«من الواضح أن السُّنَّة في عصر الشافعي كانت في حاجة إلى تأسيس مشروعيَّتها بوصفها مصدرًا ثانيًا من مصادر التشريع. وليس الأمرُ أمرَ الدفاع عن السُّنَّة ضد أهل الرأي، فلم يكن الخلاف بينهم وبين أهل الحديث خلافًا حول مشروعية السُّنَّة، لكنه كان في الأساس خلافًا حول الثقة في بعض أنواع الأحاديث، خاصَّة بعد استِشْراء ظاهرة الوضع لأسباب عديدة معروفة.»
هل الوسطية سِمة أصيلة من سِمات الفكر الإسلامي، أم أنَّ ثَمة ظروفًا تاريخية سياسية واجتماعية واقتصادية دفعَت بها إلى موقع الصدارة حتى أصبحت من الحقائق الحضارية الثابتة؟ يثير هذا التساؤلَ الدكتورُ «نصر حامد أبو زيد» في كتابه الذي بين أيدينا، من خلال تفكيكه خطابَ «الإمام الشافعي»، عادًّا إياه صاحبَ الريادة في التأسيس للأيديولوجية الوسطية في الفقه والشريعة، مثلما أسَّس لها «الأشعري» في العقيدة، و«الغزالي» في الفكر والفلسفة. يُحلِّل «أبو زيد» أفكارَ «الإمام الشافعي» ويكشف عن دلالتها، وعن مَغزاها الاجتماعي والسياسي والأيديولوجي، موضِّحًا السياقَ الفكري العام الذي أنتَجَها؛ إذ لا يمكِن فَهمُها بمَعزلٍ عن الصراع الفكري الذي كان محتدِمًا آنذاك بين أهل الرأي وأهل الحديث.
قفل باب الاجتهاد و وضع النص فوق مقاصد الشريعه و دخول الجمود الى الفقه و من ثم الى الحياه. هى رؤية نصر ابوزيد فى فكر الشافعى لك ان تتفق معها او تختلف و لكن تذكر انه خلاف علمى مبنى على استنتاجات منطقيه و غرضه مصلحة الدنيا و الدين. اكثر ما اعجبنى فى الكتاب هو المقدمه الطويله فى رد نصر عمن اثاروا الدنيا ضده و ما لم يعجبنى هو الاختصار الشديد فى موضوع الكتاب.
هذا الكتاب مع كتاب نقد الخطاب الدينى و كتاب النص السلطه الحقيقة هم موسوعه فكريه فى النقد مرتبطة ارتباط موضوعى يكاد يجعلها كتابا واحدا. رحم الله نصر ابو زيد و عوض حياتنا الفكريه خيرا
في كتابه "الإمام الشافعي: تأسيس الأيدلوجية الوسطية" يقوم نصر حامد أبو زيد بتحليل الآليات التي بنى عليها الشافعي منهجه الفقهي.
يبدأ الكتاب بمقدمة طويلة قد يستغنى عنها من قرأ "التفكير في زمن التكفير" لأبو زيد لأنها موجودة هناك بالحرف، هي مقدمة يرد فيها الكاتب عن متهميه ومرددين دعاوي تكفيره بتحليل نصه وتحليل رؤيتهم القاصرة.
ثم يبدأ الكتاب ذاتية ويتناول الكاتب بالتوضيح عرض تاريخي للفترة التي بدأ فيها الشافعي بوضع منهجه وهي فترة شهدت صراعات فكرية عديدة، وفي الصراع بين أهل الرأي وأهل الحديث يقوم الشافعي باتخاذ منهج من المفترض أنه وسطيًا بين للاثنين، هنا يوضح الكاتب كيف أن الشافعي انحاز لأهل الحديث بتأسيسه لصدارة القرآن والسنة وجعلهم على قدم واحدة في الاستدلال ثم الاجماع وأخيرا الاجتهاد أو القياس، ويحلل أبو زيد آلية الإمام في تناول كل جانب منهم ورؤيته، فيتضح انحياز الأخير الواضح لأهل الحديث والانحياز القبلي للقرشيين.
يقوم أبو زيد كعادته بالتناول العلمي للمادة المعنية بحرفية وفهم وتعنق في النصوص بشكل مميز، بخلاف منتقديه ومكفريه وعلى رأسهم المدّعي محمد عمارة.
ربما يكون هذا التقييم هو الأهم إطلاقاً في تقييماتي على جود ريدز ! إعادة طرح للقديم المتجدد مرّة أخرى .. إطلاق الأحكام بدون تثبت في النقل أو إعمال للعقل .. السمة المميزة لقضية دكتور نصر .. بداية من مواقف د.عبد الصبور شاهين المتجنية والمتربصة ومن تابعه انتصاراً فقط لرأي د.عبد الصبور شاهين .. دون أدنى رغبة في التثبت أو التحقق من ما قال ! وحقاً لأننا نعاني من أزمة ثقافة مزورة - تقوم على قراءة العناوين والمانشيتات دون النفاذ حتى إلى صلب المقالات ، أدعوك عزيزي قبل الحكم على هذا العمل أو الفصل في هذه القضية أن تقرأ هذا الكتاب قراءة متأنية لتتضح لك رؤية الباحث وضوحاً تاماً ، تحاجج بعدها فكرة بفكرة على بصيرة وليس عن هوى !
