ماهية التصور الإسلامى لله تعالى والوجود والكون والحياة والإنسان ووضعه فى هذا الكون من خلال النصوص القرآنية مصحوباً بالشرح والتوجيه، وتحديد خصائص هذا التصور المتمثلة فى الربانية، والثبات والشمول والتوازن والإيجابية والواقعية والتوحيد، ومقومات هذا التصور
The saying that ‘The pen is mightier than the sword’ accurately describes the life-story of Sayyid Qutb ( سيد قطب ); who was an Egyptian prominent revivalist, ideologue, thinker, and a leading intellectual of the Egyptian Muslim Brotherhood (al 'Ikhwan ul- Muslimun) in the 1950s and 60s.
He is best known for his work on redefining the role of Islam in social and political change, particularly in his book Ma'alimu fi-l-Tareeq (Milestones). But the majority of his theory could be found in his extensive Qur'anic commentary(tafseer) : Fi zilal il-Qur'an (In the shade of the Qur'an); the noteworthy multi-volume work for its innovative method of interpretation; which contributed significantly to modern perceptions of Islamic concepts.
His early life was spent in an Egyptian village. Then he moved to Cairo where he received his university education between 1929 and 1933, and where he started his career as a teacher. During his early career, Qutb devoted himself to literature as an author and critic. Writing such novels as Ashwak (Thorns) and even elevating Egyptian novelist Naguib Mahfouz from obscurity. In 1939, he became a functionary in Egypt's Ministry of Education (Wizarat ul-Ma'arif ). From 1948 to 1950, he went to the United States on a scholarship to study the educational system, studying at Colorado State College of Education (Now the University of Northern Colorado).
It was during this period that Qutb wrote his first major theoretical work of religious social criticism, al-'Adala Tul-Ijtima'iyyatu Fil-Islam (Social Justice in Islam), which was published in 1949, during his time overseas.
Though Islam gave him much peace and contentment, he suffered from respiratory and other health problems throughout his life, thus he never married.
Qutb was extremely critical of many things in the United States: its materialism, brutal individualism, merciless economic system, unreasonable restrictions on divorce, sick enthusiasm for sports, "animal-like" mixing of the sexes (which went on even in churches), and lack of support for the Palestinian struggle.
Qutb discovered -very early- that the major aspects of the American life were primitive and "shocking".
His experience in the United States is believed to have formed in part the impetus for his rejection of Western values and his move towards Islam upon returning to Egypt. Resigning from the civil service, he joined the Muslim Brotherhood in the early 1950s and became editor-in-chief of the Brothers' weekly al-'Ikhwan ul-Muslimun, and later head of the propaganda section, as well as an appointed member of the Working Committee and of the Guidance Council, the highest branch.
سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي كاتب وأديب ومنظر إسلامي مصري وعضو سابق في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ورئيس سابق لقسم نشر الدعوة في الجماعة ورئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمين. ولد في قرية موشا وهي إحدى قرى محافظة أسيوط بها تلقى تعليمه الأولي وحفظ القرآن الكريم ثم التحق بمدرسة المعلمين الأولية عبد العزيز بالقاهرة ونال شهادتها والتحق بدار العلوم وتخرج عام 1352هـ 1933م. عمل بوزارة المعارف بوظائف تربوية وإدارية وابتعثته الوزارة إلى أمريكا لمدة عامين وعاد عام 1370هـ 1950م. انضم إلى حزب الوفد المصري لسنوات وتركه على أثر خلاف في عام 1361هـ 1942م وفي عام 1370هـ 1950م انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين وخاض معهم محنتهم التي بدأت منذ عام 1954م إلى عام 1966م وحوكم بتهمة التآمر على نظام الحكم وصدر الحكم بإعدامه وأعدم عام 1385هـ 1966م. مر سيد قطب بمراحل عديدة في حياته من حيث الطفولة ثم أدب بحت في مدرسة العقاد ثم ضياع فكري ثم توجه للأدب الإسلامي إلى أن صار رائد الفكر الحركي الإسلامي وهذه المرحلة هي التي يعرف الناس اليوم بها سيد. ويعتبر من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الحركات الإسلامية التي وجدت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، له العديد من المؤلفات والكتابات حول الحضارة الإسلامية، والفكر الإسلامي. هو الابن الأول لأمه بعد أخت تكبره بثلاث سنوات وأخ من أبيه غير شقيق يكبره بجيل كامل. وكانت أمه تريد منه أن يكون متعلمًا مثل أخواله كما كان أبوه عضوًا في لجنة ا
بحث جميل بلغة أدبية رائعة يحتاج إلي فنجان قهوة تصاحبك أثناء قراءته.
ساق إلينا الأستاذ سيد قطب مجموعة من خصائص التصور الإسلامي والتي تجعل له شخصيته المستقلة عن باقي التصورات الأخرى من العقائد والنظريات والفلسفات التي تتسم بالتعقيد والغموض والخلط ، وما يميز التصور الإسلامي من وضوح وبساطة واستقامة. ﴿صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة﴾؟ (البقرة: 138)
تدور فكرة الكتاب حول أهمية إدراك خصائص التصور الإسلامي ومقوماته في حمل الإنسان على إيجاد تفسير شامل للوجود يترتب عليه معرفة حقيقة مركزه في هذا الوجود الكوني وغاية وجوده الإنساني؛ فيتعرف على دوره في الكون وحدود اختصاصاته وحدود علاقته بخالقه خالق هذا الكون، ونتيجة لهذه المعرفة يحدد منهج حياته ونوع النظام الذي يحقق هذا المنهج والذي ينبثق عن التفسير الشامل الذي أدركه.
وإدراك الفرد المسلم لطبيعة هذا التصور الإسلامي تؤهله ليكون عنصراً صالحاً في بناء هذه الأمة. إذ إننا لا نسعى بالتماس حقائق التصور الإسلامي إلى مجرد “المعرفة الباردة”، التي تضاف في رصيد الثقافة بل نبتغى “الحركة” من وراء المعرفة. نبتغى أن تستحيل هذه المعرفة قوة دافعة، لتحقيق ذاتها على أرض الواقع.
قراءة للمرة الثانية .. المرة الأولى لم يكن مدققا ولم أتمه بالشكل المطلوب .. أعدّته وأنا كلي إيمان أنني إن نازعني شك في يومٍ سأعود إليه أطلب الإيمان واليقين هنا.. سيّد المؤمن وما تفعله كتبه بي :) اللهم إنّي آمنت بكَ فاجزِ القطب سيّد عنّي خير الجزاء مرة أخرى هذا من الضروري العاجل للمسلم المعاصر والله غالب ..
