جنى نصرالله's Blog, page 7

March 29, 2018

السادس من أيّار يومٌ مثاليٌّ لحفل شواء على مساحة الوطن




 


على قدر ما يبدو قانون الانتخاب معقدًا، مُبهمًا، مُربكًا، وعصيًّا على الفهم والهضم، يبدو المجتمع المدني هجينًا، مشرذمًا، مشتتًا ومضعضعًا. هذان هما العنوانان الجديدان اللذان تحملهما الانتخابات النيابية 2018 بعد غياب استمر تسعة أعوام، وإذا بهما يتنافسان على لقب الأكثر التباسًا وضياعًا وتناقضًا.  ولعلّ اليقين الوحيد في هذه الانتخابات والقاسم المشترك الذي يجتمع حوله المرشحون هو الرغبة الجامحة في الوصول إلى الندوة البرلمانيّة. هي معركة وصول أولًا وأخيرًا، وكلّ ما عدا ذلك قابل للمفاوضة والمساومة والتنازل بدليل أن لبنان يشهد خارطة تحالفات غريبة عجيبة لن تقوى ليلى عبد اللطيف على فك طلاسمها حتى لو عاونها في عملها كبار المنجمين من أمثال مايك فغالي وميشال حايك وحتى سمير طنب. ولا يمكن تحييد المجتمع المدني عن السيرك الانتخابي الحاصل كما لا يُمكن تمييزهم عن سائر المكوّنات الأخرى لهذا المشهد السورياليّ بعدما أقحموا أنفسهم وبدوا في انسجامٍ مع من يُفترض أنهم يخوضون معركة ضدهم. والانسجام هنا يطال الأداء الانتخابي بكل مفاصله وتفاصيله


ولكن ما هو أو من هو المجتمع المدنيّ وما هي مكوناته؟ الإجابة عن السؤال ليست بديهيّة على المستوى المحليّ وخصوصًا أن كلّ مرشح يرغب في الإيحاء بأنه غير حزبيّ أو طائفيّ يرتدي عباءة المجتمع المدني. وليس مستبعدًا أن تستعير القوى التقليديّة هذه العباءة لتلمع صورتها، وتعلن انتماءها إلى هذا المجتمع أو تدسّ فيه مرشحين لها. في أي حال، لا يُشكّل الرجوع إلى التعريف العلمي للمجتمع المدني إجابةً شافيةً على السؤال، بل يجعل الأمر أكثر تعقيدًا. يقول التعريف بحسب  ”ويكبيديا“ أن المجتمع المدني يشمل ”كلّ الأنشطة التطوعيّة التي تنظمها الجماعة حول مصالح وقيم وأهداف مشتركة. وتشمل هذه الأنشطة المتنوعة  تقديم الخدمات، أو دعم التعليم المستقل، أو التأثير على السياسات العامة. ففي إطار هذا النشاط الأخير مثلا، يجوز أن يجتمع مواطنون خارج دائرة العمل الحكومي لنشر المعلومات حول السياسات، أو ممارسة الضغوط بشأنها، أو تعزيزها، معاقبة صانعي السياسات أو مكافأتهم


المواصفات مُطابقة في المبدأ. ذلك أنّ كلّ الجمعيات التي يرتفع عددها في لبنان مع كلّ إشراقة شمس ترفع شعار خدمة المواطن في شتى المجالات. أمّا من يخدم فعلًا ومن يدّعي ذلك، فهذا نقاش طويل قد يحتاج إلى “مجتمع مدني ظل” يُحاسب ويُحاكم المجتمع المدني الرسمي! ولكن السؤال الأهم هو إلى أيّ مدى يُشبه المجتمع المدني المُرشح إلى الإنتخابات النيابيّة ذاك الوارد تعريفه في ”ويكيبيديا“؟ ويستدرج هذا السؤال سؤالًا آخر، ما هي الانجازات التي قدّمتها الفرق المُرشحة إلى الانتخابات، أو ما هي الأهداف التي حقّقتها، أو ما هو الجديد الذي تقدّمه وتدفع الناخب إلى اختيارها على أساسه دون سواها؟ الاعتماد على الشعارات أو المشاريع الانتخابية  كلام لا يُعوّل عليه، لأن كل الوعود الانتخابية والخطابات الرنّانة التي تصدع قبل الانتخابات تنتهي صلاحيتها فور نجاح  المرشح ووصوله إلى الندوة البرلمانية. إنها مجرد أكسسوار أو بتعبير أوضح إنها ”عدّة النصب


