حياة محمد

حياة محمد #1

by Mohammed Hussein Haikal محمد حسين هيكل

Genres: Religion, Islam, Nonfiction, History, Biography

680 pages, Unknown Binding

First published January 1, 1994

About the author

(السيرة الذاتية باللغة العربية أدناه)

Mohammed Hussein Heikal[a] (Arabic: محمد حسين هيكل Egyptian Arabic pronunciation: [mæˈħæmmæd ħeˈseːn ˈheːkæl]; August 20, 1888 – December 8, 1956) was an Egyptian writer, journalist, politician. He held several cabinet posts, including minister of education.

He obtained a B.A. in Law in 1909 and a PhD from the Sorbonne University in Paris in 1912.

While a student in Paris, he composed what is considered the first authentic Egyptian novel, Zaynab. After returning to Egypt, he worked as a lawyer for 10 years, then as a journalist. He published articles in Al Jarida. He was the cofounder of Al Siyasa newspaper, the organ of the Liberal Constitutionalist party for which he was also an adviser and was also elected as its editor-in-chief.

شاعر وأديب وسياسي كبير مصري
درس القانون في مدرسة الحقوق الخديوية بالقاهرة وتخرج منها في عام 1909م. حصل على درجة الدكتوراه في الحقوق من جامعة السوربون في فرنسا سنة 1912م، ولدي رجوعه إلى مصر عمل في المحاماة 10 سنين، كما عمل بالصحافة. اتصل بأحمد لطفي السيد وتأثر بأفكاره، والتزم بتوجيهاته، كما تأثر بالشيخ محمد عبده وقاسم أمين وغيرهم.

كان عضوا في لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923، أول دستور صدر في مصر المستقلة وفقا لتصريح 28 فبراير 1922م. لما أنشأ حزب الأحرار الدستوريين جريدة أسبوعية باسم السياسة الأسبوعية عين هيكل في رئاسة تحريرها سنة 1926. اختير وزيرا للمعارف في الوزارة التي شكلها محمد محمود عام 1938م، ولكن تلك الحكومة استقالت بعد مدة، إلا أنه عاد وزيرا للمعارف للمرة الثانية سنة 1940م في وزارة حسين سري، وظل بها حتى عام 1942م، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة أخرى في عام 1944م، وأضيفت إليه وزارة الشؤون الاجتماعية سنة 1945م.

اختير سنة 1941م نائبا لرئيس حزب الاحرار الدستوريين، ثم تولى رئاسة الحزب سنة 1943م، وظلَّ رئيسًا له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952. تولى رئاسة مجلس الشيوخ سنة 1945م وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعي حتى يونيو 1950م حيث أصدرت حكومة الوفد المراسيم الشهيرة التي أدت إلى إخراج هيكل وكثير من أعضاء المعارضة من المجلس نتيجة الاستجوابات التي قدمت في المجلس وناقشت اتهامات وجهت لكريم ثابت أحد مستشاري الملك فاروق.

تولى أيضا تمثيل السعودية في التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945م، كما رأس وفد مصر في الأمم المتحدة أكثر من مرة

Reviews

[Mai · Rating 2 out of 5]

مستمتعش بقراءة الكتاب اووى
نظرا لان النسخه اللى عندى عتيقه شويتين
(عمرها حوالى 20 سنه بس ) :D
بس مقدرتش اقاوم يكون عندى كتاب عن سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) ومقراوش الصراحه ^^
استفدت منه فى بعض النقاط
واستمتعت ببعض النقاط لذلك كانت النجمتان

ساضعها هنا على هيئة اقتباس وتعليق لتشاركونى^^


هنا ف تلك السطور
تكمن اجابة لما الاسلام هو متمم للاديان وسيدها
ونفى كل ما يقال بان الاسلام والسياسه لا يتداخلان فرسولنا العظيم يضرب لنا خير
مثلا فى ذلك



هاهى بلاغة الرسول وايجاز التعبير
عن مايجب ان يتبعه المسلم ليعش مطمئنا
وهو النبى الامى ولكن الله علمه وهذب لسانه لتخرج بتلك الروعه



