هذا الكتاب.. عرف الناس في ابن تيميةالجرأة الكبيرة والعقل الواعي والحجة البيِّنة، فقد ألان الله له العلوم كما ألان لداود الحديد ولكن ثمة "إشارات لطيفة" لابن تيمية، تعكس صورة أخرى له، فهو أيضا المتلطف بالنصيحة، صاحب الكلمة الرقيقة والنفس الشفافة والقلب الكبير المتسامح حتى مع الذين كادوا له
أَبُو العَبَّاسِ تَقِيُّ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الحَلِيمِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ النُّمَيْرِيُّ الحَرَّانِيُّ الدِّمَشْقيُّ (661- 728 هـ / 1263- 1328 م) المشهور بلقب شيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّة. هو عالم مسلم؛ فقيه مجتهد ومحدِّث ومفسِّر، من كبار علماء أهل السنَّة والجماعة. وأحد أبرز العلماء المسلمين في النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري. نشأ ابن تيميَّة حنبلي المذهب فأخذ الفقه الحنبلي وأصوله عن أبيه وجدِّه، وصار من الأئمَّة المجتهدين في المذهب، يفتي في العديد من المسائل على خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقًا للدليل من الكتاب والسنَّة ثم لآراء الصحابة وآثار السلف.
وُلد ابن تيميَّة سنة 661 هـ / 1263 م في مدينة حَرَّان لأسرة علمية، فأبوه الفقيه الحنبلي عبد الحليم ابن تيمية وأمُّه «سِتُّ النِّعَم بنت عبد الرحمن الحَرَّانية»، ونشأ نشأته الأولى في مدينة حَرَّان. ثم عند بلوغه سنَّ السابعة هاجرت أسرته إلى مدينة دمشق بسبب إغارة التتار على حران، وكان ذلك في سنة 667 هـ. وحين وصول الأسرة إلى هناك بدأ والده عبد الحليم ابن تيمية بالتدريس في الجامع الأموي وفي «دار الحديث السُّكَّرية». نشأ ابن تيمية في دمشق على طلب العلم، ويذكر المؤرِّخون أنه أخذ العلم من أزيدَ على مئتي شيخ في مختلِف العلوم، منها التفسير والحديث والفقه والعربية. وقد شرع في التأليف والتدريس في سنِّ السابعة عشرة. بعد وفاة والده سنة 682 هـ بمدَّة، أخذ مكانه في التدريس في «دار الحديث السُّكَّرية»، إضافة إلى درسِه في تفسير القرآن الكريم بالجامع الأموي، ودرَّس «بالمدرسة الحنبلية» في دمشق.
تجربتي الأولى مع أدب السجون كتاب صغير الحجم، كبير النفع، من أفضل ما قرأت يظهر هذا الكتاب الجانب الإنساني الرقيق من شيخ الإسلام بن تيمية يحتوي الكتاب على عشرة رسائل سبعة منهم كتبها بن تيمية وهو في السجن وهم : - رسالة من الشيخ إلى والدته - رسالة إلى إخوانه بدمشق "رسالة رائعة من الشيخ عن التسامح" - رسالة كتبها شقيق الشيخ يشرح فيها حالته وهو في السجن - رسالة من الشيخ إلى أصحابه عن الخشوع والتبتل - رسالة الشيخ من سجن القاهرة إلى أهله - رسالته من سجن القلعة بدمشق -رسالة من بن تيمية إلى الشيخ "مصر المنبجي" الصوفي
والثلاث رسائل الباقية كانت :
- رسالة من شيخ الإسلام إلى ملك قبرص "وهي أفضل رسالة " -رسالة إلى إخوانه تحدث فيها عن الحسد كمرض -رسالة من الشيخ إلى سلطان المسلمين عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
“وأما الدنيا فأمرها حقير , وكبيرها صغير , وغاية امرها يعود الي الرياسة والمال .وغاية هذه الرياسة ان يكون كفرعون الذي اغرقه الله في اليم انتقاما منه , وغاية ذي المال ان يكون كقارون الذي خسف الله به الارض فهو يتجلجل فيها الي يوم القيامة لما اذي نبي الله "موسي ”
ثاني قراءة لي لابن تيمية, وحقيقة لا ادري ماذا اكتب عن هذا الكتاب, كنت قد قررت ان اتوقف عن كتابة المراجعات قليلاً لما تستهلكه من استحضار للأفكار خاصة حينما يستحق الكتاب هذا الوقت والمجهود..
