Jump to ratings and reviews
Rate this book

Liquid Series

الأزمنة السائلة: العيش في زمن اللايقين

Rate this book
كتاب يبحث في خبايا التحولات الراهنة وما يعيشه العالم في ظل التطورات الإقليمية من حولنا، وضعت الشبكة العربية رؤية خاطفة عن الكتاب قالت فيه «الأزمنة السائلة هو نص يملك من القدرة التفسيرية ما يجعله مناسباً لفهم تحولات كثيرة يمر بها عالمنا الراهن الذي لم تعد تقسيماته الجغرافية دالة بمثل ما باتت التقسيمات الثقافية والاقتصادية على محكات الغنى والفقر والاستكبار والاستضعاف هي الأكثر مركزية»، اهتم العالم بومان بالعلاقة الشائكة بين الحداثة والعقلانية والبيروقراطية والإقصاء الاجتماعي، وفي أواخر التسعينات ركز اهتمامه على العلاقة بين الحداثة والاستهلاك وعن تحول العالم في القرن العشرين لمجتمع استهلاكي بحت، إذ يرى البلوندي زيجموت بومان أن المجتمع اليوم يحط من الأفكار الأخلاقية المنتجة والتي تصب في منحى بعيد تماماً عن ما نحاكيه كل صباح ومساء، ويصف بومان الحداثة بشكلها المعاصر المعاش حالياً بالحداثة التدميرية بشكل أو بآخر، إذ لا مكان للأبطال في هذا المشهد السريع والذي لن يصل لمرحلة مواكبة الأعمال الأخلاقية الحقيقية التي يؤمن بها، ويتطرق بومان في كتاب «الأزمنة السائلة: العيش في زمن اللايقين» إلى فكرة التقسيم بشكلها العام، وإذ إنه لم يعد التقسيم الجغرافي هو التقسيم الأكثر خطورة بل نعيش اليوم ماهو أشد ألماً كالتقسيم الثقافي والاقتصادي وكيف أن التقسيم الثقافي يمكن له أن ينتج سلوكيات غير حداثية وغير صحية، بحكم أنها ستولد لنا مجتمعات منغلقة على نفسها لا تقبل الآخر، وهذا لا يقل خطورة عن التقسيمات الاقتصادية الكبرى والتي تحد بدورها من مفهوم التنمية الاقتصادي..

128 pages, Paperback

First published January 1, 2007

248 people are currently reading
7094 people want to read

About the author

Zygmunt Bauman

289 books2,395 followers
Zygmunt Bauman was a world-renowned Polish sociologist and philosopher, and Emeritus Professor of Sociology at the University of Leeds. He was one of the world's most eminent social theorists, writing on issues as diverse as modernity and the Holocaust, postmodern consumerism and liquid modernity and one of the creators of the concept of “postmodernism”.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
461 (26%)
4 stars
722 (42%)
3 stars
412 (24%)
2 stars
82 (4%)
1 star
36 (2%)
Displaying 1 - 30 of 172 reviews
320 reviews426 followers
April 3, 2019
ريفيو رقم 200 يجب أن يكون مميز فلذلك أدعوكم لقراءة الريفيو للنهاية وعدم الملل فضلاً لا أمراً
هل تخيلت يوماً أن وظيفتك أو فرصة حصولك على ترقية فى عملك أو فرصة حصولك على منحة للدراسة مثلاً - والقياس صالح هنا على أى شئ يمكنك الحصول عليه - أو فرصة للتدريب أو السفر ربما تصل لفرصة حصول أولادك على فرصة للالتحاق بمدرسة ما = إمكانية حصولك على كرسى شاغر فى لعبة الكراسى الموسيقية = سرعتك فى اقتناص الفرصة

هل تستغرب ذلك؟ لا .. بالتأكيد تعرضت لموقف أو ربما عدة مواقف وقفت فيها سرعة الانتهازيين أو أصحاب الوساطات أو المتسلقين وقفوا حائلاً وسداً منيعاً بينك وبين إحدى الفرص التى من المفترض أنها كانت متاحة وسانحة وربما مُستحقة لك، فى زمن أصبحت السرعة هى أهم صفاته تلاشت فيه القيم والأخلاق و انعدمت، فى زمن سادت فيه لغة المال والأعمال وتراجعت لغة الفن والعلم، فى زمن أصبح أصحاب الصوت العالى واللسان السليط هم أصحاب الحصانات البرلمانية والرئاسية، زمن وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بزمن يُصدق فيه الكاذب ويُكذب فيه الصادق، فكان من الطبيعى أن يتسابق الجميع ليغتنم الفرص المتاحة ويبيع الجميع أخلاقهم وذممهم.
واحد من أعظم مشاهد المسلسل الرائع (هاوس أوف كاردز) هو قتل الرهينة الأمريكية المُحتجز من قِبل جماعة إرهابية تحاول تحرير زعيمها من قبضة الولايات المتحدة الأمريكية فتقوم الجماعة بذبح الرهينة المُختطف على مرأى ومسمع من العالم أجمع فى الوقت التى كانت تستطيع فيه أجهزة الدولة الأمريكية إيقاف البث المباشر لعملية الذبح أو على الأقل تعطيله لكن يمنعهم الرئيس الأمريكى الذى قام بدوره كيفن سباسى ويُصر على أن يشاهد هذه اللقطات الصادمة جموع الشعب الأمريكى والعالم أجمع، ليقوم باستغلال هذه المشاهد فى تأجيج مشاعر الذعر والهلع والقلق فى نفوس الشعب فتصير مُهيئة لكل ما يُبث أو يُكتب عن الإرهاب، وتقبل أن يتم توجيه أموال الضرائب التى تُجمع من جيوبهم إلى ما يُسمى الحرب على الإرهاب، الإرهاب الذى هو فى الحقيقة صنيعة أمريكية، ثم وفى لحظة صراحة وبكلمات صادقة يصف كيفن سباسى الإدارة الأمريكية بصناع الإرهاب.

كعادة الحداثة صدرت لنا المشكلات ولم تفى بوعودها فى المقابل: فأصبحت الدول بدلاً من أن توفر سُبل الرفاهة والعيش الكريم ومناخ الحرية للمواطنين بوصف ذلك أقل حقوقهم الدستورية والقانونية أصبحت تُرهب الدول مواطنيها بصناعة الأرهاب وحمايته لاستغلاله لاحقاً فى توطيد الحكم الديكتاتورى / الفاشى / العسكرى وكلها وجوه لعملة واحدة.


فى أعقاب الربيع العربى أيقن الجميع أن الممارسة السياسية تعتمد فى الأساس على امتلاك المقومات اللازمة للتمثيل السياسى أو الانخراط السياسى أولها هو حد أدنى للأجور يسد عوز الناخب أو المُقترع وحد أدنى من التعليم يسمح له بحرية الاختيار دون ضغط أو توجيه وحد أدنى من الوعى التاريخى والثقافى يسمح له بالتفريق بين الصالح والطالح كما يتبين فى الاقتباس التالى:

بصمة أخرى من بصمات الحداثة وتأثيراتها على المجتمعات والأفراد وهى طريقة العيش واماكن العيش، أصبحنا نتعجب يومياً من كم الإعلانات الرهيب الذى يروج للكومبوندات المتكاملة بحيث لا يحتاج من يسكنها للخروج منها لقضاء أى حاجة من حاجاته الشخصية، تلك الشرنقات أو القواقع التى ظن الأغنياء أنه حصلوا على أمنهم وأمانهم بمجرد اقتناء وحدة من وحداتها، لا يعون بذلك حجم الانفصال والتغريب الذى حدث بينهم وبين باقى البشر الذين يشاركونهم العيش على الأرض كما يتبين فى الاقتباس التالى:

هذا النمط من الحياة يُزيد طردياً إحساس الخوف والهلع الذى ينتاب سكان هذه المدن والمستعمرات وبذلك تزيد فاتورة الأمن التى يتعين على الساكن دفعها مما يؤدى لمزيد من الإثرا ء/ التراكم لدى المستثمر صاحب الكومباوند.

هل تبدو لك خريطة الطرق السريعة فى مصر من النوع المألوف؟
قد تبدو خريطة الطرق السريعة مألوفة لكن بالنظر إلى المدن التى يسكنها الأثرياء فى مصر، تمثل خريطة الطرق السريعة أشد أنواع الفصل العنصرى بين الطبقات، فى الوقت التى تتزايد فيه الكثافات السكانية من السكان الأصليين فى قلب القاهرة والمحافظات المختلفة، اضطرت الطبقات الغنية للهجرة إلى المدن الجديدة على أطراف العاصمة بحيث تبعد من زمنياً وجغرافياً عن السكان الأصليين مما يؤدى إلى شعور أعلى بالأمان والخصوصية.
حكى لى أحد سكان المقطم الأصليين مرة حكاية – فى الوقت الذى كنا نخترق فيه مساكن الزلزال بالمقطم فى طريقنا إلى منزله بأحد الشوارع العتيقة والهادئة جداً بالمقطم – بدأت الحكاية بسب ولعن حسنى مبارك الرئيس المصرى الأسبق لكونه الرئيس المصرى الذى تسبب فى ترسيخ وجود العشوائيات بجوار المناطق الراقية فى مصر وكانت أمثلته كالآتى انظر إلى حى المقطم وبجواره مساكن الزلزال، حى المهندسين وبجواره منطقة بولاق الشعبية، حى المعادى الراقى وبجواره عرب المعادى وزهراء المعادى وغيرها من الاحياء الفقيرة، بعد أن سمعت ما قاله كاملاً قلت أن مبارك كان مُحقاً فيما فعل وإلا عاش الناس فى جزر منعزلة وحثثته أن يفكر كيف أن التكافل الاجتماعى وحده بين الحيين الغنى والفقير يمكن أن يكون له مردود جيد على الحى الفقير، لكن هيهات هكذا يفكرون، لم أقنعه برأيى وظل مقتنعاً أن أبشع ما ارتكبه مبارك فى عصره أن ابتلى الاغنياء بجيرة الفقراء.
Profile Image for Trevor.
1,523 reviews24.8k followers
November 29, 2017
All that is solid melts into air. Bauman repeatedly in uses the word ‘liquid’ in the title of his books. The point is that he wanted to say something about our current era that was different from saying that it was ‘post-modern’. The problem with ‘post-modern’ – even if it is completely accurate – is that it doesn’t really say very much. It tells you that we are no longer ‘modern’, but not what we have become. Many theorists are happy with that uncertainty. Maybe we haven’t become anything yet or perhaps there is nothing we are about to become – perhaps being able to say that we are no longer modern is enough. But if we are no longer ‘modern’ then what was ‘modern’ and how have we changed so that ‘modern’ no longer applies to us?

This book focuses on the shift in the political aspects of society and how these have shifted from the solidity of the modern nation state, to the post-modern liquidity of the ‘politically uncontrolled global’ (p.2).

What is particularly interesting in the shifts that have occurred in society is that the nation state hasn’t completely lost power, but that what it has lost is much of its power to impact changes that for a long time – particularly after the Second World War – implied we were progressing. With corporations shifting to a mostly unregulated global (notice, global and not international) they moved away from being able to be taxed and therefore to fund the welfare state that had grown after the war. This meant governments increasingly had less ability to affect the kinds of changes that citizens generally want – full employment, say, or national health services. The solution was for governments to create ‘phantom enemies’ (p.16) and that this meant a shift from a politics of hope to one of fear. If you can’t provide your citizens with jobs, free education and cheap housing, at least you can ‘protect’ them from criminals and terrorists.

As he says: “All in all, the new focus on crime and on dangers threatening the bodily safety of individuals and their property has been shown beyond reasonable doubt to be intimately related to ‘the mood of precariousness’, and to follow closely the pace of economic deregulation and of the related substitution of individual self-responsibility for social solidarity p.17”.

On the next page he shows how rapid this change has been: “in 1976 only 7 per cent of German citizens considered personal safety to be a paramount political issue, two years later a considerable majority of Germans viewed it as much more important than the fight against unemployment and inflation.p.18”.

This build-up of fear can only be sustained if there is a clear and present threat – and that threat needs to be creditable. The promotion of that threat does much to help create and to make real the threat itself - it isn't that 'with out thoughts we make the world' but by attacking an 'enemy' we are very likely to help create that enemy.

We supposedly went to war with Iraq because they had ‘weapons of mass destruction’, but the weapons that really kill the most people in the world are the small arms that have only spread further throughout the world since the war on terror started. He quotes Amnesty and Oxfam estimates that such weapons kill half a million people per year (p.23). This mostly goes uncommented, of course, since those who do the reporting are employed by a media that is owned by those who are enriched by the sales of such weapons.

This smashing of entire nations turns people who had previously been living reasonable lives into desperate and terrified refugees. Ironically enough, such people are despised for doing what we otherwise praise people for doing – our society calls on people to go to where the jobs are – but when refugees do this we called them ‘economic migrants’. Liquid modernity presents us with mirror worlds – there are refugees who are seeking to move across national borders but that end up in hellish prisons without futures or even any hope of a future – and than there are the super-rich who have similarly (if for quite different reasons ) also become new nomads – they have become truly global in that they have no real loyalty to any one nation any longer and do not recognise national borders either (or, at least, are certainly not hindered by them in any way - money makes the best passport).

