دائماً يتلقى الكُتّاب والأدباء السؤال ذاته من قرائهم: "ماذا أفعل لأكون كاتبًا؟". وهو سؤال بالغ التعقيد. وعن ذلك يقول د. أحمد خالد توفيق: "حاولت دائماً فهم اللغز الكامن وراء السطور. ولماذا تبدو هذه الفقرة جميلة وتلك مفككة. ولماذا تمتعنا هذه القصة بينما تثير تلك مللنا".
في هذا الكتاب يحاول د. أحمد فك اللغز. بأسلوبه الساخر. والممتع، ليقدم لنا وصفة سحرية من عصارة تجاربه ومن تجارب كبار الأدار. يتناول في الجزء الأول بعض التقنيات الأدبية المتسعصية ويعطيك معها الحل ببساطة وإمتاح. يتنقل من سدّة الكاتب إلى أسماء الأبطال، يتوقف عند العمل الناجح المدمر لمؤلفه، ويحل إشكالية الغرور وانعدام الثقة. أما الجزء الثاني فيستعرض فيه المعارك الأدبية المختلفة من تحذلق النقاد إلى متلازمة الطب والأدب، ويحل أزمة الاقتباس من الأدب إلى السينما.
المؤلف هنا يقوم بممارسة عملية التعلم أمام القراء جميعاً. في تجربة مفيدة وممتعة للقارئ والمؤلف معاً. وعندها يكون قد نجح في فك اللغز وراء السطور.
أحمد خالد توفيق فراج (10 يونيو 1962 - 2 أبريل 2018) طبيب وأديب مصري، ويعتبر أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب و الأشهر في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمي ويلقب بالعراب.
ولد بمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية فى اليوم العاشر من شهر يونيو عام 1962، وتخرج من كلية الطب عام 1985، كما حصل على الدكتوراة فى طب المناطق الحارة عام 1997. متزوج من د. منال أخصائية صدر في كلية طب طنطا – وهي من المنوفية - ولديه من الأبناء (محمد) و(مريم).
بدأ أحمد خالد العمل فى المؤسسة العربية الحديثة عام 1992 ككاتب رعب لسلسلة (ما وراء الطبيعة) حيث تقدم بأولى رواياته (أسطورة مصاص الدماء) ولم تلق في البدء قبولاً في المؤسسة. حيث نصحه أحد المسئولين هناك في المؤسسة أن يدعه من ذلك ويكتب (بوليسي) وأنه لابد له فعلاً أن يكتب (بوليصي) - كما نطقها - لكن مسئول آخر هناك هو أحمد المقدم اقتنع بالفكرة التي تقتضي بأن أدب الرعب ليس منتشراً وقد ينجح لأنه لونٌ جديد .. ورتب له مقابلة مع الأستاذ حمدي مصطفى مدير المؤسسة الذي قابله ببشاشة، وأخبره أنه سيكوّن لجنة لتدرس قصته. وانتظر أحمد اللجنة التي أخرجت تقريرها كالآتي: أسلوب ركيك، ومفكك، وتنقصه الحبكة الروائية، بالإضافة إلى غموض فكرة الرواية و .. و .. و أصيب بالطبع بإحباط شديد .. ولكن حمدي مصطفى أخبره أنه سيعرض القصة على لجنة أخرى وتم هذا بالفعل لتظهر النتيجة: الأسلوب ممتاز، ومترابط، به حبكة روائية، فكرة القصة واضحة، وبها إثارة وتشويق إمضاء: د. نبيل فاروق، ويقول الدكتور احمد أنه لن ينسى لنبيل أنه كان سبباً مباشراً في دخوله المؤسسة وإلا فإن د. أحمد كان بالتأكيد سيستمر في الكتابة لمدة عام آخر ثم ينسى الموضوع برمته نهائياً، لهذا فإنه يحفظ هذا الجميل لنبيل فاروق.
يعدّ د. أحمد من الكتاب العرب النادرين الذين يكتبون في هذا المجال بمثل هذا التخصص - إن لم يكن أولهم - ( ما وراء الطبيعة ) .. تلك السلسلة التي عشقناها جميعاً ببطلها (رفعت إسماعيل) الساخر العجوز، والذى أظهر لنا د. (أحمد) عن طريقه مدى اعتزازه بعروبته، ومدى تدينه وإلتزامه وعبقريته أيضاً، بعد ذلك أخرج لنا د. (أحمد ) سلسلة (فانتازيا) الرائعة ببطلتها (عبير)، وهذه بينت لنا كم أن د. (أحمد خيالي يكره الواقع. تلتهما سلسلة (سافاري) ببطلها علاء عبد العظيم، وعرفنا من خلال تلك السلسلة المتميزة مدى حب أحمد لمهنته كطبيب، ومدى عشقه وولعه بها.
له العديد من الكتب مع دار لـيلـى (كيان كورب) للنشر والتوزيع والطباعة ترجم العشرات من الروايات الأجنبية هذا بالإضافة إلى بعض الإصدارات على الشبكة العنكبوتية. انضم في نوفمبر 2004 إلى مجلة الشباب ليكتب فيها قصصاً في صفحة ثابتة له تحت عنوان (الآن نفتح الصندوق)، كما كتب في العديد من الإصدارات الدورية كمجلة الفن السابع.
جعل الشباب ايجابيون جعل الكبار يخجلون جعل الكل يقرأون كيف اكتب مثلك؟ سؤال كان يتكرر على مسامع الاستاذ من المئات ..بالطبع لا توجد وصفة سحرية لتجعلك كاتبا..و لكن هنا منحنا د.احمد وصفته هو للكتابة..بشرط ان تكون قد لمستك بالفعل العصا السحرية للكتابة الثقافة الموسوعية ..احترام عقلية القاريء..الانسانية بكل متناقضتها هذا ما هو اللغز وراء هذه السطور قبل الاخيرة التي منحها لنا الدكتور المتواضع الخلوق
امتلأ الكتاب باراؤه في كتاباته و في كتابات مؤلفين اخرين اقتران الطب بالادب ..السن المناسبة لاحتراف الكتابة . .انواع الكتابة المناسبة له.. مساحة الجنس المناسبة في الادب و كيف يشعر بالذنب لانه ليس مع حرية الابداع بالكامل ...فهو يرى انه منذ فترة طويلة لم يقرا شيئا خاليا من الفاظ نسمعهافي السوق و موقف عبود
كيف يحترم الكتابة البوليسية و يجدها الاصعب على الاطلاق حتى موقعنا هذا قال رأيه فيه
و لم ينسى ان يخبرنا كيف تجثم ثنائية الجاثوم على مسيرته الادبية كلها حتى صارت عقدة مستحيل تخطبها مثلما يحدث لمعظم الكتاب عندما يصمم الجمهور على ان رواية معينة هى القمة التي لن يبلغها مرة أخرى
..حااول الا يترك موضوعا يمت للكتابة بصلة الا و منح لنا رايه فيه برشاقة اسلوب لا يملكها الا عملاق امتلك الوصفة السحرية و ترك مكوناتها في صورة لغز نكتشفه بين سطوره
في السبويلر كلمات كتبتها ليلة وفاته رحمه الله و غفر له ..و في التحديثات يوميات و صور لردود افعال يتامى العراب و في التعليقات ردود أفعال محبي د. احمد.. للتاريخ
" وفكّر ... كيف أنّه يمكنك أن تبعث الحياة في موتى دون أن يمكنك ذلك مع الأحياء. "
- من رواية 1984 لجورج أورويل.