الكتاب 98 صفحة لا يتمكن منه في ساعات قليلة سوى من هو على علم كبير باللغة وبالتفسير.. ابن تيمية لغته بليغة جداً ويوجز ما يريد قوله في جمل قصيرة.. كما انه يستعين بنصوص في ظاهرها مفهومة ولكن تجد نفسك امام رغبة في البحث عن تفسير مفصل مما تحثك كلمات ابن تيمية عليه.. وفي استعانته لنصوص اخرى كتأييد لفكرة ما, فسرها بإيجاز لا يجهد القلب في تدبره..
الكتاب هو مجموعة رسائل من ابن تيمية لعائلته واصحابه وبعض الحكام, لم أظن يوماً اني قد اقرأ لشخص -ليس بنبي ولا صحابي- بهذا اللين في القلب, وهذا التسامح وهذا القدر من سمو الأخلاق قبل سمو وعلو مكانة علمه
كانت قراءة مرهقة لي كشخص لم يعتاد هذه البلاغة وليس على دراية كبيرة بتفسيرات النصوص القرآنية والأحاديث ولكنه ارهاق محبب جعلني ارغب في المزيد من علوم هذا الإمام الجليل, رحمه الله وجزاه الله جزاء اضعاف بما عمل
ابن تيمية ولو يُسجَن، فِكره سيتجاوَز تلك القُضبان. ونحنُ أمام 11 رسالة تعكسُ لنا صورة لطيفة لِشخصية ابن تيمية المرِحة والتي قد كذّبت تصوّراتنا السابقة عنه.
فقد كتب رسالة اعتذار لوالِدته؛ رسالة عفوِية إلى إخوانه في دمشق؛ رسالة في سجنه كان قد دعا أصحابه المسجونين إلى ملازمة العبادات والخشوع والتّبتّل بدل اللّهو بالنّرد وتضييع أوقتاهم؛ رسالة إلى أهله من القاهرة؛ رسالتان لمّا كان بسجن القلعة بدمشق؛ ورسالة دعوِية تُوضّح جوهرية التصوف وحبّ الحقيقي لِحبّ الله مُوجّهة إلى الشيخ "ناصر المنبجي".
أرسل أيضًا رسالة إلى ملك قبرص وأتباعه من رؤساء الدّين وكانت رسالة مُجيبة لبعض المسائل التي غرُبت عليهم؛ فشرح لهم رسالة الأديان التي سبقت الرسالة المحمّدية، ووضّح أوجه التحريفات التي أُوجِدت فيها، والتي طمست شريعة التوحيد.
ثم كانت له رسالة أخرى أين تحدّث عن آفة الحسد وأنواعه، وأضرارهِ.
فآخر رسالة جاءت على مثنى: كانت الأولى مُرسلةٌ إلى السلطان أين كانت له ومضة خفيفة عن الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر؛ والذي توسّع فيها في الرسالة الثانية أين ذكر شروط هذا الفِعل وأهميته.
وبالأخير هذه الرسائل قيّمة (والتي لفتتني رسالة التصوف، وملك قبرص، والحسد وشروط الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر) وجاءت كردّ لِكائديهِ وحُسّاده على أنّه لن يسقط منه وِسام "شيخ الإسلام" أبدًا.