الكتاب يدور حول تأسيس الإمام الشافعي للأيديولوجية الوسطية أي بين أهل الرأي وأهل الحديث ! .. كما يقولون . في الحقيقة يستعرض الكتاب أن لم يكن شيئاً من ذلك .. بل كان انحياز الإمام الشافعي لأحد المذهبين واضحاً .. بل وهدم هدماً واضحاً مذهب أهل الرأي ! من وجهة نظر من يتبنى هذا الرأي أعني ! .. وكرس العمل بحديث الآحاد والمراسيل وقدمها على إعمال العقل بالاجتهاد والقياس ! بل وحصر الاجتهاد والقياس في سياق النصوص الموجودة !!!! سلطة النصوص التي رفعت إلى درجة من عدم الخلافية عليها بصورة حتماً ليست توفيقية بين المنهجين ، تتسبب فعلأً في مأزق حقيقي الآن ، سيطرة لحالة من عزل النصوص عن سياقها التاريخي وأحياناً أخرى عن معناها الواضح المباشر الدلالة لمضمر لم يثبته إلا قول انفرد به أحد الأئمة عملاً بمنهج يقدس النقل وإن كان ضعيفاً مهلهلاً على العقل ، يدرج الصحابة والمتقدمين -وبمالهم به من الفضل ولا خلاف - في مصاف الأنبياء المعصومين ! دون مراعاة لما هو منقول في سياق العادة أو العبادة ! وما هو منقول في سياق ظرف تاريخي معين .. ربما نحن أحوج كثيراً لما ختم به الدكتور نصر كتابه " وقد آن أوان المراجعة والانتقال إلى محلة التحرر - ليس من سلطة النصوص وحدها - بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان في عالمنا . علينا أن نقوم بهذا الآن وفوراً ، قبل أن يجرفنا الطوفان "
وهنا يبدو أبو نصر في أصدق حالاته.. جاهل بائس يستخدم الألفاظ الفخمة ليغري متوسطي الثقافة أو عديمي الثقة في أنفسهم كي يظنون أنه يقول كلاما له معنى.. كتاب مؤسف.. وقد تناوله بالنسف - لا بالرد والتفنيد- أستاذنا محمد جلال كشك في "قراءة في فكر التبعية"، والدكتور محمد عمارة في "التفسير الماركسي للإسلام"، والدكتور إبراهيم عوض في أكثر من مقال له.
قام البحث بالأساس على معضلة تقييد إعمال العقل والاعتماد الكامل على النصوص الدينية ورجال الدين لحل أي مشكلة أو إتخاذ أي رأي في الحياة العادية. يرى الباحث أن هذا الوضع قديم لكنه في عصر الشافعي جرى تأسيسه بالتدوين في فقهه ومن بعده بشكل تدريجي عن طريق الأشاعرة. معتمداً على كتاب الرسالة للشافعي وكتب أخرى تتبع أبو زيد تأسيس هذه الأيدولوجية في القرآن الكريم، السنة، وأخيراً في الاجتهاد أو القياس. قارن في أحيان عديدة بين الشافعي وأبو حنيفة لتوضيح الفكرة أكثر. كتاب صغير ومركز، ملئ بالمصادر. أول تجربة مع نصر حامد أبو زيد وأعجبني منهجه في البحث والدعوة للتفكير. التقييم هنا من شخص غير متخصص يبدأ القراءة في هذا المجال ومن المؤكد أني سأعود له مجدداً يوماً ما... تم 10 أكتوبر 2023
قبل أن يسطر البعض إعجابا بهذا البائس وبتفكيكه للخطاب الديني..دعنا نفكك ونكشف الخبث والصدأ الذي حواه كتابه.
إليكم رابط تغريدة لي بتويتر، كشفت افتراء واضح وجلي لأبي زيد على الشافعي. الدكتور الناجح نصر أبوزيد يتهم الشافعي بأنه متعاون مع الأمويين باختياره.المضحك أن الشافعي لم يعاصر الأمويين! ولكن هذا الدجل لزوم ادعاء التنوير وعلو الكعب.انظر التواريخ الموجودة في الصور.
ولا أزعم أبنني صاحب السبق في هذا. أظن بأني عرفت بخيبته تلك عبر تغريدة لياسر المطرفي مدير مركز نماء الصور موجودة في الرابط التالي:
كتاب مهم .. لم يتهجم ولم يتهكم على الإمام الشافعي أبداً , بل أن كل كلمة تحدث بها كانت مرفقة بإقتباس من كتب الشافعي نفسه ..
المقدمة الاولى يشرح بها ملابسات القضية وبعض النقاط التي لم يفهم قصده فيها ثم يشرع بالكتاب نفسه ب 4 فصول الكتاب صعب , رغم قصرة , ويحتاج لمعرفة مسبقة بالمواضيع التي تحدث عنها لكنه مهم جداً وأكملته رغم أني لا اعرف كل ما تحدث به لانه يركز على بعض النقاط التي يجب الانتباه اليها عند دراسه التراث
لن أقيمه لان معرفتي بالموروثات ليست كثيرة , وذلك تسبب بعدم فهمي الكامل للكتاب .. يحتاج قرائة ثانية بعد فترة اقرأ فيها المزيد من الموضوع ...
يبدع نصر أبو زيد في تفكيك علاقة الشافعي بتأسيس المذهب النصوصي القائم على الدوران في فلك النصوص بعيدا عن حرية الاجتهاد مغلقاً بذلك دائرة العقل عبر آليات العقل ذاته لينتهى الإنسان المسلم إلى الإذعان لسلطة النصوص ومفسريها بالضرورة عبر تحطيم كل مجال حر يمكن للعقل أن يبدع فيه. كتاب جدير بالقراءة لكل من أراد فهم أسس الأصولية الإسلامية منذ بدء تدوينها.