التحرك الوحيد الذي أقدمت عليه فرق المجتمع المدني والتي تشكّلت معظمها على أساسه، كان قضيّة النفايات  وانتهى الأمر بأن ”فرط التحرك“ وبقيت النفايات. ويقول أحد الخبثاء والله أعلم، أن بعض قيادات هذا التحرك كانت تصرخ ضد الطبقة الفاسدة وعينها على المجلس النيابي تختار مكتبها المستقبلي فيه! كان من المبكر جدًا أن تقرّر فرق المجتمع المدني خوض الانتخابات النيابيّة بوصفها مجتمعًا مدنيًا. ذلك أن سجل انجازاتها ما زال شبه فارغ، وهذا ما يجعل ترشحها مشابه لمبدأ الترشح الذي تنطلق منه الطبقة التي يدّعون محاربتها، ويطلبون من الناس انتخابهم بديلًا عنها. لا يكفي أن يطرح مرشحو المجتمع المدني أنفسهم بديلًا عن النواب الحاليين حتى يُصبح انتخابهم مُقنعًا. ولا يجوز أن تكون تلك هي الأرضية التي ينطلقون منها وعليها يبنون كلّ آمالهم ببلوغ الندوة البرلمانية. وفي حال فشلوا، يُحمّلون الناخب المسؤولية لأنه أعاد اختيار الطبقة نفسها التي يشكو منها. هي ليست مسؤولية الناخب بقدر ما هي مسؤوليتهم لأنهم في أدائهم وخلافاتهم وتحالفاتهم وحتى مصدر أموال بعضهم،  يبدون نسخة مجدّدة عن النواب السابقين. استعجلت فرق المجتمع المدني الوصول إلى الندوة البرلمانية في وقت أن تعريفها يحمل أن تصبر قليلًا وأن تقوم بدورها الذي على أساسه استحقت اسمها وهو ”نشرالمعلومات حول السياسات ، أو ممارسة الضغوط بشأنها، أو تعزيزها (معاقبة صانعي السياسات أو مكافأتهم)“. ولكن الحاصل أن الفرق المنتمية إلى المجتمع المدني رغبت في إحراق المراحل والوصول إلى البرلمان الذي أصبح هو الغاية، وكأن خدمة المجتمع من خارج الندوة البرلمانية لم يعد عصريًا والتغيير من الداخل، أكثر الحجج المستخدمة والخاوية من أي معنى، هو الأساس


ماذا لو قرّر الشعب اللبناني عن بكرة أبيه أن يقاطع الانتخابات؟ ماذا لو بقيت صناديق الاقتراغ فارغة ؟ ماذا لو حصل عصيان مدني قام به المجتمع المدني مثلًا؟ أضغاث أحلام تجعل من يوم السادس من أيار يومًا مثاليًا لشواء اللحم، أو تناول الحشائش للنباتيين على أن يكون العرق بلدي متلت


ملاحظة : من هم حزب 7؟


وسؤال: من سيغطي الانتخابات النيابية بعد أن ترشّح معظم الصحافيين والإعلاميين للانتخابات النيابيّة؟ أم أنه يجوز لهم القيام بدورهم الصحافي الذي لا يتعارض مع ترشحهم اقتداءً بوزير الداخلية نهاد المشنوق المرشح إلى الانتخابات؟


بين قوسين: الصحافي أكثر احترامًا وتأثيرًا ومكانة من النائب. ولبيان حرّر


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 29, 2018 21:36

March 24, 2018

أسئلة وملاحظات في يوم ربيعي مشمس






 هل انتهت ”الجلقة“ اللبنانيّة بعيد الأم على مواقع التواصل الاجتماعي. وماذا لو لم يكن هناك فايسبوك مثلًا، أين كان سيذهب كلّ هذا الحب المتفجّر صورًا وورودًا وأغانٍ وأشعار؟ لم يترك ألبوم عائليّ إلّا وفتح واستخرجت منه صور الأمهات بكلّ الألوان والأشكال والأحجام. وبُحّت أصوات فايزة أحمد وفيروز ومارسيل خليفة وهم يردّدون : ست الحبايب، وأمي يا ملاكي، وأحن إلى خبز أمي. ملاحظة: لم يكن مقررًا أن يحتل هذا السؤال المرتبة الأولى في القائمة، لو لم تنضح صفحات الفيسبوك  حبًا وحنانًا طوال أسبوع  كامل … وما يزيد