مجموعة رسائل كتبها ابن تيمية من السجن فى مصر لوالدته تفيض بالرقة والعطف ولاخوانه وتلاميذه فى دمشق تفيض بالنصح والحث على طلب العلم ..ونرى صورة ابن تيمية الانسان المتسامح ليس العالم السلفى فقط ,ونرى أيضا مسامحته للذين سعوا لدى الحكام للزج به فى السجن بسبب اجتهاده ومخالفته لبعض الشيوخ بالرغم من انه لم يخرج عن تعاليم الاسلام
بعض الاقتباسات
-والقلب الحى يكون صاحبه فيه حياء يمنعه من القبائح .ولهذا قال النبى (ص) "الحياء من الإيمان"
-قال عمربن عبد العزيز "من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح "
فاته الكثير من لم يقرأ هذه الرسائل ... هي مجموعة من الرسائل كتبها ابن تيمية أثناء فترات حبسه الثلاث في القاهرة و الاسكندرية و دمشق .. يظهر فيها الجانب الإنساني له فتارة تراه يبث أشواقه إلى والدته .. و تارة أخرى يحث إخوانه على العمل الصالح و على العفو و المسامحة .. و يسامح هو كل من أذاه و تسبب في حبسه و يعف عنهم .. تراه يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر فلا يخاف في الله لومة لائم فيبعث للسلطان ينصحه و يقومه .. أسلوبه محبب جدا للنفس فهو رحيم بالمؤمنين عطوف عليهم ، شديد على الكفار غليظ معهم .. رحمه الله و تقبله و أسكنه جنة الفردوس
لا أظن بتاتا أنني سأقرأ في التاريخ رسائل من السجن كهذه الرسائل.. إن معظم من كتبوا من السجون قد كتبوا عن الحرية وفي الحرية و أحيانا عليها. لكنه لم يكتب أحدهم بنفس حر كهذا.. ربما جميعهم لم يشعروا بالتقييد فيما يكتبون إذ لم يكن هناك رقابة على قلم أحدهم ماذا يكتب في السجن، -هذا إن استطاع أن يكتب- لكنهم لم يكونوا أحرار النفوس كإمامنا بدليل أنهم كانوا ما يزالون يبحثون عن الحرية في أقلامهم بحرية ودون تحكم من أحد فيما يكتبون. وهنا علينا أن نفرق بين حرية التعبير و الحرية الحقة التي يشعر بها المرء في ظل عبوديته لله.
انظر إلى نص من إنسان محرر الروح يكتب من السجن -وتنبه- : "والقلب الحي يكون صاحبه فيه حياء يمنعه من القبائح، والحياء مشتق من الحياة. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "الحياء من الإيمان" والميت الذي لا حياة فيه يسمى وقحا. والوقاحة: الصلابة وهو اليبس المخالف للرطوبة. فإذا كان وقحا يابسا صليب الوجه، لم تكن في قلبه حياة توجب حياءه." من يكتب كهذا من سجن؟
وإذا أجحفت في المقارنة بين الإمام وغيره ممن كتبوا رسائل من السجون، فما قولكم في رسائلنا التي هي من خارج السجن؟
يشتمل الكتاب القسم الأول: رسائله من السجن منها: - رسالة اعتذار لوالدته - رسالة لإخوانه يدعوهم للعفو والتسامح عن خصومه لأنه عفى عنهم. - رسالة كتبها أخوه يشرح فيها حالة شقيقه. - وأربعة رسائل أخرى ..، والقسم الثاني: رسالة إلى ملك قبرص ، شرح فيها رسالة الأديان وأجاب على عدة مسائل سأله عنها .، القسم الثالث: حديثه عن الحسد كمرض نفسي. والقسم الأخير: عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كتاب قيم المحتوى جمع احدى عشرة رسالة للامام الحكيم ابن تيمية بين سطور الكتاب يوجد كلمات تخترق ظلمة القلب وتجعل به نور تلك الرسالة تعكس شخصية ابن تيمية التى يظهرها اتباعه على انه راجل صارم جاف الطباع شديد الا ان الرسائل تظهر طهر قلبه وكم هو هادئ الطبع يقابل السيئة بالحسنة بعض الرسائل تأسيسه وبعضها تساهم فى بناء شخصية المسلم من الرسائل التاسيسة 1_رسالة الى اصحابه فى دمشق يدعوهم الى العفو والتسامح 2_((رسالة تلطف الى ونصح الى الشيخ (( نصر المنبجى ) 3_ رسالة الى ملك قبرص ومن الرسائل التى تساهم فى بناء شخصية المسلم 1_رسالة شيخ الاسلام الى امه 2_ حديثه عن الحسد كمرض نفسى 3_حول الامر بالمعروف والنهى عن المنكر اقتباسات من الرسائل فليحرص المؤمن على كمال الفرائض من الصلوات الخمس باطنه وظاهره ، وليكن هجيره لاحول ولا قوة الا بالله فانها تحمل الاثقال وتكابد الاهواء وينال بها رفيع الأحوال .