خطاب معتدل و مفيد جدا.. يتميز بنوع من الغموض بأستخدام بعض المفردات العربية التي تصعب على القارئ العربي فهمها.. ارى ان هذا الكتاب بعيد عن انضار القراء العرب.
خلافا للرأي الشائع عن أن الشافعي كان رائد لتيار وسط توفيقي بين أهل الرأي وأهل الحديث، يذهب أبو زيد إلى أن الشافعي كان صاحب منهج تلفيقي، فقد حسم الخلاف لصالح أهل الحديث، حتى إنه لقب بناصر السنة، ويذهب أنه ذهب لأبعد من مجرد ذلك، فلقد قيد الشافعي الإجتهاد، وجعله محصور في الترجيح بين آراء السلف، مجرور دائما للماضي.
فقد ساوى بين القرآن والسنة، لا يختلف الأخيرة عن القرآن إلا في منطوقه، معتمدا في ذلك على نص "وما ينطق عن الهوى" وإقتران الحكمة بالكتاب في القرآن، مؤلا الحكمة بأنها السنة، بعدما وسع من مجال السنة لتشمل سنة العادات، فإستقلت السنة لأول مرة بالتشريع بعدما كانت فقط مجرد نص مفسر للنص الأصلي، القرآن.
ثم أضاف لمصادر التشريع الإجماع، ويقصد به إجماع الرعيل الأول، وربط بينها وبين السنة، بإعتبار أن صحابة النبي وتابعيه يعلمون ويفهمون النص خير منا، وكان لهذا يحتاج لتفسير ما وقع بين الصحابة من خلاف في الآراء، فذهب إلى أن بعض الصحابة لم تسمع بتفسير الآيات وأحاديث النبي، لكن البعض الآخر قد علمها.
ثم يضيف أخيرا لمصادر التشريع القياس، الذي يخدع للوهلة الأولى أنه إجتهاد، لكن في حقيقة الأمر ما هو إلى ترجيح بين الآراء، ومحاولة لاستنباط الأحكام من واقعة مشابهة في التاريخ، وقد أسس هذا المصدر الأخير على القرآن مباشرة.
ولكن هذه المنظومة الدينية التي أسسها الشافعي لم تكن محايدة، ويقصد نصر بالحياد، أي أنها نتاج الواقع الذي عايشه الشافعي، فالصروح الفكرية لا تشيد في الفراغ، وهذا الواقع شهد صراعات سياسية وإجتماعية ظهرت على صعيد الفكر، صراع شعوبي بين الفرس والعرب، وصراع بين الفرق شعب الرأي، فأراد أن يقلل من هذا التشعب، ولم يكن القصد منه التلفيق بوعي.
ويظهر ذلك أكثر ما يظهر في إنكار الشافعي أن يكون في القرآن ألفاظ أعجمية، على خلاف تيار كبير من مفسري القرآن من معاصرييه، ومساندا لتيار آخر ولكن بمبررات مختلفة حيث ذهب أن لسان العرب أصعب من أن يحاط به علما، فقد تكون الألفاظ عربية ويجهلها الناس، مدافعا بموقفه عن لغة العرب ومن ثمة عن لغة قريش الذي إستقر عليها شكل المصحف، في صورة دفاع عن خلو القرآن من الألفاظ الأعجمية.
كتاب مهم وشيق لا ينصح به لمن يخوضون صراعات الماضي في الحاضر، الذين ينظرون للتاريخ على أنه منزه عن النقد والتحليل والفهم، سواء بوعي منهم أو من دون وعي.
الكتاب هنا جاء رداً على بعض حرّاس التراث ، و التخصص .. بشأن الإمام الشافعي الذي عُرف بحسمه الخلاف بين أهل الحديث و أهل الرأي .. بتأسيس إيدلوجيتيه الوسطية .. كما قد نُقل عنه .. و هذا في رأي الكاتب ينمّ عن الجهل ..
فقراءة آليات تأسيس هذا الخطاب " الوسطي " تعتمد على تمديد سلطة النصوص لتشمل السنة بصفتها مشرعاً لا يقل أهمية عن النص الأولي " القرآن " بما فيها من عادات و أعراف و أقوال .. إضافة الى الإجماع بصفته نصاًً غير مسموع لا يخالف السنة ..
لعلّ أبرز ما يبيّن موقف الإمام الشافعي ضد" أهل الرأي " هو تقديمه لآحاديث الآحاد و المراسيل .. على " القياس / الاجتهاد العقلي " إضافة الى تأطيره بالنصّ الديني وفقاً لمعلوم و ثابت ..