قد لا يبدو الكتاب مختلفاً عن كتابات سيد قطب فكراً أو لغة ... لكن ما يجعله مميزاً حقاً عن بقية كتاباته هو عدم وجود فصليه الأخيرين مما حدا بى إلى التفكير ملياً فيهما وهو ما استهلك وقتاً - أو قل استثمر للدقه - ليس بالقليل ... ولأنى أميل إلى الرمز فكون هذا الكتاب هو آخر ما كتب قطب ومع عدم وجود آخر فصلين ما يجعلنى أنتظر من يستحق أن يكملهما ... باستطاعتى كما قال الشيخ محمد قطب أن أتخيل ما يريد الشهيد قوله فيهما وبإستطاعة الكثير ممن قرأ لقطب وفهمه حق الفهم أن يكون صورة لهما ... لكن ليس باستطاعة أحد أن يكتب بقلم شهيد ... بقلم أديب ومفكر يكتب من علو مشفقاً على البشرية مما تموج فيه من لغو سقيم ... بقلم من علم الحق ورآه جلياً ... بقلم يكتب وكأنه يجلس فى الجنة بالفعل ... اللهم إنا لا نزكيه عليك ولكنا نحسبه من المجاهدين المجتهدين المخلصين
هذا من روائع الأستاذ سيد قطب، وهو عرض جديد للفكرة الإسلامية أو الرؤية الإسلامية الذي صاغ لها مصطلح "التصور الإسلامي".. وهي من الكتب التي تشرح هذه الرؤية بشكل ممتاز ولغة أدبية عالية
أبواب الكتاب لا تنفكّ عن بعضها .. وكلّها مستلهمة من حقيقة الوجود .. حقيقة الألوهية .. كلّ مرة أقرأ فيها هذا الكتاب أتمنى أن يمنّ الله علينا برحمته وصبره على معاصينا وفهمنا الخاطئ لتعاليمه .. وأحمد الله أن منّ عليّ بقراءة مثل هذا الكلام .. رحم الله الشهيد وجازاه عنّا خيراً
#الكتاب_الرابع_في_مجموعة_تحدي_100_كتاب_في_عام✨ 📘خصائص التصور الإسلامي ومقوماته. المؤلف: سيد قطب | دار الشروق ١٩٩٧. التقييم: ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️ | فريد.
🔖خصائص التصور الإسلامي :
▫️الربانية : التصور الإسلامي الوحيد الباقي بأصله الرباني وحقيقته الربانية. ▫️الثبات : "فمقومات هذا التصور الأساسية لا تتغير ولا تتطور تبعا لتغير ظواهر الحياة الواقعية، وأشكال الأوضاع العملية". ▫️الشمول : "فالإنسان محدود الكينونة من ناحية الزمان والمكان؛ إذ هو حادث في زمن، لا يوجد إلا في زمان واحد، ومتحيز كذلك في مكان، وهو أيضا محدود الكينونة من ناحية العلم والتجربة والإدراك، يبدأ علمه بعد حدوثه، ويصل من العلم إلى ما يتناسب مع حدود كينونته في الزمان والمكان، وفوق أنه محدود الكينونة – بهذه الاعتبارات كلها –هو أيضا محكوم بضعفه وميله وشهوته ورغبته، فوق ما هو محكوم بقصوره وجهله. الإنسان وهذه ظروفه، حينما يفكر في إنشاء تصور اعتقادي أو منهج للحياة من ذات نفسه يجئ تفكيره جزئيا؛ يصلح لزمان ولا يصلح لآخر، ويصلح لمكان ولا يصلح لآخر، ويصلح لحال ولا يصلح لآخر، ويصلح لمستوى ولا يصلح لآخر فوق أنه لا يتناول الأمر الواحد من جميع زواياه وأطرافه، وجميع ملابساته وأطواره، وجميع مقوماته وأسبابه، وفوق ذلك كله ما يعتَور هذا التفكير من عوامل الضعف والهوى". ▫️التوازن : "فالتصور الإسلامي لم يعمد إلى تأليه الإنسان أو تحقيره حد الزراية والإهانة، بل فصل فصلا تاما كاملا بين حقيقة الألوهية، وحقيقة العبودية". ▫️الإيجابية : إن الصفات الإلهية في التصور الإسلامي ليست صفات سلبية، والكمال الإلهي ليس في الصورة السلبية، وليس مقصورا على بعض جوانب الخلق والتدبير، ولا محدود بدرجة من درجات الخلق، أو تصورات شعب أو فرقة. ▫️الواقعية. ▫️التوحيد.
حين قرأته شعرت بأن عقلي و قلبي و روحي كانت كلها تتفاعل مع الكلمات و الآيات ، كنت أشعر بسعادة حين أرى الحقائق تتجلى أمامي و تجعلني أكثر رسوخاًو إيماناً من ذي قبل .
حين تقرأ هذا الكتاب لابد أن تضعه في سياقه التاريخي الذي كُتب فيه .. فقد كان هذا الكتاب هو آخر ما كتبه سيد قبل تنفيذ حكم الإعدام عليه ، حتى أنه كتب آخر صفحات المسودة على أوراق الإدعاء التي أعطيت له في المحكمة .. و كتب فصوله في السجن في فترة طغيان سياسي قاهر و فساد أخلاقي و إجتماعي ، فلابد من استحضار ذلك حين قرآءة الكتاب .
الكتاب يحتوي على خمسة فصول رئيسية :
- ألوهية و عبودية - حقيقة الألوهية - حقيقة الكون - حقيقة الحياة - حقيقة الإنسان ( و آخر فصلين لم يتمهما المؤلف و انما وضعت الأفكار الرئيسة على شكل نقاط ..لأنه تم تنفيذ حكم الإعدام قبل أن يتم الكتاب .. رحمه الله رحمة واسعه )
..
مع أن الكتاب كان رائعاً و مؤثراً بالنسبة لي الا ان ذلك لم يمنعني من التحفظ على بعض الأفكار التي أجد فيها شيئ من تطرف او غلو و تستحق المراجعة و المناقشة .
* يشرح بشكل معبر و مؤثر حقيقة الألوهية و طاف على قصص الأنبياء و الصالحين الذين حققوا هذا المعنى في حياتهم .. نوح مع قومه .. إبراهيم مع النمرود .. يونس في بطن الحوت ..يوسف في السجن .
* مفهوم الحاكمية و أن الحكم و التشريع و القوامة و السلطان هي كلها من اختصاص الله عزوجل و من نازعه في أمر من ذلك فهو ينازع الله في ألوهيته و يخرج من طور العبودية إلى طور الألوهية ، و بناءً على هذه النظرة فالدساتير التي تستخدمها الدول المسلمه (المؤلف يقول : كانت مسلمة!) هي من الإجتراء على الله تعالى! .