والعبد اذا أنعم الله عليه بالتوحيد ،فشهد ان لااله الا الله مخلصا من قلبه حلاه الله بالامن والسرور والرحمة
كل من وافق الرسول فله نصيب من قوله لاتحزن ان الله معنا ، ومن شنأ ما جاء به الرسول فله من ذلك نصيب (ان شانئك هو الابتر) والذين اعلنوا ما جاء به الرسول فله نصيب ورفعنا لك ذكرك
كل وجد لا يشهد له الكتاب والسنة فهو باطل
مقصود الدعوة النبوية بل المقصود بخلق الخلق وانزال الكتب وارسال الرسل أن يكون الدين كله لله
الكلام فى الفروع مبنى على الاصوال
انما يحصل بالشبهات والشهوات
يوجد بين اهل العلم الذين لهم اتباع من الحسد مالايوجد فيمن ليس كذلك
عندما تتأخر في كتابة مراجعتك لكتاب ما فإنك بلا شك ستنسى أهم أفكارك وانطباعاتك عنه أحببت هذه الرسائل لكن لا يحضرني الشعور والدافع المناسب لكتابة مراجعة عنها :\ الخلاصة اما أن تدون أفكارك حال نضوجها سريعا أو تحمل عواقب تسويفك في البحث عن الكلمات المناسبة للكتابة ..!
عظمة هذه الرسائل تكمن في أنها جميعاً تبدأ بتعداد النعم وحمد الله حمداً كثيراً أياً كان ما يمر به صاحبها من مِحن، فيقول في مطلع إحداها " إني والله العظيم الذي لا إله إلا هو، في نعم من الله ما رأيت مثلها في عمري كله. وقد فتح الله سبحانه وتعالى من أبواب فضله ونعمته وخزائن جوده ورحمته ما لم يكن بالبال ولا يدور في الخيال. "
وعندما تقرر سجنه مجدداً قال " أنا كنت منتظراً ذلك، وهذا فيه خير عظيم. "
وحين يسمع ما يُنسب إليه من اتهامات يقول " وكل ما قيل من كذب وزور، فهو في حقنا خير ونعمة. "
أما عن رسالته الأولى إلى أمه فتنضح عذوبة ولطف ومنها قوله " ولسنا والله مختارين للبعد عنكم، ولو حملتنا الطيور لسرنا إليكم، ولكن الغائب عذره معه. "
أول تجربة مع ما خطّه قلم الشيخ رحمه الله [ القلب الحيّ المنوّر، فإنّه لما فيه من النور يسمع و يبصر و يعقل ، و القلب الميّت فإنه لا يسمع و لا يبصر ، قال الله تعالى : { قلوبنا في أكنة مما تدعوننا إليه } .. و القلب الحيّ يكون فيه حياء يمنعه من القبائح .. ] الرسالة ٠٩ | عن الحسد كمرض من أمراض القلب .