يبدو أنني أخطأت بجعل هذا الكتاب أول ما أقرؤه لنصر حامد أبوزيد الكتاب واضح في اللغة وسلس في العبارة لكنه مليء بالتناقض والمغالطات والأخطاء العلمية والواضحة للدارس في حقل الدراسات الإسلامية بالنسبة لي مقدمة الكتاب التي رد فيها على الردود التي كانت على الكتاب أهم من محتوى الكتاب نفسه يضايقني جدا أنه يرسل بعض الاستنتاجات بدون تدليل، وأنه يعطي كيث=يرا من المعلومات الناقصة، ولا يقوم بالعزو العلمي كثيرا ولا يذكر مصادر العديد من المعلومات، إضافة إلى ضعف الاستقراء والمقارنات الجادة
عموما لغة الكتاب ليست عميقة وكثير من تحليلاته سطحية جدا وأظن أن هذا الكتاب ليس أهم ما كتب كنت أود كتابة قراءة مفصلة لكني كتب ثمانية صفات ولا زلت في (ص25 من أصل 190) فخشيت من الإكثار والإملال
هذا أحد أهم كتب الدكتور/ نصر حامد أبو زيد؛ والذي تسبب في اتهامه بالردة، وتكفيره.. ملخص هذا الكتاب؛ أنه وضع الإمام اشلافعي؛ في دائرة النقد؛ من جانبين: أولهما: وضعه لأصول؛ ما يُسمى بأصول الفقه؛ في كتابه الرسالة؛ بجيث جعل مصادر التشريع؛ بجانب القرآن: السنة النبوية؛ وحسب ما يقول الدكتور/ نصر؛ فالشافعي؛ أول من أسس، وقنن أن تكون السنة؛ من مصادر التشريع؛ رغم أن السنة - حسب قول د. نصر - أحادية في الغالب، وبالتالي؛ لا يصح أن تكون مصدراً؛ خصوصاً؛ أن رسول الله؛ نهى عن تدوين أقواله، وأنه تم التدوين؛ بعد ما يقارب المائة عام على موت رسول الله؛ وبالتالي؛ فالرواية؛ ستكون بالمعنى، بالإضافة إلى أنه قد تم استخدام السنة؛ للأغراض سياسية؛ بدأت بالدفاع عن الصحابة، والذب عنهم، وإطلاق أحاديث؛ بفضائل كلٍ منهمـ وهكذا تطاول الأمر إلى استخدام الأحاديث؛ لتأسيس الشرعية للحكم؛ سواءً أيام الدولة الأموية، أو العباسية، أو الفاطمية، وهكذا... آخرهما: أن الإمام الشافعي؛ حسب قول الدكتور/ نصر؛ قد قام بتزوير أحكام الميراث؛ فيما يخص تفسير قوله تعالى؛ (كان له ولد)، و(لم يكن له ولد)؛ إذ فسر الولد هنا؛ بالذكر؛ في حين أن الولد في اللغة العربية؛ قاعدةً، وعرفاً؛ تلك الأيام؛ تُطلق على الذكر والأنثى. وبالتالي فإذا مات الميت، ولم يكن له أولادٌ ذكور، وكان له عم؛ وكان للميت بنتاً، أو أكثر؛ فلا يحق له أن تحجب العم؛ عن الميراث، وفسر قوله تعالى: (كان له ولد) ذكر، و(لم يكن له ولد)ذكر، وهذا التخصيص من الإمام الشافعي؛ حسب قول د. نصر؛ جاء خدمة للدولة العباسية؛ في تأسيس شرعية لحكمها؛ في مقابل مطالبة الطالبيين (أبناء فاطمة بنت محمد رسول الله)؛ بالأحقية في الحكم. إذا أن رسول الله؛ حيث أن ذريته؛ كانوا من ابنته فاطمة، وبالتالي؛ فهم وارثوه؛ من حيث اللغة، وبالتالي؛ فهم أحق بالحكم؛ إذا ما اعتبرنا رسول الله؛ قد ورث الحكم... وعلى تفسير الإمام الشافعي؛ فالبنت لا تحجب عم الميت؛ الذي هو هنا العباس بن عبد المطلب؛ عم رسول الله؛ والتي خلفاء الدولة العباسية؛ من ذريته، وبالتالي فهم؛ أي العباسيون؛ أحق بالوراثة للحكم. هذا بالإضافة إلى ادعاء د. نصر؛ على الإمام الشافعي؛ بالعصبية لعروبته؛ في مقابل الأعاجم. الكتاب؛ يستحق القراءة، وينبغي أن لا نحكم على الكتابح من دون قرائته كاملاً.
القراءة الثانية لكتاب الدكتور نصر حامد ابوزيد عن الشافعي وتأسيس الايدولوجية الوسطية، في البداية يستعرض دكتور نصر في المقدمة بعض الاراء والنقد الموجه للكتاب من أصحاب الافكار الظلامية المشهورين عبر التاريخ الثقافي المصري، سواء البلتاجي عميد جامعة القاهرة او عبد الصبور شاهين الذي كفر دكتور نصر او الاتباع امثال مصطفى محمود وفهمي هويدي، يحاول ان يجيب على نقدهم بمنطق مع علمه انهم لا منطق لهم،
فيما بعد يقسم دكتور نصر الكتاب الى اقسام اربعة اولا الكتاب ويتكلم فيه عن دفاع الشافعي عن عربية النص القرآني وانه لايستطيع الالمام به الا نبي من الانبياء فقط ومن بعدها دفاعه عن قريش وعم الخلافة منها، ومما لا شك فيه هنا لاي قارئ ان دفاع الشافعي يأتي من عصبية لقريش تتفق مع ايدلوجية سياسية يتبناها وانه الوحيد الذي قبل بل وطلب العمل في خدمة الدولة الاموية، ومن بعد ذلك ثانيا السنة ومساهمة الشافعي في جعلها مصدر رئيسي ويساوي القرآن من حيث العصمة واولوية الاحكام على عكس حديث الرسول عن انه بشر او عندما قال للناس انتم اعلم بأمور او شئون دنياكم، وليس ذلك فقط وانما جعل على الرغم من تقسيم الحديث الى متواتر ومشهور واحاد، الا انه اسس لهم ما يجعلهم في حكم النصوص الصريحة التي لا تقبل الطعن فيها على الرغم من ان ابوحنيفة يختلف معه تماما في ذلك، المشكلة هنا ان الاراء الفقهية للشافعي تتوافق مع ايدولوجية تعبد النص وتنبذ التفكير، بعد ذلك ثالثا الاجماع وايضا والدي جعل منه الشافعي له سلطة كسلطة الحديث من حيث الاخذ به وصدقه،
واخيرا في الفصل الاخير ينبذ الشافعي القياس ويجعل فيه من التعارض واختلاف الاراء ما يوقع الاسلام في البلبلة، وعلى الرغم من اان اخذ افكار الشافعي لا تنجينا من التعارض ايضاً ولكنه تعارض تحت لواء عبادة النص والبعد عن التفكير، واختم كلامي بما قاله دكتور نصر :
إن مواقف الشافعي الاجتهادية تدور في اغلبها في دائرة المحافظة على المستقر والثابت ، تسعى الى تكريس الماضي باضفاء طابع ديني أزلي .