However, they live in walled security in what is yet another reversal of human history. For most of human history nomads were the uncivilised. This is quite literal in the sense that civilisation was only available in cities as the name itself implies. But today cities are not a source of protection from the harms of the uncivil outsider and raiding nomad – but the major source of our threats and fears. And so we protect ourselves from such harm by living in gated communities, or by constantly moving within the ‘space of flows’ (p.84) where the rich become the new nomads, protected and apart from ‘the local’, a local that is increasingly fixed in place and defined by the people who are unable to move from within them.

The new rich aren’t really the ‘ex-pats’ of old, but rather they live outside of time and space in ways the new technology allows that were never possible before. However, they also live in gated communities and, oddly enough, these resemble the refugee camps in that they look a lot like Goffman’s ‘total institutions’ (see his Asylums) – by which Goffman meant prisons or mental asylums – and here the metaphors themselves speak for themselves.

Where cities once helped to keep us safe and keep strangers beyond the gates, today the stranger lives amongst us and that means “The stranger is the unknown variable in all equations whenever decisions calculating what to do and how to behave are pondered by city residents…” p.85. As such, they can be used (sotto voce, of course) as a constant reminder and source of fear; and therefore a constant reason for governments to be re-elected and to remain in power.

An idea that came to us with the ‘modern’ era and perhaps might yet save us if it was to come back in vogue, is that of utopia – that is, a word intended to make us think of two Greek words, both ‘good place’ and ‘no place’ (p.95). A utopia is an imagined future, a dream of a better world and that being a world that is worth struggling and perhaps even dying for. To explain his point Bauman provides us with three visions of ‘stewardship’ over the world: the gamekeeper, the gardener and the hunter.

The gamekeeper seeks to keep the world as it is – pristine and free from interference – kind of a mythical place for his master to come to and engage with as if in a kind of Eden.

The gardener is quite different – for the gardener is the utopian. The gardener doesn’t just accept the world as it is, but actively sets out to improve it and to make fit our needs and act in benefit of humanity. These are the perfectors – the meliorists aimed at the making us better humans.

But the gamekeepers and gardeners are both ‘modern’ types of humans and therefore have been surpassed. The post-modern human is the hunter – one that is only interested in the next kill and therefore only in what they can get out of it for themselves. That the world is dying is hardly of interest as long as they hold the gun and can track their next trophy. Not exactly a flattering vision, it is?

I guess a return to some form of utopian vision could hardly seem like a ‘step backward’ from here.

Some quotes:

As Jacques Attali pointed out in La Voie humaine, half of world trade and more than half of global investment benefit just twenty-two countries accommodating a mere 14 per cent of the world’s population, whereas the forty-nine poorest countries inhabited by 11 per cent of the world’s population receive between them only a 0.5 per cent share of the global product - just about the same as the combined income of the three wealthiest men of the planet. 6

Social life changes when people live behind walls, hire guards, drive armoured vehicles, carry mace and handguns, take martial arts classes. 9

The messages addressed from the sites of political power to the resourceful and the hapless alike present ‘more flexibility’ as the sole cure for an already unbearable insecurity - and so paint the prospect of yet more uncertainty, yet more privatization of troubles, yet more loneliness and impotence, and indeed more uncertainty still. 14

‘In an age when all the grand ideas have lost credibility, fear of a phantom enemy is all the politicians have left to maintain their power.’16

And the strategy of capitalizing on fear is also well entrenched, indeed a tradition reaching back into the early years of the neoliberal assault on the social state. 17

Adam Curtis, already quoted, goes a step further, suggesting that al- Qaida barely existed at all except as a vague and diffused idea about ‘cleansing a corrupt world through religious violence’, and started life as an artefact of lawyers’ action; it did not even have a name ‘until early 2001, when the American government decided to prosecute Bin Laden in his absence and had to use anti-Mafia laws that required the existence of a named criminal organization’. 19

Once a refugee, forever a refugee. Roads back to the lost (or rather no longer existing) home paradise have been all but cut, and all exits from the purgatory of the camp lead to hell . . . 38

Indeed, putting the refugees in the hands of ‘humanitarian workers’ (and closing one’s eyes to the armed guards in the background) seems to be the ideal way to reconcile the irreconcilable: the overwhelming wish to dispose of the noxious human waste while gratifying one’s own poignant desire for moral righteousness. 40

The admittedly ‘economic migrants’ (that is people who follow the precept of ‘rational choice’ eulogized by the neoliberal chorus, and so try to find a livelihood where it can be found, rather then staying where there is none) are openly condemned by the same governments that try hard to make ‘flexibility of labour’ the prime virtue of their electorate and that exhort their native unemployed ‘to get on their bikes’ and go where the buyers of labour are. 42

They are suspended in a spatial void where time has ground to a halt. They have neither settled nor are on the move; they are neither sedentary nor nomadic. 45

More than any other contrived social microworlds, refugee camps come close to Erving Goffman’s ideal type of the ‘total institution’: they offer, by commission or omission, a ‘total life’ from which there is no escape, and thereby effectively bar access to any other form of

David Garland, for instance, observes that:
there has been a marked shift of emphasis from the welfare to the penal modality. 50

For most people, freedom of choice will remain an elusive phantom and an idle dream, unless the fear of defeat is mitigated by an insurance policy issued in the name of the community, a policy they can trust and rely on in case of misfortune. 65

Today, in a curious reversal of their historical role and in defiance of the original intentions of the city builders and the expectations of city dwellers, our cities are swiftly turning from shelters against danger into danger’s principal source. 72

Closed communities are supposed to be separate worlds. Their advertisements propose a ‘total way of life’ 76

he called that blueprint ‘utopia’, hinting simultaneously at two Greek words: eutopia, that is ‘good place’, and outopia, which meant ‘nowhere’. 95

the idea that human beings can replace the world-that-is with another and different world, a world entirely of their own making, was almost entirely absent from human thought before the advent of modern times. 98

For the gardeners, utopia was the end of the road; for the hunters it is the road itself. Gardeners visualize the end of the road as the vindication and the ultimate triumph of utopia. For the hunters, the end of the road can only be the lived utopia’s final, ignominious defeat. 109

…a utopia lived rather than being lived towards, is immune to tests 109


Profile Image for Mohamed.
914 reviews908 followers
March 5, 2020


هذه مراجعة ذاتية غير موضوعية وقد تبدو غير ذات صلة مباشرة بالكتاب. .
المراجعة كتبت فى درجة حرارة 35 تحت السالب بجوار مدفئة لهذا يجب أخذ هذا فى الاعتبار.

قصة سلسلة السيولة تمتد لأربع سنوات , العام الأول سمعت عنها وقرأت عنها الكثير والثلاث سنوات اللاحقة ومع تتابع اصدار الترجمات العربية لها قرأتها.

نعيش فى عالم غير أمن ، فالأشخاص الذين يبحثون عن دفئ العلاقات الممتدة والملزمة لا يمكنهم الحياة بسهولة فهذا عصر الحب السائل
نعيش فى عالم غير أمن ، فالخصوصية دائماًَ مخترقة، هناك دائماً تلك السلطة والجهاز المتوحش الذي أوجدناه المسمي الدولة الحديثة التي تبحث وتستقصي عنك ، فالكاميرات التي ترصد الشوارع والمحلات والأماكن العامة تحدد مكانك بدقة وهذه الأجهزة للتفتيش والأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار التي يمكنها حتي تصفيتك دون أدني تحذير فى بعض أماكن العالم.

نعيش فى عالم سائل فالسرعة علي الاستهلاك وعدم الارتباط وحب ما تملك هو الأساس ، عصر التدوير ، تدوير كل شئ ، القيم المتجاوزة شئ بالي قديم لا يصلح لهذا العصر فكل شئ يجب أن يخضع للسوق وحركته . دعه يعمل دعه يمر لن تنطبق فقط علي رأسمال المشاريع فنحن أصبحنا مشاريع للدعاية والموضة الجديدة والتي لم تعد موضة فى الملابس بل حتي فى الأفكار . ترندات مواقع التواصل الاجتماعي التي تنتشر وتكون الثقافة الجديدة . ثقافة الميمز الجماعية التي تشكل عقليات أجيال قادمة بأكملها .

نعيش فى عالم نراقب فيه عبر وثائق سفرنا التي لا يمكنك الحصول عليها بسهولة ولا تتحرك بدونها . حلم الحرية والانعزال القديم والتصوف لم يعد ممكناً فجامع ضرائبك يجب أن يعرف من أين لك كل شئ . والسوق يجب أن يعرف احتياجاتك او يعرفها لك ويقودك إليها انقياد عبر ألته الاعلامية الضخمة التي ترسخ المفاهيم الاجتماعية الجديدة . عالم يسخر الخوف من الوحدة للكثيرين والانعزال الاجتماعي لكي يصبغ أفكار الجميع .

نعيش فى عالم جماعات الضغط السياسي وصعود اليمين المتطرف وسياسات الصدمة النيوليبرالية. عالم متوحش وإن كان أقل عنفاً .

نعيش فى عالم الثقافة السائلة ، حيث لا وقت لكل ما هو طويل ، لا وقت لتأسيس بناء فكري فنحن نريد الملخص . لا وقت للبحث والتنقيب فهذا عصر ثقافة التيك أواي. امتلاك معلومات عامة أصبحت عادة قديمة عفي عنها الزمن مع صعود نجم الأجهزة الذكية التي يمكنك فيها سؤال العم جوجل والحصول علي اجابة قد لا تفهم جيداً أبعادها وسياقها ولكنها ستكون الأجابة التي ستعتمد عليها أياً كان أثر ذلك.

نعيش فى عالم لا أجد فيه الحب الذي أحلم به ، عالم يجب أن تكون فيه أحلامك بتأسيس أسرة سوية هو حلم أسطوري .
Profile Image for أسيل.
470 reviews309 followers
April 26, 2017

كيف تبحث عن مأمن وآمان ووتتخذ بقدر استطاعتك كل ما تراه حماية لك"
""لترى شبح الخوف والعدو يطاردك والخطر يلاحقك , لترى مصدر امنك مصدر لخوفك ,
ارادة القوة وادارة الخوف لا ينفصلان

مركز تحميل الصور


زمن السيولة, سيولة ليست واضحة, تفكيك متواصل, اذابة مستمرة,
لا تخطيط ولا تنظيم ولا انتاج, تعقد., فوضى,تناقض
زمن اللايقين عولمة واغتراب وحرمان ,خوف وشك
مجتمع يسوده الخوف وسياسته قائمة على ادارة الخوف
مزيد من المعارك والسلاح والكاميرات المراقبة ,مجتمعات مغلقة
وافراد مغتربين في حالة استنفار دائم لا يعلمون من يحاربون ولا ما هي قواعد الحرب
, هجرات عالمية وعدم استقرار
اقتصاد معولم اكثر الناس فيه عديمي الفائدة

" ان الالم الذي كان الاختيار المحدود للغاية يتسبب فيه عادة
قد حل محله الم ليس اقل شدة, ولكن هذا الالم يصدر هذه المرة عن اضطرار
الى الاختيار من دون ثقة بالاختيارات المتخذة ومن دون ثقة بان الاختيارات الاضافية ستقرب الهدف"


الكتاب كما كتبه الاخرى جاء باسلوب تفسيري وتحليلي للواقع ,يعتمد على تقسيمات مجتمعية, ثقافية واقتصادية ,
جاء في خمسة فصول
الحياة الحديثة السائلة ومخاوفها، , حركة الإنسان الدائبة، الدولة والديمقراطية وإدارة الخوف،
معًا ولكن فرادى، اليوتوبيا في عصر اللايقين
اخر فصلين اكثر عمقاً وبنفس الوقت مخيفة للأنا والنحن


"يمكننا القول ان مصادر الخطر قد انتقلت الى قلب المدينة فالاصدقاء والاعداء والغرباء
الغامضون المحيرون والحائرون يختلطون الآن ويتعاملون في شوارع المدينة وهكذا فان الحرب
ضد انعدام الامن وانتشار الاخطار والمخاطر تقع داخل المدينة وداخل المدينة تتحدد ساحات المعركة
وترسم خطوط المواجهة , فصارت الخنادق والملاجئ المحصنة المعدة لاقصاء الغرباء ومنعهم
من الدخول احدى ابرز سمات المدن المعاصرة وان كانت هذه الخنادق والملاجئ تتخذ اشكالاً
عديدة ويجتهد مصمموها في مزج ابداعاتهم في الصورة الكلية للمدينة, ومن ثم يحدث تطبيع
لحالة الطوارئ التي يعيشها سكان الحضر المدمنون للأمن"
" ان اغلب المدن عبر العالم تعرض فضاءات ومناطق تتصل اتصالاً قوياً بفضاءات اخرى (قيمة)
عبر الفضاء الحضري والقطري والدولي بل والعولمي,ولكن وفي الوقت نفسه
هناك شعور ملموس ومتزايد بانفصالها عن اقرب الناس فيزيائياً وابعدهم اقتصادياً واجتماعياً,
ان المدن المعاصرة هي ساحات المعركة التي تلتقي فيها القوى العولمية والمعاني والهويات
الممعنة في المحلية وتتصادم وتتصارع وتبحث عن تسوية مقبولة او يمكن احتمالها,
انه نمط للتعايش المشترك يأمل في سلام دائم, ولكن القاعدة تثبت انه مجرد هدنة,
واستراحة لاصلاح الدفاعات المحطمة, واعادة نشر الوحدات القتالية
فالمواجهة هي التي تحدد حركة المدينة وترشدها"
Profile Image for رابعة الدلالي.
157 reviews207 followers
April 17, 2018
بداية اود الحديث عن ترجمة العنوان التي كانت حقيقة مضللة بعض الشيء.
ترجمة LIQUID TIMES على انها ازمنة سائلة يجعلنا نبني توقعات اخرى تماما عن محتوى الكتاب. الازمنة الاحرى انها TENSES not TIMES. اظن انه كان من الاقرب والاوفى لفحوى الكتاب وعنوانه الاصلي ان يترجم بالاوقات السا��لة.