المكان : الجودريدز .. موقع كلاسيكي، بدائي تقنيا، هادئ كجزيرة.
الزمان : أيام قبيل رمضان.
الموضوع : قراءة جماعية، وما أجملها من قراءة، وما أجملها من جماعة.
1- عن القراءة الجماعية:
أنا أحب هذا الموقع كثيرا، أجد نفسي في جناباته، فيه أستمتع .. وأستفيد .. وأتعلم .. وأتعرف. عناوين جديدة، قرّاء رائعون، مراجعات بديعة، اقتباسات عظيمة، شغف متجدد، أهداف تتحقق، أرقام تسقط، غايات توصَل .. هذا الموقع كنز ثمين لمن عرف كيفية استغلاله. وفي هذا الموقع اجتمعنا نحن، مجرد قراء، عشاق للكتب، تحوّلت عندنا القراءة وتدرّجت من الهواية، إلى الوسيلة ثم اصبحت عادة، جزء من يومنا، ضرورة في حياتنا .. اجتمعنا لسبب وبسبب، اجتمعنا لنحيّي ونتذكر، نحيّي ذكرى ونتذكر عشرة . اختلفت مشاربنا نعم، وتعدّدت أساليبنا، تنوّعت طرقنا وتباينت أهدافنا. لكنّنا اجتمعنا تحت عنوان وبشعار: يا من جعلتنا نقرأ .. ها نحن نقرأ.
ولكن ما معنى القراءة الجماعية ؟ أن تقرأ جماعيا معناه أن تشارك فعلا محببا، أن تشارك عشقا، أن تشارك ما حرمك منه مجتمع لا يبالي بالقراءة. أن تقرأ جماعيا معناه أن تتحفز وتستعيد ذلك الشغف الأول، شغف القراءة من أجل القراءة.
2- عن القراء الأصدقاء :
الليدي غفران : عند الفقد إما يتطرف الإنسان نتيجة الصدمة أو ينغمس، والتطرف هنا أقصد به تشكل ذلك الحائط الجليدي ، حائط بارد وسميك بين المفقود والفاقد، وهذا ما حدث مع الليدي، حيث اكتسيت كتب العراب بطبقات من الصقيع، واصبح الغلاف باردا جدا والصفحات ملتصقة مع بعضها البعض، لا تستطيع الإقتراب من أعماله وإن اقتربت لا تستطيع فتحها وإن فتحت فمع الكلمة الأولى هناك عبرة وذكرى.لكن لابد للربيع أن يحضر، ولابد للنهر أن يسترجع جريانه .. وهذا الذي حدث مع هذه القراءة الجماعية. ومع تشقق الجليد بفضل جهد الجماعة، وذوبانه عادت رحلة وعلاقة بين كاتب وقارئة، علاقة عمرها عشرون عام وستستمر بإذن الله .. علاقة أرضيتها الإحترام وبناءاتها هي المتعة، والإفادة والكثير من الإبتسامات.
هنــاء : السر في التوقيت، يعني لكي تجعل هناء توافق على قراءة كتاب ليس ضمن مخططاتها، ولا يتبع نمطا معينا هو نتاج اختيارات محددة هدفها صنع طريق نحو غاية واضحة وضعتها نصب أعينها لابد من سر، والسر هنا يكمن في التوقيت. قبيل رمضان هو ذلك الموعد الذي يبدأ فيه الإنسان -بلغة البرمجيات- بحذف التطبيقات الدنيوية نفسا وعقلا، وتحميل تطبيقات روحانية نفسا وعقلا أيضا .. وما بين الحذف والتحميل تنشأ فجوة زمانية بسيطة، هذه الفجوة تم استغلالها بدعوة قرائية، والحمد لله نجوم أربع وتعليقات واقتباسات .. لو اكتملت بمراجعة لكانت وجبة كاملة، وأنا أؤكد على المراجعة لأن هناء من أجمل الأقلام في الموقع .. وهي من ذلك النوع الذي لا يبحث عن الكلمات بل الكلمات هي التي تأتي إليها وتخاطب ودها وتترجاها.
إسراء : قلنا عند الفقد إما يتطرف الإنسان أو ينغمس، وتحدثنا عن التطرف بمفهومي الجليدي، وهنا سنتحدث عن الإنغماس، وتعريفه قرائيا هو الدخول في قراءات متتابعة ومتسلسلة، كأنّ الكلمات والعناوين تخدّر المخ ولا تجعله يفكر فيما فقد، هو تعوّدُ على حضور الغائب كي لا يتمّ التعود على غيابه، محاولة معالجة الغياب باستحضار الغائب.فجاءت هذه القراءة الجماعية كاستمرار لهذا الإنغماس، ولن نقول سوى صبرنا الله وإياك.
آراز : عندما تقول آراز فأنت تقول اختيارت جميلة، مراجعات راقية، تعليقات أنيقة .. ولكن -في نظري- ما يميز آراز أكثر هو القدرة على استخلاص الإقتباسات العظيمة، الإقتباسات العظيمة التي تزين اختياراته .. ودائما ما تجعلنا نعجب بها، اقتباسات أحيانا تصادف مزاجات خاصة فنجد أنفسنا فيها وتجد هي في أنفسنا صدى ووقعا. والقدرة على اختيار الإقتباسات العميقة دليل على عمق الشخص، ومن كان عميقا فإنه لا يجرح بسهولة ولكن إن جرح فالجرح سيكون عميقا .. وهذا ما كان وما نتج عن فقدان العراب، فنشأ البرود واستعصى الرجوع، فكانت هذه القراءة الجماعية بمثابة المحفز والدافع.
علي : .. شاب .. مصري .. قارئ .. يدرس الطب .. على ضوء هذه المعطيات ماذا سنستنتج؟ أكيد هو يحب العرّاب، ويعشق حرفه. ومن يحب العراب فأكيد لن يضيع فرصة القراءة له، فرصة التمتع، فرصة الإبتسام من جديد، التعجّب من أسلوبه السهل الممتنع، الإستفادة من الأدب ممزوجا بالطب، ومن الطب ممزوجا بالخيال.
العنود : أنا أحسدها، حسد طبيعي عادي، أو لنقل أنه حسد صحي ينصح به الأطباء، والسبب هو أنّ هذا الموعد كان بمثابة اللقاء الأوّل لها مع العراب، يعني بعد هذا اللقاء هي مقبلة على أطنان من المتعة مجسدة في روايات وقصص وكتب نثر عليها العراب سحره، فهنيئا لك هذا التعارف الجديد، وهنيئا لنا بك بعد هذه المشاركة التّي كانت غير متوقعة ولكنّها أثمرت متعة كبيرة.
ديما : ما بين الدراسة ونتاجها الغياب والبعد عن عالم القراءة، والعودة ونتاجها شغف عظيم وعناوين جذابة .. هذه ديما التّي دائما ودوما تحرص على الدوام والديمومة، دوام القراءة وديمومة المشاركات والتعليقات. انتظرت المراجعة فلم تأتي، وعندما سألت أجابتني بسؤال .. فجاوبتها بسؤال، فردّت بتعجب وها أنا أحاصرها الآن بمراجعة.
أحمد صقر : قرأ معنا .. نعم لقد قرأ ..من الأصدقاء الذين تعرفت عليهم مؤخرا، ولكن استفدت منهم كثيرا.