بسم الله الرحمن الرحيم. واضح إجتهاد الكاتب في كتابة هذا الكتاب، وهذا ما يجعلني ممتنة كثيرًا له ولإحترامه وتقديره لمناهج النقد العلمي. من خلال الكتاب الكاتب يفكك أيديلوجية الإمام الشافعي والذي كان يرى سلطة النصوص من خلال الكتاب والسنة والإجماع والقياس.. كما يقارن بينه وبين الإمام أبو حنيفة والذي كان يميل لأهل الرأي، بينما الشافعي يميل لأهل الحديث رغم إستخدامه لكثير من وسائل أهل الرأي في الإستدلال.. الكاتب يرى تردد الشافعي من خلال هذا الشيء وتناقضه مع نفسه، فهو تارةً ينادي بسلطة النص وتارة يستخدم وسائلهم لتعزيز سلطة النص، فذلك يبين ميله وإنحيازه للنصوص أكثر منه للرأي من وجهة نظر الكاتب.. يقصد الكاتب من خلال هذا النقد، أنه لا يجب أن يتم تعطيل عمل العقل من خلال تقييدها بالنصوص، وأنه يجب الموازنة ما بين الواقع والنص ومن وجهة نظري هذا هو الفقه الحقيقي، وأنه لا يجب إبطال عمل الإجتهاد ما دامت الحياة تستمر بالحراك. والله أعلم. ورحم الله علماءنا المجتهدين جميعًا، وجزاهم عن الإسلام خير الجزاء.
كتاب صعب ومهم بيوريك إزاي العقل االعربي بقى بيعتمد على سلطة النصوص بداية من عهد الشافعي وعصر التدوين, بعدين بيوريك تحول النص الثانوي لنص أصلي, وإن العقل العربي بقى مستغرق في دلالات النص ومش بيتجاوزها من ناحية التفكير والعمل, وبقى مقيد بالنص, وبيدعو للتحرر من سلطة النصوص وكل سلطة ممكن توقف عمل الإنسان وتفكيره وقدرته على المعرفة والإبداع. تحول العقل العربي من مبدع لتابع. كتاب صعب جدًا ومش سلس رغم صغره ومهم
اعتقد ان اهم ما بالكتاب هو وضع اليد على على بداية ظهور فريقين احدهم يعلي من قيمة إعمال العقل في مقابل الفريق الآخر المنحاز للنص بشكل واضح حتى ولو كانت هناك معوقات تحول دون الاعتماد عليه..
::انطباع عام وكفى:: ------------ "إن النصوص في ذاتها لا تمتلك أي سلطة. وسلطة العقل هي السلطة الوحيدة التي تفهم على أساسها النصوص الدينية." 1_ هذا الكتاب هو السادس لي من ضمن مشروع قراءتي لأعماله الكاملة. ومع كل كتاب، أزداد بصيرةً ووعيًا بطريقة مذهلة بفضل هذا الرجل. أقولها صراحةً: لا يهم القضية التي يتم طرحها هنا بخصوص الشافعي أو حتى أيدولوجيته وطريقته في بناءها، ولا يهم إن كان منهجه الفكري هو الصحيح أو الخاطئ (مع التحفظ والسخرية أصلاً من مصطلحات صحيح وخاطئ في أي سياق بشري تاريخي بطبيعته ميال للديناميكية)، ولا يهم أي شيء غير أن هذا الرجل يجعل قارئه قادرًا على القراءة. أي نعم! يجعله قادرًا على قراءة الأمور بعين عقلية متمحصة شديدة النباهة. إن طريقة أبي زيد في فحص النصوص تجعلك تراها كأنك تراها لأول مرة، تراها بشرية! نعم، كل النصوص هي نتاج بشري، خاضع لسياقات تاريخية، وتاريخية تعني (اقتصادية واجتماعية وسياسية) - لا يوجد نص متشعلق في الهواء المطلق، بلا ارتباطات بما حوله. كل خطاب هو مؤسس بطريقة واعية ممن أنتجه أو غير واعية على أيدولوجية موجهة.
2_ بالتالي فإن "تحليل علم الخطاب لا يفتش في النوايا والمقاصد ... والحقيقة أنه يكتشف الدلالات المعلنة والمضمرة والمسكوت عنها في الخطاب انطلاقًا من حقيقة أن للخطاب، من حيث هو خطاب، آليات مستقلة عن قصد منتجه في إنتاج الدلالة. إن الخطاب هو علاقة تواصل بين منتج ومتلق، فهو بمثابة العملة المتبادلة التي لا تتحدد قيمتها من طرف واحد، بل تتحدد من خلال التداول وبعبارة أخرى، ليست اللغة في الخطاب أداة توصيل محايدة يشكلها المنتج للخطاب، فتستجيب بطواعية مطلقة لقصده ونيته، بل إن للغة وجود في سياق التداول الثقافي والفكري يجعلها محملة بدلالات قَبليّة سلبية وإيجابية."