حب سيدنا خديجه للرسول وكم كانت نعم السند له فى اصعب الاوقات
واول من ءامن به وبرسالته فهكذا تكون المراة حقاً
واليس هى المراه التى تغار منها السية عائشه بالرغم من موتها منذ زمن قبل ان يتزوجها سيدنا محمد :))



رعاية الله لرسوله وتنزيهه عن الاخطاء التى تذل لها انفس البشر
ولكن يظل رسولنا العظيم بكل ما يجمعه من صفات تقرب الى الكمال
والكمال لله وحده مثل جميع البشر يحتاج المشوري ويضعف فيستند الى خديجه



اختتم بهذا الدعاء الرائع الذي دعاه الرسول
عندما ردته القبائل ولم ترد نصرته
ولكن الله نصر
وتعلو شوكة الله فوق شوكة الكافرين ^^

[Mohammad Alaamar · Rating 5 out of 5]

لقد قرأت هذا الكتاب أيام الشباب ،،، وقد ابدع الكاتب في تصوير سيرة محمد ( صلى الله عليه وسلم )

[سهام ذهني · Rating 5 out of 5]

سهام ذهنى
هناك كتب كلما عاودنا قراءتها نعود للتوقف أمام معان عظيمة وردت عبر سطورها .
من هذه الكتب الرائعة حول سيرة حبيبنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، كتاب "حياة محمد" للدكتور "محمد حسين هيكل " .
من أول المعانى العميقة التى أتوقف عادة أمامها فى هذا الكتاب ، هو تلك الإشارة التى جاءت خلال مقدمة الكتاب التى كان قد كتبها فضيلة الشيخ محمد مصطفى المراغى حيث قال :
ــ (سينشر الإسلام لواءه على العالم . وسيكون أشد الناس عداوة له اليوم هم أشد الناس غيرة عليه ودفاعا عنه , وسيكون هؤلاء الغرباء عنه هم أنصاره وأهله , وكما نصره أول أمره الغرباء عن البيئة التى نشأ فيها , فسينصره آخر الأمر الغرباء عن لغته ووطنه . وقد بدأ غريبا وسيعود غريبا) .
ومن بين سطور الكتاب أنقل هذا المعنى العظيم الذى وضع الدكتور محمد حسين هيكل يده عليه قائلا :
ــ (يستطيع الأغنياء والأقوياء والشريرون أن يعذبوا الجسد وأن يحولوا بينه وبين ملذاته وشهواته , لكنهم لن يصلوا إلى الروح ما دام صاحبه يريد به سموا فوق سلطان المادة وفوق سلطان الزمن واتصالا بالوجود كله) .
أيضا يستوقفنى عبر سطور الكتاب هذا التشبيه الرائع لكل من سيدنا عمر وسيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنهما :
ــ (وصف الرسول صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق أن مثله فى الأنبياء كمثل إبراهيم , كان ألين على قومه من العسل , قدمه أهله إلى النار وطرحوه فيها ، فما زاد على أن قال : " أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون " , وأن قال : " فمن تبعنى فإنه منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم " . ومثله فى الأنبياء كمثل عيسى إذ يقول : " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " .
ومثل عمر فى الأنبياء كمثل نوح إذ يقول : " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا " , وكمثل موسى إذ يقول : " ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم " ).