نمر الان للكتاب والذي تتلخص عظمته في انه UN PEU DE TOUT. وكان زيجمونت باومان في هذا الكتاب القصير جدا يتقل بنا من الاجمال الى الخوصصة عبر الحوصلة.
تحدث عن الانتقال من الحداثة الصلبة الى الحداثة السائلة فصله في خمس تحولات.
تحدث عن اللايقين والخوف وغياب الامان رغم السلامة
فصل قضية اللاجئين بمجازات رائعة مبهرة وجدتني عبرها افهم اكثر حالة الاستثاء عند اغامبين وفصل معها مسالة الارهاب
شرح العلاقة الجدلية بين الدولة وادارة الخوف
ثم خصص فصلا للحديث عن المدن وسكانها و"الحضر" والروابط الاجتماعية
ليختم الكتاب بفصل ممتع جدا جدا جدا تحدث فيه عن اليوتوبيا بين حراس الصيد واهل الصيد.

في تقديمها للكتاب تحدثت الدكتورة هبة رءوف عزت عن الضرورة الملحة لترجمة هذه الكتب.. فاسمحوا لي ان احدثكم عن الضرورة الملحة جدا لقراءة مثل هذه الكتب.
واهم من يقول انها كتب اكاديمية ترف فكري يقرؤه اهل الاختصاص فحسب. او عله اناني يود حرمانكم من الكم العظيم من المتعة والفقه في مثل هذه وخاصة تلك التي تصور مجتمعاتنا وتصفها وتشرحها كما فعل العزيز جدا زيجمونت باومن.
هذه الكتب تفتح لك ان كنت باحثا او مدرسا او مهندسا او ربة بيت نوافذ فهم عديدة. لا تطرح حلولا بقدر ما تقودك للب مشكلاتك حتى توجد انت لها حلولها. تمسح الشوائب عن نظاراتك لترى العالم كما هو دون زيف دون تجميل دون وهم...

اسهم كتب باومان معرض هذه السنة طلعت ههههههه كم انا سعيدة بذلك ... حديثي الدائم عن كتبه. استضافتي للدكتور حجاج ابو جبر سعيي لاغراء الناس بهذه السلسلة العظيمة لم يهبوا سدا...

Profile Image for nis.
76 reviews103 followers
April 30, 2022
para líquida la diarrea que me produce este señor
Profile Image for John David.
381 reviews382 followers
September 10, 2011
Zygmunt Bauman is a Polish-born sociologist in the Marxist tradition mostly known for his thoroughgoing critiques of consumerism, modernity, and cultural memory (especially the Holocaust). His “liquid” books, including “Liquid Modernity” (2000), “Liquid Love: On the Frailty of Human Bonds” (2003), “Liquid Life” (2005), “Liquid Fear” (2006), and the book presently considered, “Liquid Times: Living in an Age of Uncertainty” (2006), for the most part seem to be shorter books whose aim is to adumbrate the arguments Bauman has made over the course of his career.

The focus of “Liquid Times” is a meta-critique of globalization and all of the problems it presents, from rootlessness to the ubiquity of the security sate, with Bauman’s central thesis being that the consequences of globalization have seriously hindered attempts at international justice. The goal of globalization - to eradicate any trade barriers and therefore create “markets without frontiers” - results in the transition from a world where people are subject to the laws and protections of their home countries to one in which radical fear and lack of security are reified and the “fading of human bonds and the wilting of solidarity” reigns. This lack of security results in fear and a perceived lack of control, which in turn perpetuates and shores up the conspicuous shift toward national security that we have experienced in advanced liberal democracies. And so the pernicious cycle goes. In his comparison of cities, the globally located ones (that are able to participate in the fully integrated sphere of globalization) and locally located cities ones (those that aren’t), Bauman says that the job of the city has changed from protecting its inhabitants from outsiders to housing ghettoized populations of peripatetic transnationals and strangers, the “dumping ground for globally conceived and gestated problems.”

Our new liquid times have also brought about an unprecedented number of refugees, both political and economic. Wars, which Bauman thinks are essentially local attempts to solve global problems, become intractable. The result is an “excess of humanity” – humanity as waste product – completely and utterly divested of property, personal identity, or even a state that will recognize their existence.

Bauman suggests that democracy has ironically become an elitist affair, where the rich protect their interests and the poor continue to suffer from a lack of social safety nets and supportive governmental networks. He is also not terribly optimistic about the chances of gaining a pre-globalized utopia, a word which Thomas More first darkly noted could mean, homophonically, either “paradise” or “nowhere.” While it is still a paradise for some, our world has become too liquid to be anything but the latter for most of us. In the end, Bauman offers in every analysis of globalization the ultimate paradox of modernity: a permanent life shot through with impermanency.

As I pointed out before, at least according to the back of the book, Bauman has taken the time to further detail his analyses in other books. However, from what I read here, I am not sure how many of his arguments are original. Books on globalization with themes of alienation and disenfranchisement are not unpopular in the field of sociology. However, Bauman’s wry wit definitely has me interested in reading more of his work, which I plan on reviewing in the future.
Profile Image for Leon Sandler.
20 reviews19 followers
March 30, 2014
A short and powerful overview of Bauman's contemporary sociology. Bauman has previously coined the term "liquid modernity" to describe the shift from traditionally stable socio-economic forms to increasingly ephemeral, fluid forms. Hence, men and women attempting to enter the global economy must be prepared to change locations, change careers, change social configurations and so on. The rapid instability has produced what Bauman calls "the Age of Uncertainty." Each chapter reads like its own essay on one particular aspect of this condition, but each aspect also contributes to all of the others.

Chapter 1 deals with the omnipresence of fear and the subsequent drive to security (more guns, surveillance cameras, gated communities, etc.) which, paradoxically, produces greater fear.

Chapter 2 considers the new global migrations initiated by instability. Bauman notes, quite correctly, that a globalized economy has rendered more and more people effectively useless--without a place in the shrinking labor force. These people are forced into a global exile which, unlike previous exiles, seems to have no endpoint.

Chapter 3 examines the way in which omnipresent fear has overtaken democracy. Today, fear remains the only way to engage public policy. Hence, the constant agitation and victimization of migrants who, as we saw in chapter 2, have been produced been made redundant by globalization. Here, Bauman is very close to Paul Virilio (another great critic of modernity) especially regarding Virilio's The Administration of Fear.

Chapter 4 considers urban space. Bauman notes that while the elites are increasingly tethered from any particular space, and set free into a global stratosphere. When the elites do descend into urban spaces, they increasingly focus on security and separation (Bauman notes Naomi Klein's concept of an increased division between Green Zones and Red Zones as a result of disaster capitalism). Here, he introduces two terms: "mixophilia" and "mixophobia." These are the tendencies of different ethnic groups in urban space to interact and segregate, respectively. Bauaman notes that while cities are great mixing pots, particular sections of the city become more and more homogeneous.

Chapter 5 investigates the idea of utopia, which Bauman says, only came about with the advent of modernity. Increasingly, we stand on the ruins of failed utopias, and yet utopia may be the only aim capable of propelling us past the problems mentioned in the other sections.

Overall, Bauman's analysis is stark and uncompromising, perhaps even a bit frightening. He makes no false idol of "progress" and admits in the introduction that he has no answers to the problems of modernity today. But Bauman has always done an excellent job of honestly and frankly laying out the world as it is, and that's what we need.
Profile Image for Safa Dalal.
533 reviews87 followers
July 4, 2019
تحدث باومان في 5 فصول عن زمن انعدام الأمان وانصهار كل ما هو صلب وثابت لصالح الاستهلاك واللذة والمنفعة الخاصة لمن هو أقوى على الصيد والكسب دون وضع أدنى حد للضوابط والأخلاق.
ركز في عرضه على الخوف كركيزة حياة، شارحا أن الإنسان المعاصر يمر بحالة من اللايقين تجاه كل شيء، فالكل قابل للاستبدال ولا ضمان، ذاكرا في فصله الأول العولمة السالبة وأضرار انتشارها، ثم ذكر سلعة نشر الخوف نتيجة لانفتاح العالم بشكل سلبي، أتفق مع ما تم ذكره رغم أن هناك مبالغة في نقاط محددة، حيث أنني أرى أن الخوف ولد مع الإنسان، ربما نتيجة لطبيعة حياتنا مخاوفنا تسير بالاتجاه الذي تم شرحه ولكن الأزمان السالفة عانت من الخوف واللايقين بشكل مماثل في الشعور مختلف في الأسباب.
ثم ذكر الرأسمالية وأنها تتغذى على نفسها، حيث يتم الحفاظ على رفاه بلاد أو جماعة معينة مقابل فناء وبؤس جماعات اخرى، وتم التطرق إلى اللجوء كمثال على النفايات البشرية التي تم تصنيعها من الأيدولوجيات المستبدة، فاللاجئ لا يملك إلا حياة عارية من كل المعاني تعتمد في استمراريتها على المساعدات الإنسانية واعتراف الدول المهيمنة بقضية اللاجئ ووجودها، فالمخيمات تجسد تمثيلا حقيقيا للحياة السائلة أي استمرارية الوجود المؤقت على الدوام.
ثم ذكر طرق التعامل مع هذه المخاوف سواء على شكل فردي متمثلة بانعدام الأمان والثقة وعدم القدرة على إقامة علاقات طويلة الأمد بين الأشخاص أو من ناحية الدولة التي بدأت باستراتيجيات الضمان وحقوق القوى العاملة إلى أن حلت فيه المنافسة بديلا للتضامن والتكافل.
في النهاية عرض فكرة اليوتوبيا قديما كوجود حقيقي يركض باتجاهه الحالمون نحو وطن آمن تسود فيه الإنسانية، وطرح أثر وجودنا في عالمنا وما خلفه من شك وتسفيه لفكرة الوطن الآمن، فنحن نركض ما استطعنا في ركاب الصيادين لأننا ما لم نفعل نقع فرائس وضحايا.
للخلاص أو لتحجيم الضرر هناك طريقان: قبول الجحيم وأن نصبح جزءا منه، أو السعي للتمييز في خضم كل السوء ما هو ليس بجحيم والتمسك فيه لخلق يوتوبيا هانئة في رؤوسنا تقوم على كل من وما هو حقيقي وموجود.
Profile Image for Raeda nairoukh nairoukh.
167 reviews15 followers
February 17, 2024
مراجعة كتاب: الأزمنة السائلة
العيش في اللايقين
زيجماونت باومان
رابط المراجعة
https://www.ida2at.com/liquid-times-b...

" في ظل حركة السيولة، كل شئ يمكن ان يحدث، و لكن لا شئ يمكن أن نفعله في ثقة و اطمئنان، فتتولد حالة من ( اللايقين تجمع ما بين الإحساس بالجهل ( استحالة معرفة ما سيحدث) و العجز ( استحالة منع ما سيحدث) و الإحساس بالخوف دون ان نستطيع إدراكه و لا تحديده"
الحداثة السائلة/باومان
( السيولة ) هو المصطلح الذي اختاره الفيلسوف زيجمونت باومان عنوانا لسلسلته التي تناول فيها الحداثة و ما بعدها ، و يفسر اختياره لهذا المفهوم. بان عصر الحداثة و ما بعدها يعني تفكيك النظم و المبادئ و القيم و تخلخل الروابط التي كانت تجمع تلك المواد الصلبة ( الأخلاق و المرجعيات و القيم ) و باتت مثل المواد السائلة التي يتغير شكلها بتغير الحيّز الذي توضع فيه.. عصر الانتقال من الجماعات المرجعية المحددة سلفا الى عصر المرجعية الفردية المتغيرة دوما و التي لا يمكن التنبؤ بها ..فالحداثة السائلة كما يعرفها في كتابه الذي يحمل العنوان نفسه تعني :
" الايمان المتنامي بأن التغير هو الثبات الوحيد، و ان اللايقين ه�� اليقين الوحيد " و ان غاية الحداثة ليست الكمال بل مجرد التقدم و التحسين دون الحاجة للوصول الى الكمال .