3_ الإمام الشافعي الذي أنشد الأشعار في الزهد وطلب العلم والبعد عن الناس كان هو الأول على عكس معلميه أبي حنيفة ومالك من يتقلد منصبًا قريبًا من الحكام! وكان بمجرد معرفته تولي حكم مصر خليفة قريشي من بني هاشم حتى هرع لمصر في السنة نفسها 199هـ! ثم قلب له ظهر المجن لأنه كانت له ميول اعتزالية. ومما كتب الشافعي في انتقاد أهل الكلام أفزعني! فمالك قد اكتفى بعد قبول مروياتهم بينما الشافعي قال ما نصه: "حكمي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد، ويحملوا على الإبل منكسين، ويطاف بهم في العشائر والقبائل، ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والنسة، وأخذ في الكلام ... روي الربيع عنه أنه قال: لو أن رجلاً أوصى بكتبه من العلم، وفيها كتب الكلام لم تدخل كتب الكلام في تلك الوصية." - الرازي، مناقب الشافعي، نقلاً عن أبي زهرة: الشافعي: ص18.
4_ سألت نفسي سؤالاً أخيرًا في نهاية الكتاب في براءة تامة: أين الوسطية الشافعيّة تلك؟ *** ::خلاصة الكتاب: بين الماضي والحاضر:: ---------------------- "هذه الشمولية التي حرص الشافعي على منحها للنصوص الدينية، بعد أن وسع مجالها فحوّل النص الثانوي الشارح إلى الأصلي، وأضفى عليه نفس درجة المشروعية، ثم وسع مفهوم السنة بأن ألحق به الإجماع، كما ألحق به العادات، وقام بربط الاجتهاد/القياس بكل ما سبق رباطًا محكمًا - تعني في التحليل الأخير تكبيل الإنسان بإلغاء فعاليته وإهدار خبرته. فإذا أضفنا إلى ذلك أن مواقف الشافعي الاجتهادية تدور في أغلبها في دائرة المحافظة على المستقر والثابت، تسعى إلى تكريس الماضي بإضفاء طابع ديني أزلي - كما في اجتهاداته في ميراث العبد، وميراث الأخت الوحيدة، ومسألة زكاة الغراس - أدركنا أن السياق الأيدولوجي الذي يدور فيه خطابه كله إنه السياق الذي صاغه الأشعري من بعد في نسق متكامل، ثم جاء الغزالي بعد ذلك فأضفى عليه أبعادًا فلسفية أخلاقية كتب لها الاستمرار والشيوع والهيمنة على مجمل الخطاب الديني حتى عصرنا هذا، وهكذا ظل العقل العربي الإسلامي يعتمد سلطة النصوص، بعد أن تمت صياغة الذاكرة في عصر التدوين - عصر الشافعي - طبقًا لآليات الاسترجاع والترديد لا آليات العقل والإبداع. وتحولت الاتجاهات الأخرى في بنية الثقافة - والتي أرادت صياغة الذاكرة طبقًا لآليات الاستنتاج الحر من الطبيعة والواقع الحي - كالاعتزال والفلسفة العقلية إلى اتجاهات هامشية وقد آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر - لا من سلطة النصوص وحدها - بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان في عالمنا. علينا أن نقوم بهذا الآن وفورًا، قبل أن يجرفنا الطوفان." صــ189، 190 *** ::مخططات مفيدة:: ----------- *.*.*.*.*
كتاب آخر مهم جدًا لنصر حامد أبو زيد، في هذا الكتاب يتناول نصر الإمام الشافعي أحد الأئمة الأربعة، والمشهور عنه تبنية لأيديولوجية وسيطة في التعامل مع النص القرآني والحديث وتأسيسه لمبدأ القياس، لكن الحال الذي يشرحه نصر في الكتاب مختلف كثيرًا عما هو متفق عليه أو معلوم بالضرورة عن الإمام، الذي صاغ ما صاغ من كتب ومؤسسات من أجل هدف بعينة أو انطلاقا من قناعة بعينها تبدو أبعد ما يكون عن الوسطية، سواء مجازًا أو تعبيرًا. أسس الإمام الشافعي أفكاره بناء على سلطة النصوص، وليس فقط سلطة النص القرآني، الذي لا اختلاف على سلطته كبداية لكن يظهر اختلاف تالي لذلك عما هو نص محكم مفسر لا يحتاج للتأويل وباقي أشكال النصوص الأخرى، فيعرف النص عند القدماء بما قد سلف ويبقي الآخر وهو الأكثرية ضمن إطار التأويل. أكمل الإمام الشافعي عمله بتأسيس سلطة النص القرآني مهمشًا مسألة التأويل، واعتبر ما هو غير مفسر بشكل واضح عجز عن فهم لسان العرب واللغة العربية، فيما يبدو أنه وقع في فخ التعصب للعربية، وهو فصل كامل شرح فيه نصر أطروحته مستشهدًا ليس فقط بآراء الشافعي التي تعتبر اللغة العربية لغة لا يدركها بشر، تحتمل كل المعاني والمفردات ولا يسع علمها إلا نبي بحسب نص قوله، بل أيضًا بتأسيسه لسيادة قريش فاللهجة القرشية على سائر اللهجات أو كما يقال سائر حروف العربية السبع مستبعدًا باقي الأحرف. يكمل الشافعي عمله بتأسيس سلطة الحديث، وهو إطار عام يضع الحديث النبوي موضع النصل الأصلي، فبينما يرى الإمام أبو حنيفة أن نصوص الحديث هي نصوص شارحه لما هو مقيد أو مستعصى في القرآن يتعامل الشافعي معها على أنها نصوص مؤسسه مشرعة تستمد سلطتها من كونها وحيًا تفسيرًا للآية الشهيرة. ورغم تأطير الشافعي للحديث بين متواتر ومشهور وآحاد إلا أن الناظر بدقة لهذه لهذا الإطار يجد أن الثلاثة متساويين في درجة القداسة والنص ويمكن استمداد التشريع منهم، ويخطو الشافعي خطوة أوسع نحو التضييق بإضافة ما أجتمع عليه الصحابة والتابعين والناس! ضمن ما يمكن استخدامه للتشريع، استباطًا مباشر وليس بالاستدلال. هكذا أسس الإمام الشافعي لسلطة النص ضامًا إليه الحديث النبوي بكل أشكاله وحتى عادات وتقاليد المجتمع الإسلامي طالما أتفق على ذلك، مضيقًا مساحة الاجتهاد والاستدلال والقياس وطارحًا معارضيه وخاصة أهل الرأي والكلام خارج الإطار، ما ينفي عنه صفة الوسطية بأي حال. وفي تأسيسه لمبدأ القياس، لا يتغير فكر الإمام عن ذلك، فيبدو القياس هو استنباط مباشر من مصادر التشريع السالف ذكرها، فلا قياس فيما ليس فيه نص، ويؤسس الإمام ذلك من خلال قوله الشهير بأن القرآن والسنة تبيان كل شيء. فيصبح القياس أمر ميكانيكي لا يستخدم فيه العقل تقريبًا فارضًا العمل بالنصوص بحرفية تمنع الاستدلال أو الفهم وتقصي العقل لصالح النقل.