منذ المقدمة يطرح الكاتب أن بعض المستشرقين حين لم يتمكنوا من التشكيك فى الإسلام بسبب ما لمسوه من أنه دينا غاية فى السمو مع بساطة ويسر هما مصدر قوته , لذلك لجأوا إلى حجة العاجز حين يدع الأثر العظيم لا يعرض له بمطعن من المطاعن لا ترقى إليه , فيتناول مَن صدر هذا الأثر عنه أو كان وسيلته إلى الناس فيجعله هدف مطاعنه .
هذا ما ذكره د. هيكل منذ أكثر من سبعين عاما عن محاولات من الغرب فى ذلك الوقت لتشويه صورة رسول الإسلام لأنهم لم يجدوا فى الدين نفسه ما يتمكنوا عبره من الطعن فى رسالة الإسلام .
إذن فالكاتب هنا مشغول بالغرب وبتوجيه كتابه عن حياة محمد للرد على من يحاولون فيه التعريض به صلى الله عليه وسلم , بالإضافة طبعا إلى أنه موجها للقارئ العربى الحريص على القراءة بإسلوب عصرى لا يأخذ بنهج الكتب القديمة وأساليبها . وإن كان الكاتب قد حرص على استخدام تعبيرا معينا يصف به الجمهور المستهدف قائلا أن من يتصدى للبحث فى مثل هذا الموضوع عليه أن يتوجه به إلى الإنسانية كلها لا إلى المسلمين وحدهم .
ومع تعدد الكتب التى صدرت حول الرسول عليه السلام بقلم أعلام فى حياتنا الثقافية مثل " د طه حسين " و" عباس العقاد " إلا أن كل منهم كان يقوم بتسليط الضوء على أحد الجوانب فى السيرة العطرة متعمقا فى تفاصيلها , صحيح أن بقية ملامح السيرة كانت تظهر لإكمال الصورة إلا أن الضوء الشديد كان كل كاتب يقوم بتسليطه على الجانب الذى انشغل به أكثر من غيره , والقارئ لكتاب د . هيكل سيلحظ أنه يركز فى رصده وتحليله على إقامة الدولة , بالتالى هو مشغول بمحمد القائد والسياسى .

