الشاهين النادر

لكن المسألة تمادت بشكل خطير و قد ذكرت الصحف أخبار كثيرة عن حيوانات اعتدت و أكلت اصحابها مثل الشمبانزي والأسود
والسحالي وأفاعي الانوكانده

شخصياً أنا ضد تربية الحيوانات بكل أنواعها بالبيوت إلا في حالة المزارع أو لذبحها و أكلها فيما بعد، ربما جرحت مشاعر بعض من قرأ هذا المقال، لكن البيت غير مهيئ ليعيش حيوان فيه حتى القطط وهي الأكثر شيوعاً في المنازل، قد حولت البيت لمستعمرة خاص بها تخدش و توسخ و تكسر وأياك يا صديقي القارئ أن تنخدع بنظراتها البريئة بتلك العيون الواسعة الجميلة وإلا انتهى بك المطاف كالسيدة جانيت
وهي سيدة طاعنة في السن تربي العديد من القطط حتى توفيت فتحولت لوجبة فاخرة لقططها ، رغم أن أكل القطط الخاص بهم متوفر لكن قططها احبوا اظهار محبتهم بها بأن تصبح جزء من معدتهم

من يحمي حقوقي

كوني فريد من نوعي، بالمناسبة هذه الجملة تنطبق على الجميع، فقد عملت في أمور كثيرة، تجارة، بيع اغراض نسائية، لعب الأطفال و بيع الطيور والخضار و عملت مهندس ادير مصانع مطوراً إيها من نواحي عديدة، اقتصادياً و فنياً و إنتاجياً و اعتمادياً ،كما عملت أيضا في الكتابة والنشر و حتى الطهي ،
والامر الذي يجمع كل تلك الأمور ، هي نقطة الابداع والأفكار المتجددة
الفكرة التي تجدد و تثمر وتمتد للأخر، حين تدون فكرتك و تكون الأول بها ثم تمتد الى الاخرين
فكرة تدر الالاف وربما ملايين
نجاح بكل الألوان لكن قوس قزح، اجمل ما تراه في هذا العالم.... ينتهي

تجد فكرتك تمخضت بفكرة جديدة ثم أخرى اقوى منها حتى نسى العالم او تناسى صانع الفكرة الأساسية

العالم لا يقف عند فكرة احد ولن يقف الطماعين يشاهدونك دون محاولة تناول قطعة من الكعكة و ربما الكعكة كلها ولكن اللصوص اصبحوا اذكى، لا داعي لسرقة كعكتك ، كل ما عليهم فعله هو نسخ
تلك الكعكة و تحويلها لعلامة تجارية عالمية و منع المزارع الحقيقي من الاستفادة من عنب حديقته .
العالم الان يمجد سارقي الأفكار الجاهزة ومن يلومهم! شخص ثري يفهم بالقوانين و دهاليز المحاكم يراقب السوق و يقتنص فكرة جديرة بالسرقة لشخص يجهل قيمتها الحقيقية وهذا صنع أصحاب الملايين ثروتهم
مايكروسفت و مكدانولد و ديزني كلهم لصوص محترفين علميين بالقوانين ودهاليز المحاكم وغيره كثيرين

المسألة أصبحت سخيفة، حتى العبارة الفريدة او ما يطلق عليها ب(اللزمة) أصبحت ذا قيمة هائلة عبارة عابرة تطلقها كمزحة بينك و بين اصدقائك تتحول تتحول بين ليلة و ضحاها إلى جملة يتداولها الملايين و يضعونها في كل مقاطعهم، دون ذكر حتى اسم صاحبها و هكذا ترى نتاجك يتبدد بالهواء

احد الأمور المضحكة التي يسألني أيها المتدربين وهي كيف احمي حقوقي الكتابية؟

.و المضحك المبكي فيها أن انسب رد هو أن لا تكتب
فكل محاولاتك لحماية كتابك في دولة لنقل السعودية لن تمنع طباعتها و توزيعها في دولة أخرى ولا تتفاجئ حين ترى كتابك يباع على الارصفة بسعر شطيرة طعمية

ربما ....رواية

هناك تعليق يحتفظ به الناقد الأدبي لقصف أي رواية لم ترتقي لذائقته الادبية وهي جملة قصيرة ملغمة غامظة في الحقيقة لا معني محدد لها، ألا وهي