صالح : كانت تجربة جميلة .. هذا هو التعبير الذي استعمله، لذيذة -لا أحب استعمال هذا اللفظ في رمضان- وممتعة، واجتماع الجمال والمتعة واللذة دليل على أن العمل يستحق القراءة بكل تأكيد.
طبعا أشكر كل الأصدقاء الذين شاركونا هذه القراءة، الأخت ريف جاءت متأخرة ولكنها قرأت،الأخ صلاح الدين الذي أمدنا بالرابط الإلكتروني جزاه الله كل خير،أستاذنا عبد الخالق، الأخت وفاء،الأخت هدير لولا الإمتحانات لشاركت، الأخ عبد الرحمن أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا ولعنة الله على الإختبارات، الأخت إمي، الأخ أحمد، وغيرهم من الإخوة والأصدقاء. وطبعا معذرة للأصدقاء الذين لم أذكرهم -لقد كبرت والذاكرة ترنحت وبدأت انسى وأخاف أن أنسى نفسي قريبا- المهم هو أنّهم استمتعوا بالقراءة، وتذكروا قلما جعل بعضهم يقرأون.
مهلا .. مهلا .. مهلا
الست نيرة :
-سؤال : لكنها لم تقرأ معنا؟
-جواب : نعم .. لكن قلبها كان معنا.
طبعا أنا أعرف أنا الست نيرة تابعت هذه القراءة عن قرب، وأعجبت وعلقت على الإقتباسات، وفرحت لهذا الجمع، وتمنت لو تٌقرَأ جميع أعمال العراب قراءة جماعية. وطبعا لو لم تقرأ قبلنا الكتاب لشاركت. فمن رأى ردة فعل الست نيرة عند وفاة العراب سيدرك أن مكان هذا الكاتب محفوظ، وأنه سيبقى حيا ما دام عرق القراءة ينبض.
3- عني أنا:
لابد أن أشكر نفسي قليلا وأمدحها -قليل من الغرور الصحي الذي ينصح به الأطباء أيضا- على المساهمة في هذه القراءة .. فشكرا يا أنا.
4- عن الكتاب والكاتب:
عندما تقرأ للعراب فإنك ستستعيد شغفك بالقراءة أولا وبالأدب ثانيا، عناويبن روائية، أسماء أدباء، وجهات نظر، تحليلات في قصص، قصص عن التحليلات، أفلام مقتبسة، إقتباسات عظيمة، كل هذا وأكثر موجود في أعماله.
وبعد الإنتهاء ستقول لنفسك: " أنا لم أقرأ شيئا بعد،و طريق الكتب لازال طويلا. " فتسترجع تلك الهمم التي خنقها الكسل وطمرها التسويف.عندما تقرأ للعراب ستبتسم، وأتحداك إن لم تبتسم .. فقلمه عندما يريد السخرية فهو من روادها، وأنا أقول تبتسم ولم أقل تضحك فالأنفس تختلف وإن كنت مثلي نفسا فإن الدموع هي نصيبك، دموع الضحك التي تنسي الهموم وتكبح الآلام.
عندما تقرأ للعراب ستجرب مجموعة مشاعر مختلفة ومتباينة، فتارة أنت حزين أثرت فيك قصة ما أو خبر، وتارة أنت تلميذ تسمع وتتعلم وتملأ عقلك بمعلومات، وتارة أنت ناقد تشارك العراب نقده أو تنقد نقده على حد تعبيره، وتارة أنت منفعل وغاضب من تصرفات الآخرين وسطحيتهم، وتارة أنت ساخر ترد على المشاكل بابتسامة صفراء، وتارة أنت تضحك .. فاقرأ وجرّب.
عندما تقرأ للعراب ستكتشف أن العقل مرتبط بالقلب، وأن القلب مرتبط بالقلم، وأن القلم مرتبط بالعقل، وهكذا دواليك .. ارتباطات وعلاقات تبادلية، القلب ينبض بالحب فيفكر العقل، والعقل يعمل فسيطر القلم، والقلم ينثر فيرتعش القلب .. ببساطة ستدرك أنه كتب من أجل الكتابة، وكتب من أجله، وكتب من أجلنا نحن.
" قد مات قوم وما ماتت مكارمهم *** وعاش قوم وهم بالناس امواتُ "
- الشافعي.
5- عن النهاية:
مادامنا قادرين على القراءة فإننا لن نتوقف إن شاء الله. رحم الله الدكتور أحمد خالد توفيق وغفر له وأسكنه جناته.
تعرفت فى كل الاعمال السابقة للعراب عن الاديب الذى بداخله و قدراته الروائية البديعة اما اخيرا فى هذة المقالات العجيبة تعرفت عل جزء من شخصية الدكتور احمد خالد توفيق " رحمه الله" فى مقالات سحرية عن ما يتاثر به , ما يكرهه , ما يحبه , قصاصاته العجيبة , تجاربه الادبية له و لكتاب اخرين و كالعاده سخريته من كل حاجة حتى نفسه و المحيطين به .
الكتاب ينقسم الى جزئين : " ثرثرة من داخل المطبخ \ ثرثرة من خارج المطبخ "
فى الجزء الاول تكلم عن المشاكل التى تواجه الكتاب جميعا ل تعيش معهم معاناتهم و ايضا غرور بعضهم و من ثقة زائدة لإنعدام ثقة حتى اسامى شخصياته و هذة من الاشياء الذى لاحظتها ك قارئ ف سلسلته ما وراء الطبيعة , العراب يعرف الخلطة السحرية لنا و يستطيع ب سلاسة ان يمتعنا ف لا تكف ولا تمل من الكتاب و ان كان به 1000 مقال , كل مقال تخرج منه ب معلومة جديدة و معلومات اكثر و ان كان ا فى مقال " من داخل المطبخ " هو حذر طبعا و قال " " كما أرجو ألا أفسد عليك قصة ما لم تره بعد "" و لكن لم يحذرنا من قلمه الممتع الذى جعلنى اقرا و استمر الا ان احرقت عن نفسى رواية انتظرتها كثيرا .
فى الجزء الثانى ناقش المعارك الادبية بين الادباء و لمحت العراب الذى اعرفه فى سخريته من مواقف كثيرة و تذمره من اشياء كثيرا حتى موقعنا البائس الذى يجمعنا و انه لا يفضل اسم العراب ايضآ لما به من مسئولية كبيرة و ان كنت اراء عرابى الروائى و بعد مقالاته تاكدت انه كان اقرب واحد لنا فى قلمه و اكتر من فهم مشاكلنا و حظ جيلنا البائس .
افضل المقالات التى اثارتنى و اجببتها النوع الاول - ثرثرة من داخل المطبخ : - العمل المدمر - القصاصة ما زالت فى جيبى - دعني اخدعك ...دعني أنخدع - من فعلهأ؟ - خيال علمي عربي ..هل هو خيال علمي؟
النوع الثانى - ثرثرة من خارج المطبخ : - إبداع حتى النخاع - المتحذلقون - الأكسجين و الشمعة - عن المقولات الملفقة - اقتلوا حامل الرسالة
" ذكراك مرت سريعا و فى خلال ايام قليلة تمر ذكراك السنوية و لازال الجرح لم يلتئم و لكن الشباب ما زال يقرا و قراءك ما زالوا يتذكروك و لا زلت اكتشف فى كل قراءة جديدة لك جزء من شخصيتك الطيبة المثقفة الساخرة "
كيف لا أمنح خمسة نجوم لكتاب كل صفحة فيه زودتني بمعلومة جديدة ! اسم كتاب أو اسم كاتب أو شرح وتفسير لأنواع الكتابة وأنواع الأدب وتفريعات من النوع الواحد فيه من يستطيع أن يمرر أعقد الموضوعات بهكذا بساطة ؟؟ من يستطيع أن يسخر من كل شيء حتى من ذاته وهو يقدم لك المعلومة مغلفة بالابتسامة ؟؟ مازلت اقرأ للغائب الحاضر أبدًا دكتور احمد خالد توفيق وأدون من ورائه اسماء الكتب والمؤلفين مازلت أتحسس طريقه منذ عشرون عامًا حتى أصبحت قارئة كم كتاب قرأت وكم عالم خضت وكم رسّام عرفت وكم ذائقة أدبية وفنية نمت بداخل عقلي بفضلك يا أستاذي العزيز ومازلت مجرد تلميذ يحبو في بحر ثقافته وإطلاعه وحتى إنسانيته ومازلت وسأظل أتحسس طريقك لأصل شكرًا لمن جعلني قارئة ..