اذا كان الأمر كذلك .. فكيف سيدير الناس شؤونهم ؟ و هل الله عزوجل أنزل حكمه في كل الأمور و الشؤون كبيرها و صغيرها ؟ ام انه وضع ضوابط و حدوداً عامة و أنزل بعض الأحكام المخصصة و ترك بعد ذلك مساحة شاسعة للناس ليفكروا و ينظروا في امورهم ؟
* فكرة الغربة .. و أن العصبة المؤمنة التي تبينت الحقيقة و عرفتها لابد أن تعود لتنشر الإسلام الصحيح تماماً كما فعل الرسول و الصحابة عليهم السلام في فترة الجاهلية .. فكرة مريبة !
..
إن لم يفعل هذا الكتاب .. الا انه قربني من القرآن خطوة .. فكفى .
سيد قطب رحمه الله الشهيد إن شاء الله رجل فتح الله عليع فتحا عظيما في فهم الإسلام، سيد قطب رحمه الله يستحق لقب المجدد لأنني صدقا بعدما طالعت كتاباته وعرفت توجهه العام ، لا أملك إلا القول : إنه يدعو إلى الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، " نعم أوافقه في كوننا في جاهلية لكن لا يقصد منها ما فهمه بعض المغرضين من السطحيين في الفهم أنه يكفر الناس ويخرجهم من الدين ، على العكس هو يحاول أن يعيد الناس في تصورهم للشرع والشريعة لاسيما التشريع الإلاهي إلى ما كان عليه الصدر الأول من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وورثه عنهم كابر عن كابر، ..اليوم تتعرض الأمة إلى علمنة وتجهيل وإبعاد للناشئة عن الفهم الصحيح لشمولية الإسلام وكونه منهج حياة ، وسيد قطب رحمه الله رائد باعثي هذه المفاهيم ، فدونكم كتبه فهي غزيرة الفائدة رحمه الله رحمة واسعة..
جهد سيد قطب في هذا الكتاب يستحق الثناء عليه .. كل خاصية من خصائص التصور الإسلامي هو بمثابة تناسق جميل بين حركة الإنسان وسعيه الذي يريده الله وحرك�� الكون من خلال ذلك التصور الكامل والشامل كما يشير إلى التخبط الذي تعانيه الإنسانية في انحرافها عن هذا التصور والتصادم بين التعاليم الفاسدة التى تُملى عليها وبين فطرتها التي فطرها الله عليها .. الفطرة التي لا تصمد امام هذا التعسف اما التصور الإسلامي كما قال سيد قطب " هين لين مع الفطرة ، يدفعها من هنا ويردعها من هناك ، ويقومها حين تميل ولكنه لا يكسرها ولا يحطمها، يصبر عليها صبر العارف الواثق من الغاية المرسومة"
كتاب عميق(: كلمات سيد قطب الهادئة الحيّة التي تأخذك إلى أعلى الجبل لتنظر من نافذة الإسلام إلى العالم وما يحتويه! ويعود إلى نفسك لتنظر فيها الأخري، فتجد نفسك تقف عند كل فقرة تقول سبحان من وهبه البيان والفكر!
يُعرف الإسلام بضده ،ربما لذلك تبدأ كلمة التوحيد بالنفي ،فنقول "لا إله" ،قبل أن نُثبت الإلوهية لله
كلما زادت معرفتك بالمتاهات التي سلكتها البشرية في دياناتها وفلسفاتها وأفكارها، كلما زاد فهمك للإسلام وإدراكك لعظمته في الكليات وفي التفاصيل
ربما لهذا قال سيدنا عمر بن الخطاب : " إنما ينقض عرى الإسلام عروة عروة من نشأ في الإسلام ولا يعرف الجاهلية " ولفظ الجاهلية يمكننا استبداله بما يعادلها اليوم من فلسفات وأيديولوجيات وأفكار ،جاء الإسلام ليحل محلها جميعاً ،سواء كان اسمها فلسفة هيومانية أو وجودية أو مادية،او شيوعية او أناركية ، أو علمانية او ليبرالية ،او غيرها من اختراعات البشر.
روعة الكتاب تتضح لك كلما زادت قراءاتك عن تاريخ الفكر الغربي بفلسفاته ،والشرقي بدياناته المحرفة او المخترعة الكتاب يستعرض بعضاً منها ليستعين بها على توضيح مواطن قوة التصور الإسلامي ،فيستعرض الفلسفة اليونانية سريعاً ،ثم مسار الفكر الاوروبي من بعدها وينتقد ما انتقل الى التصور الإسلامي من أفكار وتصورات الغرب ،فحولت التوحيد من قوة هائلة تنفجر في قلوب الرجال ،إلى عدة جدالات فلسفية باردة لا روح فيها ولا حياة فأصبحت عقيدة الإسلام كلمات صماء استنقذناها من المعارك الكلامية ، يحفظها عقلك ولا يصل إلى قلبك منها شيء ،انها لا تحدث القلب أصلاً ربما لهذا قال شاعر الإسلام محمد إقبال "What used to be something that burnt in the hearts of men , is now a subject of abstract philosophical debates" (مقال " جمالية الدين في جمالية التوحيد" للشيخ فريد الانصاري فيه بيان أوضح ،لمن يحسن فهمه)
الفصل الاول "كلمة في المنهج" يكتسب اهميته من أنه لا يدعو إلى "معرفة باردة" ،وإنما إلى حركة بالمعرفة "إنما نحن نبتغي "الحركة" من وراء "المعرفة". نبتغي أن تستحيل هذه المعرفة قوة دافعة، لتحقيق مدلولها في عالم الواقع." "نبتغي أن ترجع البشرية إلى ربها، وإلى منهجه الذي أراده لها، وإلى الحياة الكريمة الرفيعة التي تتفق مع الكرامة التي كتبها الله للإنسان، والتي تحققت في فترة من فترات التاريخ، على ضوء هذا التصور، عندما استحال واقعاً في الأرض، يتمثل في أمة، تقود البشرية إلى الخير والصلاح والنماء"
الكتاب معتمد على الآيات القرءانية بغزارة ، أنصحك بتأملها وتدبرها ،القرءان معجز يخاطب قلبك وعقلك معاً ،فلا تتنازل عن نصيب القلب منه (وإن كان سرد الآيات متلاحقة في الكتاب لا يساعد على ذلك ،وتدبر هذا الكم يحتاج إلى وقت طويل ومجالس قرءان تتدارس وتتأمل)
يفترض أن يكون في هذا الكتاب ضوابط محددة وملموسة لقبول أو رفض التصور الاسلامي في وجهة نظر قطب, لكنه لا يفشل فقط في وضع ضوابط ملموسة ومحددة يمكن من خلالها التفريق بين ماهو "تصور اسلامي صحيح" وما هو غير ذلك من وجهة نظر قطب, بل يفشل ايضا في وضع الخط تحت الهدف من هذا التصور وربطه بالواقع ووجوه الاختلاف الممكنة فيه, وبدلا من ذلك يسهب قطب ويطنب -كعادته في كتاباته- ويستعين بالنصوص والشواهد, بدون الوصول لإستنتاج واضح. وبعيدا عن اختلافي مع فحواه, يمكن لهذا الكتاب ان يلخص في نصف صفحة وستحوي اغلب المعنى المكرر عبر صفحات الكتاب ال114 إن لم يكن كل المعنى...