(هذا الكتاب لا يحمل قيمة أدبية)

لا يا شيخ...؟؟؟؟

رواية تتحدث عن معاناة البشر و احاسيسهم بطريقة صادقة، بغض النظر عن لهجة الكاتب، لا تحمل قيمة أدبية ! رواية تراعي و تحكي مشاكل وافراح واتراح المجتمع لا تحمل قيمة أدبية ! رواية تطرح نماذج منسية من الحضور اليومي و مدفونة خلف سراديق الشركات والمؤسسات قد تنتهي أيام اصحابها وهم مغيبين دون أن يدري عنهم المجتمع، لا تحمل قيمة ادبية؟

ولكي تتضح الرؤية صديقي القارئ فلسوف ابتعد عن عمالقة الأدب الذي يتحاشى الجميع نقدهم واختار كتب انتشرت بشكل كبير لدي القراء

1- عايزة اتجوز

شابة مصرية صديلانية محترمة ، تريد الارتباط برجل بالحلال تمر
بمواقف طريفة كتبت بلهجة مصرية عامية.

الكتاب عبر عن معاناة جيل كامل بأسلوب خفيف فكاهي طريف
2-
تلك العتمة الباهرة
كتاب مؤلم عبر عن معاناة معتقلي سجن تزمرات بالمغرب
وماذا اذا كان كاتب الرواية لم يكن من المعتقلين؟

كتب الرافعي والمسلم وغيرهم التي تمحورت روايتهم حول الجن والأمراض النفسية

أليست هذه الأمور موجودة بالمجتمع؟

ومن قال اصلاً أن كل عمل فني لابد أن يكون ذا معنى ومفهوم؟
الاعمال الموسيقية ممتعة رغم أننا لا نفقه ما يصرخ به الكمان ولا تذرف به دموع الناي ولا مجون العود
اللوحات الفنية تعكس ارواح في الحقيقة، النظرة التي نقف عندها من اللوحة الفنية التي ابدع الرسام في تشكيلها
و الأعمال الادبية ايضاً منوعة كما تتنوع الحياة

لذلك انوه لجميع المتهيبين من الكتابة، امضوا قُدماً فلا تدرون أي من القراء ينتظركم

غياب

حين كنت صغيراً، وقد تعمدت كتابة صغيراً وليس طفلاً، لأني لا زلت امارس كل طفولتي في كتاباتي، كنت أصل الى البيت لأجد والدتي الحبيبة وقد
اعدت وجبة الغداء لاتناولها ثم اغفو قليلاً بينما والدي اطال الله في عمره في دكانه الصغير يسولف مع جيرانه بالسوق، لأنهم بلا زبائن و ذهابهم للدكان ماهو إلا دور لابد من اداءه لكي لا تهتز صورة الوالد العامل والأم المربية.
هذه الصورة التي يجب ان تكون عليها العائلة, لكن في هذا العصر انقلبت الصورة بشكل تام، فقد تكون الأم تعمل لتجد نفسها
بينما الأب صاحب متجر ألكتروني
وهنا جزء من الكيان اهتز والسبب أن نفس الأب قصير جداً لتحمل لعب الأطفال وطلباتهم التي لا تنتهي وخاصة اذا حصل نمبر ون او تو هنا يقع الأب في مازق يستلزم منه استدعاء قوات دعم
لكن هذا زماننا و اصبح الاطفال سند لأنفسهم، يغسلوا و يطبخوا والأسوء ان يحترفوا طلبات التوصيل، تخيل طالب توصيل يصل لبيت مليء بالغنائم ليس فيه الا طفل صغير يحاسبه ببطاقة قائلاً
سكراً (:
ولذلك انصح الجميع بحسن معاملة عامل التوصيل فقد اصبح يدخل بيت اطفالك اكثر من اخوالهم واعمامهم وحتى جيرانهم، كما اوصيكم بتعليم اطفالكم الدفاع عن النفس وفنون قتالية فيما لو قرر عامل التوصيل ان يتحول لجيسن ستاثمن

نغمة التفكير

احمد ربي يومياً على كل نعمة اسبلنا وغمرنا بها، ولعل أهم النعم التي انا بالذات ممتن لها هي قدرتي الفائقة على النظر ما خلف الظواهر ، لولا كونها سببت لي الكثير من المشاكل لكونها الخدعة التي تمنحك شعور بالذكاء و لكنه للاسف ذكاء زائف.