الخوف و السيولة :
الخوف من المعاناة ، هو أشد ألوان المعاناة /فرويد

في كتابه الأزمنة السائلة / العيش في اللايقين، يستعرض باومان مظاهر ذلك التحول في دور السلطة و الدولة الذي انتقل من دور ( الرعاية الاجتماعية) و تقديم الخدمات للمواطنين و تأمين الضمان الاجتماعي و مكافحة الفقر و البطالة ، الى دور ( الدولة الأمنية ) التي غايتها ( مكافحة الاٍرهاب ) و ( التهديدات الخارجية ) و تتسع ( مظلة الخوف) التي تحملها السلطات لتتعدى باسمها على بعض ( الحريات المدنية ) يقول باومان :
" و في عصر فقدت فيه الافكار الكبرى مصداقيتها يصير الخوف من شبح العدو ، هو كل ما تبقى للساسة حتى يحافظوا على سلطتهم "

و تسن عدد من التشريعات التي تبيح للسلطة مراقبة الافراد او اتصالاتهم او عملياتهم التجارية و الالكترونية بدعوى حمايتهم من اختراقات الارهابين .. و الشعب يستجيب لهذه التجاوزات كمطلب لا مفر منه لتخليصه من مخاوفه و توفير الأمن الذي بات حلما لا يمكن تحقيقه ، فكل ما يحيط بِنَا في زمن الحداثة ( يتاجر بالخوف )
" لا توجد وحوش مرعبة جديدة، بل يوجد استمرار لداء الخوف " آدم كيرتس

فشركات الغذاء تنشر الدراسات عن مخاطر بعض الاغذية الرائجة في مقابل الترويج للأغذية التي تنتجها و تتسم بطابعها الصحي و الذي يصادف و يا للغرابة بارتفاع أسعار منتوجاتها بشكل مبالغ فيه .. شركات الدواء و السيارات و شركة الامن و الحراسة كلها توظف الخوف اللامتناهي الذي تتصف به حياتنا المعاصرة من كل شئ لتكسب ثروات هائلة .. فمنتوجاتها من السيارات المصفحة و الأبنية المسورة و أنظمة الحماية و المستحضرات المقاومة لعلامات التقدم بالسن و الأسلحة الفردية للدفاع عن النفس هي الحل الأمثل للحد من حالة ( الخوف) الذي يجعل العالم أكثر اثارة للهلع..

اللاجئون و الخوف :

يتحدث باومان عن اللاجئين كمخرج من مخرجات الحداثة فيقول :
" ربما تكون الصناعة الرائجة الوحيدة في أراضي أعضاء الحداثة المتأخرين او ما يسمى كذبا و تضليلا باسم الدول النامية) هي انتاج اللاجئين بالجملة "
نظرة سريعة لما حل ببلادنا العربية و البلاد المجاورة في الآونة الاخيرة قد تكون كافية لمعرفة ان مشكلة اللاجئين تتجاوز في اثرها الحيّز المحلي لتمتد الى كافة أنحاء العالم ..فالدولة المتقدمة التي تدخلت في إدارة الصراع و الثورات كلٌ حسب مصلحته ، و التي ساهمت في ارتفاع معدلات اللاجئين بعد ما يسمى ( بالحرب على الاٍرهاب ) في العراق و أفغانستان ، قد تأثرت بقضية اللاجئين ، و خاصة مع الأفواج البشرية التي عبرت البحر الابيض المتوسط لتهاجر الى ارض الأحلام ( أوروبا) بيد ان قبول طلبات اللاجئين خضع لعملية عقلية حسب باومان تستند الى الى مصالح الدول المستضيفة و حاجتها الى قوى و موارد بشرية و خاصة مع انخفاض نسبة المواليد بين سكانها و حاجتها لليد العاملة ، الا ان هذا القبول قد خضع ايضا الى ( دراسة كفاءات اللاجئين) و حاجة السوق الأوروبية الى تلك الكفاءات .. الحديث عن قيم إنسانية بحتة للتعامل مع ملف المهاجرين و اللاجئين يبدو أمرا ساذجا في عصر لا يتصف الا بالسيولة الاخلاقية و تقديم المصلحة الفردية على كل اعتبار .. فخوفاً من تدفق اللاجئين الى أوروبا تم بناء مخيمات للاجئين في دول الطوق ، اَي الدول المحيطة بمناطق الثورات و النزاعات مثل مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الاْردن .. و يتم تقديم منح و مساعدات للدول المستضيفة لتلك المخيمات مقابل ان يبقى اللاجئين فيها و تبقى الدول المتقدمة في منأى عن تلك ( النفايات البشرية ) كما يصف زيجمونت باومان نظرة الدول المتقدمة للاجئين ،و حين اضطرت الدول الأوروبية الى استقبال اللاجئين حاولت حصرهم في الدول الأوروبية الأقل تقدما مثل : اليونان و المجر و لكن حين تمكن عدد من اللاجئين من الهروب و الوصول الى بعض الدول المتقدمة تم انشاء مراكز الإيواء المحصنة على أطراف الغابات و بعيدا عن المراكز الحضرية ..و هذه المخيمات التي أقيمت على انها مخيمات ( مؤقتة) تتحول الى ( دائمة) فاللاجئ سيُصبِح لاجئا الى الأبد ؛فمخيما الوحدات و البقعة للفلسطينيين كانا مؤقتين و لكن بعد مرور سبعين سنة على نكبة فلسطين مازالا قائمين!

مشكلة اللاجئ تتبدى في ( انه في المكان و لكن ليس منه) و سيبقى ينظر اليه ( كدخيل) و ( غريب) لا ينتمي للمكان !

مجتمع التماثل ..
هنا يلجأ المهاجرين في بلدان الحداثة الى الانضمام الى ( المجتمع المتماثل ) فيحتشدون خوفا من ضياع هويتهم الذاتية في جماعات عرقية او طائفية " و لكن ممارسة الانفصال المكاني هي دواء الخوف من الاختلاط و داؤه في الوقت نفسه " كما يقول زيجماونت فالخوف من الاختلاط يقلل من مهاراتهم في تعلم فن التفاوض و العيش المشترك و يخلق حالة من الهلع من لقاء الغرباء ،
و مع كل محاولات اللاجئ للاندماج في المجتمع الجديد ، سيبقى في نظر أهل البلد المستضيف يذكرهم بالحروب و الدمار و القرى المحروقة و يسود التخوف منه و الشك و الريبة و الرهبة ..و هنا تقوم السلطة على تصوير المهاجرين بأنهم ( الشرير الحقيقي) و تلقي بكل متاعبها و فشلها على عاتق وجود اللاجئين و يتحول الغضب الشعبي الى كراهية شعبية للغرباء اللاجئين، حتى و ان لم يكن لهم علاقة ابدا بألوان معاناة الشعب او مخاوفه ...
هنا يتحول ملف اللاجئين الى ( كرت انتخابي) و تتصدى الأحزاب المرشحة لخوض الانتخابات الى توظيف ذلك الكرت بما يحقق لها جماهيرية بين الناخبين..و يظهر للسطح مرة اخرى ( الخوف من الدخلاء ) فبعض الأحزاب تعد بترحيل تلك ( النفايات البشرية) كما تسميها الى بلادها او بلاد اخرى بعيدة عنها ليبقى النسيج المجتمعي في البلدان المتقدمة متجانسا .. و البعض يتحدث عن عملية دمج و تأهيل فيما ترى بعض الأحزاب ان تقام المخيمات في مناطق بعيدة عن الحضر و تبقى أشبه ( بالجيتوهات الجماعية ) ..
مدن الاشباح
على صعيد اخر يتطرق باومان للحديث عن المشاريع الإسكانية المغلقة لطبقة الاثرياء ، التي أوجدتها الرغبة في التمايز عن الطبقات الدنيا من الشعب و الرغبة في الحماية و الأمان من التهديدات عبر الإقامة في مشاريع سكانية لها بوابات حماية و أمن و تخضع للرقابة.. و انفصال كلي عن هموم المجتمع و طبقاته المسحوقة.. فالأثرياء لا يريدون ان يروا في مجمعاتهم السكنية النخبوية مشردين و فقراء و مرضى .. هم قد انسلخوا روحانيا من مجتمعهم حتى و ان كانوا فيزيائيا ينتمون له، لا يشعرون بأية مسؤولية أخلاقية تجاه التعامل مع مشاكل مجتمعهم او المساهمة بأي دور في تغييره!
فهل تجنى باومان على الأغنياء ؟ و هل ما يحمله كلامه من ادانة مبطنة لهم أمرا مقبولا؟!
أم انه يغالي في مثاليته حين ينتقدهم !؟ و كل منا يتمنى ان يعيش في بيئة تتسم بالامان و الرفاهية ان امتلك القدرة على ذلك .
شخصيا ارى بعض المبالغة التي يمكن التقليل من هولها ان اسهم الأغنياء بدور اصلاحي تجاه مجتمعهم و ان لا نعتبر اختيار السكن في مكان مترف مما يعيب الانسان .. فمن منا سعيد بالعيش في حي ترتفع فيه معدلات الجريمة او تنخفض فيه الخدمات الصحية ؟!
هذا يقودنا الى الحديث عن الفصل الأخير من الكتاب عن ( اليوتيوبيات و اللايقين ) المدينة الفاضلة التي تعددت الرؤى حولها فالبعض يرى ان الانسان ما هو الا حارس لعالم هو تجسيد لحكمة الله او الطبيعة و هم من سماهم باومان"حراس الصيد" و البعض يخلق و يرعى ذلك العالم و قيمه و هم من اطلق عليهم تسمية ( البستاني ) اي الذي يفرض صورته عن العالم و ما افرزته الحداثة من فئة ( أهل الصيد) و هم الذين لا يهتمون بالتوازن الطبيعي او المرسوم من قبل الانسان ، بل كل همهم البحث عن فرائس جديدة و اقتناصها لتحقيق مصلحتهم الذاتية .
لكن هل ستحقق المصلحة الذاتية الشعور بالسعادة في عصر اللايقين ؟
ماذا عن الملل من كل شئ بعد ان اصبح متاحا ؟
أليس التمركز حول الانا و تضخمها هو ابرز افرازات الحداثة التي لم تجر للبشرية الى الان الا الخراب و الدمار و باتت الحياة ( سائلة) لا يمكن الوقوف على ارضية صلبة مشتركة تجمع ابنائها؟ و بتنا نحيا في عصر اللايقين من كل اختياراتنا ، أم أن باومان يبالغ بتخوفاته من الحياة السائلة في أمنياته حين يقول : " ما أحوجنا هذه الأيام الى هذه الأنماط و القواعد و المبادئ التي يمكن للمرء أن يمتثل اليها ، و يتخذها معالم على الطريق لعله يهتدي ، فهل يمكن ان نعود الى الحالة الصلبة في يوم ما !!؟
#رائدة_نيروخ
#الأزمنة_السائلة
#العيش_في_اللايقين
#زيجمونت_باومان
Profile Image for Carmen.
241 reviews11 followers
February 13, 2015
Uno de los peores libros que he leído en mi vida. Basuriento es poco. Malo en el fondo y en la forma. Y encima leído por obligación.
Que me esperen sentados y conteniendo la respiración el Sr. Bauman, sus odios, sus neuras, su desprecio por el individuo y su totalitarismo mal disimulado.
Profile Image for Mina Talaat.
128 reviews4 followers
November 23, 2024
قريبًا، هلخص أفكار السلسة دي في مدونتي، وطرح أفكاري الخاصة معها.
السلسلة مهمة جدًا في فهم السياق وإطار الحياة الي بنعيشه حاليًا، زي ما قالت هبة رؤوف في اول كتاب الحداثة السائلة : إن سلسلة السيولة مهمة في فهم العالم وصل لفين، واخذ الافكار من باومان ووضعها في إطار ما وصلت له مجتمعاتنا وتطبيقها وتطوير الأفكار عليه، بالطبع مجتمعنا لم يصل من الحداثة زي الغرب، لكننا بنلاحقهم بشكل او بآخر.
ده مضمون ما كتبته على ما اتذكر يعني في مقدمة اول كتاب.
Profile Image for استيفن.
32 reviews43 followers
December 17, 2022

نص ممتع ثري، دسم بالأفكار القيمة الكاشفة لطبيعة العصر السائل الذي نعيشه، والمفسرة لآثار الخوف - الناشئ عن اللايقين في هذا الزمن - على حياة الناس
وهو كتاب وجيز، واضح الأسلوب، ذو ترجمة ممتازة؛ أنصح بقراءته
Profile Image for أنس برادة.
36 reviews26 followers
March 4, 2017
أول كتاب لي ، في سلسلة السيولة ، كتاب قيم ، افكار باومان حول هذه الأزمنة ليست مكرورة عن كليشيهات بعد الحداثة و الليبرالية الجديدة ، لكن تحمل قدرات تفسيرية عميقة ، لواقع سياسي و اقتصادي و اجتماعي سائل كما يصفه بطريقة مبدعة .
14 reviews
Read
April 24, 2021
في كتب سلسلة السيولة باومان -بكل وضوح- لا يقترح حلولًا بل يصف ويحلل واقعًا معاصرًا نعيشه، يضعنا في صورته الكلية وأبعاده لنفهمه، ونكتشف -أثناء قراءتها- أن كثيرًا من همومنا التي قد نظنها فردية تخصنا وحدنا ما هي إلا هموم مشتركة للإنسان المعاصر، إنسان الزمن السائل، الزمن اللامقيد سريع التغير.