باختصار يرى قطب ان اهم ما يميز التصور الاسلامي ان يكون: - رباني (مصدره الله) ويصل به لإستنتاج ان فلسفة ابن سينا وغيره من الفلاسفة المسلمين ليست تصورا اسلاميا صحيحا لأن مصدرها ليس الوحي (!!) -الثبات: ألا يتغير محوره ولكن "يتحرك" الفكر مع تغير الظروف.. ويعدد بضعة مباديء مجردة يرى انها لا يجب ان تتغير وكالعادة يسهب ويطنب بدون تحديد ماهو "مسموح له ان يتغير" وما يجب ان يلتزم بالثبات في تلك المباديء. -الشمول: ان يصلح التصور لأي زمن واي مكان. -التوازن: وهذا الجزء فعلا اطناب أدبي ليس إلا.. التوازن في عدة مباديء يعددها وعدم التطرف, بدون تعريف واضح للتوازن والتطرف. -الايجابية: ويقصد بها التصور "المتأدب" لله ويهاجم بها بضعة تصورات فلسفية يرى أنها "سلبية" في نظرها لله, مجددا بدون وضع أي تعريف أو ضوابط للايجابية والسلبية - الواقعية: وهي ان يرتبط التصور بالواقع موضوعيا. ويهاجم بذلك التصورات الفسلفية التي اعتبرها تصورات عقلية مجردة لا اثر لها في الواقع.. كأن تصور قطب وجده في معمل قياسات هندسية, وطبقه في بناء خطة للنهضة بالأمة ! -التوحيد: لا ادري كيف استطاع قطب ان يكتب فوق ال10 صفحات في اهمية ان يكون التصور "الاسلامي" موحدا للإله !
يسوق إلينا الإمام الصابر الثابت الشهيد سيد قطب بلغته الأدبية المميزة خصائص التصور الإسلامي وهي: *الربانية *الثبات *الشمول *التوازن *الإيجابية *الواقعية *التوحيد كتاب جميل جداً وإن لم يضف الكثير لي ولكنه تذكرة وإستحضار لمعاني وصور مهمة للغاية جزاه الله عنا كل خير ...
دسم شوي، أخذت وقت أطول مما ظننت .. أعجبني كثرة استشهاده بالأدلّة القرآنية .. كانت فكرته - رحمه الله - أن تترسّخ هذه الخصائص التي ناقشها أكثر وأكثر .. بعض الأدلّة مكررة في أكثر من خاصية وذلك لدلالاتها المتشابهة أو لكون بعض الخصائص مجتمعة في نفس الأدلّة ..
تحدث عن مشيئة الله ومشيئة الخلق ولم يُسهب في ذلك كثيراً لكنه ذكرني في أن الإنسان مسيّر ومخيّر .. يقول: "ولكن قدر الله في الناس يتحقق من خلال إرادة الناس وعملهم في ذات أنفسهم، وما يحدثون فيها من تغييرات. (إن الله لا يُغيّر ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم). وكون مرد الأمر كله إلى المشيئة الإلهية المطلقة، لا يبطل هذا ولا يعطله."
تحدث أيضاً عن قدرة العقل البشري لفهم الأمور وكيف لهذا العقل حينما حاول إدراك كيفيات بعض الأمور تخبّط وخلّط لأنها فوق إدراك الكينونة البشرية ولأنه قاسها على كيفيات عمل الإنسان! وكيف أن التصور الإسلامي أشار بتركها للعلم المطلق مع الطمأنينة إلى تقدير الله وعدله ورحمته وفضله.
تحدث كثيراً عن الفلاسفة وأراؤهم وتخبّطهم .. قارن بين نظرياتهم ونظرتهم للآلهة .. أعجبني حديثه عنهم ومقارنته لأقوالهم.
أقل ما يقال في حق هذا الكتاب، أنه ثريّ جداً، وضع فيه سيد - رحمه الله - خلاصة رؤيته عن الإسلام، وهو ما سماه التصور الإسلامي. فِهم هذا التصور وخصائصه - كما يقول - يُنشئ في القلب والعقل والحياة الإنسانية آثاراً متفردة. فهو ينشئ حالة من الانضباط لا تتأرجح معها الصور ولا تهتز معها القيم. كما ينشئ في القلب والعقل، "الإستقامة" فالإنسان الذي يدرك من حقيقة ربه ومن صفاته ومن علاقته به ذلك القدر المضبوط لا شك يستقيم في التعامل معه بقلبه وعقله. وأما الأثر المتفرد الذي ينشئه في ضمير المسلم وفي كيان المجتمع المسلم وفي نشاطه فهو تحرير الإنسان أو بتعبير آخر ميلاد الإنسان. أنهيت للتو قرائتي الأولى له، أجزم أنه سيكون هناك المزيد فقراءة واحدة لا تكفيه
كتابٌ أقل ما يقال عنه أنه لا يزيد عن وعظ خطباء الزوايا في شيء، ناهيك عن الإقصائية والنظرة الدونية للآخر، طالما هو غير مسلم، وكراهية العلوم الإنسانية، وزعم امتلاك الحقيقة المطلقة، والتحقير من الأسئلة الوجودية التي يطرحها الإنسان معتبراً من يسألها أنه جهول ... إلى آخر تلك المميزات التي تُرّشِّح هذا الكتاب ليكون فعلاً من مهازل تواصل الإنسان المسلم مع الآخر. لكن لن يلتفت أحد لكل ذلك -إلا القليل- فالعاطفة مسيطرة، والرغبة في تحليل الخطابات واكتشاف ما فيها من عيوب إيديولوجية ليسا مما هو مرغوب فيه بكل تأكيد .. ولا منشود عندنا
وإلى أن نُفّرِّق وقت القراءة بين عواطفنا وبين الخطاب الذي نتعامل معه، حتى ذلك الحين، فلا أمل
التقييم،ليس بسبب الاتفاق ،بسبب محاولته الاتساق مع الذات ،وليس ،عامة أظن أنهي كمن التحاور بين أي أفكار ،بشرط ان تكون معروضة بشكل أمين وواضح،لأن هذا يسهل الدخول للفكرة مباشرة دون العروج على تلفياقاتها وأقنعتها وربما يكون من أسباب عدم وجود حوار بيننا ،هو ميل ��ل أحد ،لعدم عرض فكرته صريحة ،
حقيقة أن الإنسان مستخلف في هذه الأرض –مثلاً- تتجلى في صور شتى .. تتجلى في صورته وهو يزرع الأرض. لأن أوضاع حياته ومدى تجاربه تجعل الزراعة هي التي تفي في ذلك الطور باحتياجاته الضرورية، وبها تتحقق الخلافة.. وتتجلى كذلك في صورته وهو يفجر الذرة، ويرسل الأقمار الصناعية لتكشف له طبيعة الغلاف الجوي للأرض، أو طبيعة الكواكب والتوابع من حوله .. هذه وتلك – وما بينهما وما بعدهما- صور من صور الخلافة في الأرض، قابلة دائماً للزيادة والاتساع. ولكن حقيقة الخلافة في الأرض ثابتة على كل حال. يقتضي مفهومها الثابت ألا يحال بين الإنسان ومزاولة حقه في الخلافة وفق منهج الله المرسوم. وألا يعلوا شيء في هذه الأرض على "الإنسان". وألا تهدر قيمته "الإنسانية" لينشئ قمراً صناعياً، أو ليضاعف الإنتاج المادي ! فهو سيد الأقمار الصناعية، وسيد الإنتاج المادي!
