" "لأنه كان قد بلغ 70 عاما، ولأن قدميه ما عادتا تستطيعان حمله، ولأنه لم يكن يقدر أن يعيش دون أن يلعب بالألوان، فإن هنري ماتيس ثبّت قلم فحم في عصا طويلة، وراح وهو نائم في سريره يرسم، بكل تهور الأطفال، على حيطان الغرفة. ولأنه لم يعد له أب أو أم أو أخ كبير، فلم يقل له أحد: "ولد يا هنري، سنقص لك أصابعك كفاية، أنت وسخت الحيطان."
أبي، هو الآخر، فنان كبير
أكره قوس قزح. أخاف منه. أخبئ عيني في المرات النادرة التي يلون فيها وجه السماء. أحمر. أزرق. أخضر. أصفر. برتقالي. بنفسجي. كنت الطفل الوحيد في العالم الذي يكره قوس قزح. أبي كان يمسك دائما خيزرانة. لم أره أبدا من دون خيزرانة. كأنها إصبع طويل نابت في يده. وسيلة التفاهم مع الكلاب، والبهائم، و.... أمي.
تفك ملابسها لتستحم. تقف، بجسمها السمين، في الطشت، وتريني آثار الضربات. أحمر. أزرق. أخضر. أصفر. برتقالي. بنفسجي.
أقواس قزح صغيرة تملأ ظهرها وكتفها
أبي هو الآخر، فنان كبير. يرسم، بعصاه، رسوما ملونة على لحم أمي.
عماد أبو صالح شاعر مصري، يكتب قصيدة النثر، من مواليد المنصورة في شمال مصر عام 1967. يطبع كتبه على حسابه الخاص ويوزعها بنفسه رافضَا بيعها على الرغم من نجاح دواوينه وشعبيته الواسعة بين جمهور قصيدة النثر.
من أعجب ما قرأت خواطر مبعثرة لا هي شعر و لا نثر و لا سيرة ذاتية لكنه جيد في المجمل 01 لا أعرف لماذا أخاف الكتابة؟ ألأنها تتغذى على أعز ما في؟ ألأنها تمص عصيرى؟ 02 سأسكت. حين أكتب أفضح نفسى. ما أجمل الصمت. ما أجمل البياض قبل أن يتوسخ بحبر الكتابة. 03 لكن أفرادا من الهوتو قتلوا أيضا أفرادا من الهوتو في هذه الليلة. إذ كان يتعذر عليهم نظرا للتشابه الشديد بين القبيلتين أن يعرفوا إخوانهم من أعدائهم.
هذه النصوص مفاتيح حياتية، تفتح أعتى أبواب الأدب وأشدها تحفظا هذه الكتابة العذبة التي كلما قرأتها تفتّح في داخلي وعي جديد إنها القراءة السادسة، وفي كل مرة أكتشف أن رغبتي لقراءة أخرى ما تزال هي ذاتها
ما يجب أن يقوله الشاعر لناقد يتهمه بأنه يكرر نفسه، هو أن الشمس ليست هي شمس اليوم الماضي، ولا النجمة هي نفس النجمة، ولا نقطة الماء نقطة الماء. الكوب الذي في يدك ليس هو نفسه الذي في يدي، شقيقه أو صديقه لكن ليس هو. هل دمي هو دمك لأن لون الدم أحمر؟ كيف يمكن أن يشبه وجعي وجعك لأننا نقول "آه" إذا شكت إصبعينا إبرة؟ كيف يمكن أن يكون قلبي -أعوذ بالله- هو قلبك لمجرد أنهما يشبهان قبضة يد؟
كنت الطفل الوحيد في العالم الذي يكره قوس قزح. أبي كان يمسك دائما خيزرانة. لم أره أبدا من دون خيزرانة. كأنها إصبع طويل نابت في يده. وسيلة التفاهم مع الكلاب، والبهائم، و.... أمي.