 ما هو الرابط بين عيد الأم وزهرة القرطاسية؟ ولماذا تمتلىء متاجر الأزهار بهذه النبتة التي يطغى حضورها على سواها من النباتات أُسبوعًا قبل موعد عيد الأم، ثم لا تلبث أن تختفي؟


  لماذا تبدو صور إحدى المرشحات إلى الانتخابات النيابيّة أشبه بإعلان لعمليّات التجميل. والتجميل يبدأ في الاسم. إذ كانت تُطل هذه المرشحة على جمهورها التلفزيوني ”العريض“ بإسم أخضعته لتجميل قبل أن تطل على جمهورها الانتخابي الذي تتمناه عريضًا بإسمها الحقيقي. يعجز من تطالعه صورة المرشحة المطبوعة على لافتات طويلة ألاّ يظن أن للأمر علاقة ما بالترويج لعمليات التجميل. ويأتي شعار المُرشحة ” كفى“ الملاصق للصورة ليُعزّز هذا الانطباع بدلًا من أن يبدّده. وتصبح الصورة الى جانب الشعار: كفى عمليّات تجميل


  ما هو سرّ البهجة اللبنانيّة العارمة بحجم المشاركة النسائيّة في الانتخابات النيابيّة؟ علمًا أن عدد المرشحات هو  111 مرشحة من أصل 976 مرشحًا، أي أن النسبة لا تتجاوز 11،37 في المئة. وهي نسبة ضيئلة تستدعي الندب وليس الاحتفال وخصوصًا أن الترشح لا يعني النجاح بالضرورة، والعبرة في من يستمر في المعركة ويكسبها. ولكي نصل الى حجم حضور نسائي في المجلس النيابي يستدعي الاحتفال فعلاً، يجب أن يكون الترشح حاليًا أضعاف ما هو عليه وربما مناصفة بين النساء والرجال، وإلى ذلك الحين ”اخبزوا بالافراح


 لماذا توحي الإعلانات والشعارات الانتخابية أن الأطراف المشاركة تخوض المعركة تحت عنوان واحد هو”يا قاتل يا مقتول“. إذ يطرح كل طرف نفسه خلاص لبنان من الآخر الذي سبّب هلاكه. القوات اللبنانية مثلًا ستنهي زمن الفساد ليحلّ مكانه زمن ”الدولة الفاضلة“. المردة ”هني مبارح وهني بكرا“. حزب الكتائب هم التغيير. حزب الله ”يحمي ويبني“…الخ. المشكلة ليست في الشعارات ولا في منطق الإلغاء المسيطر عليها،  بل في أن كلّ هذه الأطراف متحالفة مع بعضها بطريق عجيبة غير مفهومة ومناقضة تمامًا للشعارات التي ترفعها وتحشد على أساسها. يستحق الأمر فعلًا ”خرزة زرقا“ لأن لبنان بلد ما صار ولا بقى يصير متلو.  والإنتخابات النيابيّة  نموذح واحد ضمن عشرات النماذج الدالة على فرادته  وخصوصيته وتمايزه


  أمّا وقد بدأ العمل على تنفيذ جسر جل الديب بعد أخذ ورد استمر ردحًا من الزمن، وبعدما تبيّن أن الجسر الذي يبنونه يُشبه أيّ جسر آخر، وليس فيه أيّ مواصفات خارقة أو شكلٍ ابتكاريّ استثنائيّ يمكّن السيارات أن تطير مثلًا في زحمة السير الخانقة،وهي دائمًا خانقة، اذ لا زحمة سير من دون الشعور بالاختناق، وبعد كلّ ما تقدّم يبقى السؤال الذي استوجب هذه الملاحظة، لماذا احتاج جسر جل الديب كلّ هذا  الوقت لإقراره؟ وإذا كانت الإجابة تندرج ضمن قائمة هدر وفساد وسرقة ومحاصصة، فالرجاء تذكّر هذه العناوين في 6 أيّار.  والرجاء ممن لا يتذكر لحظة يحكم ضميره أمام صندوق الانتخاب ويسقط اللائحة ”زي ما هي“ وفق شروط  القانون الجديد ”اللي ما حدا فاهم منو شي من شي“، أن يعتزل بعدها مباشرة حفلة الـ ”نق“ على البلد والطبقة السياسية وخلافه