والعاقل "الواعي" الذي لم يأخذه الدوار الذي يأخذ البشرية اليوم. حين ينظر إلى هذه البشرية المنكودة يراها تتخبط في تصوراتها، وأنظمتها، وأوضاعها، وتقاليدها، وعاداتها، وحركاتها كلها تخبطاً منكراً شنيعاً .. يراها تخلع ثيابها وتمزقها كالمهووس! وتتشنج في حركاتها وتتخبط وتتلبط كالممسوس .. يراها تغير أزياءها في الفكر والاعتقاد، كما تغير أزياءها في الملابس، وفق أهواء بيوت الأزياء! .. يراها تصرخ من الألم، وتجري كالمطارد، وتضحك كالمجنون، وتعربد كالسكير، وتبحث عن لاشيء! وتجري وراء أخيله! وتقذف بأثمن ما تملك، وتحتضن أقذر ما تمسك به يداها من أحجار وأوضار! لعنة! لعنة كالتي تتحدث عنها الأساطير! إنها تقتل "الإنسان" وتحوله إلى آلة .. لتضاعف الإنتاج! إنها تقضي على مقوماته "الإنسانية" وعلى إحساسه بالجمال والخلق والمعاني السامية لتحقيق الربح لعدد قليل من المرابين وتجار الشهوات، ومنتجي الأفلام السينمائية وبيوت الأزياء. وتنظر إلى وجوه الناس، ونظراتهم، وحركاتهم، وأزيائهم، وأفكارهم، وآرائهم، ودعواتهم. فيخيل إليك أنهم هاربون! مطاردون! لا يلوون على شيء، ولا يتثبتون من شيء! ولا يتريثون ليروا شيئاً ما رؤية واضحة صحيحة .. وهم هاربون فعلاً! هاربون من نفوسهم التي بين جنوبهم! هاربون من نفوسهم الجائعة القلقة الحائرة، التي لا تستقر على شيء "ثابت" ولا تدور على محور ثابت، ولا تتحرك في إطار ثابت.. والنفس البشرية لا تستطيع أن تعيش وحدها شاذة عن نظام الكون كله. ولا تملك أن تسعد وهي هكذا شاردة تائهة، لا تطمئن إلى دليل هاد، ولا تستقر على قرار مربح! وحول هذه البشرية المنكودة زمرة من المستنفعين بهذه الحيرة الطاغية، وهذا الشرود القاتل.. زمرة من المرابين، ومنتجي السينما، وصانعي الأزياء والصحفيين، والكتاب.. يهتفون لها بالمزيد من الصرع والتخبط والدوار، كلما تعبت وكلت خطاها، وحنت إلى المدار المنضبط والمحور الثابت، وحاولت أن تعود! زمرة تهتف لها .. التطور .. الانطلاق .. التجديد .. بلا ضوابط ولا حدود .. وتدفعها بكلتا يديها إلى المتاهة كلما قاربت من المثابة .. باسم التطور .. وباسم الانطلاق .. وباسم التجديد.. إنها الجريمة. الجريمة المنكرة في حق البشرية كلها. وفي حق هذا الجيل المنكود( )! وفكرة "التطور" المطلق، لكل الأوضاع، ولكل القيم، ولأصل التصور الذي ترجع إليه القيم. فكرة تناقض –كما قلنا- الأصل الواضح في بناء الكون، وفي بناء الفطرة. ومن ثم ينشأ عنها الفساد الذي لا عاصم منه .. إنها تمنح حق الوجود، ومبرر الوجود، لكل تصور، ولكل قيمة، ولكل وضع، ولكل نظام. ما دام تالياً في الوجود الزمني! وهو مبرر تافه، عرضي، لا ينبغي أن يكون له وزن في الحكم على تصور أو وضع أو قيمة أو نظام. إنما ينبغي أن يكون الوزن لمقومات ذاتية في ذات الوضع أو ذات النظام.
