إيمان أحمد's Blog, page 2

النصفُ ضعف ...

العلاقاتُ التي تظلُّ دائماً بينَ جزرٍ ومد .. مُتعبة
ترهقُ الأرواح و تُؤلم العقل
و العاطفةُ التي تتقدمُ خطوةٌ للأمام وأخرى للخلفِ
مُتعبة أيضاً .. تظلُ تتقاذفُ بقلوبنا كورقةِ خريف
و التصرفاتُ التي تحملُ دفئاً في لحظة
وفي لحظةٍ تحملُ برداً وجفاء
مُريبةٌ ومُتعبةٌ أيضاً .. تدفعنا للهروب
النصفُ من كُلِّ شيء / أي شيء مُتعب !
لذا إن أحببت فلا تُحب بنصفِ قلب
إن أردت أن تتخذ قراراً فلا تتخذه أيضاً بنصفِ عقل
إن كنت تهتم لأحدهم .. فأفعل وبصدقٍ عميق
لا تُمارس على نفسك وعليهم كذبةَ أنكَ " غير مهتم "
إن أعطيت فأعطي بِكُلِّ ما فيك من مقدرةٍ على البذل
وإن فقدت مشاعرك نحو أحدهم فابتعد تماماً
لا تبتعد نصف ابتعاد ليظلَّ آلمهم بك كاملاً
لا تفعل النصف فقط وتتوقف ...
فالنصفُ دائماً يعني الخسارة ..
أن تخسر نفسكَ / أن تخسر أحدهم
أن تخسرَ فرصةً أو قلباً أو نجاحاً كان وشيكاً
النصفُ ضعف !
خوفٌ واستسلام من مواجهةِ القادم
والقدرةِ على تحمل مسئوليته
النصفُ يعني ...
نصفُ حياةُ وموتٌ كامل
النصفُ ضياع ...
جزءٌ منكَ تفتقدهُ .. ترأهُ وتعجز عن مدِّ يديكَ نحوه
فقط لأنكَ عاجزٌ عن اتخاذ قرار !

فكُن شجاعاً في كُلِّ أمور حياتك / في عاطفتك / في قراراتك
لأنَّ الله لم يخلق منك نصف إنسان .. بس إنساناً كاملاً
فتعاملَ مع الكونِ والكائناتِ ومع نفسكَ على هذا الأساس ...

إليكَ ياربُّ

و أنا ياربُّ أعدكَ ألا انكسرَ أمامَ عثرات قلبي
ولا أمامَ وجعَ الحياة ...
سأحملُ في أعماقي دائماً يقيني / ثقتي بكَ
وسأمضي ممدوة أشرعةَ قلبي للكونِ والكائناتِ
باتساعٍ سماءٍ لا تنتهي ...
و كُلّمَا مرَّ بي حُزن .. سأضعُ يدي على قلبي
اتمتمُ بذكركَ و اطمئنُ إليكَ / معكَ
أعدكَ يا الله ...
إن أعوجت الدُّنيا .. سيستقيمُ في روحي الأمل
سيظلُ ظنّي بكَ جميلاً
وستظلُ أنتَ يا مولاي و حبيبي عند ظني بكَ