إنها نغمة التفكير فيما حصل لماذا والاسباب
!إذن ، لماذا اسميها بالزائف

لأنك ببساطة تحتاج أن تكون استغلاليا لا رحمة في قلبك لكي تستفيد من هذه القدرة . الم تتسائل لماذا كل تلك الكتب حول تطوير الذات والدورات الحماسية حول ايقاظ المارد او الجني الذي يقبع في قلبك! كلها وسائل استنفاعيه من الاخرين، تستغل النقص الذي لديهم لتسده بنفسك

على سبيل المثال ، كتاب محاط بالحمقى و انماط البشر والذي قسم البشر لاربع ألوان: ازرق اي متخيل مبدع واحمر اي حماسي مندفع و اصفر كائن متردد و اخضر وهو الذي يحاول ان يرضي الجميع، و ربما اضيف انا اللون الابيض وهو لون خاص بالاطفال فقط بغض النظر عن اعمارهم فهناك كهول جسدا ذا عقول اطفال و أسود خاص بالمتزوجين لأن كلاً منهم مسّود حياة الاخر. و بنفسجي جاسوس ينقل الاخبار و برتقالي شخص مرح ولا يهتم باي شيء و وردي اي ناعم و جميل و رمادي وهو شخص لا يزال يفكر من هو

لكي تنجو من كل انماط البشر التي تعيش حولك سيقال لك التجاهل والتغافل، والحقيقة أن هذا ما هو الا فتحة مفتاح لباب صغير صدأ لكي تنجو ، والسبب هو عقلك الذي يعمل بكل طاقته منبهاً اياك مما حولك
اذن ما الحل؟

هناك قصة خيالية ان احد الوزراء هرع للملك صائحاً قائلاً له: أن هناك من وضع ترياق في نهر المدينة فجن كل من فيها، ولم يبقى الا انا وانت ايها الملك.

رد عليه الملك: وماذا تنتظر ، هيا اجلب لنا من هذا الماء ، لنجن معهم، فالموت البطئ ان احيا عاقلاً وسط مجانين
حمداً لله على نعمة الكتابة التي افرغت جنوننا في كتبنا

كيف تكتب -11

الأخطاء التي يقع فيها الروائي

الخلط بين مرحلة الابداع والتدقيق، حين تبدأ بالكتابة لا تدقق ولا تصحح لغوياً ، فقط اكتب هنا يعمل النصف الايمن من العقل و حين تنتهي تماماً من الرواية، يأتي دور النصف الايسر وهي مرحلة التدقيق والاملاء وعلامات الترقيم والاهم شطب كل مالا يفيد الرواية
· الحشو الزائد: يخلط بعضهم في التفريق ما بين الحشو و الإسهاب. الحشو في الروايات هي إضافة مقاطع لا تمت للرواية بصلة. كوضع بعض المشاهد الغير مفيدة في الرواية أو المعلومات الكثيرة. المعلومات تساهم في إيصال الفكرة واضحة للقارئ ولكن الإكثار منها يصيبه بالملل والتشتت فهو لم يقتني كتاب علمي بل رواية تتحدث عن قصة واحداث. لا بأس بوضع المعلومات كأفكار و مقاطع قصيرة كي تشجع القراء على البحث عن المزيد منها وهذا هو الاسهاب الذي يمنح القراء صوراً إبداعية في رسم احداث الرواية بصورة اعمق.

· وضع الأسماء في الحوارات لاثنين: عندما يكون الحوار ما بين اثنين فلا داعي لوضع الأسماء في بداية كل سطر. لكن لو كانوا اكثر، هنا يجب وضع الأسماء لنعرف من المتحدث في الحوار. نكتفي في بعض الأحيان بوضع كل متحدث بسطر ومن الممكن إضافة علامات الترقيم. بالإمكان وصف طريقة الحديث كهمس او صاح او بالأسلوب الاخر هو وصف حركة الجسم. هنا ينتقل الحوار الى مشهد تمثيلي.