وربما إدراك الحال يغيّر المآل.
Profile Image for Данило Судин.
563 reviews391 followers
September 19, 2013
Друга книжка Зиґмунта Баумана, видана українською. Першою була Глобалізація. Наслідки для людини і суспільства. І, власне, саме з цією книгою і напрошуються порівняння, коли читаєш "Плинні часи".

Загалом, змістово обидві книжки на 3/4 повторюють одна одну: глобалізація та людина є центральною темою обох книг. Зміни стосуються структури. В "Плинних часах" автор одразу "бере бика за роги" і спускається на мікро-рівень, щоб поглянути на становище людини в сучасному світі. Згадана проблема була присутня і в "Глобалізації", але в одному з останніх розділів. Тепер людина та її страхи фігурують вже з перших сторінок. Власне це і є одним з нових пунктів "Плинних часів": екзистенційна безпека людини як виклик сучасного світу. Люди прагнуть цієї безпеки, але не можуть здобути.

Власне, ще один принципово новий розділ, який стосується теми утопії, випливає зі згаданої проблеми безпеки. Раніше в модерні часи утопія була "місцем", де людина могла почуватися безпечно, бо світ там наче завмирав: зупинялися соціальні зрушення та перетворення, зникав світ конкуренції та конфліктів. Модерна утопія - це місце, де досягнуло стабільності та рівноваги. Але сучасна утопія такою бути не може за означенням, адже в нашому світі пізньої модерності слід бігти щодуху, аби залишатися на місці, тобто не відстати від решти світу. Відтак, утопія - це світ, де всі можуть бігти і ніхто не відставатиме. В цій утопії людина теж отримує відчуття безпеки, але не тому, що нарешті змогла вийти з гри, а якраз тому, що не може з неї вийти за будь-яких умов.

Отже, книжка цікава, але за винятком обрамлення з першого та останнього розділів є значною мірою повторенням "Глобалізації". Чи варто її читати? Без сумніву! Як-не-як, але це проникливий і цікавий аналіз сучасного суспільства, де сплетені в єдину картину різн сфери соціального життя. Саме такого погляду з висоти пташиного польоту часто бракує дослідникам. Саме такий погляд можна знайти в цій книзі. Погоджуватися чи не погоджуватися з ним - справа читача. Але скористатися нагодою піднятися над локальним та поточним варто!
Profile Image for Brahim KHATTARA.
55 reviews2 followers
December 12, 2024
"مشكلة المهاجر تتبدى في أنه في المكان و لكن ليس منه، و سيبقى ينظر إليه دائما كدخيل وغريب لا ينتمي للمكان ! …. فمع كل محاولات اللآجئ للاندماج في المجتمع الجديد ، سيبقى في نظر أهل البلد المستضيف يذكرهم الحالة المزرية لبلده الأصل، فيسود التخوف منه و الشك و الريبة و الرهبة … و هنا تقوم السلطة على تصوير المهاجرين بأنهم ( الشرير الحقيقي) و تلقي بكل متاعبها و فشلها على عاتق وجود اللاجئين و يتحول الغضب الشعبي إلى كراهية شعبية للغرباء اللاجئين، حتى و إن لم يكن لهم علاقة أبدا بألوان معاناة الشعب أو مخاوفه ...هنا يتحول ملف اللاجئين إلى ( كرت انتخابي) و تتصدى الأحزاب المرشحة لخوض الانتخابات إلى توظيف ذلك الكرت بما يحقق لها جماهيرية بين الناخبين..و يظهر للسطح مرة اخرى ( الخوف من الدخلاء ) فبعض الأحزاب تعد بترحيل تلك ( النفايات البشرية) كما تسميها إلى بلادها أو بلاد أخرى بعيدة عنها ليبقى النسيج المجتمعي في البلدان المتقدمة متجانسا .. و البعض يتحدث عن عملية دمج و تأهيل فيما ترى بعض الأحزاب أن تقام المخيمات في مناطق بعيدة عن الحضر و تبقى أشبه ( بالجيتوهات الجماعية ) .."

كتاب واقعي جدا وصريح، مهم جدا لفهم وادراك ما يحدث حولنا، مليء بمصطلحات جديدة واقعية من طبيعة عيشنا في عصر التكنولوجيا…

يقدم لنا زغمونت باومان تحليلا نقديا لواقعنا في ضل مفهوم "السيولة" الذي يميز عصرنا الحالي، حيث يشير هذا المفهوم إلى حالة عدم الاستقرار واللايقين التي تسود حياتنا المعاصرة، فتتلاشى الحدود التقليدية بين الأشياء والأفكار… يتناول الكتاب مجموعة واسعة من القضايا مثل تأثير التكنولوجيا على علاقاتنا الاجتماعية فنحن معا لكننا فرادى في الواقع،نحن فرادى رغم آلاف مواقع التواصل، كما يوضح تأثير العولمة على الهويات الوطنية وارتفاع معدلات القلق في المجتمعات الحديثة وتأثير المدينة على النفس البشرية ونشر الرعب والخوف في نفوس الآمنين، تعلية الأسوار وكثرة الحواجز التي تزيد الرعب في النفس، كما يبين حياة اللاجئين

وكيف يشعرون وحالة اللايقين في حياتهم.
الكتاب سيلمس قلب كل مغترب خاصة في جزئه الثاني فهو يقدم تحليلات وأجوبة مقنعة لما يجول في خاطر المغتربين ويقض مضجعهم كل ذلك بأسلوب سلس ومباشر في طرح مواضيعه يسهل عليهم فهم الأفكار المعقدة التي يطرحها.


Profile Image for Lana Elsafadi.
142 reviews6 followers
March 16, 2021
ربما كانت السيولة هي أدق وصف لما يحدث في احوال العالم من طوفان تقني و فكري و ثقافي و اقتصادي و سياسي و ...و...وكل شئ يجري بسرعة من حولنا!
لم يعد هناك أي ثوابت حتى في القيم أو الأخلاقيات فهي تجري أيضا في ملاحقة الترند الذي يقفز كل يوم حول اي فكرة لا قيمة لها الا انها تخالف العادة!
الكاتب اسهب في شرح الواقع الذي نعيشه اليوم في زمن السيولة ولكن بنظرة فلسفية عميقة!
أتساءل ما الذي يلي السيولة ، فيزيائيا عندما تزيد الطاقة المحفزة للسائل يتحول لغاز يطير في الهواء و بالتالي كم هي الحياة واهية عندما لا يبقى اي قيمة ثابتة لأي طرف!
Profile Image for سارة الراجحي.
241 reviews238 followers
April 30, 2018
كتاب كاشف للعصرالذي نعيشه والذي سنعايشه

............

يستمر سؤال الانسان عن ذاته ودخوله في خضم السباق المحتدم في ظل سباق حياتي دائم لاثبات الأنا

ولذا فهم اللحظة الراهنة والتعامل معها بهدوء وتدبر وخلق مساحات انسانية مشتركة مع تثبيت كيان روحاني متجاوز للأسوار العازلة بين الطبقات تزامنا مع التحرك في ركب العولمة دون سحقها للكينونة وأصالة الهوية يبدو مهمة شاقة لكنها تستحق المحاولة

..........