رسائل من شيخنا ابن تيمية وهو في سجنه ( في الاسكندرية والقاهرة ودمشق) إلى أمه وإخوته و رسائل إلى الحكام. لن تجد كأدبهِ ورقته وحكمته في كتابة الرسائل ، تأثرت بأسلوبه كثيرا _رحمه الله_ شديد على الكفار بالمسلمين رؤوف رحيم. اللهَ اللهَ بهذا السجين ، نحن السجناء أم هو الذي يبدأ رسالته وهو في سجنه بالإسكندرية ( فإني_ والله العظيم الذي لا إله إلا هو _ في نعم من الله مارأيت مثلها في عمري كله. وقد فتح الله سبحانه وتعالى من أبواب فضله ونعمته وخزائن جوده ورحمته مالم يكن في البال ولا يدور في الخيال. هذا ويعرف بعضها بالذوق من له نصيب في معرفة الله وتوحيده وحقائق الإيمان، وماهو مطلوب الأولين والآخرين من العلم والإيمان. ....)
كتاب يوضع في قائمة أفضل ماكتب في أدب الرسائل ، واضعاً في الاعتبار أنها رسائل حقيقية ليست من صنع الخيال.
رحم الله شيخنا شيخ الإسلام ابن تيمية ورزقه الله نعيم الآخرة لما بذله للإسلام والمسلمين.
هذا الرجل عبقري في صياغة رسائله بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. رضى الله عنه 💙 الإمام ابن تيمية -وحده- يتحدث عن حاله في السجن، ويجعلك تشعر إنه في جنة لا مثيل لها في الأرض.
الكتيب عبارة عن بعض رسائل الشيخ لوالدته ولإخوانه..، وليست كلها من السجن، فيه رسالة طويلة لصاحب قبرص ووجهائها (لم أقرأها لطولها)، وملحق بها أيضا رسالة في ذمّ الحسد، ورسالة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
تجد في لغة الشيخ بجلاء ووضوح نبرة الشفقة والتسامح مع خصومه ومع مخالفيه.
الجديد الذي عرفته هنا أن الشيخ رحمه الله، سُجن في القاهرة والإسكندرية أيضا سوى المرة الأخيرة التي توفي فيها في قلعة دمشق.
سبحان الله.. من المعلوم أن الذي قضى بأمر سجنه في المسائل التي قال بها هم المفاتي والقضاة في كل من الشام ومصر، فهل كانوا كلهم فاسدين وعلماء سلطان؟ أم أنّ هؤلاء كلهم كانوا قد باعوا دينهم؟ أم أنّ السلطة المملوكية كانت بهذا التسلط على رأي العلماء؟ وكان الشيخ هو المجدّد الذي على الحق والصواب.. أم ماذا..؟
والله تساؤلات مشروعة، سيّما أننا شهدنا زمانا فيه مفتون رسميون لهم رأي بجانب رأي السلاطين، ورأينا نقيضهم تماما يقفون إلى غير جانب السلطان.
أختم بنُقول عن البداية والنهاية:
""جاء في البداية والنهاية لابن كثير -عند ذكر حوادث سنة 726- ما نصه: قَالَ الْبِرْزَالِيُّ: وَفِي يَوْمِ الاثنين عند العصر سادس عشر شَعْبَانَ (اعْتُقِلَ) الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْعَلَّامَةُ تَقِيُّ الدين ابن تَيْمِيَّةَ بِقَلْعَةِ دِمَشْقَ، ..... وقال: وَفِي يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ مُنْتَصَفِ شَعْبَانَ أَمَرَ قَاضِي القضاة الشافعي في حبس جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ فِي سِجْنِ الْحُكْمِ، وَذَلِكَ بِمَرْسُومِ نَائِبِ السَّلْطَنَةِ وَإِذْنِهِ له فيه، فما تَقْتَضِيهِ الشَّرِيعَةُ فِي أَمْرِهِمْ، وَعُزِّرَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ عَلَى دَوَابَّ وَنُودِيَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ أُطْلِقُوا، سِوَى شَمْسِ الدِّينِ مُحَمَّدِ ابْنِ قَيِّمِ الْجَوْزِيَّةِ فَإِنَّهُ حبس بالقلعة، وسكتت الْقَضِيَّةُ. اهـ.