الحدوتة

طبعا القارئ يجد أيضا في الكتاب الحدوتة الكاملة التى قرأناها من قبل ولا نشبع من إعادة قراءتها , بل إننى ما زلت أتأثر وتدمع عيناى مع حكاية " محمد " من البداية حين افتدى جده عبد المطلب أحب أبنائه إليه بذبح مائة ناقة , حيث كان قد نذر أن يذبح أحد أبنائه إذا أنجب عشر من الذكور عند وصولهم إلى العمر الذى يستطيعون فيه أن يعينوه على الحياة , وبالفعل تمت كتابة إسم كل من أبنائه داخل ورقة بطريقة القرعة أو القداح المتبعة فى ذلك الوقت , وكلما تم السحب بين الأسماء كان يخرج إسم " عبد الله " أصغر أبنائه وأحبهم إليه , فنصحه أهل القبيلة ــ بعد أن أخذوا فتوى من العرافة ــ بالفداء بذبح عشر من الجمال باعتبارها قيمة الدية فى ذلك الوقت , على أن يتم السحب ما بين الجمال العشر والورقة التى تحمل اسم عبد الله فإذا جاء السحب باسم عبد الله يتم إضافة عشر جمال أخرى واستمر السحب يقع فى كل مرة على " عبد الله " إلى أن وصل عدد الجمال إلى مائة جمل فخرجت القداح أو السحب على الإبل . وبالفعل افتدى عبد المطلب إبنه عبد الله والد رسولنا محمد بذبح مائة من الإبل , بعدها تزوج " آمنة بنت وهب " ولم يقضى معها عند أسرتها بالمدينة إلا أياما معدودة سافر بعدها إلى الشام للتجارة فمات بالحمى ودفن عند عودته للإستراحة بالمدينة بينما كانت هى فى انتظاره بمكة حاملا فى محمد الذى ولد يتيم الأب , ثم حين سافر محمد بعد ست سنوات مع أمه إلى " يثرب " ــ قبل أن يصبح اسمها المدينة المنورة بالرسول وبالرسالة التى أنارت الدنيا ــ , وبعد أن زار الطفل اليتيم أخوال جده من بنى النجار وشاهد البيت الذى عاش أبوه مع أمه فيه أيام الزفاف , وروت للإبن ما روت ربما عن أبيه وربما عن قصة الفداء وربما عن المكانة المبهرة للأب , وربما أنها قد روت له عما كان معروفا عن أبيه من أنه كان شابا وسيما قويا فى الرابعة والعشرين من عمره عند الزواج بها وبالتالى عند الرحيل عن الدنيا عقب الزواج مباشرة ,وربما أنها قد روت له أيضا غيرهذا من الحكايات التى من الوارد عند تصورها أن تجعل ما يبقى منها فى وجدان محمد هو نوع من الشجن الذى يختلط مع حلاوة الترحال للصغير فى صحبة أمه ووسط الأهل وبين أماكن الذكريات الغالية على الأم , فتصبح لتلك الأماكن وربما لغيرها بيثرب التى قضى مع أمه فيها شهرا خلال تلك الرحلة , ما يجعلها تسكن مكانا له مكانة فى وجدان محمد طفلا إلى أن يلقى تلك الأماكن ذات يوم من جديد مهاجرا وصاحب رسالة ومعلم أمة وهاد للبشرية .
إنما يظل المؤكد فى كل هذا الذى رويته حول الشهر الذى قضاه مع أمه بيثرب هو أن الروايات جميعها قد أكدت أن أمه قد ماتت فى طريق عودتهما من المدينة إلى مكة وأنه كان مازال فى السادسة من عمره .
ثرى يثرب (المدينة ) الذى وارى جثمان الأب لحق به ثرى الطريق من المدينه إلى مكة بمنطقة " الأبواء " حيث دفنت الأم , أما أقدام الصغير محمد فكان لها أن تظل تدب فوق هذا الثرى بخطوات لا شك أنها كانت مختلفة عن حركة خطواته خلال رحلة الذهاب بصحبة أمه ومعهما الجارية " أم أيمن " , وإذا به مضطر للعودة مع أم أيمن بدون الأم .
هل لا بد من المداهمات المبكرة للأحزان كى تزداد القلوب رهافة وكى تمتلك ملكة التأمل جذوة .