النهاية المبتورة: هنا يقع الكثير من الروائيين في مشكلة انهاء الرواية، خاصة حين لا يجد نهاية ملائمة فيقوم بقتل البطل بشكل فج كي ينهي الرواية. كل المشاهد التي تعبت على رسمها لابد ان تنتهي بنتيجة والا أضحت بلا سبب. مثل هذه النهايات تسبب ازعاج للقراء والأفضل تجنبها.

· الوصف المباشر: كقولك ان البطل ذكي او جميل او تعب او غاضب. صف الحالة والهيئة ودع الحكم النهائي للقراء. هنا جمال التفاوت بينهم والتهافت نحو انفسهم. فكل قارئ سيفسر الحالة كما يهوى وهذا افضل. على سبيل المثال، المحقق ماجد في رواياتي البوليسية لم اقل عنه قط انه ذكي و لكن طريقته في التحقيق واكتشاف الأدلة تفهم القارئ المغزى منه. كذلك الوصف الجسدي فلا تقل عن فتاة انها جميلة جدا، صف لون الشعر والعينان و الجسد و دعم القرار النهائي للقراء.

البداية البطيئة: يميل بعض الكتاب الى تحويل البداية الى اشبه بالمقدمة، كلما كانت البداية غامضة تجعل القراء في حالة نهم ولهث لإيجاد مفاتيح الرواية في صفحاتها.

· اللغة الفارهة: هناك نمط من الروايات موجود بشكل كبير وهو التركيز الكبير على اختيار الالفاظ العسرة و اخراج كنوز اللغة العربية بشكل طاغ على صفحات الرواية. الرواية تكتب لتُقرأ لا لامساك مترجم لغوي لفهم كل لفظ عسير. لا بأس باستخدام القليل منها و تصحيح المفاهيم السائدة. في روايتي الصقر لا يحلق الا وحيدا، بينت الفرق ما بين النسر والعقاب فهناك خطأ شائع ان ما يزين الاعلام العربية هو النسر والصحيح ان اسمه العقاب. لان النسر يتغذى على الجيف عكس العقاب الذي يصطاد طرائده. كما ذكرت الحاكوم وهو الاسم العربي للريموت كنترول، احد القراء ارسل لي أن تلك الاضافة ظلت راسخة في عقله بسبب اني ذكرتها في رواية اين مها

· التقليد: هنا معضلة حقيقية فلكل كاتب مبتدئ، هناك كاتب مشهور يتأثر به. لا بأس بالتأثر بالكتاب العظام ولكن لابد ان يكون لك بصمتك الخاصة. والا ترك القراء كتبك و ذهبوا الى الكاتب الكبير. بصمتك الخاصة تظهر مع كثرة الكتابة، افهم الفكرة ثم اكتبها بالطريقة التي تشتهي انت ان تقرأها و هكذا تكون لك البصمة الخاصة.

كيف تكتب -10

امور لا بد ان تعرفها قبل ان تكتب

هي بعض النصائح العامة لكل كاتب

1-استسلم
احيانا نبدأ في كتابة الرواية وتكون الأحداث واضحة جلية، لكن نفشل في الوصول إلى نهاية مقنعة. و أحياناً أخرى، يكون العكس تمام تكون النهاية منطقية وواضحة لكن لا احداث مثيرة للاهتمام تشجع لمواصلة الكتابة فنتوقف.
سمعت ذات مرة ستيفن كنج الروائي الأمريكي المعروف صاحب روايات بيع منها 350 مليون نسخة يتحدث بكل مرح عن رواية تحدث في مطار و قد فشل في الوصول إلى النهاية. قال بكل بساطة انه تركها و انا متأكد من ان كبار الكتاب لديهم تجارب مماثلة. شخصياً وانا اكتب هذه الأسطر بين يدي ثلاث روايات لا اجد لها نهاية مفاجئة او أحداث ممتعة. كل كاتب او روائي يحترم قرائه يفضل ان يحتفظ برواياته في ادراج مكتبه من أن يسلمهم رواية ناقصة ذات نهاية سخيفة او أحداث مملة.
لذا لا تشعر بالسوء فهذا امرا طبيعي. انت تغامر باسمك هنا، و الامر أصعب عشرات المرات لتفسير أحداث غير منطقية.