وصورة ثالثة من صور الشمول فى التصور الإسلامى . فهو إذ يرد أمر الكون آله . وأمر الحياة والأحياء ، وأمر الإنسان والأشياء .. إلى إرادة واحدة شاملة ..وإذا يتناول الحقائق الكلية آلها: حقيقة الألوهية - الحقيقة الأولى والكبرى والأساسية – وحقيقة الكون ، وحقيقة الإنسان بمثل ، ذلك الشمول الذى أشرنا إليه .. هذا التصور إذا يتناول الأمور على هذا النحو الشامل – بكل معانى الشمول – يخاطب الكينونة الإنسانية بكل جوانبها ، وبكل أشواقها ، وبكل حاجتها ، وآل اتجاهات . ويردها إلى جهة واحدة تتعامل معها جهة واحدة تطلب عندها آل شيء وتتوجه إليها بكل شيء جهة واحدة ترجوها وتخشاها ، وتتقى غضبها وتبغى رضاها . جهة واحدة تملك لها آل شئ ، لأنها خالقة آل شئ ، ومالكة آل شئ ،ومدبرة آل شئ .. آذلك يرد الكينونة الإنسانية إلى مصدر واحد ، تتلقى منه تصوراتها ومفاهيمها ، وقيمها وموازينها ، وشرائعها وقوانينها . وتجد عنده إجابة على آل سؤال يجيش فيها ، وهى تواجه الكون والحياة و الإنسان ، بكل ما يثيره آل منها من علامات الاستفهام .. عندئذ تتجمع هذه الكينونة . . تتجمع شعورا" وسلوآا" ، وتصورا" واستجابة . فى شأن العقيدة والمنهج . وشأن الاستمداد والتلقى . وشأن الحياة والموت . وشأن السعى والحرآة . وشأن الدنيا والآخرة . فى تتفرق مزقا" ، ولا تتجه إلى شنى السبل والآفاق ، ولا تسلك شتى الطرق على غير اتفاق ! والكينونة الإنسانية حين تتجمع على هذا النحو ، تصبح فى خير حالاتها ، لأنها تكون حينئذ فى حالة "الوحدة" التى هى طابع الحقيقة فى آل مجالاتها ,.. فالوحدة هى حقيقة الخالق – سبحانه – والوحدة هى حقيقة هذا الكون – على تنوع المظاهر والأشكال والأحوال – والوحدة هى حقيقة الحياة والأحياء – على تنوع الأجناس والأنواع – والوحدة هى حقيقة الإنسان على تنوع الأفراد والاستعدادات والوحدة هي غاية الوجود الإنساني وهي العبادة على تنوع مجالات العبادة وهيئاتها – وهكذا حيثما بحث الإنسان عن الحقيقة فى هذا الوجود . وحين تكون الكينونة الإنسانية فى الوضع الذى يطابق "الحقيقة" فى آل مجالاتها ، تكون فى أوج قوتها الذاتية ، وفى أوج تناسقها – آذلك – مع حقيقة أن هذا الكون الذى تعيش فيه ، وتتعامل معه ، ومع حقيقة آل شئ فى هذا الوجود ، مما تؤثر فيه وتتأثر به .. وهذا التناسق هو الذى يتيح لها أن تنشئ أعظم الآثار ، وأن تؤدى أعظم الأدوار . وحينما بلغت هذه الحقيقة أوجها فى المجموعة المختارة من المسلمين الأوائل ، صنع الله بها فى لأرض أدوارا" ، عميقة الآثار فى آيان الوجود الإنسانى ، وفى آيان التاريخ الإنسانى .. وحين توجد هذه الحقيقة مرة أخرى – وهى لابد آائنة بإذن الله – سيصنع الله بها الكثير ، مهما يكن فى طريقها من العراقيل . ذلك أن وجود هذه الحقيقة فى ذاته ينشئ قوة لا تقاوم : لأنها من صميم قوة هذا الكون ، وفى اتجاه قوة المبدع لهذا الكون أيضا" .. ومن مظاهر ذلك التجمع فى الكينونة الإنسانية ، أن يصبح النشاط الإنسانى آله حرآة واحدة، متجهة إلى تحقيق غاية الوجود الإنسانى .. العبادة .. العبادة التى تتمثل فيها عبودية الإنسان لله وحده فى آل ما ينهض به من شئون الخلافة .. وهذا لتجمع النفسى والحرآى هو ميزة الإسلام الكبرى . بما يتناوله بالتفسير آل الحقائق التى تواجه النفس البشرية فى الكون آله ، ويتناول بالتوجيه آل جوانب النشاط الإنسانى . ففى الإسلام – وحده – يملك الإنسان أن يعيش لدنياه وهو يعيش لأخرته ، وأن يعمل لله وهو يعمل لمعاشه ، وأن يحقق آماله الإنسانى الذى يطلبه الدين ، فى مزاولة نشاطه اليومى فى خلافة الأرض ، وفى تدبير أمر الرزق . ولا يتطلب منه هذا إلا أمرا" واحدا" : أن يخلص العبودية لله فى الشعائر التعبدية وفى الحرآة العملية على السواء . أن يتوجه إلى تلك الجهة الواحدة بكل حرآة وآل خالجة وآل عمل وآل نية، وآل نشاط وآل اتجاه . مع التأآد من أنه لا يتجاوز دائرةالحلال الواسعة ، التى تشمل آل طيبات الحياة .. فالله خلق الإنسان بكل طاقاته لتنشط آلها ، وتعمل آلها ، وتؤدى دورها .. ومن خلال عمل هذه الطاقات مجتمعة ، يحقق الإنسان غاية وجوده ، فى راحة ويسر ، وفى طمأنينة وسلام ، وفى حرية آاملة منشئوها العبودية لله وحده . وبهذه الخاصية صلح الإسلام أن يكون منهج حية شاملا" متكاملا" . منهجا" يشمل الاعتقاد فى الضمير ، والتنظيم فى الحياة – لا بدون تعارض بينهما – بل فى ترابط وتداخل يعز فصله ، لأنه حزمة واحدة فى طبيعة هذا الدين ، ولأن فصله هو تمزيق وإفساد لهذا الدين . إن تقسيم النشاط الإنسانى إلى "عبادات" و "معاملات" مسألة جاءت متأخرة عند التأليف فى مادة "الفقه" . ومع أنه آان المقصود به – فى أول الأمر – مجرد التقسيم "الفنى" ، الذى هو طابع التأليف العلمى ، إلا أنه – مع الأسف – أنشأ فيما بعد آثار سيئة فى التصور ، تبعته – بعد فترة – آثار سيئة فى الحياة الإسلامية آلها . إذ جعل يترسب فى تصورات الناس أن صفة "العبادة" إنما هى خاصة بالنوع الأول من النشاط الذى يتناوله "��قه العبادات" . بينما أخذت هذه الصفة تبعت بالقياس إلى النوع الثانى من النشاط ، الذى يتناوله "فقه المعاملات" ! وهو انحراف بالتصور الإسلامى لاشك فيه . فلا جرم يتبعه انحراف فى الحياة آلها فى المجتمع الإسلامى . ليس فى التصور الإسلامى نشاط إنسانى لا ينطبق عليه معنى العبادة ، و يطلب فيه تحقيق هذا الوصف . والمنهج الإسلامى آله غايته تحقيق معنى العبادة ، أولا" وأخيرا" . وليس هناك من هدف فى المنهج الإسلامى لنظام الحكم ، ونظام الاقتصاد ، والتشريعات الجنائية ، والتشريعات المدنية وتشريعات الأسرة … وسائر التشريعات التى يتضمنها هذا المنهج … ليس هناك من هدف إلا تحقيق معنى "العبادة" فى حياة الإنسان .. والنشاط الإنسانى لا يكون متصفا" بهذا الوصف ، محققا" لهذه الغاية - التى يحدد القرآن أنها هى غاية الوجود الإنسانى - إلا حين يتم هذا النشاط وفق المنهج لربانى ، فيتم بذلك إفراد الله - سبحانه بالألوهية ، والاعتراف له وحده بالعبودية .. وإلا فهو خروج عن العبادة . لأنه خروج عن العبودية . أى خروج عن غاية الوجود الإنسانى آما أرادها الله ، أى خروج عن دين الله ! وأنواع النشاط التى أطلق عليها "الفقهاء" اسم "العبادات" وخصوصا" بهذه الصفة - على غير مفهوم التصور الإسلامى - حين تراجع مواضعها فى القرآن تتبين حقيقة بارزة لا يمكن إغفالها . وهى أنها لم تجئ مفردة ولا معزولة عن أنواع النشاط الأخرى التى أطلق عليها الفقهاء اسم "المعاملات" .. إنما جاءت هذه وتلك مرتبطة فى السياق القرآنى ومرتبطة فى المنهج التوجيهى . باعتبار هذه آتلك شطرا" من منهج "العبادة" التى هى غاية الوجود الإنسانى . وتحقيقا" لمعنى العبودية ، ومعنى إفراد الله - سبحانه - بالألوهية . إن ذلك التقسيم - مع مرور الزمن - جعل بعض الناس يفهمون أنهم يملكون أن يكونوا "مسلمين" إذا هم أدوا نشاط "العبادات" - وفق أحكام الإسلام - بينما هم يزاولون آل نشاط "المعاملات" وفق منهج آخر . لا يتلقونه من الله . ولكن من إله آخر ! هو الذى يشرع لهم فى شئون الحياة ، ما لم يأذن به الله ! وهذا وهم آبير . فالإسلام وحدة لا تنفصم . وآل من يفصمه إلى شطرين - على هذا النحو - فإنما يخرج من هذه الوحدة . أو بتعبير آخر يخرج من هذا الدين . . وهذه هى الحقيقة الكبيرة ، التى يجب أن يلقى باله إليها آل مسلم يريد أن يحقق إسلامه ، ويريد فى الوقت ذاته ، أن يحقق غاية وجوده الإنسانى .