<3

نصٌ غزير

آهٍ .. كم أحتاجُ للكتابةِ
للتمرغِ بسوادِ الحبّرِ و بياضِ الورق
البياضُ الذي ينتشرُ في دميِّ
كسحابةٍ من قُطنٍ مُبلل ..
كم أحتاجُ للغةٍ ترفرفُ كفراشةٍ جناحيها ضَوء
تخرجُ من تحتِ جلدي / معطفي
تخرجُ من أناملي .. من عاطفتي
من أقصى قطرةِ فَرح في خاطري
تطيرُ عالياً .. عالياً
تحطُ على وجهِ الكونِ .. فيبتسم
كم أحتاجُ للكتابةِ عن الحُبِّ ...
حين تفوحُ رائحتهُ في أوردةِ الكائنات
حين ينهمرُّ سخياً .. دافئاً في قلوبِ النّاسِ كخبزٍ ساخن
يتقاسمونهُ بصدقٍ و سخاء
كم أحتاجُ للكتابةِ عن الأحلامِ المُرّةِ / الحلوة ..
حينَ تسيلُ في شقوقِ الليلِ كعطرٍ يصعبُ إمساكه
وعن البُكاء حينَ يصيرُ جميلاً ...
كمدفئةٍ عتيقةٍ في شتاءِ المشاعرِ
كضوءِ القطاراتِ يومضُ من بعيدٍ
يشُدنا للمجهول ..
جميلاً كوجهِ فتاةٍ تتظاهرُ بالفَرح
وفي صدرها يتنهدُ حزنٌ خفي
جميلاً كقصيدةٍ لن تُكتب / لن تُقرأ
ولن يبكي فوقَ سُجادها الأخضر عاشق !
كم أحتاجُ للكتابةِ عن الوجوهِ القديمة ..
عن الصباحاتِ المنتعشةِ بالضَوء
عن أحلامِ العصافيرِ
عن الحاراتِ الدافئةِ ..
والأزقةِ التي لونها ضحكاتُ الصغار
عن الأغاني القديمة حين تتمايلُ الأمهاتُ صباحاً ..
قُربَ ألحانها كسنابلِ الأرض
عن القلوب حين كانت ترتدي البساطةَ والفَرح
تمرُّ من فوقِ جسرِ الحياةِ راضيةً رغُم الوجع
عن هذا العالم حين كانَ كبيراً وكنّا نتسعُ له
فلمَّا صار صغيراً وقريباً .. ضاق بنا وضقنا به !
كم أحتاجُ للكتابةِ عن كُلِّ شيء وعن أي شيء
يعيدُّ رائحةَ الفجر لدّمي .. يعيدُّ اللونَ لكلماتي
يعيدُّ الإنسانَ .. إنساناً في عيني
أحتاجُ لنصٍ غزير..
غزير كصوتِ المطر في الشوارعِ الخالية ..

عن الإنسانِ أكتب

أن تُجرب البُكاء نيابةً عن أحدهم
أن تضعَ جانباً عقلكَ بتحليلاتهِ المعقدة والكثيرة ..
لترتدي قلبَ شخصٍ آخر في غمرةِ الحُزن
تربتُ على نبضهِ بعطفٍ ومحبّةٍ غير مصطنعةٍ ولا مشروطة !
أن تحتضنَ وجهاً يرتجفُ غضباً أو قهراً أمامَ عينيكَ ..
فقط بعينيكَ احتضنهُ بصمت ..
وبصمتٍ أيضاً طمئنهُ أنَّ الكونَ لا يزالُ بخير ..
وأنَّ في السّماءِ ربٌ قريبٌ .. قريب
أن تبتسمَ في وجهِ قسوةِ أحدهم ..
تهمسُ في قلبهِ " ظاهركَ الصلبُ .. يُخفي دفئاً عجيباً "
لتذوبَ بينَ يديكَ تلكَ القسوة كجليدٍ مُسّن !
أن تعتذر عنهم لديكَ .. بألآفِ الأعذار
وتنبشُ في سيئاتهم عن حسنةٍ واحدة
فهي تكفي ليجدوا الطريقَ إليكَ وإلى أنفسهم
أن تكونَ نقطةَ الضَوء التي تغسلُ ظلمتهم بِحُبٍ وصدق
أن تكونَ حاضراً مهما غبت ..
حاضراً في كُلِّ ذكرى وموقفٍ وابتسامةٍ و لحظةِ حُبٍ وإنسانية
أن تكونَ إنساناً ..
بما يكفي لاحتوائهم و مساعدتهم على العودةِ للحياة
أن تكونَ إنساناً .. إنساناً .. إنساناً
" عن الإنسانِ .. الإنسانِ.. أكتب "

لكل من قرأ كتاباتي هنا ...

هؤلاء القُراء الرائعين ...
من لستُ أعرفهم ولا يعرفوني إلا من خلالِ الحرفِ والكلمة هنا .. ولا شيء أعمق وأصدق من كلمةٍ تأتيكَ ممن لا تعرفهُ دافئة و جميلة.

شكراً لِكُلِّ أولئكَ الذين أشرقت كلماتهم ومحبتهم هنا بين نصوصي الوحيدة ..
شكراً لصدقكم / لنقدكم / لمحبتكم / لتشجيعكم

كُلما دخلت هنا وقرأتُ رأي أحدهم ممن لستُ أعرف .. ابتسمت باطمئنان
سعيدةٌ جداً أنَّ ثمةَ نص / ضوء أو حتى حُزن بين السطور يُلامس قلب أحدهم .. ليشعر به

محبتي وتقديري لكم جميعاً
:)