وجاء فيه أيضًا -عند ذكر حوادث سنة 728-: وَفِي يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ عِشْرِينَ ذِي الْحِجَّةِ أُفْرِجَ عَنِ الشَّيْخِ الْإِمَامِ الْعَالِمِ الْعَلَّامَةِ أَبِي عَبْدِ الله شمس الدين ابن قَيِّمِ الْجَوْزِيَّةِ، وَكَانَ (مُعْتَقَلًا) بِالْقَلْعَةِ أَيْضًا، مِنْ بَعْدِ (اعْتِقَالِ) الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ بِأَيَّامٍ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ إِلَى هَذَا الْحِينِ. اهـ.""
ثمة كتب من الصعب على القارئ ان يفارقها يبدأ الكتاب بمقدمة كُتبت بقلم محمد العبدة ذكر فيها نبذة مختصرة عن حياة احمد بن عبدالحيلم بن تيمية رحمه الله ... رسائل الشيخ الى امه واهله وجيرانه وايضاً من كان سبباً بسجنه مؤثرة جداً ...
رسالة الشيخ ابن تيمية من سجنة في الاسكندرية الى اصحابه حيث بدأ قوله "والله العظيم الذي لا إله إلا هو - في نِعَمٍ من الله ما رأيتُ مثلها في عمري كله، وقد فتح الله - سبحانه وتعالى - من أبواب فضله ونعمته، وخزائن جُودِه ورحمته ما لم يكن بالبال، ولا يدور في الخيال، هذا، ويَعرِف بعضَها بالذوق مَن له نصيبٌ في معرفة الله وتوحيده وحقائق الإيمان، وما هو مطلوبٌ من الأوَّلين والآخِرين من العلم والإيمان، فإنَّ اللذَّة والفرحة والسرور وطيب الوقت والنعيم الذي لا يمكنُ التعبيرُ عنه، إنما هو في معرفة الله - سبحانه وتعالى - وتوحيده والإيمان به، وانفِتاح الحقائق الإيمانية والمعارف القرآنية"
حيث استوقفني في كل رسالة اسلوب الشيخ وصبره وعلمه وحجته وثباته وايمانه ,في هذا الكتاب احدى عشر رسالة كتبها الشيخ ابن تيمية رحمه الله ولكن اهمية الرسائل اكبر بكثير , في كل رسالة موعظة وحكمة واحسان . صدق الإمام الشافعي رحمه الله حينما قال
قد مات قومً وما ماتت مكارمهم ...وعاش قومً وهم بالناس امواتُ
رسائل ابن تيمية رحمه ﷲ وهو في سجنه لأمه وإخوانٍ له في دمشق ولبعض المخالفين، يظهر فيها لطفه وعفوه عن المخالف وصبره على سجنه وثباته على مبادئه وبلغت ١١ رسالة.
رسائل النفس الحرة و الفكر الحر من السجن بعد ان سجن في القاهرة و الاسكندرية و اخيرا بقلعة دمشق إلى ان توفي فيها رحمه الله لم أجد روحا نقية كروحه... أسلوبه في الكتابة و كلماته تستطيع ان تدخل العقول و القلوب،،، اخلاقه مع حساده و اعداءه و ساجنيه تستحق لحسنها ان نتعلمها،،، مسامحته للجميع و دعوته محبيه ان لا يؤذوا احدا هي قمة السمو... كلماته الحانية لامه و لاخوته كم هي جميلة... تبقى الكلمة ال��يبة و النفس الابية و الكلمة الصادقة حرة إلى الأبد...
جمع لطيف لرسائل أرسلها الشيخ على فترات مختلفة لأسباب مختلفة و جهات مختلفة. يظهر فيها أنه مهما كان المخاطب و سبب الخطاب، كان الشيخ دائما ما يستخدم طيب الكلام و لين الجانب.
أعجبتني أكثرها رسالتها لأمه بعد غيابه لشهر عنها في فترة إقامته في مصر. جميلة جدا يبدو بها من البر الكثير.
*** اقتبست:
في رسالته لأمه، يعتذر لبعده عنها قائلا: "فلا يظن الظان أنّا نؤثر على قربكم شيئا من أمور الدنيا قط، بل ولا نؤثر من أمور الدين ما يكون قربكم أرجح منه، ولكن ثمّ أمور كبار نخاف الضرر الخاص و العام من إهمالها."
****
في رسالة أخرى بعد خروجه الأول من السجن، كما فهمت: "لا يخلو الرجل إما أن يكون مجتهدا مصيبا أو مخطئا أو مذنبا. فالأول مأجور مشكور، و الثاني مع أجره على الاجتهاد فمعفو عنه مغفور له، و الثالث: فالله يغفر لنا و له و لسائر المؤمنين."
****
"كل ما يقضيه الله تعالى فيه الخير و الرحمة و الحكمة: (إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم)."
****
في حديثه عن النبي عيسى عليه السلام، يذكر: "خلقه [اللهُ] من غير أب إظهار لكمال قدرته، و شمول كلمته حيث قسم النوع الإنساني الأقسام الأربعة، فجعل آدم من غير ذكر و لا أنثى، و خلقى زوجة حواء من ذكر بلا أنثى، و خلق المسيح بن مريم من أنثى بلا ذكر، و خلق سائرهم من الزوجين الذكر و الأنثى."
****
من دعاء الفاروق رضي الله عنه: "اللهم اجعل عملي كله صالحا، و اجعله لوجهك خالصا، ولا تجعل لأحد فيه شيئا."
سيرةُ طيبةٌ لرجُلٍ طيب عاش ومات في سبيلِ الله مجاهدًا واعظً مناصحًا لا يخافُ في الله لومة لائم. وفالله ما رأيتهُ في سجنه إلا قائمًا بقوله:(ما يفعل أعدائي بي؟ إنَّ جنتي وبستاني في صدري. وإنَّ قتلي شهادة وسُجني خُلوة ونفيي سياحة) فكان سجنهُ رحهُ الله وعظٌ وأمرٌ بالمعروفِ ونهيٌ عن المنكرِ ومناصحة للحكام ودعوةٌ لله تعالى فما تركَ بابَ خيرٍ في سجنه إلا وطرقه حتى بابَ قلوبِ أتباعه يرقق قلبهم ويأمرهم بالإحسان وعدم سوءِ الظنِّ للحاسدين الذين وشوا بهِ فاقتيد على أثرِ الوشاية إلى السجن.
رحم الله شيخ الإسلام دخل السجن فهدى. حتى صار الرجُل إذا أُفرجَ عنه رأى الفرجَ في رافقة هذا العالم الجليل وأبى الخروج. رحمَ الله شيخ الإسلام خرجَ من السجن فجاهدَ وناصح ودعا. نسأل الله أن يتقبَّل منه عمله وأن يبعثَ في الأمة من يجدد لها دينها وينطقُ بالحقِّ لا يخافُ في الله لومة لائم.