قبل البدء.. جملة " أحاديث من مطبخ الكتابة " المكتوبة أسفل العنوان الرئيسي أعطتني إيحاء بأن أحمد خالد توفيق قرّر أخيرًا أن يحكي لنا عن أسرار خلطته السحرية، التي حققت له نجاحًا باهرًا وصنعت منه أبًا روحيًا لجيل التسعينات بفضل سلاسله الروائية الممتعة، والتي كانت سببًا رئيسيًا في دخول جيل كامل من الشباب إلى عالم القراءة، بل والسبب في ظهور جيل من الأقلام الشابة المتأثرة بقلم أحمد خالد توفيق، كنتُ أنتظر مفاجآت وأسرار، ولكن ما وجدته كان عكس ما ظننت، ولكن لا أنكر أني استمتعت بالكتاب رغم ذلك.
ينقسم الكتاب إلى نصفين: النصف الأول بعنوان (ثرثرة من داخل المطبخ)، والثاني ( من خارج المطبخ). في الجزء الأول يتحدث أحمد خالد توفيق عن مهنة الكتابة، عن عيوبها ومميزاتها، عن التحديات التي تواجه الكاتب، سواء كان ناجحًا ويرغب في الثبات على نجاحه، أو فاشلًا ويرغب في الخروج من قاع الفشل، وقدرات الكُتاب على تقمص شخصيات أعمالهم الروائية، وهذه متعة لا تضاهيها متعة فيما يخص مهنة الكتابة، ولكنها تحتاج إلى صبر ومثابرة من الكاتب، ولا شك أن ما يميز الممثل العبقري عن غيره هي قدراته الكبيرة على تقمص أدواره، فالكاتب لا يختلف كثيرًا عن الممثل في هذه النقطة إذا ما أراد أن يكتب عملًا يتقبله القراء. هذه لمحة بسيطة عما يدور الحديث عنه في هذا الجزء بتفاصيل أكبر ومقالات عديدة تتعرض لتقنيات الكتابة وأنواع الرواية ونماذج من هنا وهناك للتدليل، مع قدر عالي من المتعة بين السطور كالعادة، وفي هذا الجزء تجلّت روح المُعلم الناصح لتلاميذه، وكان جانبًا ممتعًا ومختلفًا لم أشاهده من قبل من أحمد خالد توفيق، وربما كان هذا الجزء هو ما جعلني أتحمس لأن يكون الكتاب كما توقعت، وأن في انتظاري المزيد من هذه الأسرار والنصائح التي تفيد من يطمح ليكون كاتبًا، وتُمتع من يريد أن يقرأ بنظرة ثاقبة واعية.
بعد رُبع الكتاب انحرف المسار وتحولت المقالات إلى مواضيع عامة من المواضيع المحببة له، والتي اعتدنا منه أن يتعرض لها في كتبه المقالية، ما بين عرض لبعض الروايات العالمية وتحليل تقنيات سردها المختلفة وأفكارها المبتكرة، والسينما وعلاقتها بالأدب، ثم عن معاناته مع منتحلي شخصيته على مواقع التواصل الإجتماعي، والعديد من المواقف الشخصية اللطيفة التي تعرض لها وحده أو دارت بينه وبين كُتاب آخرين، وحديثه عن هذه المواضيع ممتع للغاية بلا شك، ولكن كما ذكرت من قبل، أنا بالفعل تذوقت كل هذا من قلمه سابقًا – ولا مانع لديّ من تكرار تذوقه – ولكن توقعت ان أتذوق نكهة جديدة هذه المرة لا أكثر كالتي ظهرت في بداية الكتاب. هذا بالنسبة لمحتوى الكتاب
أما عن حضور أحمد خالد توفيق نفسه بين السطور، فكان مختلفًا، هو هنا غاضب في مواضع عديدة وساخر بشكل ملفت، أبرز موضوع في الكتاب هو تهكّمه من المتحذلقين مدّعي المعرفة والعُمق الذين يتحفوننا بآرائهم ذات التراكيب اللغوية والمصطلحات العجيبة التي تعطيك الإيحاء بأنها عميقة وأنك غبي لأنك لم تفهمها وهي في الحقيقة أسخف من السخافة بالفعل، أسهب بعض الشيء في حديثه عن هذه الطبقة المتحذلقة سواء على مستوى المثقفين أو الكُتاب أو النقاد، ولكن لا أنكر أني كنت أضحك على مسحِه لكرامة أمثالهم لأنهم فعلًا يثيرون غيظي.
وكما أعجبتني سخريته من هؤلاء، تضايقت بعض الشيء من مقاله بعنوان ( باد ريدز )، والذي يصرّح فيه بكراهيته لموقعنا هذا، والسبب أنه عندما حاول دخول الموقع ليقرأ آراء القراء عن أعماله، فوجئ بالعديد من القراء الذين يهاجموه بعنف ويسخرون منه سخرية لاذعة دون توضيح للأسباب ودون أن يعبّروا عن نقدهم وفقًا للأسس النقدية المتعارف عليها، بل وأنه تضايق عندما وجد أن هناك قراء يحبونه حبًا جمّا ولكن عندما دخل على صفحاتهم وجد أنهم معجبون أيضًا ببعض الأقلام المبتذلة أو الغير ناضجة، أي أنه وُضع بجانب هذه الفئة من الأقلام، وهذا لا يسرّه بالتأكيد ولا يمكنه أن يفرح برأي هؤلاء المعجبين لأن هناك خلل ف�� ذائقتهم كما يرى. والواقع أن أحمد خالد توفيق نظر إلى نصف الكوب الفارغ، بل إلى عُشر الكوب الفارغ وربما أقل، فهذه النماذج يا سيدي ليست عذرًا كي تحكم على هذا العالم الجميل الذي يحتوينا بأنه ( باد ريدز )، هل لو وجدت في في قفص الفاكهة ثمرة واحدة فاسدة ستلقي بالباقي في القمامة؟ أي منطق هذا!، لك على هذا الموقع عشرات الآلاف من القراء الذين تربّوا على قلمك ويحبون ما تكتب وينتظرون كل جديدك، ومع ذلك اقتصر نظرك على رؤية من ينتقدونك بلا وجه حق!، ثم من قال أننا نُقاد من الأساس، ما نحن سوى قراء نقرأ ونكتب انطباعتنا وفقًا لأهواء كل واحد منّا وذائقته الشخصية، أعتقد أنك بحاجة إلى بعض المرونة يا سيدي، نعم هناك الكثير من القراء المزيفين على هذا الموقع، وهناك قراء لا يعجبهم قلمك ولكن يعبرون عن رأيهم باحترام ولهم كامل الحق والحرية، ولكن هناك أيضًا حشد كبير من محبين قلمك، وبصفتي واحد من ضمن هذا الحشد أقول: أن رويئتك للموقع تحتاج إلى مراجعة وإعادة نظر يا سيدي، ولعل كلماتي البسيطة تكون سببًا في ذلك.