" لقد خلقنا الانسان في كبد "
Profile Image for Rawan Baybars.
228 reviews64 followers
September 23, 2021
كتاب فكري جميل، له طابع أكاديمي، لذك فقراءته تحتاج إلى تركيز. الأفكار المذكورة غنية ومثرية ويمكن إسقاطها على العديد من المواقف والأحداث الاجتماعية والسياسية.
Profile Image for أيمن  مشانة.
197 reviews86 followers
August 9, 2019
مقال عن طريقة العيش الأزمنة السائلة
كل ما هو صلب أصبح مهددا بأن يذوب في الهواء. يستخدم عالم الاجتماع البولندي زيغموند بومان مرارًا كلمة
: liquid في عناوين كتبه التي ترجمت إلى العربية تحت إسم " السوائل"، اسم يلفت انتباه كل قارئ دون شك، النقطة المهمة في استخدام باومان لكلمة سائل هي أنه أراد أن يعبر عن شيء مختلف عن "ما بعد الحداثة "؛ باومان يدرك تماما دلالات "ما بعد الحداثة" إنها دقيقة تمامًا ، لكنها لا تشير بما فيه الكفاية لمراد باومان الذي يريد أن يخبرك أننا لم نعد "حديثين" فقط ، لكننا لم نعد "نحن" أيضا.
في ظل تغيُّر صورة المجتمعات المعاصرة ومقومات العيش ضمن حركة لا تتسم بالاستقرار ـ الصلابة ـ حيث كل شيء يمكن أن يحدث، ولكن لا شيء يمكن أن نفعله في ثقة واطمئنان، فتتولد حالة من اللا يقين تجمع ما بين الإحساس بالجهل والعجزوالإحساس بالخوف؛ دون أن نستطيع إدراكه ولا تحديده (من كتاب الحداثة السائلة زيجمونت باومان)، يطلق زيغموند باومان هذه الدارسة ليصف وضع حياتنا في العالم المعاصر، وهي تعاني من تحول هياكل المجتمعات من الحداثة الصلبة إلى الحداثة السائلة، ليرصد ممارسات الفرد والمجتمع والدولة في: الأزمنة السائلة أو كيفية العيش في زمن اللا يقين.
الأزمنة السائلة: أحد الكتب التفسيرية لمشروع باومان التقويمي لمابعد الحداثة إذ يمثل دراسة حالة المجتمعات في ظل تفكك النظم والمبادئ والقيم، وتخلخل الروابط التي كانت تجمع المواد الصلبة (الأخلاق والمرجعيات والقيم). فقد باتت المرجعيات الكبرى المحددة سلفًا تتبدل وتتغير وفقًا للمصلحة الفردية المتغيرة دومًا، والتي لا يمكن التنبؤ بها. تشبه المواد السائلة التي يتغير شكلها بتغير الحيّز الذي توضع فيه. فالحداثة السائلة كما يعرّفها في كتابه الذي يحمل العنوان نفسه تعني: الإيمان المتنامي بأن التغير هو الثبات الوحيد، وأن اللا يقين هو اليقين الوحيد.. وأن غاية الحداثة ليست الكمال بل مجرد التقدم والتحسين دون الحاجة للوصول إلى الكمال.
يضع باومان في هذا الكتاب عينه النقدية على تحولات مفاهيمية واجتماعية وسياسية سادت أزمنة مابعد الحداثة فعبرعن رؤيته في:
مخاوف الحياة السائلة :
أدى تلاشي الحدود ـ عدم احترام حدود الدولةـ الذي كرسته العولمة ـ في السعي لإنشاء "مجتمع مفتوح" كان بدايته بإنشاء "سوق حرّ"ـ مستغلة أدواتها السياسية والاقتصاية والثقافية من أجل اختراق الحدود الصلبة لبعض الدول التي قاومت وتصلبت هوياتها في وجه العولمة السلبية لا تضمن الدولة فيه أمنها الداخلي إذ تكون مهددة دوما بالاختراق تحت ذرائع خلقتها أجهزة الدول الكبرى تحت أسماء عديدة ك : الحرب على الإرهاب، موجهة العنف المحتمل، حماية الأمن القومي، القضاء على الأنظمة الاستبدادية.. وإن مثلت هذه الحالة وصفا لمدى بشاعة وخطورة ما بشرت به دوما ووصلت إليه الحداثة والرأسمالية فإنه يصف مخاوف الحياة السائلة فقد تحولت فكرة التقدم إلى واقع مرير وجبرية متطرفة، بعدما كانت أبرز تجليات التفاؤل والأمل الكببير بتحقيق " السعادة الدائمة للجميع"، فصارت ترمز إلى تهديد دائم وحتمي لا يبشر تحقيق السعادة والسكنية بل ينذر بالشدة والمشقة ويمنع لحظات الراحة، مثل ل��بة الكراسي الموسيقية التي تؤدي الغفلة اللحظية فيها إلى هزيمة واستبعاد نهائي(ص34). إننا كما يقول باومان : عاجزون عن خفض السرعة المذهلة التي يسير بها التغييرـ التلاشي، التيه، والانفتاح ـ إن هذا يؤدي من حالة من التيه والتفكك يضرب فعليا بنيات كبرى كانت يوما ما تمثل الصلابة ؛ على حد قول باومان فإن أبرز تجلياتها : انفصال السلطة الحاكمة عن السيطرة الفعلية على مقاليد السياسة، فهذا المجتمع أصبح عاجزا عن حماية المسار المختار بمجرد اختياره(ص30) في مواجهة قوى عالمية تفرض نفسها بالقوة بمنطق اللا قانون.
إن أحدى مخاوف الحياة السائلة هو الشعور باللا أمن الذي انتقل عبر الخوف من نتائج العولمة السلبية، فأصبح الخوف البعيد جغرافيا يهدد المناطق الممتباعدة نتيجة الانفتاح على العالم ففي تصريح دونالد رامسفيلد قبل إرسال القوات الأمريكية للعراق يقول: إننا سنكسب الحرب عندما يشعر الأمريكيون بالأمان من جديد!! إن هذا يحيل مباشرة إلى ما قررناه حول الوضع الخطير الذي أوصلتنا إليه الفكرة الرئيسية للعولمة وهي "الانفتاح" أو "عالم بلا حدود" إذ أصبح الظلم والبؤس واللا أمن عابرا للحدود، وليس فقط من الدول المتخلفة إلى الدول المتطورة بل كذلك أصبح تصدير المخاوف من الدول الأخيرة إلى دول الفقر والعجز.
الإستثمار في الخوف: الحديقة الخلفية للدول الأوربية
تدور الفكرة التي أراد باومان طرحها حول مقولة آدم كيرتس: لا توجد وحوش مرعبة جديدة، بل يوجد استمرار لداء الخوف.
لا يختلف الأمر كثيرًا مع شركات الدواء والسيارات وشركة الأمن والحراسة في توظيف الخوف اللا متناهي الذي تتصف به حياتنا المعاصرة من كل شيء لتكسب ثروات هائلة كما لا تختلف هذا النوع مع التخويف بالإرهاب أو من خطر اللاجئين على الحدود إذ تمثل الحديقة الخلفية في النظرية السياسية ويشير باومان (ص55) إلى جانب آخر للحروب في الدول النامية / أراضي أعضاء الحداثة المتأخرين؛ عبر شن حروب تفرض العولمة وتضرب استقرار مزيد من المجتماعات الصلبة، والتي تساهم في إنتاج فائض بشري يكتسح الحدود الأوربية ـ شباب وعاطلون عن العمل ـ يشير زيجمونت باومان إلى أن عملية استقبال اللاجئين، ومنحهم حق اللجوء، تخضع لعملية عقلية تستند إلى مصالح الدول المستضيفة، ومدى حاجتها إلى القوى والموارد البشرية، خاصة مع انخفاض نسبة المواليد بين سكانها في القارة العجوز، وحاجتها لسد النقص من الأيدي العاملة، وقد خضع هذا القبول إلى «دراسة كفاءات اللاجئين» وحاجة السوق الأوروبية إلى تلك الكفاءات إنها طرق جديدة للاستفادة من النفايات البشرية كما يسميها باومان.
ربما تكون الصناعة الرائجة الوحيدة في أراضي أعضاء الحداثة المتأخرين، أو ما يسمى كذبًا وتضليلًا باسم الدول النامية، هي إنتاج اللاجئين بالجملة كما عبر باومان هي صناعة غير مباشرة لدول العولمة التي تساهم في صنع لاجئين قد تحولهم تلك الدول إلى أصناف ثلاثة : 1ـ فائـض سكاني يمكن دمجه، حيث يمكن الانتفاع من هذا الفائض وجعله مفيدا للمجتمع ـ علماء، لاعبين، رجال أعمال..2ـ فائـض سكاني يمثل " جيش العمل الإحتياطي" (ص53) وهم في حالة مؤقتة يمكن الإستفادة منهم في أقرب فرصة 3ـ النفايات البشرية غير قابلة للدمج: وهي ضحية امتلاء الحظيرة ـ أورباـ وضحية حروب ما بعد 11 سبتمبر 2001 حيث يرفض الغرب دمجها وذلك بسنّ قوانين جديدة تحد من عبورهم للحدود (ص57 ) أوعبر حصرهم في الدول الأوروبية الأقل تقدمًا، مثل: اليونان والمجرأو إنشاء مراكز الإيواء المحصنة على أطراف الغابات وبعيدًا عن المراكز الحضرية، هذه المخيمات التي أقيمت على أنها مخيمات "مؤقتة" تتحول إلى دائمة في وقت لا يمكن لهؤلاء اللاجئين العودة إلى وطنهم الذي تآكل بالمعنى الحرفي وأصبح وطنا مفقودا/ فضاء بلا قانون (ص58) / لادولة/ ساحة للحرب، أو كما عبر ميشيل أجير في وضع معلق لا تتحدد فيه مكانتهم الاجتماعية. فبعد مرور سبعين سنة على نكبة فلسطين ما زال مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في الأردن شاهدًا على عصر اللجوء يشخص باومان مشكلة اللاجئ ـ في مشهد تراجيدي ـ أنه " في الطريق إلى المخيمات يجرد اللاجئ من كل عنصر فريد من هوياتهم ما عدا عنصرا واحدا ألا وهو اللاجئ ((غير الشرعي)) الذي : لا وظيفة له ولا مكان ولا دولة.. فإذا ما أصبح الفرد لاجئا فإن ذلك يعني فقدان السب التي يقوم عليها الوجود الاجتماعي " أي الفرد اللاجئ الذي أفرزته المخيمات /العولمة في نظر باومان لاجئ من نوع جديد يفقد فيه كل عناصر الهوية اللاجتماعية : المنزل، الأرض، القرية،الوظيفة.. تساهم في ذلك ما يعرف ب وكالات الإغاثة أو العاملين في مجال المساعدات الإنسانية (ص61) إذ أن الدور المنوط بهؤلاء هو التخلص من الفائض غير الكفء في المخيمات بتكلفة أقل، إذا ففي الوقت نفسه التي تفقد فيها الهوية صلابتها في خيمات اللاجئين تتشكل من جديد على مستوى آخر إذ يغدو التواجد في المخيمات والعيش على المساعدات جزء من الهوية الجديدة ويغدو اللاجئ تجسيدا حقيقيا لما يسميه باومان بالنفايات البشرية" بشر بلا وظائف" فئة تقف على الحدود من العالم.
إلا أن مشاكل اللاجئين لا تنتهي إلى هذا الحد فهم التجسد الحقيقي لما نسميه النفايات البشرية (ص62) وهم التجسد الحقيقي كذلك لما سماه جيجك بالبشر غير المرغوب فيهم، فهم يولدون ويعيشون بلا وظائف نافعة ويتعرضون إلى نقيضن حسب توصيف باومان(( رأفة جماعة من الناس وكراهية آخرين)) إن هذا المعنى الأخير هو الذي اشتغلت عليه القوى السياسية في الدول المستقبلة في عصر أفول الأفكارالكبرى أي معنى : الاستثمار في الخوف من اللاجئين وذلك بتأجيج الأحقاد السائدة ضد مجموعة اللاجئين ـ للتغطية عن المشاكل الحقيقية للبلدان الأوربية ـحيث حلّ "طالبو اللجوء" محل الساحرات الشريرات وأشباح الأشرار، الذين تستغل بروباغندا السلطة هذه الأحقاد لترويج سياستها لومن أبرز أمثلته تصاعد أحزاب اليمين المتطرف ـ يعرف اليمين بتعصبه ضد المهاجرين ـ في فرنسا وإيطاليا وألمانيا بلجيكا ـ أصبح يهدد المهاجرين القدامى أيضاـ فبعض الأحزاب تعد بترحيل تلك «النفايات البشرية» كما تسميها إلى بلادها أو إلى بلاد أخرى بعيدة عنها، ليبقى النسيج المجتمعي في البلدان المتقدمة متجانسًا.
إن السمة الأخرى ـ المشكلةـ التي تتميز بها مخيمات اللاجئين حسب باومان ـ اعتمادا على تحليلات ميشيل أجيرـ هي الحالة المؤقتة السائلة : استمرار اللحظة العابرة والوجود المؤقت الذي يتسائل باومان عن أمكانية عده نموذجا للحياة السائلة؟(ص69) أن باومان بتعبير آخر كشف عن وهم جديد أنتجته أوربا في أزمنة اللايقين ـأزمنة السيولةـ هي أزمنة فقدت فيها الأفكار الكبرى صدقيتها فصار وهم الخوف من شبح العدو" الدخلاء" هو كل ما تبقى للساسة حتى يحافظوا على سلطتهم . إن مشكلة اللاجئين التي صنعتها الدول الأوربية في إطار محاربتها للأنظمة الشريرة والتي استفادت منها (يد عاملة رخيصة، سوق اقتصادية تابعة..) أصبحت اليوم تشكل بالنسبة لها نفايات بشرية؛ فشلت الأدوات القديمة للحداثة في صدها عن الدخول إلى الحدود الحصينة في حين أنها مضطرة للقبول بالقليل منهم للقيام بالأعمال المنحطة اجتماعيا، والمشهد الختامي يظهر أن ما بعد الحداثة وضعت أوربا في مأزق أخلاقي تضطر فيه للتخلي عن وهم (( الرجل الأبيض المسؤول عن تنوير بقية العالم))
أوربا " نحن" المهددة دائما:
في زمن الذي زادت فيه أساليب الحماية الشخصية أصبح الخوف من السمات البارزة للفرد الأوربي يوضح باومان أن " نحن" المدللين تحديدا من دون الناس أجمعين نشعر أننا أكثر عرضة للتهديد وفقدان الأمان والخوف وأكثر اهتماما بالتفاصيل المتعلقة بالأمن والأمان..وقد توصل بومان إلى أن الطلب اللامتناهي للأمان سبب حالة مرضية حسب كاستل لا تصدر عن ندرة الحماية إنه يتشكل بالظن السيء في البشر ونواياهم، كما أنه يعود بالأساس إلى تحولات تخص تنامي شعور الأفراد بأهميتم ـ تقدير المفرط للذات ـ وتخص تداعي دور الدولة الاجتماعي المتعلق بحماية الأفراد المجردون من وسائل الحماية الذاتية : يتعلق الأمر أولا ب: الروابط الاجتماعية حيث تعمل الأسرة، الأصدقاء كأداة حماية ضد تهديدات معينة. ثانيا : تجرد الدولة الفرد من إمكانية الدفاع عن ذاته خاصة الدول البوليسية
ولدت المخاوف الأولى ذات الطابع الحديث في أثناء الجولة الأولى من تحرير السوق وسيرورة النزعة الفرديةـ كما عبر باومان (ص86)، لكن الحداثة الصلبة استطاعت التغلب على تلك المخاوف بإحلال التضامن محل الانتماء كضمانة أساسية للحياة. لكن الجولة الأخرى من تحرير السوق التي بدأت في السبعينات لم تثمر أشكالاً جديدة من إدارة الخوف العام، بل جرى خصخصة طريقة التعامل مع الخوف، وتركت للمبادرات والجهود المحلية، وانتقلت في جزء كبير منها إلى عناية الأفراد وبراعتهم ودهائهم، وإلى الأسواق التي تكره بشدة وتقاوم كافة أشكال التدخل الجماعي (السياسي) ناهيك عن السيطرة الجماعية (السياسية) عبر مؤسسات الرفاه الاجتماعي التي تضمن التكافل المهني باعتبار جميع أفراد الكتلة العاملة نموذج المصنع الفردوي كان التكافل يعيد صياغة القدرة على العمل ويحولها إلى رأس المال وكان هذا النموذج السائد بعد الحرب العالمية الثانية . لكنه في قفزة جديدة نحو الانفكاك عن سلطة التفكير الجمعي والنزعة الفردية أعلنت أوربا عن توسيع دائرة البحث عن الأمن الشخصي من خلال الحقوق السياسية، إن حقيقة أن هذا التنامي للمطالبة بالأمن الشخصي ليس من نصيب كل الطبقات كان معلوما بالنسبة للمتحمسين له إذ اعتبره باومان من نصيب أصحاب النفوذ (ص81) فالديمقراطية بعد تأسيس دولة الرفاه هي ديمقراطية مقتصرة على أصحاب الثروة والتعليم تتسم بأنها انتقائية ومقيدة للغاية (ص82) لكن هذه الانتقائية السياسية تجعل من المهمة السياسية مهمة نخبوية وهي تضاد مباشر لشعار حرية الإختيار التي تنادي المجتمعات الليبرالية بقوة! يرى باومان أن التوجه نحو منح الحقوق السياسية للطبقات الفقيرة لابد أن يسبقه توفير للحقوق الاجتماعية ـ تبدو هنا أطروحة باومان غير منطقيةـالتي التي من دونها تبقى الحقوق السياسية بلا قيمة، على الرغم من أن هذا كله قد تحقق بعد مخاضات عسيرة فإن باومان يرى أنها قد أدت إلى تحول جوهري طبقي فالطبقة المتوسطة التي كان على الأحزاب التفكير بها قبل طرح أفكارهم ومشاريعهم قد عبرت الخط (ص83) نحو طبقة أصحاب المال والنفوذ ن هذا أدى إلى تفرقة جذرية بين المطالبين بالحقوق السياسية لضمان استمرار الدولة الاجتماعية وبين المطالبين بها لخلق الحقوق الشخصية وتوظيف المسسات لخدمة مصالحهم الشخصية وأما ما حل محل التضامن الاجتماعي فكان التانفس على الموارد وتنامي جديد للطبقة الخطرة كما وصفها كاستيل (ص87) فهم من ينظر إلأيهم على أنهم طبقات غير مفيدة : فائض غير قابل للدمج إن هذا الفائض كما مثل جيجك يمكن أن يكون أفراد مكونين ليكونوا كذلك في مجتمعات مابعد الحداثة ك: مجموعات من البشر يمكن الاستغناء عنها من خريجي الجامعات العاطلين عن العمل مسبقا (سل��فاوي جيجك 2014)، هذا التمثل الخطير للحداثة السائلة الذي أنشئ فصلا جديدا يختلف عن الفصل العنصري أنه الفصل بين الأفراد والذي تشجعه التوجهات الاقتصادية المعاصرة من تحرير السوق والحريات الفردية التي تلخص التحول نحو العيش معا لكن فرادى كما عبر باومان (ص89).
إذن فالنزعة الفردانية أو Individualism المتصاعدة في أوربا أودت بمجتمع المدينة إلى إنعكاس تاريخي فبعد أن أصبحت المدينة مكانا آمنا في مقابل لاأمن المناطق البرية ، مصادر الخطر انتقلت إلى المدن المعاصرة عبر رسم الحدود المحصنة ضد الغرباء والملاجئ الأمنة في أشكال عصرية كالبيوت المراقبة في المناطق الحضرية التي أصبحت تعبر عن الإنفصال والإقصاء بين الأغنياء وباقي السكان المهمشين، تحول "جيتواتهم الطوعية" على نحو متزايد إلى قلاع ومعاقل نائية خارج المكان(ص90).
أي مهمة لليوتوبيا في زمن اللايقين :
في فصل أخير يتسائل باومان عن أي فائدة لليوتوبيا في زمن اللايقين وتداعي الأفكار الكبرى : إن اليوتوبيا هي الإسم الذي أطلقه سير توماس مور ق:16م على تلك الأحلام الإنسانية بعالم خال من التهديدات المفاجئة (ص110) التي دفعت البشرية إلى الاعتقاد بأن التقدم هو مصير الأنسانية أي أن التقدم هو تحقيق لليوتوبيا كما عبر أوسكار وايلد يقول باومان أن كل اليويتوبيا ولدت مع عصر الحداثة نظرا للتقدم الملحوظ للحياة البشرية في العصور الحديثة ـ أننا كلنا صيادون في هذا الزمن أو يفرض علينا أن نكون كذلك (ص115) هي الحالة التي عبر بها باومان على الحياة المعاصرة السائلة التي بدأت تفقد إيمانها في اليوتوبيا، عكس إيمان حراس الصيد والبستاني بأن تقدم البشرية مرهون بمطاردة اليوتوبيا إن أهل الصيد ـ الصيادون ـ مهمتهم الوحيدة هي فرائس أكثر وحقائب أكبر إنها مهمة توافق مع نمط الحياة السائلة الاستهلاكي والنزعة الفردية وانعدام الضمير البيئي بالنسبة لشركاء الإنسان على الكوكب، إن التأملات اليوتوبية حسب باومان قد تضائلت لتترك الإنسانية نفسها فريسة لقوى العولمة الكبرى والتي تتلائم مع نمط حياة سريع ومفكك يظهر فيه الإنسان قدرة هائلة على الخوف من مواجهة التقكير في المستقبل سوى التفكير بمقاومة اللأمن أو الهروب منه عبر الحركة الدائبة والاستهلاك المستمر ، تغيير الوظائف، إدمانات لكل شي .. يرى باومان أن هذا الأمر الخطير الدافع لكل هذا هو محاربة التفكير فاللايقين الذي يسم الحياة السائلة ـ يشمل اللاييقين المعنى الاجتماعي والوجودي ـ إنه حلم أهل الصيد كما يرى باومان، بل و يوتوبيا معاصرة لا تختلف عن يوتوبيات الأسلاف التي تهربت من التفكير في واقع تعيس بالتفكير في واقع لاموجود ـ يوتوبيا ـ فهل نحن فعلا في زمن "موت اليوتوبيا"؟ يتسائل بومان الذي يجيب سريعا بأن هذا الظن يبدو بعيدا ـ رغم قلة تداول هذا المفهوم أو الفلسفة في حياتنا الحديثةـ نعم إنها نهاية اليوتوبيا الحديثة الباكرة التي كانت تتصور نهاية للتاريخ ونقطة يتعطل في السعي الإنساني لكنها ـ أي اليوتوبيا المعاصرةـ على العكس هي لانهائية فهي "حلم كادح لا ينتهي أبدا" (ص121) إن اليوتوبيا هي مسعى دائم يضفي المعنى على كرة "التقدم " إذ تعد وعداّ دائما بلانهائية التاريخ.