2-المعلومات
اكتب رواية ملم بها، انتقي موضوع انت مطلع عليه بدقة ومن محيطك و هنا تتفوق على غيرك. ثم احرص على جمع معلومات دقيقة عن طريق البحث. في هذه الأوقات تتوفر وسائل هائلة لجمع كم كبير من المعلومات، لذا عندما تكتب رواية، طعمها بالحقائق سواء رأيتها بنفسك او قرأت عنها من مصادر موثوقة. دع القارئ يقتنع بمصداقيتك. في رواية لغز رسائل ودم بارد اخذت معلومات كثيرة من موظف في مركز للبريد حتى اكون فكرة عن كيفية شحن جثة لها. وأيضاً زرت الكثير من الفنادق و خالطت الموظفين لأرسم كيفية خداع الموظف كما راقبت محلات الذهب و الجواهر و تحدثت مع الكثير من أصحاب المحلات لأرسم السرقة بدقة.
في رواية الناقوس جمعت الكثير من المعلومات من كبار السن من اهل المنطقة كما زرت مركز للمرضى النفسين لرسم الفصول الأخيرة من مرض البطل. وهي اكثر رواياتي واقعية لأننا نسجت تفاصليها من واقع احداث عاصرتها بنفسي و معظم ابطالها شخصيات حقيقة عاشت بالساحل الشرقي. الأستاذ سعود السنعوسي سافر الى الفلبين وامضى هناك أياما لكي يصف المكان بدقة وهنا كتب رائعته " ساق البامبو"
في النهاية ابذل قصارى جهدك و لتعلم انك لن تسلم من الانتقاد.

3-العنوان و الغلاف
اهتم بعنوان الرواية أو القصة فهو أول ما يقرأ ثم الغلاف ليكون غلاف يلفت الانتباه. تخيل أن رواياتك ستنتظر مع عشرات الروايات في أرفف المكتبات حتى يحنو عليها القارئ.
طبعا الكاتب المشهور لا يحتاج لهذا لكنك تحتاجه في بداياتك.
العنوان اما ان يكون لغزا يفهم بعد قراءة الرواية او منارا للقارئ خلال قراءة. كثير من المبتدئين فقدوا قوة روايتهم الأولى بسبب عنوان طويل ممل.

4-الصفات الجسدية
يعد اهمال هذا الجزء خطا جسيم فكيف لقرائك ان يتخيلوا الابطال ان لم تصفهم و تمنحهم البعد الجسدي؟
مثلا: طويل كالنخلة، قصير كأبريق الشاي ، بدين مستدير ، أو جسيم رياضي رشيق، ريانة العود، ممتلئة الجسد، تشبه الكمثرى، شاب عريض المنكبين كالمصارعين
صفات الوجه:
عريض بيضاوي مستطيل صبيح الجبين مستوي الجبهة ذو عظمة الحواجب بارزة
ممتلئ الخدين بارز عظمتي الوجنتين…..تشوب جلده حمرة كأنما تلقى صفعة….باهت اللون …شاحب الوجه …. ذا حاجبين رقيقين كالهلال في اول الشهر…حاجبين غليظين كنسر يثب على فريسته
عقد حاجبيه و جعد انفه و ضاقت عيناه (تصف شخص اغضبه امر سمع به)
حليق الشاربين كث الشوارب كقرون ثور اسباني
ذا شفتين ممتلئتين….حاد الشفتين….رفيع الشفتين….تهتز الشفة السفلى….مسترخي الشفاه السفلى حتى بانت اسنان كاللؤلؤ
حمراء كالكرز…حمراء كالفراولة….حمراء قانية….حمراء كدم الحمام…عينان كالزمرد…داعج العينان
الصفات الصوتية
صوته جهور… ناعم…. رخيم… ناعس… به بحه… حاد…دافئ… الصفات الحركية
مشى بخفة الهرة يصفع الأرض بقدميه يحث الخطى يدب على الأرض

امور عجز العلم عنها

مهما تطور العلم تظل أمور غيبية لم ولن يتطرق او يفسرها العلم بشكل دقيق والسبب أن العلم يتعامل بالتجربة والتفكير الحسي اي ما تلتقطه حواسه الخمس من رائحة، صوت ، ذائقة ، ملمس أو منظر . لذلك يحدد أن هذا ساخن أو بارد، طويل أو فصير، ذا رائحة زكية أو تزكم الأنوف.