عزيزى المسلم الوسطى الذى تحب أن تصلى الجمعة و تستمع للوعاظ الدينيين الكلاسيكيين الشعبويين، هذا الكتاب ليس لك. هذا ��لكتاب هو لمن لا يرضى عن السردية الإسلامية التقليدية. هو كتاب لمن يبحث عن إجابات لأسئلة تدور فى عقله و ربما يسئله عنها أولاده فيما بعد. ربما تستعيض عن تلك الكتب بقفزة كيركيجارد و لكن صدقنى أولادنا عندما يشبون عن الطوق سوف تصبح أسئلتهم أشد حدة من السيف. هناك من يحاولون الإجابة عن تلك الأسئلة من خارج مربع الإيمان، و هناك من يحاولون الإجابة عليها من داخله. نصر حامد أبو زيد من هؤلاء الذين يحاولون الإجابة عن تلك الأسئلة من داخل مربع الإيمان. كيف لى أن أجيب تساؤلات إبنتى التى ربما سوف تسألنى عن معنى حديث لن يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة. أو كيف لى أن أجيب عن حديث جعلت رزقى تحت ظل رمحى. هناك بالطبع إجابات توفيقية من المراجع السنية الرسمية للدولة و لكن أيضاً هناك إجابات صدامية تغريبية يصدرها دعاة الدماء و العنف الذين للأسف يستطيعون السيطرة بالمشاعر على الكثير من شباب الشرق الأوسط. نصر لا يهاجم المدونة الحديثية كما يهاجمها غيره، و لكنه يهاجم نظرية المعرفة التى دشنها الشافعى فى استخدام السنة كعقال للحضارة العربية. إنه لا يعنيه سوى نظرية المعرفة (ابيستيمولوجية الشافعى) و قرأنته للسنة (بتعبير جورج طرابيشى). نصر عن طريق ذلك الكتاب يهاجم مصادرة الشافعى على العقل البشرى و يستعجب من استخدامه العقل فى دفن العقل. ليتنا إستمعنا لنصر و ساعدناه على استكمال مشروعه، لربما كنا قد دشنا حداثة أخرى تليق بنا و تناسب مجتمعاتنا و تتفادى عيوب الحداثة الأوروبية المستوردة التى لم تستطع أن تحل مشكلة الإنسان و حنينه إلى السماء. حداثة تصالحنا على ديننا أو تصالح ديننا علينا، لا يهم و لكن الأهم أن مشروع نصر يجعلنا أكثر إنسانية.
الإجماع عند الشافعي بالإدراك لزمانية الإجماع، بل و لإقليمته أيضا، لا يمنع الشافعي من الإصرار علي كونه مرادفاً للسنة، يتمتع بقوة إلزامها وحجيتها، ففي تحديده لوجوه العلم يحصرها في خمسة أوجه: أولها، المتواترات، و ثانيها ما يحتمل التأويل من النصوص، ولا ينقل عن ظاهرها إلا بأجماع، فإن لم يكن ثما إجماع فهي علي ظاهرها. و الوجه الثالث من وجوه العلم هو "الإجماع"، و هو ما اجتمع المسلمون عليه، وحكوا عمن قبلهم الإجتماع عليه، و إن لم يقولوا هذا بكتاب ولا سنة، فقد يقوم عندي مقام السنة المجتمع عليها، و ذلك أن إجتماعهم لا يكون عن رأي، لأن الرأي إذا كان تفرق فيه...والإجماع حجة علي شيء. لأنه لا يمكن فيه الخطأ. و الرابع من وجوه العلم هو "علم الخاصة" الذي هو أحاديث الآحاد، أما الوجهة الخامس و الأخير فهو "القياس". هكذا ينتهي مفهوم "الإجتماع" إلي الاندراج في مفهوم "السنة"، و هو المفهوم الذي يتسع لذي الشافعي لسنن الأعراف و العادات و التقاليد، و لا يقتصر علي المروى عن الرسول(صلي الله عليه وسلم) وحيا و تشريعاً. ومعني إدراج "الإجماع" في السنن، أن مفهوم السنه نفسه يتسع بإضافة إجماع الأجيال التالية ( التي هي سنن تاريخية) إليها. و إذا يتسع نطاق السنة، يتسع مجال النصوص، و تضييق نتيجة لذلك مساحة الاجتهاد. تلك هي السمة الأساسية لمشروع الشافعي. ذلك أن جعل "النصوص الدينية" هي مصدر اليقين و مرجعيته الأصلية، بما استتبع ذلك من توسيع مفهوم النص، حتي اندرج فيها سنن العادات و الإجماع، كان موقفاً أيدولوجيا يتصدي لموقف أخريجعل من العقل الحر مرجعية اليقين. تفي العقل و حبسه في دائرة النصوص، بحيث لا يتجاوز دوره استكشاف دلالتها، والعكوف علي تأويلها و تفسيرها فقط.
الكتاب يقدّم الشافعي كأحد أبرز المفكرين الذين وضعوا الأسس الفكرية لما يسميه أبو زيد بـ«الإيديولوجيا الوسطية»، أي ذلك الموقف الذي حاول التوفيق بين النص والعقل، لكنه في النهاية جعل النص هو السيد المطلق، والعقل مجرد تابع له.
يرى أبو زيد أن الشافعي منح النص القرآني والحديث مكانة متساوية في القداسة، وبهذا أُغلِق باب الاجتهاد الواسع وأُقصيت حرية التفكير. كما يربط الكاتب بين فكر الشافعي والنزعة القرشية والعربية التي برزت في تأكيده على أن الحاكم يجب أن يكون قرشيًا، وأن الصلاة لا تصح إلا بالعربية. بالنسبة لأبو زيد، هذه المواقف تعبّر عن مركزية عربية ضيّقت الأفق الإنساني العام للإسلام.
ومن النقاط اللافتة أيضًا أن الشافعي رفض تمامًا فكرة وجود ألفاظ غير عربية في القرآن، معتبرًا أن كل ما فيه عربي خالص. وهنا يرى أبو زيد أن الشافعي قد جعل اللغة العربية مقدسة، وجعل فهمها شرطًا لفهم الدين نفسه.
الكتاب في النهاية لا يهاجم الشافعي كشخص، بل ينتقد البنية الفكرية التي وضعها، والتي جعلت النصّ مقدّسًا فوق كل نقاش، وأضعفت دور العقل الإنساني في التعامل مع التراث والدين. باختصار، يمكن القول إن نصر حامد أبو زيد يرى في الشافعي المؤسس الأول للعقل النصّي الذي لا يزال يؤثر فينا حتى اليوم
هذا الكتاب يلخص مقولة" أزمتنا في أننا لا نقرأ" بل نبني أرائنا ونصدر أحكاما بناء لما قاله او نقله فلان (باعتباره شخصية بين قوسين أيضا نقول عنها لها مركزها وثقلها في المجتمع) وهذا الكلام ينطبق على من يقرأ صفحتين من كتاب ويصدر أحكامه عليه ... بدأ نصر حامد أبو زيد _رحمة الله عليه _ كتابه هذا بمقدمة طويلة يرد فيها على منتقديه ( الذين وضعتهم بين قوسين) ويشرح الخطوط العريضة لمعنى الإيديولوجية والوسطية والمذهب الشافعي بشكل عام ، ثم ينتقل بعدها لعرض تحليله للنصوص الشافعية والتي استند عليها الإمام الشافعي لبناء مذهبه وفقا للمجتمع الذي عاش فيه ونشأ عليه وتبيان أوجه الاختلاف والتعارض أحيانا، فالوسطية التي خيلت أن الإمام بنى عليها مذهبه هي مجرد وهم لا أكثر فالاختلاف بين أهل الرأي وأهل الحديث لم يتوسطه الشافعي بل انحاز لطرف و ألغى الطرف الآخر . لذاك كما هو موضح في الكتاب فإن قراءة الدكتور أبو زيد لمفهوم الوسطية تهدف ليس إلى التحرر من سلطة النصوص وحدها، بل من كل سلطة تعوق حرية الانسان و حقه في إعادة الفهم و القراءة وفقا لأدوات عصره وزمانه.
لن اقيم الكتاب مع حبي له، بسبب صعوبة النص والحاجة للقراءة مرة أخرى لكن في نسخة ورقية وأيضاً مع تأني وتفكر أكثر.
(وقد آن آوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر. لا من سلطة النصوص وحدها - بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان في عالمنا علينا أن نقوم الآن وفورا قبل أن يجرفنا الطوفان.)
تلك الجملة وقفت عندها كثيراً، بكيت أو أوشكت فلا مناص من التخصي العقلي.
يمكن القول بأن الإمام الشافعي كان صخرة! الصخرة التي كسر عليها طبيعة الإنسان، أصبح التفكر والعقلانية والأخذ بالسياق والفهم أيضا للسياق القديم والحالي والاستحسان، من الكفريات او من المضللات _في قول أخف حدة_، إذن ماذا ننتظر؟، الموت!!، مع تردي جيل وراء جيل!!.
لا أريد أن يأخذ كلامي على كره الإمام الشافعي أو حمل ما لا يحمل عليه، فهو إمام _في الأول والأخير_.
وأيضاً عكس ما قاله الكثير، الكتاب لم يخدش أو زم الشافعي في أي شيء كل ما فعله أخذ فكره بالتحليل والتفحيص فقط وهو الواجب عليه، فلا تسقط التهمة دون تعقل.