كان سيّد قطب من الأوائل الذين أزالوا الحواجز بين عقلي وبين القرآن، وقد فعل ذلك بطريقة يسيرة جدّا ولكنها ذكية جدا أيضا: في كتابيه المهمّين "خصائص التصور الإسلامي" و"مقومات التصور الإسلامي" وضع النصّ القرآني أمامي بخط عادي كخطّ طباعة الكتب مع استخدام علامات الترقيم في كل آية! فضلا عن المساحة الكبيرة جدا التي أفردها للآيات، والتي لم تأت فقط في موضع الاستدلال كما اعتدنا من المؤلّفين قديما وحديثا، بل لتؤسّس الفكر والقيم وليتعرض القارئ للسياقات القرآنية كاملةً فيعيش المعنى بحقّ. هذه الممارسة على بساطتها ساهمت بشكل كبير في أن أستقبل النصّ القرآني كخطاب يتوجّه إلى عقلي وأرغب بفهم ما فيه، تماما كما أفعل مع أي نصّ آخر، ولعله قد حدث أنْ بدأتُ بقراءة الآية دون أن أنتبه في البداية إلى أنها آية من كتاب الله، ثم أنتبه سريعًا وأذهَل لما حدث! لقد حدث شيءٌ عجيب بالغ الأثر في نفسي، شعور لا يمكنني وصفه الآن، فقد تناولتُ النصّ القرآني دون استعداد طقوسي مسبق يترافق عادة مع الخطوط القرآنية المعتادة وزخارف المصاحف والتلاوة المترنّمة الجميلة. لقد خاطب القرآن عقلي قبل كل شيء، ودخل إلى قلبي غضّا بأحرفه وعباراته ومضامينه هو فحسب، دون أي ممارسات زائدة من فعل الإنسان. ليست هذه دعوة إلى إزالة زخارف المصاحف وطريقة كتابتها، وإنْ كانت هذه الخطوط والزخارف وعلامات الوقف وغيرها من الإشارات هي مجرّد أساليب تقنية تطوّرت مع العصر، ولكنها دعوة إلى محاولة تدبّر النصّ القرآني معزولا عن المؤثّرات البشرية التي تذهب أحيانًا بحلاوته وأثره العميق. وكثيرا ما نترنّم بالآيات ونحن في الحقيقة نترنّم بصوت المقرئ وإبحاره الفذّ بين المقامات. وكثيرا ما ننظر للآية بحروفها فيكون لجمال الخطّ حظّ من الانتباه. ولا شكّ أن جمال الصوت وجمال الخطّ من بركات القرآن، ولكن يبقى الأصل هو هذا النصّ معزولا عن مؤثّرات البشر مهما تسامت وتزيّنت، فلا يبلغ شأن القرآن وأثره أيُّ جهد بشري.
يُحْجم الكثير من الإخوة - وخصوصا السلفيون - عندما يُذكر الأستاذ سيد قطب في سياق العقيدة، ذلك أنّه - رحمه الله - كانت له زلات طفيفة يقع فيها كبار العلماء ولكن تم تضخيمها بكثافة خلال عقود من قبل بعض التيارات (كالمداخلة والأحباش) لتشويه الرجل. ولكن ما لا يعرفه الكثير من الإخوة أنّه يُحسب للأستاذ سيد في أمر العقيدة أمران لا يسع أكابر العلماء إلا الاعتراف بهما:
- أنّه تخلّص من العبء التاريخي لعلم الكلام، ومن القضايا التي لم تكن زمن النبوة ولا الصحابة رضوان الله عليهم، وتناول قضية الإيمان والتوحيد تناولا حيّا فاعلا كما هي في كتاب الله عز وجل، ومن يقرأ كتابيه "خصائص التصور الإسلامي" و"مقومات التصور الإسلامي" يعلم ذلك تماما.
- أنّه أعاد الكشف عن العلاقة المحكمة للشريعة بالعقيدة، وتحديدا بيان كون إفراد الله بالحكم، أي قبول شرع الله ورفض ما سواه، من أصل الدين والتوحيد. وهي المسألة التي غابت عند الأشاعرة عندما قصروا التوحيد على "توحيد الاعتقاد" (توحيد الذات والصفات والأفعال)، وغابت عند قطاعات كبيرة من السلفيين حتى في التقسيم الثلاثي المشهور: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. فقد كان يفترض أن تدخل قضية "إفراد الله بالحكم" في توحيد الألوهية، ولكن تم صرف هذا النوع من التوحيد عند قطاعات كبيرة من السلفيين إلى قضايا الشعائر التعبدية والنسك والدعاء وأعمال القلوب فحسب، وغابت قضية إفراد الله بالحكم والطاعة وكونها من أصل التوحيد رغم أنّه لا يصحّ إيمان المرء إلا بتحقيق قبول شرع الله ورفض ما سواه!
ولهذا كان من الخطأ إلغاء الرجل في سياق الطرح العقدي والقول بسذاجة "ليس عالما بل كان أديبا"، فقد تجاوز رحمه الله الكثير من "العلماء" الذين لا زالوا عالقين في مناقشة قضايا كلامية لا أثر لها في واقع ولم ينزل الله بها من سلطان!
انتهيت للتو من قراءة الكتاب، ولقد كان تجسيدا حقيقيا -بعيدا عن مضمونه- لمقتضى التوحيد الفكري/ والأدبي اللذين قررهما من قبل الكاتب محمد قطب في كتاب ( لا إله إلا الله عقيدة وشريعة ومنهاج حياة). فكان بذلك سيد قطب -رحمهما الله- يتَّبِع منهج التفكير والتدقيق وفق شريعة الله ويُخضِع الأفكار والمعتقدات والنظريات لميزان الوحي الذي لا تشوبه شائبة هوى أو زيغ. ومُوجها قلمه الأدبي البليغ البديع إلى خدمة هذا الدين ببيان مواطن الجمال والجلال في صفات الله وأسمائه، وفي التحدث عن الكون ومخلوقاته. دون أن يُغفل ما في تناقضات الجاهلية ( حتى الجاهلية المعاصرة بتعريفها) في أفكارها وتقريراتها، وما يشوبها من تناقض وما يعتريها من نقص وظنّ، راجع لمعرفة الإنسان الظنية والمحدودة، دون أن يغفل أن الغيبيات التي يقررها الدين الإسلامي، وما قرره ووضحه القرآن والوحي عنها يحقق الإيمان، وليس أنها سبب للتيه والشعور بالضياع كغيرها من الغيبيات، مُقدِّمًا بذلك أمثلة، وموظفا الآيات القرآنية التي تخدم السياق ( حتى أن القترئ لتلكم الآيات بعد قراءة الكتاب، يختلف عن قراءتها وفهمها وتدبرها قبل قراءة الكتاب). القارئ ل سيد قطب، ومحمد قطب رحمهما الله، يشعر بالعزة الإسلامية في سطور كتابتهم، وتتعزز قيمة الإسلام وفعاليته وفاعليته في الحياة في كل التخصصات والمجالات، صغيرها وكبيرها. وهو نفس المعنى الذي يسعى - وغالبا نجح- الغربيون في تفريغنا كمسلمين منه ( الشعور بعدم ارتباط الإسلام بجميع مناحي حياتنا، أو بالجانب التعبدي دون المعاملاتي فقط. أو جعل المسلمين يظنون بعدم صلاحية هذا الدين بعد مرور كل هذا الوقت عليه). الشعور بجدوى الإسلام وتأثيره وصلاحيته للمسلمين في كل الأزمان وعلى مرّ السنين. هناك شعور بالعزة والإباء يتسلل إليك أثناء القراءة، إنه لا يخالطهم شك، ولا شائبة في تصورهم عن ارتباط الإسلام بحياتنا في جميع تفاصيلها، وامتلاكه للمنهج القويم الذي يحقق لنا سعادة الدارين. وأحسب - أن هذه العزة والإباء- هو من بركات تحقيق التوحيد في نفسيهما، واقتناعهما التام بقيمة لا إله إلا الله عقيدة وشريعة ومنهاج حياة. رحمهما الله وتقبلهما عنده، وأجزل لهما المثوبة.
كتاب "خصائص التصور الإسلامي" للأستاذ سيد قطب هو عمل أدبي عميق يحتاج إلى تأمل ليغوص القارئ في معانيه وتأثيره. يقدم الكتاب رؤية شاملة للتصور الإسلامي، موضحًا خصائصه الفريدة التي تجعله مميزًا ومستقلًا عن باقي التصورات الفكرية والفلسفية الأخرى. يتميز هذا التصور بوضوحه واستقامته مقارنة بالتعقيد والغموض الذي يكتنف النظريات الأخرى.
تدور الفكرة الأساسية للكتاب حول أهمية إدراك خصائص التصور الإسلامي ودورها في تقديم تفسير شامل للوجود، مما يساعد الإنسان على تحديد مركزه في الكون وغاية وجوده. هذا الإدراك يمكّن الفرد المسلم من صياغة منهج حياته وفق رؤية ربانية وشاملة ومتوازنة.
تناول الكتاب مجموعة من الخصائص التي تعزز من مكانة التصور الإسلامي، مثل الربانية، الثبات، الشمول، التوازن، الإيجابية، الواقعية، والتوحيد. من خلال هذه الخصائص، يوضح المؤلف أن الإسلام ليس مجرد معرفة نظرية، بل هو منهج حياة عملي يسعى لتحويل المعرفة إلى حركة ملموسة على أرض الواقع.
يتكون الكتاب من خمسة فصول رئيسية: "ألوهية وعبودية"، "حقيقة الألوهية"، "حقيقة الكون"، "حقيقة الحياة"، و"حقيقة الإنسان". ورغم أن الفصلين الأخيرين لم يُكملا بسبب تنفيذ حكم الإعدام بالمؤلف، إلا أن الأفكار الرئيسية وُضعت كنقاط.
يبرز الكتاب مفهوم الحاكمية ويؤكد أن التشريع والحكم والسلطان لله وحده، وهو ما يثير تساؤلات حول كيفية إدارة الناس لشؤونهم في ظل هذه الرؤية. كما يتطرق لفكرة "الغربة" التي تتحدث عن دور العصبة المؤمنة في إعادة إحياء الإسلام الصحيح، مستندًا إلى تجربة الرسول والصحابة في مواجهة الجاهلية.
ورغم ما يحمله الكتاب من معانٍ مؤثرة وقيم عميقة، إلا أن بعض الأفكار قد تتسم بشيء من الغلو وتستحق المراجعة والنقاش العميق.
كتاب رائع ومتميز في كل الجوانب حيث يناقش فهم الاسلام لتلك الحياة و ما آل إليه الكثير من تصورات مبنية علي الفلسفة و بعيدة عن تصور القران الذي هو الشئ الوحيد المنضبط في ذاته في هذه الحياة بحيث يكون القران مرجعية المسلم في الحكم علي مجاري الحياة لانه يتصف بخصائص مثل الربانية مما يثبت انه محايد و لا يحابي احد .
لا يمكن للأنسان أن يسير في هذا الكون دون عقيدة صحيحة تفسر له ما حوله فهي ضرورة فطرية شعورية في كل زمان ومان ، لينبثق عنها الالنظام الاجتماعي الذي يبين مركز الإنسان وغاية وجوده ووظيفته ، وكل هذا لا يكون بتقدير الإنسان القاصر زمانا ومكانا وإنما بقدير العزيز العليم ( أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على سراط مستقيم )