تمت القراءة الثانية لواحد من أجمل الكتب اللي بتتكلم عن الأدب.. كتاب لكل من يهتم بالأدب والقراءة والكتابة والسينما ويحب يعرف سر الصنعة من جوا المطبخ كما يقول أحمد خالد :)
الكتاب دا وكتب أحمد خالد بشكل عام هي أكتر قراءات بتونّس بيها وبلمس فيها معنى "السلاسة"، الصفحات بتجري لوحدها وأنت بتقرأ ومستمتع وبتتمنى الكتاب ميخلصش، فاهم اللي عايز يقوله وواصلك بطريقة سهلة وغير مفتعلة وفي نفس الوقت بيحترم عقلك وتفكيرك كقارئ.
أحمد خالد في هذا الكتاب هو قارئ شغوف قبل ما يكون كاتب، بيجيد التعبير عن آرائه خصوصًا الآراء اللي بتزعل الناس منه :) بينتقد بكل شجاعة ظواهر موجودة في المجتمع الأدبي المصري، مبيقولش أبدًا رأي مش صادق ولا كلام مش مقتنع بيه، بل وقتها بيفضل الصمت على أن يجامل وينافق.
أحمد خالد طبعًا كان عاشق للأدب وعاشق للطب، وشايفة إنه كان موزان بينهم وناجح في الاتنين بطريقة مميزة، وكما يقول هو عن نفسه: "بالنسبة لي يساعدني ولعي بالطب والأدب على الاحتفاظ بتوازني النفسي، كرجل له بيتان وزوجتان يفر إلى واحدة من نكد الأخرى.. عندما أتلقى ضربات في معرفتي الطبية أتذكر أنني أديب، وعندما أحقق فشلًا جديدًا في عالم الأدب أعزي نفسي بأنني طبيب."
أبدع أحمد خالد في السلاسل والأعداد وأدب الشباب بوجه عام، والقصة القصيرة والأدب الساخر، والمقال والرواية والترجمة، وكان هاوي الشعر لكنه لم يطاوعه كما يريد أبدًا، وعن الشعر يقول: "كنت أدون هذه الكلمات وأعيد قراءتها، فأجدها بليغة جدًّا ساحرة جدًّا، وفيها ذلك الشيء الذي لا يمكن أن يوصف ولا يمكن تسميته.. لهذا يختلف الشعر عن الكلام العادي.. ليس الاختلاف كامنًا في القافية ولا الإيقاع ولا الخيالات ولا جرس الألفاظ.. إنه ذلك الشيء المجهول الذي لا اسم له. قالوا إن الشعر هو ما «أشعر وقشعر».. هذا صحيح وأعتقد أن هذا الشيء هو ما يسبب القشعريرة فعلًا."
كتاب جميل ممتع، دردشة طويلة مع صديقي المثقف المتواضع الذكي اللي دمه خفيف وقريب من قلبي.. الله يرحمه :)
عن العزاء المتحفظ.. هذه المقالة الوحيدة في الكتاب التي أختلفت فيها مع الحبيب الدكتور أحمد خالد توفيق.. أتدري من السبب يا سيدي.. السبب هو أنت!.. لو رأيت حزن الشباب النقي على وفاتك ومدى ذكره لك بالخير دائمًا.. ستعلم لما كان العزاء متحفظًا على بعض من ذكرتهم.. لا أحد يملك صكوك غفران أو عقاب لأحد.. ولكن نحن شهداء الله في الارض.. حينما كان الصحابة ملتفون حول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فتَمُرُّ جنازة، فيَرْمقها الناس بأبصارهم، ثم يثنون على صاحبها خيرًا، فقال النبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم - : (وجبَتْ، وجبتْ، وجبت)، ثم تمُرَّ جنازة أخرى، فإذا هم يثنون عليها شرًّا، فقال رسول الله: (وجبتْ، وجبت، وجبت)، فيقول الفاروق رضي الله عنه وأرضاه : يارسول الله ، ماوجبت في الأولى وماوجبت في الثانية ، فيقول عليه الصلاة والسلام : (مَن أثنيتم عليه خيرًا، وجبتْ له الجنَّة، ومن أثنيتم عليه شرًّا، وجبت له النار، أنتم شُهَداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض).. . . الكتاب كله جميل وأكثر مقالة أثرت بي هي مقالة المستشفى ولوزان.. الكتاب جميل جدا وأنصح بقراءته بالطبع.. وشكرا للصديق الجميل محمد علي لترشيحه الكتاب وللقراءة المشتركة معه ومع الأصدقاء الأعزاء غفران وهناء وديمة وآراز واسراء وعلي وصالح والعنود.. واعتذر عن التأخير الشديد :)
على الرغم من أن موضوع النصف الأول من مقالات الكتاب في العادة لم يكن ليثير شغفي, خصوصا وأن الراحل كان يناقش فيها بعض التفاصيل بتعمق, ولكني أتحدى أيا ما كان أن يجعل هذه الموضوعات الصلبة الجافة لينة وحيوية وساخرة لهذه الدرجة!
مع كل مقال في الكتاب، كنت أقرأ اللفتة فتلقى مني هوى وأضحك, ثم أتذكر أني اقرأ الآن وحبيبي قد عبر إلى الجانب الآخر فأعاتب نفسي على هذا الضحك, ثم أتذكر أليس لو كان هنا اليوم ألم يكن ليحب ضحكنا؟ فبقيت أضحك والعين تدمع واللسان يردد : رحمك الله, رحمك الله.
هذا يا سادة كتاب طافح بالحيوية والحياة والسخرية اللاذعة المحببة للنفس, اللهجة التي لم يصنعها إلا أحمد خالد ولم يفلح أحد في حكم خلطتها غيره, أسلوبه الرشيق الذكي الناقد في نكتة والجاد في ضحك! كيف يكمن لشخص حيّ إلى هذه الدرجة أن يموت يا دكتور أحمد خالد؟ رحمك الله, لن نصاب بمثلك.
هناك بندولا يتأرجح بلا توقف بين الأحمق المغرور الدي يشعر أن ما يكتبه عبقري، والناقد الصارم شديد القسوة الذي لا يرضيه شئ. من تضخم الناقد عندهم توقفو عن الكتابة، ومن تضخّم الأحمق عندهم تدهورو وفسد ما يكتبون.
العبقري خليل ابن أحمد الفراهيدي كان يرفض كتابة الشعر -وهو واضع عالم البحور أصلا-لأن حاسة النقد لديه عالية جدًا، وكان يقول:
-ما يأتيني منه لا أرتضيه..وما أرتضيه منه لا يأتيني
أحب التدقيق فى لهجة الكاتب .. أرهف السمع لحروفه لأستشف نبرته وهنا أقسم أن تلك اللهجة ابوية هدوء وحنان فى كتاباته لا أستطيع وصفه وفجأه تتحول لهجة الاب المعلم تلك إلى لهجة التلميذ الابن الذى يحتاج لمشورة أسلوب مميز ،، سخريه ذات طابع فكاهى لا تزعج مع بعض عفويه من التى نحب ..