  متى ستجد البلديّات حلًا لفضلات الحيوانات الأليفة التي تخلّفها على الأرصفة غير رفع لافتات تحذّر من هذا التصرّف غير اللائق. الكلاب لا تقرأ التحذير، وأصحابها يتجاهلون الأمر، ومنهم من يترك مهمة إخراج الكلاب للتنزه وقضاء الحاجة للعاملات المنزليّات. والمفارقة، أن سيدة المنزل تحرص أن ترتدي العاملة الزيّ الخاص بالتنظيف وربما تعاقبها إذا اهلمت ذلك ، ولكن لا تلفت انتباهها أين يفترض أن تخلّف الكلاب فضلاتها، المهم أن الأمر يحصل خارج حدود بيتها حتى ولو حصل ذلك على الرصيف المحاذي. بالمناسبة، تستحق هذه القضية  أن تُدرج بندًا أساسيًا في البرامج الإنتخابية من باب التغيير عن محاربة الفساد والإصلاح والدين العام التي أصبحت مُملّة من شدة استهلاكها


 لماذا أصبحت اللهجة اللبنانيّة شبه منقرضة في المقاهي والمطاعم والمرافق العامة وورش البناء …الخ؟ إن القول بأن اللبنانيّ يرفض القيام بهذه الأعمال، سيُحتسب إجابة خاطئة. كما أن إدراج هذا السؤال في خانة العنصريّة مرفوض، بل هو هروب من الإجابة الصحيحة؟ أمر إضافي يستحق أن يدرج بندًا في البرامج الإنتخابيّة في إطار محاربة البطالة، وحلّ هذه المعضلة يخدم محاربة الفساد والمحاصصة وباقي المعزوفة الانتخابيّة


 من أين يأتي وزير الخارجيّة جبران باسيل بهذه  الطاقة لابتكار مواقف واطلاق تصريحات ترفع  منسوب أعدائه بسرعة قياسيّة  وكأنه يرغب أن يكون حديث البلد الدائم حتى ولو جاء ذلك من باب انتقاده أو شتمه. وآخر ابتكاراته على هذا المستوى موقفه من منح الأم جنسيّة لأبنائها ليس مهمًا أن يزيد كارهوه  المهم أنه شاغل الرأي العام بمواقفه. إنها لا شك مقدرة  وتطوير لمفاهيم الدبلوماسيّة التقليديّة


  زحمة سير، زحمة سير، زحمة سير

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 24, 2018 02:13

March 20, 2018

March 15, 2018

March 11, 2018

امرأة الكوليزيه

ما أزال، وبعد مرور ما يزيد على 24  عامًا على لقائي الأول بها، ألتفت بحثًا عنها كلّما مررت أمام سينما الكوليزيه، رغم علمي أنها هجرت زاويتها منذ زمن طويل. رأيتها بعد بضعة أعوام على لقائنا الأول، وقد انتقلت إلى الوقوف أمام سينما البيكاديللي قبل اختفائها كليًا من شارع الحمرا. علمت أنها بدّلت مكان وقوفها قسرًا بعدما انزعج من وجودها أصحاب سينما الكوليزيه المقفلة. بدا الأمر أشبه بتهجير  مواطن من بيته وخصوصًا أنها كانت تمضي في هذه الزاوية أكثر مما كانت تمضي في بيتها. حين نشرت قصتها في صحيفة السفير ، استاءت مني وامتنعت عن محادثاتي، وحرمتني من لقائها بعدما اتهمتني بالخيانة. حاولت أن أشرح لها أن الهدف هو مساعدتها وليس النيل منها، ولكنّها رفضت الإصغاء وشكتني إلى أبو فضل العباس، كما قالت. لم أفهم معنى ذلك في حينها. كانت المشكلة  في نشر صورة تجمعنا في الصحيفة، وهو ما فرضته ضرورات المهنة. رأى أقارب لها الصورة في الصحيفة، وأنّبوها لأنها تستعطي. اكتفوا بالتأنيب ولم يقدموا لها ما يوفّر عليها وقفة الشارع والإستعطاء الخجول. ظنّت بل بدت مُقتنعة أني نشرت الصورة في لقطة تظهرأني أقدم لها المال. كانت مجروحة .آلمني الأمر يومها وأبكاني. كم أتمنى أن أعرف أين أصبحت هذه المرأة المناضلة، علما انها سامحتني بعد فترة وعدنا نلتقي في زاويتها الجديدة قبل أن أفقد أثرها نهائيا. أعيد نشر هذا ”البورتريه“ لامرأة الكوليزيه على مدونتي”نقطة عالحرف“  وأتمنى أن يكون أحفادها الذين وقفت، لأجل تعليمهم وتربيتهم، في  زاوية الكوليزية يقدّرون حجم تضحياتها


[image error]نشر هذا البورتريه في جريدة السفيرفي 15/11/1994

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 11, 2018 04:51