وها هى جذوة التأمل التى امتلكها وجدان الطفل اليتيم لدى عودته وحيدا من " الأبواء " عقب تعرفه المبكر على معنى غياب الأحبة تحت الثرى , ها هى تلك الجذوة يتم صقلها تلقائيا فى صباه خلال اشتغاله راعيا للغنم .
وعن قيمة عمله فى رعى الغنم كتب الدكتور هيكل قائلا : " كان محمد يرعى غنم أهله وغنم أهل مكة , وكان يذكر رعيه إياها مغتبطا , حيث كان يقول : بُعث " موسى " وهو راعى غنم , وبُعث " داود " وهو راعى غنم , وبعثت وأنا أرعى غنم أهلى بأجياد " .
ويعلق " د . هيكل " على ذلك قائلا : " وراعى الغنم الذكى القلب يجد فى فسحة الجو الطلق أثناء النهار وفى تلألؤ النجوم إذا جنّ اليل موضعا لتفكيره وتأمله يسبح منه فى هذه العوالم , يبـتغى أن يرى ما وراءها , ويلتمس فى مختلف مظاهر الطبيعة تفسيرا لهذا الكون وخلقه . وهو يرى نفسه مادام ذكى الفؤاد عليم القلب , بعض هذا الكون غير منفصل عنه . أليس هو يتنفس هواءه ولو لم يتنفسه قضى ؟ أليست تحييه أشعة الشمس ويغمره ضياء القمر ويتصل وجوده بالأفلاك والعوالم جميعا , هذه الأفلاك والعوالم التى يرى فى فسحة الكون أمامه متصلا بعضها ببعض عبر نظام محكم , لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الل��ل سابق النهار . وإذا كان نظام هذا القطيع من الغنم أمام محمد يقتضى انتباهه ويقظته حتى لا يعدو الذئب على شاة منها وحتى لا تضل إحداها , فأى انتباه وأية قوة تحفظ على نظام العالم كل أحكامه .
ولم يكن عمل بسي�� كرعى الغنم يدر أخلاف الرزق أو يفتح أمامه أبواب اليسار , وما كان محمد يهتم لذلك , وقد ظل طوال حياته أشد الناس زهدا فى المادة ورغبة عنها . أليس هو القائل : نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع . فالذين يلهثون فى طلب المال إنما يبتغونه لإرضاء شهوات لم يعرف محمد طوال حياته شيئا منها . أما اللذة النفسية الكبرى , لذة الإستمتاع بما فى الكون من جمال ومن دعوة إلى التأمل فهى لذة عظيمة لا يعرفها إلا الأقلون , والتى كانت لذة محمد منذ نشأته " .
لن أستطرد فى تفاصيل الحدوته التى نعرفها بعد رعى الغنم حيث التجارة لخديجة ثم زواجه منها وحكايات أمانته وصدقه إلى درجة تسميته بالصادق الأمين , وتعبده فى غار حراء ونزول الوحى والجهر بالدعوة وإيذاء قريش والهجرة المحدودة إلى الحبشة ثم الهجرة إلى المدينة , ومؤامرات من يهود بالمدينة مع الكفار والغزوات والإنتصارات والهزائم والدروس والمثابرة والجهاد .
سأعبر كل هذا وغيره من الحكى الجميل العميق والجذاب والعذب والذى يملأ روحى كلما قرأته ويزلزل كيانى ويأخذنى إلى دنيا أخرى أقوم فيها بتطريز لآلى من التخيل أرى من بين حباتها وقائع تلك الأيام التاريخية فى حياة البشرية فأمتلئ بالتأمل وأعتبر عبر ما جرى .
مع ذلك أنا مضطرة أن أعبر كل هذا وأصل إلى الدولة التى تركها محمد . لن أشتت تواصلى مع القارئ بما رصده المؤلف من حدود الدولة وعدد القبائل بالجزيرة العربية وحكاية كل منهم مع الرسالة والرسول ومع الدولة الإسلامية , وأيضا لن أشغل القارئ بالتحديات التى كانت تحيط بها من القوى العظمى الممثلة وقتها فى الفرس والروم . إنما سأتوقف مع بعض مما رصده الكاتب حول العلاقة بين الحاكم والمحكوم بالدولة الإسلامية بعد رحيل الحبيب صلوات الله وسلامه عليه.

بين الشورى
والحكم المطلق

فالكاتب أشار من البداية إلى أهمية التفرقة بين فترتين مختلفتين من تاريخ الإسلام , الأولى من بدء الإسلام إلى مقتل عثمان , والثانية من مقتل عثمان إلى أن أقفل باب الإجتهاد . وأن تقدير هذا الفرق يمكن أن يظهر بوضوح عبر الموازنة بين المبادئ التى انطوى عليها خطاب أبى بكر أول الخلفاء الراشدين بعد بيعته حيث بدأ كلامه قائلا :
" أيها الناس ,فإنى قد وليت عليكم ولست بخيركم "
ثم تضمن الخطاب قواعد العلاقة بين الحاكم والمحكوم ( والتى يمكن تفسيرها اليوم ) كما يلى :
ــ ( حق النقد ) :" إن أحسنت فأعينونى , وإن أسأت فقومونى " .
ــ ( الشفافية ) : "الصدق أمانة , والكذب خيانة " .
ــ ( المساواة ) :" الضعيف فيكم قوى عندى حتى " أريح " عليه حقه إن شاء الله " ــ هل يلاحظ القارئ قدر البلاغة فى استخدامه لكلمة " أريح " التى وصف بها حال الحق عند إعادته إلى أصحابه ــ .
ــ ( محاربة الفساد والمفسدين ) : " والقوى فيكم ضعيف عندى حتى آخذ الحق منه إن شاء الله " .
ــ ( الكرامة ) : " لا يدع قوم الجهاد فى سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل " .
ــ ( القصاص ) : " ولا تشيع الفاحشة فى قوم إلا عمّهم البلاء " .
ــ ( الفيصل ) : " أطيعونى ما أطعت الله ورسوله " .
ــ ( تداول السلطة ) : " فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم " .
ــ ( الإلتزام ) : " قوموا إلى صلاتكم " .
ــ ( الأمل ) : " يرحمكم الله " .
إنما شاسع الفرق بين العدل والديمقراطية وحقوق الإنسان وارتياح الحق وحلاوة الكرامة فى خطاب أبى بكر , وبين هذا الذى جاء فى خطاب " المنصور العباسى " بعد تسنمه ذروة العرش , فالعينة بينة مثلما يقال , فقد قال : " أيها الناس , إنما أنا سلطان الله فى أرضه , أسوسكم بتوفيقه وتأييده , وحارسه على ماله , أعمل فيه بمشيئته وإرادته , وأعطيه بإذنه , فقد جعلنى الله عليه قفلا , إن شاء أن يفتحنى فتحنى لإعطائكم وقسم أرزاقكم , وإن شاء أن يقفلنى عليها أقفلنى ....... " .
لن أحاول أن أعلق على ما جاء فى خطاب المنصور الذى تولى حكم المسلمين بعد حوالى مائتين عام من ظهور الإسلام , مكتفية بما وصف به د هيكل باشا الحال الذى تحول إليه الحكم فى الدولة الإسلامية عبر مرور السنوات قائلا : " حسب الإنسان أن يوازن بين هذين الخطابين ليرى مدى التغير فى القواعد الأساسية للحياة الإسلامية فى أقل من قرنين , تغيرا نقلها من " الشورى " بين المسلمين إلى " الحكم المطلق " المستمد من الحق المقدس " .
ويؤكد د . هيكل أن الفترة التى انتهت بمقتل الخليفة عثمان بن عفان هى التى تقررت فيها القواعد الصحيحة للحياة الإسلامية العامة بالتالى فإنها وحدها التى يمكن الإعتماد على ما وقع فيها لمعرفة هذه القواعد الصحيحة .
ويضيف أنه على الرغم من ازدهار العلم والمعرفة أيام الأمويين , وخاصة أيام العباسيين إلا أن يد العبث كانت قد اندست بهذه القواعد الأساسية الصحيحة لتقيم مكانها قواعد تتنافى فى كثير من الأحيان مع روح الإسلام تحقيقا لأغراض سياسية . وأن الأعاجم الذين تظاهروا بالإسلام هم بعض الذين روجوا لهذه القواعد غير متورعين فى تأييدها عن اختراع أحاديث ونسبتها إلى النبى عليه السلام .
بالتالى فإن الدكتور هيكل يرى أن هذه الفترة لا يمكن الإعتماد على ما تم تدوينه فيها اعتمادا علميا دون تمحيصه ونقده . وهذا يعيدنا إلى المنهج الذى اعتمد عليه د . هيكل منذ البداية , متمثلا فى استبعاد كل ما لا يتفق مع القرآن الكريم . باعتبار أنه الكتاب الذى لا يأتيه الباطل مصداقا لقوله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " . ولقد كان الإحتكام إلى القرآن الكريم هو منهجه كذلك طوال رصده وتعليقه على ما تضمنته السيرة . ولقد ذكر " د . هيكل " هذا صراحة حيث قال : " خير مقياس يقاس به الحديث وتقاس به سائر الأنباء التى ذكرت عن النبى ما روى عنه عليه السلام أنه قال : ( إنكم ستختلفون من بعدى , فما جاءكم عنى فاعرضوه على كتاب الله , فما وافقه فمنى , وما خالفه فليس عنى) " .
لذلك نجد أن كتاب د. هيكل يبتعد عن ما روته بعض كتب السيرة من معجزات وخوارق متصلة بالرسول صلى الله عليه وسلم , وكان هذا مثار لتعليقات عديدة عند صدور أول طبعات الكتاب عام 1935 , لكن الشيخ المراغى علق وقتها على ذلك قائلا : " لم تكن معجزة محمد إلا القرآن , وهى معجزة عقلية" كما قال المرحوم السيد محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار ردا على من اعترضوا على المنهج قائلا : " القرآن وحده هو حجة الله القطعية على ثبوت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بالذات , بينما نبوة غيره من الأنبياء وآياتهم بشهادته لا يمكن فى عصرنا إثبات آية إلا بها " .
كما قال الشيخ رشيد رضا أيضا : " الإسلام فى الدعوة والمطالبة بالإيمان بالله ووحدانيته لا يعتمد على شئ سوى الدليل العقلى والفكر الإنسانى الذى يجرى على نظامه الفكرى , فلا يدهشك بخارق العادة ولا يغشى بصرك بأطوار غير معتادة , ولا يخرس لسانك بقارعة سماوية " .
وبهذه الروح يعلق د. هيكل قائلا أن محمد لأنه هو خاتم الأنبياء , ولأنه مبعوث للناس كافة , من هنا فإن معجزته معجزة إنسانية عقلية هى القرآن الكريم ليكون انتصار الدين وقوة الإيمان عن طريق الدليل اليقينى والإقتناع . فالدين الذى يقوم على هذا الأساس أدعى أن يؤمن الناس به على كر العصور واختلاف الأمم وتباين اللغات " .
ثم يضيف هيكل فى موضع آخر من الكتاب قائلا : " منطق العقل هو تاج هذه الحياة الإنسانية , إنما دون أن يكون منطقا جافا خاليا من الروح والعاطفة فهو ينتظم الروح والعقل والعاطفة جميعا حتى يستطيع اكتناه غاية ما تستطيعه الإنسانية من أسرار الكون . ولقد جاء نبى الإسلام داعيا إلى الحق تؤازره العاطفة والروح , بمعجزة هذا المنطق البالغة فى القرآن الكريم الذى أوحاه الله إلى نبيه , به أكمل الله للناس دينهم وأتم عليهم نعمته , وبه توج الرسالات وختمها " .
كما يقول أيضا : " لقد أراد الله أن يتم نشر الإسلام وانتشار الحق على يدى محمد , فهو الرسول , المجاهد , السياسى , الفاتح , فى سبيل الله , وفى سبيل كلمة الحق التى بُعث بها , ولقد كان فى كل ذلك عظيما " .
صلى الله عليه وسلم .

[Ahmad · Rating 5 out of 5]

في هذا الكتاب أبدع الكاتب في أن يكتب السيرة النبوية بطريقة مبتكرة و هي أن يسرد سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم على طريقة البحث الذي يسرد فيها نقاط المسترقين و يفندها واحدة تلو الاخرى بطريقة علمية موضوعية لا عاطفة فيها. رحم الله الكاتب

[Tarek Ezzat · Rating 3 out of 5]

بعد قراءة الجزء الثاني ان شاء الله

[سارة ممدوح · Rating 5 out of 5]

Very informative

[Mamdouh Mahfouz · Rating 5 out of 5]

كتاب تاريخي ادبي رفيع المستوى

[سارة العاصي · Rating 5 out of 5]

كتاب رائع حقا و عرض مميز لحياة استثنائية أكثر ما أعجبني طريقة طرحه العلمية و رده المنظم المنطقي على ادعاءات المستشرقين أيضا نفيه العلمي للمعجزات التي تنسب لمحمد صلى الله عليه وسلم و تأكيده أنها غالبا مدسوسة على السيرة و هذا يثبت أن القرآن هو معجزته الوحيدة و أكثر ما أثار استغرابي أن كتاب كهذا لا يكون في مطلع أي ترشيحات للقراءة عن حياة محمد و هو حقا يستحق لقد اشتريته صدفة و الآن أغبط نفسي على هذا الاختيار و أرشحه للكل لأنه حقا يستحق القراءة

[Cherry Jam]

ياجماعة احد عنده فكرة عن الكتاب؟

[Adel Abdallah · Rating 3 out of 5]

به تجاوزات كثيرة

[يحيى عمر · Rating 4 out of 5]

كتاب هام ورائع للمهتمين بالسيرة النبوية

[Mohamed Sawah · Rating 5 out of 5]

الكتاب رائع جدا