What do you think?
Rate this book
256 pages, Paperback
First published March 4, 2009
كان أمين معلوف يتعشم بعد انهيار الشيوعية أن يكون العالم أكثر أمنا و المستقبل أكثر إشراقا. و الدول أكثر تعاونا و ديموقراطية و استيعابا للآخر و أكثر مثالية. ما أطيبك يا أمين و ما أكثر تفاؤلك.
إن جميع شعوب الأرض في مهب العاصفة بشكل أو بآخر. سواء كنا أغنياء أو فقراء. مستكبرين أو خاضعين. محتلين أو تحت الاحتلال. فنحن جميعا على متن زورق هزيل. سائرين إلى الغرق معا. لكننا مع ذلك لا نكف عن الشتائم و المشاحنة غير آبهين لتعاظم أمواج البحر. و لعلنا حتى قادرون على الترحيب بالموجة القاتلة إذا ما ابتلعت أعداءنا أولا إبان صعودها نحونا.
يوجد آلاف الأشخاص الذين لا يزورون سوى مواطنيهم أو أبناء دينهم. و لا يشربون إلا من الينابيع المألوفة. و لا يبحثون أمام الشاشات إلا عن تعزيز قناعاتهم و تبرير ضغائنهم.أول ما أحس به أمين معلوف هو المشكلة التي أرقته دائما. الطائفية. بينما العالم أصبح قرية صغيرة و صرنا نأمل باندماجات كبرى طالما بشرنا بها القادة و الزعماء و شجع عليها اتحادات قوية كالاتحاد الأوروبي إلا أن الانقسامات و الصراعات الطائفية و تعاظم العنصرية هو الذي حدث بدلا من ذلك.
إذ أن الشعوب تعترف بجميل من يهديها الملحمة و الحلم و إعجاب الآخرين و شيئا من العنفوان.و هذا يفسر الحب الجارف لعبد الناصر و نابليون رغم أن مسيرتهم انتهت بهزائم مذلة إلا أن المجد الذي جعلا شعبيهما يعيشانه كفيل بأن يمنحا الشرعية و الخلود لا ينازعهما في ذلك من جاء من بعدهما و ان انتصر و حقق المعجزات ما لم يجعل أدرينالين العزة و الكرامة و الطموح الوطني يتدفق في دماء الشعوب.
إن غياب الشرعية بالنسبة إلى كل مجتمع بشري هو شكل من أشكال انعدام الوزن الذي يخلخل كل السلوكيات. فمتى كانت أية سلطة. أية مؤسسة. أية شخصية. لا تستطيع أن تحوز صدقية معنوية حقيقية. و متى بلغ الأمر بالناس إلى حد الاعتقاد بأن العالم غابة يسودها الأقوى. و كل الضربات فيها مباحة. لا يعود هناك بد من الانجراف نحو العنف القاتل. و الطغيان و الفوضى.لا عجب أننا نعيش أزمة شرعية في أغلب دول العالم النامي أو الثالث أو دول الهامش أو أيا كانت التسمية و غياب تلك الشرعية لا يبشر إلا بالانغلاق و التطرف و الديكتاتورية و المزيد من التخلف و التقهقر و الاحتماء بماض كان فخرا و عزا مقابل حاضر بائس و مستقبل لا يمكن التكهن به إذا استمر المنحنى في الهبوط.
الكفاح من أجل محافظة العالم على وجوده سيكون شاقا. لكن الطوفان ليس قدرا. و الغد ليس مكتوبا. و إنما علينا نحن أن نكتبه. أن نتصوره. أن نبنيه. و أن نبنيه بشجاعة. إذ انه يجب التجرؤ على الإقلاع عن العادات المزمنة. و أن نبنيه بسخاء. إذ أن هذا يستلزم الجمع و التطمين و الإصغاء و الضم و المشاركة. و أن نبنيه بحكمة. قبل كل شيء. إنها مهمة ملقاة على عاتق معاصرينا. من نساء و رجال من كل أصل. و لا خيار لهم غير الاضطلاع بها.بعد المقدمة عن الصراع الدولي و الطائفية و الإرهاب يختم بالتحذير من التغيرات المناخية التي يقول انه لم يكن يدري عنها شيئا حتى قرأ فيها بعمق و يقفز هنا إلي التحذير منها دون طرح شيء من هذا العمق الذي غاص فيه و أقنعه بتلك النظرية
ليست مسألة معرفة ما إذا كان العرب واليهود يتبادلون الكلام أكثر بقليل من ذي قبل، وإذا كانت تقوم روابط بين الأفراد؛ وإنما هي معرفة ما إذا كانوا سيعرفون أن يجدوا حلا لنزاع متمادٍ، ينغّص عليهم حياتهم ويسهم في اختلال العالم
أعترف بأنني لا أعرف أكثر من أي شخص آخر "ما تقول حقا" المسيحية أو الإسلام أو اليهودية أو البوذية، وأنا على يقين من أن كلّ معتقد قابل لتفسيرات لا نهاية لها.
فيكون من الصّفاقة، بعد قرون عديدة من الشروح والسجالات، أن ينادي أي من الناس بأنه ليس هناك سوى تفسير ممكن واحد.