لكن ماذا عن الأمور التي تحدث أمامه ولا يمكن ان يفسرها مثل الروح و الأحلام والأصوات التي تأخذه الى عالم أخر مثل الجن والعوالم الاخرى

العين و كيف نشاهد اشخاص لديهم قدرة غريبة على تدمير الأشياء بنظرة عين.
لماذا نحب تلك الفتاة واكره تلك رغم فارق الجمال الواضح، لما تبيع الفتاة كل ما لديهم في لحظة عشق ، هل كانت ضحية شيطنة خارجية ام داخلية
حتى الأمور التي قد تبدو سخيفة ، لا تفسير لها ، وضع ساق فوق ساق، التثاؤب ، النوم فروقات الذكاء بين الاشخاص

أسرار كثيرة ربما فهمها العالم القديم وانشغل عنها العالم الجديد، لذلك الحدس أمر مهم و حياتي بحت لنستمر رغم كل التناقضات حوله

كيف تكتب رواية -9

من أهم أركان الرواية هو البطل أو البطلة و المجرم أو الشخصية الشريرة
عندما نتحدث عن البطل فنحن نتحدث عن محور الرواية التي تدور الاحداث و القطب حولها حتى تؤول اليه بالنهاية . البطل أو البطلة يشكلان الدافع الأساسي لقراءة أحداث الرواية. شخصيات الرواية ينقلها لنا الحاكي وهو الذي يروي بلسانه احداث الرواية لكي يستمتع بها القارئ. الحاكي يصف الاحداث و يصف لك المشاعر و الأماكن. و اذا كتبت الرواية بلسان المتحدث، يتحول القارئ الى جزء منها بل في كثير من الأحيان، تكتب الرواية القارئ تماما و هذا ما يجعلها ناجحة جدا.
روايات كثيرة كان اسم البطل، عنوانها مثل روايات الأديب الإنجليزي وليام شكسبير أمثال ، هاملت مكبث، روميو و جولييت و كذلك رواية الأديب الروسي ليو تلستوي في خالدته" آنا كارينا". والامثلة كثيرة. القراء يبحثون عن الكاتب الذي يجدون فيه انفسهم, لذا توسم الصدق و الأمانة في كتابة ووصف البطل. لدينا نحن الكتاب العرب مشكلة كبيرة في وصف البطل فنضع صفات غير منطقية له ، بوصفه كامل، ملائكي لا تشوبه شائبة. ذكي وقوي وشجاع خال من العيوب بطل خارق على الأرض إن جاز التعبير.
لا أحد يحب الشخصية الكاملة والممتازة الخالية من العيوب. ضع في بطل قصتك عقدة او مرض او ذكرى سيئة دع القارئ يتفاعل معه يحس بإنسانيته. قرأت رواية رائعة بكل صدق كانت لتصبح مؤهلة للبوكر لكن بسبب أن المؤلف جعل البطل سوبرمان هنا دمر كل امل لها بالنجاح.
مثال على عيوب الابطال فشارلوك هولمز مدمن و مونك مصاب بالوسواس القهري منها قررت أن لا بد ان اضع عقده في المحقق ماجد بطل رواياتي فوصفته انه مصاب بفوبيا الدماء.
مع ذلك هناك اصرار على مثالية البطل مثل سلسلة رجل المستحيل او 007 جميس بوند الذي نعلم في النهاية انه ينتصر
في المقابل هناك اهمال كبير لشخصية المجرم فيوصف بالغباء والجبن وكأن المسألة كلها حظ مصفى. أهمية المجرم لا تقل أهمية عن شخصية البطل فهو الند المقابل له. الي يتبارز معه في كل صفحات الرواية.
هذه النظرة الخاطئة انتقلت إلى الافلام والمسلسلات فقلما نجد شخصية شريرة مميزة مثل الأستاذ محمود المليجي في الافلام المصرية أو الفنان خالد العبيد في المسلسلات الكويتية . لكن تظل شخصية المجرم مهمة وهو في النهاية بشر لابد من سبب رئيس سبب تحوله من الخير إلى الشر. صدمة نفسية او ان يقتل أحد احباؤه او يعذب. لعل الشرير هذا ضحية مجتمع أو عنف اسري. حتى يتعاطف معه القارئ ولو بالشيء اليسير. المجرم انسان في نهاية الامر لكنه ظل الطريق اصبح أداة من أدوات الشيطان. كشخصية "الاخطبوط "في رواية " لغز الاصهب " كان ناقم على المجتمع و كذلك "مدير المركز" في رواية "الناقوس" كخوفه على منصبه.
الكثيرين شاهدوا مسلسل "التحول للشر" "‪breaking bad‬"‪ ‬ وكيف تحول أستاذ الكيمياء المحترم الى تاجر مخدرات خطير تحت عذر توفير المال لأهله و فلم "الوجه ذو الندبة" لآل باتشينو تاجر المخدرات الشرس الذي واجه المافيا كلها لأنه رفض قتل طفل.
ضع القراء في زوبعة تساؤل : هل هذا مجرم فعلا؟ هل لدى المجرمين مبادئ؟ هل البطل سينتصر خلال التحدي ام يهزم و يظهر بطل اخر

كيف تكتب رواية-٨-

Read more

اهم الأجزاء في الرواية

البداية والنهاية

البداية و خاصة الاسطر الأولى، مهمة للغاية لأنها بعد اسم الروائي، تحدد قرار القارئ بأن يشتري الرواية او يتركها و يتجه إلى أخرى. هذه الأسطر هي النظرة الأولى للقارئ.

بعضهم يختار أن يجعل جملها مبهمة تحمل معاني مختلفة. هناك من يقتبس مقولة لشخصية مشهورة أو حكمة مثلا الأستاذ سعود السنعوسي في رواية ساق البامبو كان يبتدئ كل فصل بمقولة لشخصية.

بعض الكتاب يضع البداية جزء من وسط القصة او قبيل النهاية.

تبدأ بجزء ملتهب من بطن الرواية ثم تتبعها بسطر قائلا:

قبل أسبوع

اقتباسات من اقوى البدايات لبعض الروايات العالمية

“معظم الروايات تنتهي بنهاية سعيدة لكن هذه الرواية ليست منها” ليموني سنيكتس

“انا رجل خفي” رالف اليسون

.”كل العائلات السعيدة تتشابه بينما العائلات الحزينة كلا و طريقته” لوي تلستوي “امي ماتت اليوم” البير كامو

النهاية تساوي البداية في الأهمية فهي التي تجعل القارئ يلتهم الصفحات ليصل إلى ما يفترض بها ان تكون سعيدة يكفي أن النهاية في الواقع مؤلمة. المشكلة في روايات الغموض أنها تجمع النقيضين فلابد ان تكون النهاية منطقية و مفاجأة للقراء فهم لا يريدون نهاية شاذة او مبهمة او متوقعة. خلال الرواية ضع غمزات و إيحاءات و دلالات مخفية وسط الاسطر حتى يتسلى القارئ وهو يحاول فك احجية اللغز الذي تكتبه له. في الواقع القارئ و التحري في سباق محموم نحو من يصل إلى شخصية القاتل. خلال سير الرواية انثر أدلة وهمية و مهمة ما بين الصفحات بعضها و كن واقعياً حتى لا يتوه القارئ و يفهم مالا تريده ان يفهم. اجمل النهايات هو ان يقول القارئ لنفسه

يا الهي لما لم افكر بذلك؟

من المهم أن تصور للقارئ أكثر من نهاية حتى يخمن هو أي منها و يتشوق لمعرفة المزيد.

تجنب الملل لا تشرح كثيرا في النهاية. يفترض انك وزعت قصتك على الأجزاء كلها.

في حالة الروايات البوليسية يفترض ان تجب على جميع التساؤلات التي تطرح خلال الرواية. ان لم تجد لها إجابة منطقية احذفها من رواياتك

بعضهم يستخدم أسلوب النهاية المفتوحة. هنا يفترض اما ان تكون هناك أجزاء أخرى او رسمت الخطوط العامة للرواية حتى تترك القارئ يقرر هو. شخصياً لا احبذ استخدام أي من الاسلوبين و خاصة النهاية المفتوحة دون إيضاح الفكرة للقارئ