Profile Image for Suha.
70 reviews3 followers
December 11, 2021
الأزمنة السائلة ،، أولى تجربتي مع سلسلة السوائل لزيجمونت باومان
وكانت تجربة موفقة لأفهم ما يقصد ب
مفهوم الحداثة والسيولة الذي استحدثه،، قبل أن أبدأ بكتاب آخر له بالمجموعة ،،

يقصد بالسيولة بأنه انفصال القدرة (ما نستطيع فعله) عن السياسة (ما يتوجب علينا القيام به)،
ويقصد بالحداثة ( مرحلة سيادة العقل على كل شيء) ،

كتاب مؤلم واقعي ،،بالمصطلحات الجديدة الواقعية التي تسلط الضوء على طبيعة عيشنا في عصر التكنولوجيا

معاً لكن فرادى ،
بقوة العنوان المختصر يوضح ما نحن عليه في هذا الزمن ،،
نحن فرادى رغم آلاف مواقع التواصل ،،

تأثير المدينة على النفس البشرية ونشر الرعب والخوف في نفوس اللآمنين ،،
تعلية الأسوار وكثرة الإغلاقات التي تزيد الرعب في النفس ،،

اللاجئين ،،كيف يشعرون ؟،
الحروب وأثرها على النفس البشرية
حالة االايقين ،،اللاخوف التي تعتري النفس البشرية في هذا العصر

تناول الكثير من المواضيع التي يجب ربما على كل قارئ مثقف أن يقرأ على الأقل كتابين من سلسلته ،،
ليفهم الفكرة التي يريد إيصالها ،،الكاتب

كتاب مؤلم لكنه واقعي ومهم
مهم جداً ان نفهم وندرك ما يحدث حولنا

مناسب للنقاش والقراءة الجماعية
Profile Image for محمد أبوالنجا.
Author 3 books144 followers
February 5, 2019
كتاب مهم للقراء وللكُتاب أيضا فهو خير دليل على الزمن الذي نعيشه
ومن المهم أن تحاول فهم مايجري حولك لتستطع العيش في هذا الزمن المتغير باستمرار
كتاب الأزمنة السائلة واحد من سلسلة كتب تطرح الأسئلة وأحيانا تجاوب عن زمن الحداثة ومابعد الحداثة وماذا بعده؟
التغير الدائم والسريع يجعل الإنسان في حالة تيه وعدم يقين وإرهاق دائم مما يجعله يبحث عن اليقين فيركض نحو الدوائر العرقية والدينية مما ينتج عنه أفكار إرهابية ومتطرفة، وهذا مابدأنا نشعر به في زمننا ونتساءل كيف تنمو مثل تلك الأفكار ونحن في عصر التكنولوجيا؟!
لقد تفتت المواد الصلبة المتمثلة في الأخلاق والتقاليد والقيم وأصبحت كلها سائلة
وبعدما ذهبت الأفكار الكبرى لم يعد إلا "الخوف" الأداة الوحيدة التي يحكم بها الحُكام، مما ساهم في تضخيم الحرب على الإرهاب (الفزاعة)، فتراجع دور الدولة في الرعاية الإجتماعية وتجلى دور الفرد في حماية نفسه فظهرت العربات المصفحة والحراس وهرب القادرون إلى المدن الجديدة المحاطة بالأسوار في اعتقاد إنها تحميهم ولكنها في الحقيقة تزيد من شعور الخوف وتزيد أيضا من استثمارات المعمارين.
"المدن الجديدة هي المكسب بالنسبة للمعماريين وهي تسكين الخوف بالنسبة للمستهلكين "
كتاب جيد ويشجع على قراءة الأجزاء الأخرى من السلسلة السائلة
Profile Image for Laura Bilíková.
129 reviews55 followers
December 24, 2021
perfektné, ale niekedy až príliš všeobecné
v každej kapitole sa venuje inej téme a mám (možno len ja) pocit, že v tom nevidím pevné vzájomné prepojenie

ale inak výborne napísané a zhrnuté komplexné myšlienky o našom svete v tekutej modernite
Profile Image for Laurens van der Tang.
39 reviews16 followers
May 7, 2018
Liquid Times is not a solid book. From a famous sociologist one would expect social theory: what we get is second-rate journalism. Bauman developed the concept of 'liquid modernity' in his earlier work, which connotes a second phase of modernity, characterized by the crumbling of fixed institutions and rules, these being replaced by uncertainty, individualism, and disorder.
The problem with this concept is that it is too broad. Any process of social change could be described as the decay of an old order, which would obviously result in some disarray. Bauman puts this concept to use to lament various happenings in recent history: strict immigration policies, individualism and social segregation. His analysis of these issues is completely uninteresting. Most of what Bauman says is printed daily in the Guardian. It is almost too easy to poke fun at the blatant contradictions: globalisation is problematic, but being anti-immigration is 'mixophobic'. The city is the summum of liquidity and chaos, but yet it will be the scene of peaceful coexistence of various different groups(chapter 4).

Do not expect to gather anything new from this book, or to get an understanding of current affairs. In the introduction, Bauman states his disbelief in 'definitive answers'. He kept to his program, but the result is unconvincing.


Profile Image for Sahar Samhan.
129 reviews17 followers
December 23, 2021
مصطلح السيولة هو افضل مصطلح يمكن اطلاقه على مفهوم الحياة الحديثة، يعبر زيجمونت باومان عن حالة تفكك القيم وتخلخل الروابط الاجتماعية التي صاحبت الحداثة

الكتاب قيم خصوصا الفصلين الاخيرين "معا لكن فرادى" _ "يوتوبيا في زمن اللايقين"

يستعرض مظاهر التحول في دور السلطة و الدولة بحيث انتقلت السلطة من يد السياسة المحلية واصبحت بيد القوى العولمية الكبرى

يتحدث ايضا عن قضايا اللاجئين والخوف :غياب القيم الانسانية في التعامل مع اللاجئين

على صعيد آخر يتطرق للحديث عن المشاريع الإسكانية المغلقة لطبقة الأثرياء التي أوجدتها الرغبة في التمايز عن الطبقات الدنيا من الشعب

رغم جمالية الكتاب وأهميته الا أنني ارى ان باومان بالغ قليلة في تخوفه من الحياة الحديثة

نهاية لا يمكنني ان اختم المراجعه من دون ذكر أن هذا الكتاب هو أحد اصدارات سلسلة «السوائل» لزيجمونت باومان، .. لي عودة اخرى ان شاء الله مع كتاب الحب السائل عن هشاشة العلاقات الاجتماعية في عصر الحداثة لذا سأترك التقييم الى وقت لاحق ...
Profile Image for Luís Branco.
Author 60 books47 followers
August 31, 2020
Confesso que esperava um pouco mais do livro, talvez o fato de preferir a filosofia não permitiu-me saborear mais da sociologia. Entretanto, Bauman faz seu trabalho com maestria. Creio que o fato de ter lido outras obras com perspectivas similares tenham afetado minha apreciação. O livro, todavia, não é para ser descartado, antes merece ser lido e reflectido. O menu caso é um caso de quem já leu muito sobre o tema e escreveu sobre o tema, por esta razão esperava um pouco mais.
Profile Image for Younes Mowafak.
221 reviews2 followers
August 22, 2021
مراجعة كتاب (الازمنة السائلة/ زيجمونت باومان)
��رجمة/ حجاج أبو جبر
مراجعة/ هبة رءوف عزت

الكتاب الخامس لي في سلسلة السيولة وأعتبر أنني قد تعرفت على الفكرة العامة لزيجمونت باومان حتى انه في مدخل هذا الكتاب كأنه أراد أن يعيد عليه ما قرأته سابقاً من خطوط فكرته الأعم في المقدمة المسماة (مستنبت اللايقين) إلا وهي فكرة الانفصال بين السلطة (التنفيذ على أرض الواقع) والسياسة (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، "بعدما كان يتوقع منهما منذ نشأة الدولة الحديثة وحتى وقت قريب جداً أن يعيشا معاً تحت سقف (الأمة/الدولة) الى ان يفرق الموت بينهما".

اما الحالة السائل التي ترمز لها السلسلة فهي عكس حالة الصلابة، أما الصلابة عند باومان فهي مثال لعصر الحداثة واما السيولة فهي من عصر "ما بعد الحداثة" واعطيت سمة السيولة لانها ادمنت على تغيير انماطها وقوالبها بعد ان كان المراد هو شكلاً افضل من الحداثة فاضحت بذلك سائلة ودائمة التغيير لا تركن لسكون.