تفك ملابسها لتستحم. تقف، بجسمها السمين، في الطشت، وتريني آثار الضربات. أحمر. أزرق. أخضر. أصفر. برتقالي. بنفسجي.
أقواس قزح صغيرة تملأ ظهرها وكتفها
أبي هو الآخر، فنان كبير. يرسم، بعصاه، رسوما ملونة على لحم أمي.
هذا الرجل مليء بشيءما، لا أعلم حين قرأت اسم الديوان قلت "الشاعر مهندس العالم" أظن انني بدأت افهم عماد. انعكست ثقافة الشاعر في هذا الكتاب، تحدّث عن شعراء عالميين ونقدَهم وتحدّث معهم، قصص قصيرة في ٧ أسطر، جميل هذا الكاتب جدًا.
هو هُنا يُصارحك بكلّ شيءٍ دُفعةً واحدة. ينتشلك من غموض المصبّ ليقذف بك مُباشرةً إلى هناك، إلى قلب المنبع.
يحدّثك عن ذاته و قد تعرّت تماماً أمامك. ما من حجابٍ يفصلك الآن عنه حين يقول لك أنّه خائف، رغم كل شيءٍ هو خائف. لا يعرف كيف قطع الطريق، لكنّه قطعه.كيف كتب كل ذلك؟ لقد كتبه.
يحكي لك عن آلام الكتابة، و كيف أن للكلمة أنصال تجرّح داخله حتى ترى الهواء. و رغم هذا إلّا أنه لم يتوقف بعدها عن الكلام. أفضى لك بكل وساوسه. كلّها؟ لا أعتقد ذلك. لا قاع للبئر.
أن تكون شاعراً، هو أن تكون في جانب الشيطان لا الله، هو أن تكون نبياً بلا طوقٍ إلهيّ يحميك.
يحكي لك عن أمّه، أبيه، لا يتحرّج في المُكاشفة. الخوف قد تفاقم بداخله حتى أنه إعتاد الأمر و لم يعد يأبه (كلاسيكي أنا هكذا؟).
لكنّه حتى حين يصارحك، لا يستطيع مراوغة الشاعر داخله طويلاً، فتجده يحدّثك عن الألوان و قوس قزح و أشياء تبدو جميلة لأنك لا تعرفها كما عرفها هو. لم ترَ العبث الذي يدير الأمور كعرائس الماريونيت، المُدخل جميل كما ترى، لكنك ما إن تلِج إلى الداخل، حتى تشتبك بأعماق أبو صالح. و الآن سترى حقيقة الأمر.
ألم تُنصت؟ قال لك: لا تكونَ شاعراً؟ ستسأله لماذا؟ لن يخبرك سوى عن بعض أصدقائه من الشعراء.رامبو كفافيس بلاث شيمبورسكا دنقل فروخ فرج كاراميتسا. إذا إستمعت جيداً، فقط إذا إستمعت جيداً، لن تكون شاعراً.
"أين الله؟ إن ما رأيته ميراثٌ هائلٌ من العار."
كلمات عماد أبو صالح قطراتٌ من روحه، تنشد التغلغل بين التراب قبل أن يقتنصها-في الهواء- العبث.
الكلمة التى داخلى حروفها سكاكين , كيف لى أن أنطقها ولا أذبح حنجرتى ؟! لا فـم بحجم الألم , لا فم بحجم الحب , لا فم بحجم المـوت , الجـوع , الكـراهية , الحريـة ....!
عماد أبو صالح ؛ العبقري بإمتياز يقيم توازنًا بين ما يجب ، بين من جاؤوا و من ذهبوا، بين من هربوا ومن صمدوا الشاعر مهندس العالم ، حارم القبح من أن يهزم الجمال ، و مانع الشر من أن يتسلل إلي الخير . الشاعر يلعب هنا . في المنطقةالتي بلا ضمان . وحده رجل الأعمال يحسب الربح و الخسارة
احذر أيها الشاعر أن تكون شاعرًا و إن يكن ، يجب أن تحمل مسدسك ، من أجل وضع حد للنقاد ما يجب أن يقوله شاعر لناقد . يقول له : " أنت تكرر نفسك "
كل الأصوات حين تصفو ، حين تطبخها الألم، حين تؤمن بالانسان، تتحد لتصير أقوي ، فلا تضيع صرختها في الضجيج أو الريح . : شاعر بساطته مخيفة علي طريقتك عماد ، أقول لك أحب عماد أبو صالح لا . هذا كذب . أغار من عماد أبو صالح
ما يميز هذا المؤلف دونا عن باق مؤلفات عماد أبو صالح هو اختلاف طريقة الكتابة. ولكن هذا لا يغير من حقيقة انه مثل باقي رتم مؤلفاته من ايحائات غير لائقة واسلوب مقزز.
جميلة هي الكتابات التي تفتح لنا آفاقاً جديدة لنفس ما نعرفه، لكن من زواية أوسع، وبرؤية أرحب.. ديوان عن الشعر، الشعراء الكتّاب وعملاقة الأدب والموسيقى جمعهم عماد أبو صالح في ديوان واحد فيعرفك بهم، وتعرف عنهم.. وتدرك سر ما وراء الكتابة عنهم وبهم.. الحرف جنب الحرف، الكلمة وراء الكلمة، والسطر تلو السطر.. "دعني ابنِ بيتاً." هكذا يكون الشاعر، مهندس العالم.
في عالم عماد حيث يجتمع همنغواي ، كونديرا ، ماركيز ، لوركا ، نيكوس ، رامبو ... و آخرون كانت جراحهم أكبر من أسمائهم فلم يتسع المقام إلا لألمهم في عالم عماد حيث تتحول الكتابة الى موت بالتقسيط حيث يترك الشاعر عضوا منه في كل قصيدة ، حيث الكلمات تخرج سكاكين من حلق الشاعر ، حيث الوجع يكتسي صبغته الجمالية من أجساد مختاريه
❞ لم أختر الكتابة أبدًا برغبتي. شأن كل شيء في عمري. عمري الذي ضاع نصفه دون أن أختار أي شيء برغبة مني. ❝ ❞سيدي، قالت دودة طويلة سمينة، نحن لا نفهم شيئًا على الإطلاق من النصوص التي نقضمها، كما أننا لا نختار النصوص التي نقضمها، كما أننا لا نحب أو نكره ما نقضم. نحن نقضم“
❞ لا يبرِّؤني أنني كنت، وهم يقتلونها، في مدينة بعيدة. يكفي أنني كنت حيًّا في الحياة، في مكان آخر. ❝ (حسيت بده جدًا) (وأكره أمك)
❞ المنسي، الصعب، الحتمي، هو أن تكره الأم. حبل الحنان الذي يلتف، كحيَّة، حول رقابنا. القاتلة المحترفة بسلاح الحب. الكيان الهش الذي يسحقنا بضعفه ونرتعب، طول الوقت، من أن نرد أذاه فنكسره. ❝
❞ أسكت لأربي كلمتي لا أنطقها فأقتلها أرمي بنتي للعراء؟ الكلمة التي داخلي حروفها سكاكين، كيف لي أن أنطقها ولا أذبح حنجرتي؟ ❝
⭐ كان نيكوس كازنتزاكس. "صاحب زوربا" يقول: "لم أعد أطمع في شيء. لم أعد أمل في شيء. أنا حر". وشاعر تركي دخل الموت في الثلاثين اسمه أورهان ولي يقول: " الحرية تكلفك الحياة، والعبودية مجانية". وشاعرة بولندية تخطت السبعين واسمها صعب هي فيسوافا شيمبورسكا تقول: "أفضل الاصفار الحرة، على الواقفة في طابور من أجل أرقام " . أنطونيو ماتشادو (مات من المشي على الحدود، هاربًا من عساكر فرانكو يقول: "ما أسهل الطيران، ما أسهله، ما على الناس إلا أن يحرصوا على ألا تمس الأرض الأقدام."