ويبقى القولُ أنَّ هذا العالم الجليل لما أدخلَ السجن وأغلق عليه الباب قال: فضربَ بينهم بسورٍ له باب باطنه فيه الرحمةُ وظاهره من قبله العذاب
أفضل ما في الكتاب الرسالة التي أرسلها ابن تيمية لملك قبرص، يطلب فيها إخراج الأسرى النصارى من هم أهل ذمة عند المسلمين. سميت هذه الرسالة بالرسالة القبرصية. تجلى فيها إبداع وذكاء ابن تيمية في دعوة الكفار. بدأ فيها ببيان حقيقة دعوة الأنبياء جميعا من عهد نوح وحتى محمد صلى الله عليه وسلم،وأنهم جميعا على نفس الدين وهو توحيد الله وحده.ثم عرج على التوحيد لبيان معناه وأنه يتفق مع فطرة الإنسان العاقل،ليختمها ببيان أن الدين عند الله هو الإسلام
أسلوبه رائع جدا وأتمنى أن تدرس الرسالة القبرصية في كليات الدعوة ليتعلم الداعية كيف يستطيع أن يبدع في أسلوب دعوته دون إيغال في تفاصيل قد تكون سببا في ضياع بريق التوحيد أمام أسماع وناظري المشركين
في هذا الكتاب مجموعة من الرسائل التي أرسلها الشيخ ابن تيمية إلى أهله و أصحابه والملوك و معارضيه أثناء فترة سجنه سواء في دمشق أو في القاهرة أو الاسكندرية في كل رسالة كان يرسلها و مع كل التضييق الذي كان يعاني منه و البعد عن الأهل كان يحمد الله حمدا كثيرا و يرى أنه في نعمة كبيرة و ذلك لأنه مع كل سجن كان ينقل إليه كان يتعرف على أشخاص جدد يعرفهم بالدين الصحيح كان إيمانه كبيرا و كذلك إخلاصه للدعوة . رحمه الله
كتاب صغير للإمام ابن تيميه أثناء سجنه بسجون مصر ودمشق، كانت توقعاتي عالية، كنت أظن أن أجد شيئا في وصف حالة السجن وكيف كان يتعامل مع الموقف ، ولكن ما وجدته هي رسائل لا تحمل عمقا، فقط أن القلب صاف ولا يحمل حقدا على ساجنيه وخصومه، وأن السجن أتى بالنعم المتوالية والآلاء العظيمة فنفعه أكثر من ضرره، وكان هناك رسائل لطيفة لأمه في دمشق
في كل مرة أتأكد أن الناس الذين تعودنا منه الشدة والغلظة-المحمودة طبعا- هم أصدق النَّاس مشاعرا اذا اشتغلوا بالتعبير عن مكنوناتهم فمع شدتهم في دين الله التي لا يخافون فيها لومة لائم, هم ذووا مشاعر مرهفة وحس جميل ينبع من صدقهم وإخلاصهم لربهم, وهذه الرسائل التي دونها شيخ الإسلام وأرسل أغلبها لأهله وإخوانه كانت من رحم السجن, والتي نرى فيها ابن تيميمة الابن البار بأمه والعطوف على إخوته, والناصح للسلطان والملوك, والمتقرب بالنصيحة لمن ضل عن منهج أهل السنة واقناعه بالحجج والبراهين الدامغة, وأجمل مافي الرسائل تلك التي أرسلها يحث فيها إخوانه على أنه سامح كل من آذاه ووشى به لدى الحكام, وكل من كان سببا في دخوله إلى السجن,رحم الله شيخ الإسلام تقي الدين وأسكنه فسيح جناته
:v أنا عازم على ارتكاب جريمة كي أدخل إلى السجن لأدون بعض الكتابات فجل الإبداعات خرجت من رحم السجون, من يتبرع بنفسه لي :p
القراءة الاولى لابن تيمية من اسم الكتاب اعتقدت ان فيه اكشن وتعذيب وجو السجون اللى اتعودت اقرأ عنه بس الحمدلله مكنش في كده كلها رسايل تحمل اشكال للدعوة مختلفة وجميله فعلا اسلوبه سهل وجميل مش هتكون القراءة الاخيرة ان شاء الله اخر مقطع فى الكتاب: "فقد يذنب الرجل او الطائفة ويسكت اخرون عن الامر والنهى فيكون ذلك من ذنوبهم وينكر عليهم اخرون انكارا منهيا عنه فيكون من ذنوبهم فيحصل التفرق والاختلاف والشر وهذا من اعظم الفتن قديما وحديثا " شكرا ابن تيمية
:"""""""""""""" يال الله كم أتقازم أمام هذه القامة العلمية الخلوقة جدا جدا حينما تقرأ رسائل ابن تيمية لن تستغرب انتشار علمه واهتمام الناس بشخصه -رحمه الله- إن من كان هذا تعامله مع الناس فإن تعامل رب الناس معه بالطبع سيكون أرقى وأسمى من أقسى الأمكنة وأدناها يرسل لك ابن تيمية ألطف العبارات وأسماها! رحمك الله يا ابن تيمية أتعبت من بعدك !