في فصله الأول يشير باومان إلى أن أنفتاح المجتمعات بفعل (العولمة السلبية) هي نفسها السبب الرئيس للظلم (حيث لا ضمان لتحقيق العدالة)، فهي أي العولمة السلبية بطريقة غير مباشرة السبب الرئيس للصراع والعنف "فبينما تنعم النخب التي تعتلي القمم بحرية الانتقال الى عوالم متخيلة يسقط الفقراء في مستنقع الجريمة والفوضى". وافعال الحكومة الولايات المتحدة وولاياتها التابعة لها والتي تتخفي تحت مسميات "البنك الدولي"، و"صندوق النقد الدولي"، و"منظمة التجارة العالمية" فقد جلبت معها "آثار جانبية خطيرة": "القومية، والتعصب الديني، والفاشية، والأرهاب بالطبع، وهي آثار تتقدم خطوة بخطوة مع تقدم العولمة الليبرالية (السلبية)". ومن سياق كلام باومان نفهم أن المشاكل المحلية لا تحل بالعدالة المحلية بسبب ارتباط هذه المشاكل بتوابع عولمية والتي تقيد الانظمة الوطنية وتتركنا امام "عدالة منقوصة"، وهذه الأخيرة (اي الدولة الوطنية) تتعرض لهجمات من قبل (القوى النيوليبرالية) وهي ما يمسيها باومان ب"العولمة السلبية". وقد أوجز بنيامين باربر الحالة عندما قال: "ما من طفل امريكي يمكنه أن يشعر بالأمان في فراشه إذا لم يكن أطفال في كراتشي أو بغداد يشعرون بالأمن في فراشهم، فلن يفاخر الأوروبيون طويلاً بحرياتهم أذا ظل أناس آخرون في اجزاء أخرى من العالم يعانون الحرمان والامتهان". وباربر بهذه الاقتباس يقصد ان الانهيار كالسوسة يمكن لهُ الانتشار حتى يصل لدول الشمال في الكرة الارضية.

أنتجت حكومات "مابعد الحداثة" والتي يحبذ باومان تسميتها "بالسائلة" خوفًا لدى شعوبها من خلال قرارت نقلتها من لقب "دولة الرفاه" لدولة "الصرامة" والزيادة في استخدام القوة ضد المجتمع وسحق بعض الحريات وتراجعها حتى بات الخوف أمراً مرضي ويذكر باومان انه
في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2004، أذاعت قناة BBC سلسلة وثائقية تحت عنوان "سلطة الكوابيس: نشأة سياسة الخوف" ، وكان آدم کیرتس هو كاتبها ومخرجها، وهو أحد أعظم مخرجي البرامج التليفزيونية الجادة في بريطانيا، وأوضح كيرتس أن الإرهاب العولمي هو بلا شك خطر واقعي للغاية يُعاد إنتاجه باستمرار داخل "أرض مهجورة" في البرية العولمية، لكن جزءاً كبيراً من تهديده المعلن من الجهات الرسمية "إنما هو وهم يبالغ فيه الساسة ويضخمونه، إنه وهم مظلم انتشر من دون تمحيص عبر حكومات العالم والأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام الدولية". وليس من الصعب تتبع الأسباب التي أدت إلى الانتشار السريع الكبير لنجاح ذلك الوهم، "ففي عصر فقدت فيه الأفكار الكبرى مصداقيتها، يصير الخوف من شبح العدو هو كل ما تبقى للساسة حتى يحافظوا على سلطتهم".

ففي هذا العالم لم تبقَ صخور صلبة يمكن للافراد المناضلين ان يبنوا عليها أعمال خلاص ولا صخور يمكن ان يقفوا عليها في حال فشلهم، فالروابط الإنسانية فضفاضة تماماً، ولهذا السبب نفسه لا يمكن الوثوق بها بتاتاً، كما ان التكافل يصعب ممارسته لان فوائده، بل وفضائله يصعب فهمها. ان الفردية الجديدة وانهيار الروابط الانسانية، وافول التكافل، كل ذلك نُقش على أحد وجهي العملة، واما الوجه الآخر فيُظهر المعالم الضبابية "للعولمة السلبية". فالعولمة في صورتها الحالية، السلبية تماماً، عملية طُفيلية ومفترسة تتغذى على سلطة تمتصها من دماء الأمم/الدول و رعاياها.

يسهب باومان في ذكر ان مواطنين الدول التي تشهد حروب وتصدر المهاجرين والعاطلين عن العمل والمشردين هم في اعين "العولمة السلبية" والمنظمات والدول الثرية ماهم الا "نفايات بشرية" لذلك تحاول قدر الامكان ابعادهم عن أسوار بلدانهم. ويضيف فثمة شكوك بأن وكالات الإغاثة التي تفعل أفضل ما بوسعها لإبعاد الناس عن الخطر تساعد عن غير عمد القائمين على عمليات "التطهير العرقي"، وهنا يتساءل میشل أجير إذا ما كان القائمون على المساعدات الإنسانية هم شركاء في الإقصاء بتكلفة أقل ، والأهم أنهم أداة لتخفيف قلق بقية العالم وتبديده، ولتبرئة المذنبين، ولتخفيف وخزات الضمير التي يعاني منها المتفرجون، ولإبطال الشعور بالخطورة والخوف من الطوارئ. واقع الأمر أن وضع اللاجئين في أيدي "العاملين في مجال المساعدات الإنسانية" (وغض الطرف عن الحُراس المسلحين في الخلفية) يبدو الطريقة المثلى للجمع بين الأضداد: الرغبة العارمة في التخلص من النفايات البشرية الضارة وإشباع الرغبة العارمة في الورع الأخلاقي.

فعندما تواجه "الطبقة الحاكمة" تدفق "الدخلاء الغرباء"، يكون لديها من الأسباب ما يكفي للشعور بالخوف، فاللاجئون يمثلون "المجهول العظيم" الذي يجسده كل الغرباء، بل إنهم يحملون معهم آلام الحرب البعيدة، والحسرة على البيوت المحطمة والقرى المدمرة، التي تذكر أهل البلد بإمكانية تعكير صفو الانسجام الذي يتسم به نظامهم اليومي الأمن المألوف، ( فهو آمن لأنه مألوف )، أو تدمير هذا الانسجام. فاللاجئون ، كما أوضح بيرتولد بريشت في "أرض المنفى"، "نذير شؤم".

ويشرح لنا باومان كيف ان الدول والنخب الغنية تستفاد من الحروب وفي ذات الوقت تكون محمية من "النفايات البشرية" التي تصدرها البلدان المنكوبة. وها هي (نعومي كلاين) تشير إلى اتجاه أقوى وأوسع انتشاراً (يتصدره الاتحاد الأوروبي وتلحق به الولايات المتحدة)، وهو اتجاه نحو "حصن إقليمي متعدد الطبقات والصفوف" :
"إن القارة العظيمة الحصينة هي تكتل من أمم تتحد من أجل نزع مزايا تجارية من دول أخرى ، بينما تراقب حدودها الخارجية المشتركة لمنع وصول أبناء تلك الدول، ولكن إذا كانت القارة جادة في رغبتها لأن تكون حصنا حصينة، فعليها أن تستعين بدولة أو دولتين من الدول الفقيرة داخل أسوارها ، إذ لا بد أن يقوم أحد ما بالعمل القذر نيابة عنها."

وفي حديث باومان عن تدخل العمارة وفنونها وفي زيادة نسب الخوف لدى المجتمعات يستعين ب(نان إلين)، وهي إحدى أفضل الباحثات في التيارات الحضرية المعاصرة، تؤكد أن الحماية من الخطر کانت "حافزاً أساسياً لبناء المدن التي كانت تميزها في الغالب الجدران أو الأسوار العالية، بدايةً من القرى القديمة في بلاد الرافدين، ومروراً بمدن العصور الوسطى، وحتی المستوطنات الأمريكية الأصلية". فالجدران والخنادق المائية والحواجز المطوقة بالأسلاك الشائكة كانت تميز الحدود بين "نحن" و "هم"، بين النظام والفوضى ، بين السلم والحرب. فكان الأعداء يقبعون على الجانب الآخر من السور، ولا يسمح لهم بعبوره، وكانت المدينة مكان آمن نسبياً، لكنها صارت منذ مئة عام تقريباً ترتبط "بالخطر لا بالأمان". وفي هذا الزمن، فإن مدننا تتحول بوتيرة سريعة من مأوى من الاخطار الى مصدر رئيسي للأخطار.

وأما عالم الحياة الذي تسكنه "الطبقات الدنيا" من سكان المدينة فهو نقيض "الطبقات العليا" التي لاتنتمى الى المكان الذي يسكنونه، لأن اهتماماتهم تقع (بل تعوم) في مكان آخر، فلم يعد يمثلون ما كانوا يمثلون لاصحاب المصانع والتجار في الأيام الخوالي، فهم ليسوا المراعي، ولا مصدر الثروة، ولا أبناء قُصراً تحت الوصاية والرعاية والمسؤولية، لذا فهم "غير مهتمين" بشؤون "مدينتهم"؛ لذلك نرى الطبقات الدنيا على العكس فغالباً ما يعرف بانقطاعهم عن الشبكة العالمية للاتصالات التي ينعم بها أبناء "الطبقة العليا" وتنسجم معها أنماط حياتهم. فتلك الطبقات الدنيا "كُتب عليها أن تظل محلية"، ومن ثم يمكننا أن نتوقع، بل ينبغي أن نتوقع، أن اهتمامات أفرادها، وكذلك أوجاعهم وأحلامهم وآمالهم، تنصب على "الشؤون المحلية"، فهم يرون أنه من داخل المدينة التي يسكنونها تنطلق معركة البقاء والحياة الكريمة في العالم، وتستمر المعركة، وأحياناً ما يكسبونها، وغالباً ما يخسرونها.

ومثال على ذلك تُعد (ساو باولو) من أكبر مدن البرازيل، وهي مدينة تزخر بالحركة، والنشاط، والتوسع السريع؛ تقول الكاتبة تريزا "إن ساو باولو اليوم مدينة أسوار، فالحواجز المادية شيدت في كل مکان، حول المنازل، والأبراج السكنية، والحدائق ، ومجمعات الشركات، والمدارس ... إنها نظرية جمالية جديدة للأمن تشكل أنماط أعمال البناء والتشييد كافة، وتفرض منطقة جديدة للمراقبة والإقصاء ...).

ويرى باومان ان المدينة تشكل عامل طرد وجذب الى جانب كونها توقظ حب الاختلاط والخوف من الاختلاط في ذات الوقت، "فكلما كانت المدينة كبيرة ومختلفة، كلما زادت جاذبيتها، ويمثل التكاثف الكبير للغرباء قوة طاردة وجاذبة في آن واحد، إنه يجذب إلى المدينة جماعات جديدة سئمت رتابة الحياة في الريف أو في المدن الصغيرة، وضجرت من عاداتها الرتيبة، ويئست من الندرة القاحلة لفرصها؛ ففي التنوع وعد بإمكانيات وفرص، فرص عديدة ومختلفة، فرص مناسبة لكل المهارات والأذواق؛ ولذا فكلما كانت المدينة كبيرة زادت احتمالية جذبها لعدد متزايد ممن يرفضون (أو يُمنعون من) الإقامة ومن فرص الحياة في أماكن صغری، ومن ثم أقل احتمالاً للخصوصيات، ونادرة الفرص. ويبدو أن محبة الاختلاط، تماما مثل الخوف من الاختلاط، هي نزعة تستمد قوتها الدافعة من نفسها، وتستمد استمراريتها من نفسها، وتستمد حيويتها من نفسها. فليس من المحتمل أن تنتهي طاقة الخوف من الاختلاط ولا طاقة محبة الاختلاط ، ولن يفقد أي منهما أيا من حيويته في أثناء تجدد المدينة وتجديد فضائها".

في عصر ماقبل الحداثة كان البشر برأي باومان تُصنف أفعالهم تجاه العالم ك"حُراس الصيد"، ولذلك كانت مهمتهم الدفاع عن الأرض ضد كافة اشكال التدخل البشري، من أجل الدفاع عن "توارنها الطبيعي" والحفاظ عليها. واما في عصر الحداثة اصبحت البشرية برأيه تعمل ك"البستاني" فهو (اي الإنسان) يفترض أنه لن يوجد نظام في العالم البتة لولا جهده ورعايته الدائمة. واما عصر مابعد الحداثة "السائلة" يظهر الى السطح "أهل الصيد" هم من يرون "زوال اليوتوبيا" أو "نهاية اليوتوبيا" و"اضمحلال الخيال اليوتوبي" على عكس "البستاني" ومبتغاهم في الحياة هو الصيد "صيد فرائس جديدة" ولا يهتمون "بتوازن الاشياء" سواء أكان توازناً "طبيعياً" أم "م��سوماً"، هم ملتهمين الدول والحكومات من تحرير السوق حتى الخصخصة واحتلال الاراضي الواسعة. وفي نهاية الكتاب يقول باومان: "استمدت اليوتوبيات الاصلية قواها الجاذبة من وعدها بنهاية للكدح، وأما يوتوببا أهل الصيد فهي حلم بكدح لا ينتهي أبداً."

هذا الكتاب يستحق القراءة وبعدد صفحات (107) وجدت فيه فائدة جمة، زيجمونت باومان تعرفت عليه بعد قراءة كتابه (الحداثة والهولوكوست) والذي لم اكمل فصله الأول وقد دفعتني هذه اللمحة السريعة لكتاباته لاقتناء (سلسلة السيولة) ويبدو أنني أحسنتُ الاختيار.
Displaying 1 - 30 of 172 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.