ولكن نحن أمام كاتب مثقف إلى ابعد حد فماسبب تلك العاديه فى الكتابة إذن ؟؟ لما لايكتب مثلا مصطلحات علمية ؟ لما لا يقحم بعض الكلمات الغريبه مع القليل من الألفاظ المعقدة لأدقق انا بدورى عليها ساعة فى القاموس مثلا ؟ لما لا يكتب جمل غامضة وعميقة؟ لما البساطة؟ هل ليس لديه كل هذا ! هل لا يستطيع ! لا بالطبع إن بئر معرفته عامرة بالخير بلا شك ولكن ما هذا التواضع يا رجل !سأجن !!
من أصعب التحديات التى تواجه المثقف طريقه حديثه التى لابد وأن تعكس بعضا من ثقافته،، وهذا حقه ! فمثلا تجده يميل لقول "سيكولوجية " بدلا من "نفسيه" ميثولوجيا بدلا من" علم الأساطير" وهكذا ،، ولكن أن تميل للعكس تماما !! وكأنك "متبرئ" من ثقافتك لا سمح الله أما هذا فجديد !
تلك العاديه انه يقصدها بالتحديد .. خصك بتلك الطريقه ليهديك أريحية لا مثيل لها أريجيه شاب مقبل على القراءة .. ليس لديه أى خبرة ثقافيه طالب علم يريد أن يحب القراءة،، او مثقف مجهد فيريد من يهون عليه .يريد استراحه راقيه،،
جلستك مع هذا الكاتب تذكرنى بتلك الجلسه اللذيذة مع الأسرة التى تجد نفسك فيها تتحدث مرة عن الطعام مع أمك وعن المسلسلات والكرتون مع أختك الصغرى عن الكرة مع أخيك .. مع أبيك عن الأسعار والسياسه .. وجدتك عن الماضى. . روح لجلسه بلا معلومات ! هادئة ..تافهة قليلا .. لكن مريحة جدا ممتعة جدا تشتاق لها كثيرا جدا
ستتكرر الجلسه لا مع أسرتك هذى المرة بل مع الدكتور أحمد جولة فى السنيما والمسرح و حوار لطيف عن القراءة والبلاد والنقاد و ثرثرة عن المواقف الحياتيه .. بعض نصائح لن تضر.. سيتطرق لكل شىء وأى شىء ..
كل شىء عادى بنكهة فلسفيه ساخرة ؟؟ .. أوووبا انت مع العراب الآن .. سهرة سعيدة وأكله هنيه :")
كتاب رائع يمثل رحلة داخل عقل "أحمد خالد توفيق" الكاتب و المبدع يستعرض من خلالها رؤيته لعالم الأدب و يتناول باسلوب سلس و مبسط العديد من القضايا الأدبية مثل تقنيات الكتابة و أنواع الرواية و علاقة السينما بالأدب و غيرها من الموضوعات التي تدور في فلك الأدب
أشكرُ اللهَ أنّني لم أدّعِ يومًا أنّني "قارئة"، ولذلك يعذرُني الرفاق القرّاء هُنا من اعترافي بأنّي لم أقرأ يومًا للدكتور الأديب أحمد خالد توفيق رحمهُ الله. اسمٌ أراه كثيرًا؛ هو أقرب لأديبٍ كلاسيكيّ يعرفه الجميع ويقتبسون أعماله وأقواله حتّى من لم يقرأوه. استمعتُ إلى هذا الكتاب عبر تطبيق ستوريتيل، وكانت أجمل تجربة قراءة صوتيّة خضتها حتّى الآن؛ ظللت مشدودة لآخر سطر، بكامل وعيي وتركيزي وانفعالي. ضحكتُ كثيرًا وسخرتُ معه لما سخر منه، تعلّمتُ ممّن تعلّم هو منهم وتعرّفت على أسماء أدبية جديدة وحتى على أجناس أدبيّة (sub-genres) لم أكن أدري عنها شيئًا.
كتابٌ لا يدّعي الشمول ولا الإحاطة بسرّ الكتابة. يعترف الدكتور منذ البداية بأنّ الكتابة لا بدّ لها من موهبةٍ فطريّة يتمّ تنميتها ونحتها فيما بعد. يتخفّف الكتاب من التنظير واطلاق الأحكام؛ تجدهُ يفتحُ المواضيع للنقاش ويقفلها بأسئلة وجيهة تستدعي جدوى التفكير أو عدم جدواه — على الحالتين، يكون الموضوع ممتعًا بالدرجة الأولى. أكثر ما أحببته هو صوته الشعبويّ اللذيذ؛ لا يخاطب "النخب المثقفة"، يلغي الهوامش بين الأدب والجديّة، يدعو الانسان ليقرأ لا "القارئ المثقف" فحسب، يُصالحُ بينَ الخطاب النقدي واللغة المتاحة للفهم السريع، يسخر من التحذلق في الكتابة والتفكير والنقد… كاتبٌ طيّب تشعُر معه أنّك برفقةِ صديق واسع الاطّلاع لكنّه لا يعترف بذلك، يصرّ على مخاطبتك بودّ، ترى منهُ أنه يستحق أن "يعلّمك" لكنّه يصرّ ثانيةً على محاورتك بدلًا من ذلك.
لا أعلم إذا ما كنتُ سأحب أعماله الفانتازية بإقبالي على منتصف العشرينيّات من عمري فكلّ ما أسمع عنه هو أنّ سلاسله مناسبة لجيل اليافعين (YA) ولا أعلم إذا كان هذا صحيحًا.
يضمّ الكتاب مقالات في الكتابة والأدب والنقد، ومقالات أخرى تحاول الإجابة عن أسئلة من قبيل ما علاقة الأدب بالطب؛ هل الثقافة الأدبية العربيّة قابلة لاستقبال كلّ أجناس الرواية؛ هل علينا أن نطالبَ الرواية بأن تكون أكثر من مجرّد ممتعة؛ إلى أيّ حدّ يقبلُ اقحام الجنس في الرواية وهل يُسمح بذلك أصلًا، ما علاقة الشعر بالروائيّ الناشئ، ما الّذي يجب أن يتوفّر في النصّ "الجيّد" ليُسمّى جيّدًا؟..
"أحاديث من مطبخ الكتابة"، استمعتُ إليها من مطبخي، وفي هذا الوقت حضّرت ألذّ أطباقٍ صنعتها في حياتي.
عندما يتكلم كاتبك المفضل عن لغز الكتابة يبدأ الكتاب بمقدمة شيقة في محاولة للإجابة عن السؤال التقليدي الذي يوجه لأي كاتب"ماذا تفعل لتكون كاتباً"، ينقسم بعدها الكتاب إلى قسمان:ثرثرة من داخل المطبخ، و هي موضوعات أدبية عامة لا تخلو من جوانب شخصية، و يتحدث فيها أحمد خالد توفيق عن بعض أعماله و تقنيات الكتابة و و أنواع الرواية مع عرض لأشهر الاعمال الأدبية في كل نوع، و كيفية تأثره بها مع عرض لبعض أسراره لكاتب الجزء الثاني تحت عنوان "ثرثرة من خارج المطبخ" يركز فيه الكاتب على مواضيع أدبية عامة، بعضها تناوله من قبل في مقالات سابقة، و بعضها يتناوله بالمعالجة للمرة الاولى، مثل رأيه في موقع الجودريدز، و تعامله مع منتحلي شخصيته على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام أعجبني القسم الاول من الكتاب أكثر ربما لأن الموضوعات كانت بها لمسة شخصية و نوع من الصدق و المصارحة مع القارئ
أعجبني الكتاب جدا في مقالات متنوعة يحكي أحمد خالد توفيق عن صنع الكتابة و قد جذبني الكتاب بشدة و لم أتمكن من قراءة أي كتاب آخر معه تجربة ممتعة بحق في أحد المقالات يكتب عن الجودريدز و يسميه الباد ريدز و يبدو أنه مستاء من الموقع جدا و بالطبع أحزنني أن يصدر هذا الرأي عنه فمن حق كل منا إبداء رأيه مهما كان
كم أحب مقالات دكتور أحمد خالد فهي ليست مقالات عبثية أبدا بل بالإضافة للاستمتاع بأسلوبه الساخر ستخرج من كل مقال باستفادة إما اسم فيلم أو كتاب أو معلومة لم تكن تعرفها
كُتب العرّاب لا تُقيَّم حتى لو سمح لي هذا الموقع بمليون نجمة :)) ...........................
أجلّت قراءة هذت الكتاب زمنًا طويلًا، كنت مرعوبةً من خوْض قراءة سطر واحد له و أنا أعلم أنه لم يعد معنا، لا أعلم بماذا أشعر بالضبط تجاه فكرة الموت، و لكني لم أتألم في حياتي مثل ألمي يومَ رحيله، لم يلتئم الجرح والله، و لكن نصبر و ندعو له أن يغفر له الله و يسكنه فسيح جناته و يجزيه عنا خيرًا...فقد علّم جيلًا كاملًا معنى أول كلمة سمعها النبي من الوحي العظيم.
لن أتحدث عن محتوى الكتاب، و لكني بكيت و ضحكت و فكرت و تأملت و تألمت و عاودتني هذه النشوة التي تسيطر على كل جوارحي عندما أجدد مشاعر بنوتي و انتمائي للدكتور أحمد كلما قرأت له، لا أعلم و لكن المسيري هو كاتبي المفضل حين أتحدث عن انسجام العقول و د/أحمد رفيق طفولتي و مراهقتي و شبابي و قدوتي الأولى و سبب تعلقي بالكتب و المؤلفين و هذه الجنة التي تستعمر قلبي...رحمه الله.
لم يرحل عنا...بل إني أرى العرّاب في كل كلمة كتبها و في قلوب أبناءه و في كل كتاب أتعلق به و أتذكر أنه من دفعني لهذا العالم.
لقائي الأفضل والأجمل والأقرب لقلبي مع قلم العراب .
إستمتعت بالكتاب الذي عن الكتابة والكتب جدا❤
إستفدت كثيرا من ثقافة العراب الأدبية الواضحة وكانت بالنسبة لي هي اللغز وراء السطور .
أحببت الثرثرة القادمة سواء من داخل أو خارج المطبخ.
ثرثرة عن الفن بأنواعه رواية، قصة قصيرة، نقد، شعر، مسرح، سينما.
أفضل ثرثرة قرأتها على الإطلاق، ثرثرة باح بها أديب كالمدرس يعلمك خلاصة فنه وحتى علمه كطبيب في كثير من الأحيان.
فالرحلة داخل المطبخ كانت ممتعة فقلما يصطحبك أديب محترف داخل مطبخه ومطابخ غيره من المحترفين لتشهد طرق إبداع العديد من الأطباق الشهية.
أما الرحلة خارج المطبخ فلم تقل عن مثيلتها متعة، فخروج الطبق الساخن و عملية تذوقه من القراء والنقاد والأدباء الأخرين هو الجزء الأهم في عملية الطبخ كلها.
وفي نهاية الرحلة لا تملك إلا أن تشكر دليلك على الإفادة والتسلية وإبتسامة الإمتنان المرسومة على قلبك قبل شفتيك وتدعو له بالرحمة والمغفرة.
من خلال قراءتي لدكتور أحمد عرفت أنه واسع الإطلاع وملم بأنواع كثيرة من الأدب ومولع بعالم السينما ،الا أنني هذا المرة عرفت كبر حجم هذا الإطلاع والثقافة .. عندما اقرأ أي كتاب له أعرف أنني مقبلة على كم كبير من المعلومات وأني ساتعب محرك البحث جوجل لمعرفة المزيد مما يطرحه الدكتور ويتطرّق له .. هذا أول كتاب اقرأه بعد وفاته ، مشاعرة جمّة انتابتني اثناء القراءة وأكبرها هو الحزن على فقدان مثل هذا القلم العملاق .. شكراً للأخ محمد علي الذي كان سبب في قراءتي للكتاب بعد اقتراحه لقراءة جماعية .. رحمك الله رحمة واسعة أيها العرّاب ، حقاً منك تعلمتُ الكثير ستظلُ باقياً في قلوبنا وذاكرتنا أكثر مما نتصوّر ❤
لم أشرف بعد بمقابلة د. أحمد خالد توفيق ، ولعلي لن أفعل .. فأقابله في حفل توقيع مثلاً ولا أتكلم كعادتي .. فيظنني واحدة من تلك الفتيات البلهاوات .. حسناً قد قابلته الآن في مجموعة مقالاته هذه المعنونة "اللغز وراء السطور" والتي لم أطالع أغلبها من قبل لحسن حظي .. ستشعر من أول مقالة أن الدكتور يأخذك من يدك .. يحضر لك شراب الكاكاو الساخن .. ويبدأ في الحكي .. فلنبدأ في الإنصات! (استخدم�� هنا أسلوب الإلمام من مقدمة ما وراء الطبيعة المعروفة) - مقال : اقتباس شعري. تدور المقالات عن حب الكتابة ، الأدب، الفن، السينما ، المسرح ، علاقة الطب بالأدب ، القصة والشعر .. مزيج فريد لن يمنحه إلا أديب ذو ذائقة رفيعة حقاً .. أفضل مقالة: عن نقد النقد - وفيها قسّم الأديب من ينقدونه من القراء إلى عشرين قسماً رئيساً .. وأجدني أتابعه باسمة فقد خبرت معظم هذه الآراء فعلاً أسوأ مقالة: لن أقول أسوأ .. فقط غضبت من د. أحمد لتصنيفه ل جودريدز إلى باد ريدز .. ربما يا دكتور لشهرة رواياتك لم تحظ بقارىء دسم يحلل كتابتك كما ينبغي .. عامةً أصنف نفسي من محبي مقالات د. أحمد ويقل حماسي تدريجياً عند رواياته الطويلة وأتيه عشقاً بمجموعاته: ما وراء الطبيعة ، سافاري، روايات عالمية للجيب .. شكراً لك يا عراب ..
الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات الممتعة في فن الكتابة ومطبخها ومقاديرها وتوابلها وسلطاتها وبابا غنوجها بس بنفس العراب ... 💖💖💖 قراءة الكتاب كانت مبادرة جماعية مع أصدقائي الجو��ريدزيين اللي فخورة بمشاركتهم العمل الرائع دا بغض النظرإني حاولت أماطل في الكتاب عشان يفضل معايا فترة أطول خوفا من فقدانه .. كنت قررت إني هعلن انسحابي من كتابة ريفيو للكتاب والاكتفاء بريفيو الناس الحلوة اللي شاركتهم التجربة دي واتمني أشاركهم أكتر من مرة ❤❤
لم أقرأ أيًا من روايات "أحمد خالد توفيق" رحمه الله، وأظنّ أنّي لن أفعل، لبعد مادّة رواياته عن اهتمامي وذوقي. لكنّي أحببت قراءة مقالاته. وكان هذا اللقاء الأوّل. جاء الكتاب على قسمين؛ قسمٌ أوّل يتحدّث فيه "من المطبخ" عن الكتابة. مقدّمًا منذ البداية أنْ لا وصفة جاهزة توصف، ولا علمٌ محدّد فيُحاط به ويُقدّم. أمّا جزء الكتاب الثاني فجاءت مقالاتٍ عن شئونٍ ثقافيةٍ شتّى، من خارج المطبخ-كما سمّاها-لكنّها عن منتجات "مطابخ الكتابة" . وفي كلا القسمين يتجلّى جمال أسلوب الكاتب، ورشاقة أسلوبه وخفّة ظلّه. بالإضافة إلى اهتمامه الجادّ بمجاله الأدبيّ و ثقافته السينمائية. كما يظهر بوضوح بعده عن التقعّر والتكلّف في معالجة فكرته وتقديم رأيه. يطرح الكاتب أفكارًا متنوعة عن الروايات وما يصاحب كتابتها من أسئلة وتحدّيات، وعن القرّاء والنقّاد وما يصاحب تشكّل آرائهم من أهواء ونوادر، و يحدّثنا عن التحذلق والمتحذلقين، وعن الشعر وقراره الاستقالة منه... وغير ذلك في فصولٍ قصيرة وجميلة. استمتعت بالكتاب جدًا، وسأكمل بإذن الله مع كتب مقالاته رحمه الله.
كتاب ممتع يتناول فيه الكاتب الكبير أحمد خالد توفيق العديد من الموضوعات، بعضها جديد و بعضها سبق و ان تناوله بالمعالجة في بعض المقالات السابقة، أعجبني النصف الثاني من العمل أكثر من النصف الأول ربما لأن الموضوعات كانت عامة إلى حد ما تهم معظم القراء و لا تخلو من الفائدة و العمق. تفاجئت أيضاً بوجود مقال عن (الجودريدز) في الكتاب حيث كان أنطباع الكاتب عن الموقع سلبي إلى حد ما، و رغم انتقاد البعض لذلك المقال إلا أني أرى الكاتب كان محقاً في انطباعاته عن الموقع، فما زال يحيرني تلك الفئة من القراء التي تعطى خمس نجوم لكتب ليست ذات قيمة فنية أو أدبية عالية مثل كتب المانجا، بينما تمنح تقييمات منخفضة لروائع الأدب العالمي و العربي، ففي النهاية ليس كل شخص مؤهل للتقييم ، و الموقع نفسه كان ينصح القارئ في البداية بعدم أخذ مسئولية تقييم الكتب باستهتار، و هو ما نراه حالياً
"أفضل الأشياء كان دائمًا أبسطها" مقولة وردت في الكتاب على لسان الناقد السينمائي الراحل سامي السلاموني، وأعتقد إنها بتفسر سبب كبير من أسباب محبتي لد.أحمد خالد توفيق الله يرحمه. الكتاب في معظم مقالاته فكرني أنا ليه بحبه. الصدق والبساطة وخفة الدم حتى في الكلام الجد خلطة عظيمة بتدخل قلبي من غير استئذان. الكتاب سمعته في الوقت المناسب تمامًا. جاوب أسئلة ومخاوف كتير جوايا وأكد لي على حاجات كنت بدأت اشك فيها. في مقالات في الكتاب ادتني مفاتيح لو عايزة أتعمق أكتر في إني أعرف استخدمها. هفضل ممتنة للأبد لد.أحمد الله يرحمه <3
لا أحد يمكنه كشف اللغز وراء السطور، جل ما يفعله الكتاب هو الحديث عن تجربتهم الشخصية مع الكتابة، كيف يمكن لهذا التراص من الكلمات والأفكار أن يقدم لنا كل هذه المتعة أو كل هذا الضجر، وأحمد خالد توفيق كعادته يقدم لنا تجربته بأسلوبه الممتع والخفيف، الكتاب يستحق القراءة وخاصة للكتاب الشباب الذين كونوا تيار على أثر أحمد خالد توفيق وكتاباته.
كتاب ممتع إجمالا ويبرز مدى شغف الدكتور أحمد رحمه الله بالكتابة، واطلاعه الواسع على كثير من الكتابات المتعلقة بعملية الكتابة نفسها سواء أكانت الأنواع التي كتبها وبرع فيها، أو كتابة الأدب الواقعي بتنويعاته المختلفة.
لست للأسف من الجيل الذي نشأ على كتابات الراحل الكريم وإنما كنت أقرب زمنيا إلى كتابات نبيل فاروق، ولا بد لي من التأكيد على الدور الذي لعبه كلا الرجلين في تشكيل عقول ووجدانات آلاف الشباب في عالمنا العربي، وأثبت هنا تعجبي من النبرة المتعالية التي لطالما جوبه بها عمل هذين الكاتبين تحديدا رغم أن تأثيرهما كما أسلفت فاق الكثيريين من كتابنا الجادين الموهوبين أو حتى الأنصاف والأرباع منهم.
لا شك أن مصداقية أحمد خالد توفيق وترفعه عن اتخاذ مواقف ممالئة للسلطة أو مداهنة لها كما فعل نبيل فاروق جعلت له الرصيد الأوفى من المحبة والتقدير لدى عموم القراء الشباب وإن لم ينقص ذلك في رأيي من قيمة دور كاتب كنبيل فاروق كان له السبق في فتح الباب أمام انتشار كتابات في مجالات كالجاسوسية والخيال العلمي عبر سلاسل مثل رجل المستحيل وملف المستقبل التي وإن شابها بعض من أوجه القصور أو المبالغة الخ فإنها كانت في وقتها المادة المتاحة لتقديم تسلية ممزوجة بقدر لا بأس به من الإمتاع وتضمين معلومات متنوعة من مجالات مختلفة، وتهيئة قارئها لقراءة ما هو أهم وأعمق في مراحل تالية من العمر.
الكتاب كُتب بنبرة ساخرة حينا، غاضبة حينا، وصادقة معظم الوقت في تقديري، وعرض فيه الكاتب لإجابات من عنده لأسئلة تتعلق بالكتابة وطقوسها الخ من ناحية وفي جانب آخر لوجهة نظره في الكثير من الأمور المتعلقة بكتابة أدب الخيال العلمي والفانتازيا ومستقبلهما في عالمنا العربي ومدى التقدير الذي حظى بهما كتاب هذا النوع..
كما بدا واضحا لي تأثير عامل السن على تقبل الدكتور أحمد لبعض من الآراء التي كانت تنتقد عمله أو طرحه لبعض وجهات النظر التي لا بد أن نختلف معه بشأنها حول قيمة منجز الأديب وانفصال ذلك عن مواقفه السياسية. وما أقصده بعامل السن هنا أن الإنسان مع تقدمه في العمر يميل أكثر إلى تبني الموقف المحافظ في أمور بعينها أو لنقل ببساطة أنه يميل إلى الانحياز إلى ما اعتاد عليه من عادات وذوق في الفن والحياة بشكل عام ولعل ذلك كان بارزا طوال على صفحات الكتاب.
أطلت وما كنت أحب أن أطيل المهم أن العمل راق لي وكالعادة مقالات الراحل الكريم ممتعة ومفيدة وهو أمر ليس من السهل حتى على الكتاب المتمرسين أن يبرعوا فيه، ولعل ذلك كان جانبا آخر من جوانب تميز الدكتور أحمد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته