هذا الكتاب من أعمدة كتب السلوك والرقائق، وضعها مؤلفها لأهل الارتقاء في مقامات الإحسان، المشتغلين بتحقيق معاني التقوى في أقوى مبانيها وأوسع معانيها.
وقد بنى الإمام القشيري كتابه على توضيح جانبين:
- الجانب الأول: سيرة رجال السلوك وبعض أقوالهم، وذكر كثيراً من أعلامهم كنماذج يسير المريد على هديها.
- والجانب الثاني: ذكر مبادئ السلوك ومناهجه، حيث قال رحمه الله تعالى: (ذكرت فيها بعض سير شيوخ الطريقة، في آدابهم، وأخلاقهم، ومعاملاتهم،
وعقائدهم بقلوبهم، وما أشاروا إليه من مواجيدهم، وكيفية ترقيهم من بدايتهم إلى نهايتهم، لتكون لمريدي هذه الطريقة قوة، ومنكم لي بتصحيحها شهادة، ولي في نشر هذه الشكوى سلوة، ومن الله الكريم فضلاً ومثوبة).
لقد كانت هذه الرسالة وما تزال النبع الصافي الذي يستقي منه كل دارس لعلم السلوك، وكل مستشرف ومتشوف لحياة النور؛ خصوصاً في هذه الأيام الحالكة بالأمور الدنيا حتى {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ }، وحريٌّ بنا أن نبعث بكتب التزكية بيضاء نقية؛ فهي مدعاة لبناء القيم والأخلاق وإحياء النفوس، وبعثها من رقادها.
إن إظهار مثل هذا الكتاب المبارك رسم للعبودية الصحيحة، وتوضيح لما ينبغي أن تكون عليه الصلة بين الإنسان وربه، وبين الإنسان ومجتمعه.
ومما لا شك فيه أن كل ما يقرؤه الإنسان يؤثِّر فيه، ونحن إذاً سعداء بالأثر الجميل الذي سيكون - بإذن الله - ثمرة لنشر هذا الكتاب.
والحمد لله امتازت طبعتنا هذه باعتمادها على نسخ خطية أصيلة مسندة قريبة العهد بالمؤلف، وعليها سماعات الإمام القشيري بواسطتين، وأيضاً بالفهارس العلمية والفنية الميسرة لمزيد من الاستفادة من هذا السِّفْر المبارك.
وأخيراً.. نختم هذا التعريف بقول أحد رجال السلوك الذي يقول: (إذا رأيتم الرجل يسير على الماء أو يطير في الهواء.. فلا تغتروا بفعله إلا بعد أن تعرضوه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم).
توفي أبوه و هو طفل صغير و بقي في كنف أمه إلى أن تعلم الأدب، و العربية، ثم رحل بعد ذلك من "إستوا" القرية التي ولد بها، إلى نيسابور قاصدا تعلم ما يكفيه من طرق الحساب لحماية أهل قريته من ظلم عمال الخراج. فكانت هذه الرحلة تعبر في جوهرها عن أهم حلقات الآثار النفسية التي ترسبت في شخصية القشيري (ت465هـ)، و التي اتضحت فيما بعد في مواقفه أمام السلطة الزمنية. و أثناء هذه الرحلة حضر حلقة الإمام الصوفي الشهير بأبي علي الدقاق (ت406هـ) و كان لسان عصره في التصوف، و علوم الشريعة، فقبل القشيري (ت465هـ) في حلقته بشرط أن يكتسب الشريعة، و يتقن علومها. و هذا ما يفسر دعوة القشيري في مشروعه الإصلاحي إلى الملازمة بين علوم الشريعة و التصوف. و قد قبل هذا الشرط و عكف على دراسة الفقه عند أئمته. و لما انتهى منه حضر عند الإمام أبي بكر بن فورك (ت406هـ) ليتعلم الأصول. فبرع في الفقه و الأصول معا، وصار من أحسن تلاميذته ضبطا، وسلوكا. " وبعد وفاة أبي بكر اختلف إلى الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني [ ت418هـ ">، و قعد يسمع جميع دروسه [ وبعد أيام "> قال له الأستاذ : هذا العلم لا يحصل بالسماع، فأعاد عليه ما سمعه منه، فقال له : لست تحتاج إلى دروسي بل يكفيك أن تطالع مصنفاتي، و تنظر في طريقتي و إن أشكل عليك شيء طالعتني به : ففعل ذلك و جمع بين طريقته وطريقة ابن فورك (ت406هـ)، ثم نظر في كتب القاضي أبي بكر بن الطيب (الباقلاني)(4) " و بذلك صار القشيري بارعا في الفقه، و الأصول مما دفع بالجويني إمام الحرمين (419/478هـ) أن يصاحبه، و يحج معه رفقة أبي بكر البيهقي(5). و لم يقتصر القشيري على الفقه و الأصول، بل كان متحققا في علم الكلام "و مفسرا، متفننا نحويا و لغويا، أديبا كاتبا شاعرا، شجاعا بطلا، له في الفروسية و استعمال السلاح الآثار الجميلة(6)". و هكذا حقق الإمام القشيري (ت465هـ) ما طلبه منه أستاذه "الدقاق" (ت 406هـ) في تحصيل علوم الشريعة. كل ذلك و هو يحضر حلقات أستاذه "الدقاق" في التصوف و المباحث النفسانية إلى لأن رأى فيه قبسا من النبوغ، و العطاء فزوجه كريمته و مات أبو علي الدقاق(ت 406هـ) و هو في غاية الاطمئنان على محاضرات التصوف بين يدي تلميذه الذي " أجمع أهل عصره على أنه سيد زمانه، وقدوة وقته، و بركة المسلمين في ذلك العصر " (7). و عندما نال القشيري (ت 465هـ) هذه الشهادة أصبح أستاذ خراسان بدون منازع، فصنف العديد من الكتب و الرسائل غير أن مصادر التاريخ تذكر أن أغلب مصنفاته فقدت، و نذكر فيما يلي أهم مؤلفاته رحمه الله : 1- الرسالة القشيرية في التصوف. 2- لطائف الإشارات، تفسير للقرآن الكريم في ست مجلدات. 3- كتاب القلوب الصغير، و الكبير. 4- شكاية أحكام السماع. 5- شكاية أهل السنة. 6- ناسخ الحدي
شاهدت مرة مقطعا مؤثرا تتحدث فيه عالمة بالدماغ عن تجربتها مع جلطة بدماغها قد مرت بها... فنتيجة لجلطة في الفص الأيسر من دماغها التي عطلته، بقي فاعلا على أثر هذا فصها الأيمن المسؤول عن الخيال و التجريد، مما جعلها تمر بتجربة روحية عميقة، فشعرت بمشاعر مختلطة من بينها كونها خرجت من جسدها و تماهت مع الكون حيث تلاشت أناها فيه و اتحدت معه و شعرت بسلام مطلق بالغة مرحلة النيرفانا... و في لقاء ثان لها مع أوبرا، و حين سألتها هل رأيت الله لحظتها؟ فقالت: لقد أحسست أني أنا الإله!! و هنا أوبرا استدركت حتى لا يفزع المشاهدون من هذا الكلام، لتصيغ الجملة بطريقة أخرى، من كونها قصدت بأنها امتداد للإله... و لكن الجملة قيلت، و بعيدا عن تأويلات أوبرا للخروج مما يمكن أن يسببه مثل هذا الكلام من انتقادات، فالبرفسورة كانت تؤكد طوال الوقت على فكرة بأن شعورها بالأنا التي تميزها و الحدود التي تفصلها عن باقي المكونات كان قد تلاشى تماما _و ذلك لأن مصدره الفص الأيسر من الدماغ و الذي كان مصابا_ و استبدل بشعور تماهيها بذلك الفيض الكوني بحيث لا تستطيع تمييز أناها عنه فصارت و إياه شيئا واحدا، و الذي مصدره الفص الأيمن النشط...0
المقطع استوقفني كثيرا، فهو استحضر لذهني فكرة لطالما فكرت بها و أقلقتني و هي بمثابة الهاجس الشخصي... ألا و هو الوقوع بالوهم... فالدماغ قادر على إيهام المرء بأشياء كثيرة تتجاوز حدود المنطق... مع أنه واقعيا و في العالم الخارجي غير صحيح... لكن الدماغ لديه قدرة هائلة على جعلك تعيشها حد التصديق... و بعض الناس قابليتهم للشطح و التوهم أكثر من غيرهم و من دون الوقوع بالجلطات... أنا أنموذجا... فما هو السبيل أو الحل حتى لا يشطح الذهن كثيرا...0 لطالما فكرت أن السر في كلمة التوازن... و في هاجسي هذا وجدت أن تنشيط الحس المنطقي، و إجراء محاورات منطقية في رأسي حول بعض الأفكار الفضائية التي تتسكع فيه، أفضل حل لموازنة هذه القابلية...0 و هذا يقودني للتفكير حين يأتي الأمر للإيمان، أن الضوابط من قبل الخالق ما وجدت عبثا... فهي وقاء من أن يشطح بذهنه كثيرا و يقع في الوهم، بحيث يبقى متوازنا... فكلما حلّق _و التحليق لا حدود له حقيقة_ حتى كاد أن يتوه أعادته الضوابط إلى حدود المنطق... مثال على هذا، قد تبين لي بالتجربة الشخصية أن المداومة على أداء الصلاة المكتوبة، و إجبار المرء نفسه على أن يقوم من مكانه إليها و يستحضرها بكل حركاتها في أوقات الذهول، تفيد في إعادة العقل الذاهل إلى الواقع خلال النهار عدة مرات، و هذا من شأنه أن لا يجعل فترات شروده متواصلة بشكل طويل بحيث يخشى أن تصير العودة غير ممكنة بعدها... 0
و لأن العقول في الإله تحيرت _كما يقال_ و لأن فرط الشوق إليه قد يجعل النفس تكاد تتلف، فهذا أدعى ليحار العقل في هذا الموضوع و عرضة ليتوهم أمورا أكثر... قد تصل إلى أن يضفي المرء على نفسه صفات و مزايا تتجاوز البشر الآخرين... بل ربما ليخال أنه سقط عنه التكليف و انعتق من بشريته و كاد أن يتأله... هذا إن لم يشعر بأنه بات و الإله شيئا واحدا فعلا! و كم أُتي الناس و خـُدعوا من هذا الباب... و لذلك بت لا أثمن العشق الإلهي إلا مع المعرفة بالشريعة حيث لا يستقيم أحدهما بنظري بعيدا عن الآخر، فمحبة للإله من دون التزام بما أمر هي ما يجعله عرضة للأوهام العقلية... فضلا عن أن التجاوز برأيي لا يوحي بمحبة حقيقية للخالق الذي أمره بأوامر فصار يرى نفسه أنه أعلى من أن يستجيب لها و أنه تجاوزها و تجاوز رسول الله نفسه الذي كان مأمورا بالالتزام بها مثل بقية المؤمنين...0 و لذلك كنت أبحث عن كتاب عن التصوف المعتدل الخالي من الشطحات و الطلاسم التي لا أستسيغها فتجعلني غير قادرة على أن أعيش تجربة روحية أحلق معها و أشعر بها... فقادني مترجم منطق الطير في دراسته القيمة في مقدمة الكتاب إلى الرسالة القشيرية كمرجع مهم للتصوف المعتدل... و هذا من الأمور التي أحبها في الكتب، حين يقودك كتاب لكتاب آخر...0
الإمام القشيري على ما يبدو قد كان يسكنه ما يشبه هذا الهاجس مما دفعه عام 1046م لكتابة الرسالة القشيرية، و ذلك نتيجة للتيارات الصوفية التي انتشرت في عصره، حيث بدأ الشيوخ الذين يتبعون طريق التصوف مع العلم الشرعي بالاندراس و بدأ الجهل و الاستخفاف بأوامر الشريعة و قلة المبالاة بالمحرمات يظهر على متبعي هذا الطريق: "ثم لم يرضوا بما تعاطوه من سوء هذه الأفعال، حتى أشاروا إلى أعلى الحقائق و الأحوال، و ادعوا أنهم تحرروا عن رق الأغلال، و تحققوا بحقائق الوصال، و أنهم قائمون بالحق، تجري عليهم أحكامه، و ليس لله عليهم فيما يؤثرونه أو يذرونه عتب أو لوم، و أنهم لو كوشفوا بأسرار الأحدية، و اختطفوا عنهم بالكلية، و زالت عنهم أحكام البشرية، و بقوا بعد فنائهم عنهم بأنوار الصمدية، و القائل عنهم غيرهم إذا نطقوا، و النائي عنهم سواهم فيما تصرفوا بل صُرفوا"0 و بسبب ذلك كله و خوفا من إنكار هذه الطريقة برمتها لأجل ما يقترفه هؤلاء المخالفون، و خوفا من ازدياد التمادي و الاغترار و الشطط و اشفاقه "على القلوب أن تحسب أن هذا الأمر على هذه الجملة بنى قواعده، و على هذا النحو سار سلفه" ، انبرى صاحبنا القشيري إلى تأليف هذا الكتاب، يجمع فيه أقوال شيوخ هذه الطريقة الأوائل و الثقات منهم و تعاريفهم و مصطلحاتهم و أحوالهم. فكانت هذه الرسالة القشيرية من أشهر أمهات الكتب في علم التصوف.0
تفاءلت بالرسالة كثيرا، و قلت في نفسي يبدو أن هذا هو الكتاب الذي تبحثين عنه يا بنت يا سلمى، و خصوصا أنه في مقدمة المحققين ذكرت أبيات رائعة من نظم القشيري أخذت بلبي كثيرا و جدا، فهي تمس الموضوع الذي أريد القراءة فيه تماما:0 يا من تقاصر شكري عن أياديه ... و كلَّ كل لسان عن معاليه وجوده لم يزل فردا بلا شبه ... علا عن الوقت ماضيه و آتيه لا دهر يخلفه لا قهر يلحقه ... لا كشف يظهره لا ستر يخفيه لا عد يجمعه لا ضد يمنعه ... لا حد يقطعه لا قطر يحويه لا كون يحصره لا عين تبصره ... و ليس في الوهم معلوم يضاهيه جلاله أزلي لا زوال له ... و ملكه دائم لا شيء يغنيه
لكن حين ابتدأت بالكتاب صار الحماس يخف شيئا فشيئا... فالكتاب كما قلت هو عبارة عن جمع لتعاريف القوم و أقوالهم حول بعض المصطلحات و المعاني و الأحوال كالصحو و السكر و الحال و التجلي و المكاشفة و الوقت و الصحبة الخ... يعني هو أقرب ليكون حديثا عن علم التصوف، و إن كان لا يمكن أن يطلق عليه كونه علميا بالمعنى الدقيق فالتعاريف ليست منضبطة أو جامعة مانعة، إنما هي مجرد جمع لأقوال و تجارب هؤلاء الشيوخ حول هذه التعابير و الأحوال... و أنا لم أكن أبحث عن مسميات و تعاريف، و إنما كنت أبحث عن شيء آخر، شيئا ملهما، شيئا خارقا، شيئا لا أدري ما هو، شيئا يشبه تلك الأبيات التي تفاءلت بافتتاحيتها... لأني لو كنت أدري ما هو لما كنت أبحث عنه و لكنت قرأته...0 و كعادة كل الكتب التي لا تذهل بها و أيضا لا تكرهها، فقد أعجبتني بعض الأقوال و لم أتفق مع بعضها الآخر و لم أفهم بعضا ثالثا و لم أملك أدنى شعور أو رأي تجاه البعض الرابع و قد كان هذا هو البعض الأكثر... بمعنى أن الكتاب تحول في داخلي من كتاب كنت أود أن أعيش معه شعورا ما، إلى كتاب عادي أتمه لأني ابتدأت به مع بعض اللمحات الجميلة التي تمر بين فترة و أخرى... و إليكم بعض ما أعجبني...0 - سئل أحمد الجريري عن التصوف، فقال: الدخول في كل خلق سني، و الخروج من كل خلق دني.0 - يقول سمنون أيضا قولا جميلا جدا: ذهب المحبون لله تعالى بشرف الدنيا و الآخرة لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "المرء مع من أحب" فهم مع الله تعالى. 0 - يروى عن السري أنه قال: المتصوف اسم لثلاث معان: هو الذي لا يطفئ نور معرفته نور ورعه، و لا يتكلم بباطن في علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب أو السنة، و لا تحمله الكرامات على هتك أستار محارم الله تعالى. 0 - و قال رجل للجنيد: من أهل المعرفة أقوام يقولون: إن ترك الحركات من باب البر و التقوى، فقال الجنيد: إن هذا قول قوم تكلموا بإسقاط الأعمال و هو عندي عظيم، و الذي يسرق و يزني أحسن حالا من الذي يقول هذا، فإن العارفين بالله تعالى أخذوا الأعمال عن الله تعالى، و إلى الله تعالى رجعوا فيها، و لو بقيت ألف عام لم أنقض من أعمال البر ذرة.0 - قيل لذي النون المصري: بماذا عرفت ربك؟ قال: عرفت ربي بربي، و لولا ربي لما عرفت ربي.0 - أحمد النوري قال: من رأيته يدعي مع الله تعالى حالة تخرجه عن حد العلم الشرعي فلا تقربن منه.0 - يقول ابن مسروق: تعظيم حرمات المؤمنين من تعظيم حرمات الله تعالى، و به يصل العبد إلى محل حقيقة التقوى.0
- و أخيرا أختم الاقتباسات بهذه الأبيات الآسرة: 0 عجبت لمن يقول ذكرت إلفي ... و هل أنسى فأذكر ما نسيت أموت إذا ذكرتك ثم أحيا ... و لولا حسن ظني ما حييت فأحيا بالمنى و أموت شوقا ... فكم أحيا عليك و كم أموت شربت الحب كأسا بعد كأس ... فما نفد الشراب و ما رويت
بأية حال لا بأس بالكتاب لمن يحب الإطلاع على تعاريف المتصوفة الأوائل لبعض المعاني... و أختم بعبارة مشهورة تختصر لسان حال القشيري في رسالته:0 كان التصوف في صدر الإسلام مسمى لا اسم له، ثم صار اسما لا مسمى له...0
بسم الله من أراد أن يعرف التصوف المعتدل البعيد عن الشطح والكفر فليقرأ هذا الكتاب الرائع وينصح بقراءة النسخة التي يوجد بها تحقيق الشيخ الجليل شبخ الأزهر عبد الحليم محمود.
الكتاب بدأ بنبذة مختصرة عن أعلام الصوفية الكبار وأقوالهم في تعظيم الشريعة. مثل ذو النون المصري، والبلخي، والبسطامي. وبعد ذلك قام بتفسير بعض الألفاظ الصوفية والتي قد تجد صعوبها في فهمها في بعض الأحيان. ثم بدأ من الباب الخامس حتى نهاية الكتاب بذكر أمراً ما في كل باب ويقوم بشرحه وفقاً للكتاب والسنة والصحابة والتابعين، مثل: التوبة الورع الصوم الخشوع السحد الغيبة التوكل الخلوة والعزلة الإخلاص الذكر الولاية الدعاء كتاب جميل للغاية ...
كتاب رائع يستحق لقب (دستور التصوف)...قرأت الكتاب بجزئيه...وأنصح بقرائته لكل من يريد أن يتعرف على التصوف والحق...وكل من يريد أن يتعلم هذه الممارسات الروحانيه الرائعة لتنقية القلب والوجدان
/ دب الفساد وانتشرت البدع في بعض الجهات التي يزعم بأنها متصوفة وسلكوا طرق لاتمت أي صلة للدين الإسلامي وسنة رسولنا الكريم ولاحتى التصوف أية صلة فخرجوا عن المنهج إلى طرق لاتُحمد عقباها والعياذ بالله / هذا ماجاء على لسان الإمام القشيري رحمه الله في سبب كتابته لهذه الرسالة وتوجيهها للطائفة الصوفية في كل أنحاء بلاد الإسلام سنة 437 هجري. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أي مردود عليه . كتب أهل الطريقة لا تُقرأ الا بتصرف من هو عالم ومختص بأمورها أشعر بالاكتفاء بكل ماأردت معرفته عن تلك الطائفة من هذه الرسالة لكن تنتابني رغبة لإعادة القراءة بحضور شيخ أو عالم بالتصوف لفهم بعض الأمور التي كانت عصية على شخص ذو علم بسيط فهمها ، هذه التحفة أو حسب ماسُميت بدستور التصوف لمن أراد معرفة الصوفية المعتدلة السمحة بعيداً عن الكفريات والشطحات التي تنافي العقل والمنطق وسنة الإسلام المتعارف عليها أيامنا هذه . سبب القراءة جاء على أثر قرائتي لقواعد العشق الأربعون شعرت بالارتباك داخلي ولم أستطع حتى التقييم والمراجعة والمقارنة لجهلي بأمرهم فأنا لم أعرف منهم في صغري غير تلك الحضرات والموالد التي كانت تقام ويقومون بمدح الرسول وضرب الدفوف وميل بعض الأشخاص بشكل كان يرعبني فيقولون فلان (شاخ) دعوه فيدخل بحالة لاوعي ويبدأ بالهذيان ويسقط مغشياً عليه وبعضهم من يدخل يده في الجمر أو يقوم بطعن نفسه غير مبالي ولسانه يردد الله الله ، وعندما كبرت وبدأت رحلة القراءة لم أصل إلى شيء منهم فقط الأشعار في العشق الإلهي وعشق النبي الأعظم التي كانت تسقي الروح والقلب والخاطر ، فجاءت نصيحة صديق بالرسالة بالوقت المناسب . الكتاب جاء مقسم على عدة أبواب وفصول تبدأ بالتعريف بالتصوف وشيوخ وعلماء المذهب وتفسير الألفاظ التي تتداولها هذه الطائفة كالمحاضرة المكاشفة المشاهدة المعاينة الصحو والسكر ...... الخ ، ومن ثم فصل ثاني مقسم لعدة أبواب لربما لو أراد تسميته الإمام لكان الاسم /خطوات الوصل لدرجة المسلم الصوفي الحق / يبدأ بباب التوبة; والمجاهدة والخلوة والتوحيد والغيرة والحب والعشق ..... الخ ، وينتهي بالزبدة وهي قلب أو روح التصوف هنا كانت الحيرة لدي بهذا الباب لم أفهم بعض أمورهم كانت بعض المواضيع غير مبهمة وواضحة والأسرار والخبايا التي لن يفهمها الا من عاش حياتهم وتحتاج لشرح كما ذكرت مسبقا من قبل عالم ، الكتاب سيملأ قلبك بموجة لذيذة جارفة في العشق الإلهي لكثرة ماستشهد بالسور وبعض الروايات عن بعض الأشخاص والتي تجلت من خلالها الرحمة والعطف والعفو الشامل والحب والكرم الذي يغمرنا به ربنا برغم معاصينا وتقصيرنا حيث جاء في باب الشوق على لسان داود عليه السلام حين أوحى له الله تعالى لبعض شبان بني إسرائيل //لم تشغلون أنفسكم بغيري وأنا مشتاق لكم ماهذا الجفاء// وأوحى إليه أيضاً لو يعلم المدبرون كيف انتظاري لهم ورفقي بهم و شوقي لمعاصيهم لماتوا شوقاً وانقطعت أوصالهم من محبتي ياداود هذه إرادتي في المدبرين عني فكيف إرداتي في المقبلين إلي // * لست بمتصوفة ولا أقوم بالدفاع أو تنزيه أو إدانة لهذه الطائفة فالله وحده عالم بأمرهم وفي النهاية ربنا واحد وعشقنا واحد ومبتغانا وآملنا واحد ولكن كقارئ حيادي بعيداً عن الدين لم أجد فعلاً داخل طيات الكتاب تلك الشطحات والخزعبلات التي تحدثنا عنها مسبقاً الا ماندر والأمور الخارقة للعقل والتي جاءت وليدة اختلاط الإسلام والصوفية بالثقافات وجهل بعض الفئات الذي سمح لهم بالتأثر واختلاط المعتقدات القديمة ودياناتهم السابقة بمعتقدات التصوف وهذا كله سببه انتشار الجهل بالإسلام للأسف والطرق الخاطئة في محاولة ترسيخه وخاصة في الغرب ! لم أجد في هذا الكتاب سوى فئة متقشفة اعتمدت التربية الروحية القاسية وتهذيب النفس وكسر الشهوات والزهد بالدنيا والبشر والمال والنعم بشكل مبالغ رهباني، فئة تفرغت للدين والعبادة والتضرع ومرافقة الشيوخ والعلماء والسفر في بقاع الأرض كانت منقاة ولكن يبقى السؤال الأبرز أين نحن من حديث الرسول الأعظم عندما وصله خبر أن بعض الصحابة اعتزم من يقوم الليل متهجد ولا ينام ومنهم من يصوم ولا يفطر أياماً ومن اعتزل النساء فقال لهم (ما بال أقوام يقولون كذا وكذا لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فهو ليس مني ) عليه أفضل الصلوات هذا الحديث الفصل لكل من يشعر بارتباك بداخله عندما يتطرق لأمور المتصوفة .
هاتِ يا حويدَ الركب غَنْ أنا في هوى ذاك الأغنْ ليس لي سوى روحي ثمنْ وأعد لنا حديث من ْ ملأ الوجود بالمننْ أحمد الذي سنّ السننْ علّم العلماء الكرماء علماً سما وسما علما لحمى ربّ السماء حبّ أحمد قلبي سكنْ نتّقي به هول المحنْ من لفقده الجذع حنْ شرعه انتظم حكما يروي الظما دوّخ الأمم العظماء والحكماء قسماً بمن أعطى ومنْ كل مؤمن فيه افتتنْ . لا يرى به هول المحنْ
اللهم صلي وسلم وزد وبارك على معلم السلوك الأول وعلى آله وصحبه الكرام .
ورحم الله الإمام عبد الكريم القشيري رحمة واسعة .
لن أقول أن هذا الكتاب كما قيل عنه في بعض المراجعات أنه موسوعة في التصوف ودستور للمتصوفة وغير ذلك مما قيل لعدة أسباب : 1.أن الكتاب لا يتعرض للتسلسل التاريخي في نشوء هذا المصطلح ولا يتعرض للتفصيل للفرق الصوفية وطرقهم وما إلى ذلك من تفاصيل . 2.أن الكتاب في الغالبية العظمى من أبوابه لا يتعدى ذكر وسرد أقوال أقطاب التصوف دون ترجيح من المؤلف للرأي الذي يراه أصوب وأحكم ، فتراني أميل إلى قول وأجزع من قول آخر لو كانت الرسالة في كل باب ترجيح للرأي الغالب لكانت أفضل وأفادت أكثر . 3.أن هناك أبوابا تعالج موضوع التصوف كتصوف طريقة وعهد وهذا ما لا أميل إليه في علم التصوف لعدة أسباب : أ.لجهلي بهذه الطرق فلا أريد إطلاق المديح لتصوف الطريقة والعهد دون أن أطلع على فحواه وأقوال أقطابه وسيرتهم وما إلى ذلك . ب.التركيز على إتخاذ شيخ وذكر شروط في المريد أراها تعمل على حصر التصوف بفئة وفريق دون جعله منهج للسلوك لكل مسلم . 4.لأن الكتاب لا يخلو من أثار لابد من التأكد من صحتها ونسبتها لهؤلاء القوم
الباب الأول من الكتاب : أقطاب التصوف وعلم التوحيد : يبين عقيدة المتصوفة وهم على العقيدة الأشعرية برأيي هذا الباب من الممكن الإستغناء عنه بدراسة هذه العقيدة من كتبها .
الباب الثاني : بيان عقائد أقطاب التصوف في مسائل التوحيد :يصب في مصب الباب الأول .
------
الباب الثالث : في ذكر مشايخ الطريقة وسيرهم وأقوالهم في تعظيم الشريعة .
هذا الباب مهم جدا جدا للإطلاع على أن التصوف الحقيقي لا انفصام ولا انفصال له عن الشريعة وعن الأمر والنهي بذكر سير أقطاب التصوف في صدر الإسلام وأقوالهم وأفعالهم التي تؤكد هذا الأمر الخطير .
نسمات هواك لها أرج . . . تحيا وتعيش بها المهج
وبنشر حديثك يطوى . . . الهم عن الأرواح و يندرج
ما الناس سوى قوم عرفوك . . . وغيرهم همج همج
لا كان فؤاد ليس يهيم . . . على ذكراك وينزعج
دخلوا فقراء إلى الدنيا . . . وكما دخلوا منها خرجوا
قوم فعلوا خيراً فعَــلو . . . وعلى درج العليا درجوا
شربوا بكؤوس تفكرهم . . . من صرف هواك وما مزجوا
فهموا المعنى فهموا معنا.... وبذكر الله لهم لهجوا
يا مدعياً لطريقهم . . . قوم فطريقك منعوج
تهوى ليلى وتنام الليل . . . لعمرك ذا فعل سمج
لا أعتب قلب الغافل عنك . . . فليس على الأعمى حرج.
الباب الرابع : في تفسير الألفاظ التي تدور بين هذه الطائفة وبيان ما يشكل منها :
من أهم الأبواب في هذا الكتاب ، وبصدق أكثر الأبواب التي استفدت منها ربما يجد البعض صعوبة في تقبل ما جاء فيه أو محاولة تفسيره بمنظور علمي بحت
كما كانت التجارب الكثيرة في هذا المجال هناك مجال علمي كامل بهذا الخصوص هو علم الاعصاب الديني
Neurotheology
وتجارب هذا العلم ومعالجتها أضحت تستخدم وسيلة ضد الأديان موضوع جميل وشيق يوظف ضد الدين وتفسير الإيمان بأنه نشاط دماغي لا غير لكن المسألة ليست بهذه البساطة ؟؟؟؟ والأبحاث في هذا المجال هي حجة للأديان لا حجة عليها ، ومن الممكن تفسيرها في إطار الدين الإسلامي ليس من باب الإعجاز العلمي الذي لي تحفظات بخصوصه لكن له تفسيرات في الإسلام على وجه الخصوص . وخاصة لدى متصوفته
الوقت : حقيقة الوقت عند أهل التحقيق حادث متوهم علق حدوثه على حادث متحقق ، فالحادث المتحقق وقت للحادث المتوهم ، فمثلا تقول آتيك رأس الشهر فالإتيان متوهم ورأس الشهر حادث متحقق ، فالكيس من كان بحكم وقته ، فإن كان وقته الصحو فقيامه بالشريعة ، وإن كان وقته المحو ، فالغالب عليه أحكام الحقيقة .
المقام : ما يتحقق به العبد بمنازلته من الآداب ، مما يتصول إليه بنوع تصرف ، ويتحقق به بضرب تطلب ،ومقاساة تكلف فمقام كل أحد : موضع إقامته عند ذلك ، وما هو مشتغل بالرياضة له . قال الإمام أبو حامد الغزالي : لابد لكل مقام ،من علم ، وعمل ، وحال ، فالمقام يثمر علما ، والعمل يثمر حالا ، لأن حركات الأجسام تابعة لحركات القلوب جارية بحركات الأجسام .
الحال : معنى يرد على القلب ، من غير تعمد منهم ولا إجتلاب ، ولا إكتساب لهم ، من طرب ، أو حزن ، أو بسط ، أو قبض ، أو شوق ، أو إنزعاج ، أو هيبة ، أو احتياج . فالأحوال مواهب والمقامات مكاسب .
القبض والبسط : وهما حالتان بعد ترقي العبد عن حالة الخوف والرجاء . فالقبض للعارف :بمنزلة الخوف للمستأنف . والبسط للعارف : بمنزلة الرجاء للمستأنف .
الهيبة والأنس : وهما فوق القبض والبسط . فكما أن القبض فوق رتبة الخوف . والبسط فوق منزلة الرجاء . فالهيبة أعلى من القبض ، والأنس من أتم من البسط وحق الهيبة الغيبة فكل هائب غائب .
التواجد ، والوجد ،والوجود فالتواجد استدعاء الوجد بضرب اختيار ، وليس لصاحبه كمال الوجد ،إذ لو كان لكان واجدا ، وباب التفاعل أكثره على إظهار الصفة ، وليس كذلك . فقالوا التواجد غير مسلم لصاحبه لما يتضمن من التكلف ويبعد عن التحقيق . والوجد ما يصادف قلبك ويرد عليك بلا تعمد أو تكلف . أما الوجود فهو بعد الإرتقاء عن الوجد ،ولا يكون وجود الحق إلا بعد خمود البشرية (أي غيبة العبد عن إحساسه بها ) لأنه لا يكون للبشرية بقاء عند ظهور سلطان الحقيقة . التواجد يوجب استيعاب العبد والوجد يوجب استغراق العبد والوجود يوجب استهلاك العبد فهو كمن شهد البحر ثم ركب البحر ثم غرق في البحر .
الجمع والفرق الفرق ما نسب إليك والجمع ما سلب عنك ومعناه أن ما يكون كسبا للعبد ، من إقامة العبودية وما يليق بأحوال البشرية فهو فرق وما يكون من قبل الحق من إبداء معان وإسداء لطف وإحسان فهو جمع .
جمع الجمع الإستهلاك بالكلية وفناء الإحساس بما سوى الله عز وجل عند غلبات الحقيقة .
فرق الفرق وهو أن يرد العبد إلى الصحو عند أوقات أداء الفرائض ، ليجري عليه أداء الفرائض في أوقاتها ، فيكون رجوعا لله بالله تعالى ، لا للعبد بالعبد .
الفناء والبقاء الفناء سقوط الأوصاف المذمومة البقاء أشاروا به إلى قيام الأوصاف المحمودة به .
الأفعال والأخلاق والأحوال الأفعال تصرفاته باختياره الأخلاق جبلة فيه ولكن تتغير بمعالجته على مستمر العادة . الأحوال ترد على العبد على وجه الإبتداء ، لكن صفاؤها بعد زكاء الأعمال .
الغيبة والحضور : فالغيبة غيبة القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق ، لاشتغال الحس بما ورد عليه ثم قد يغيب عن غحساسه بنفسه وغيره ،بوارد من تذكر ثواب أو تذكر عقاب . وأما الحضور فقد يكون حاضرا بالحق لأنه إذا غاب عن الخلق حضر بالحق على معنى أنه يكون كأنه حاضر ، وذلك لاستيلاء ذكر الحق على قلبه فهو حاضر بقلبه بين يدي ربه ،فعلى حسب غيبته عن الخلق يكون حضوره بالحق .
الصحو والسكر الصحو رجوع إلى الإحساس بعد الغيبة والسكر غيبة بوارد قوي . والسكر لا يكون إلا لأصحاب المواجيد
الذوق والشرب فصفاء معاملاتهم يوجب لهم ذوق المعاني ووفاء منازلاتهم يوجب لهم الشرب ودوام مواصلاتهم يقتضي لهم الري
المحو والإثبات المحو رفع أوصاف العادة الإثبات إقامة أحكام العبادة وينقسم إلى محو الزلة عن الظواهر ومحو الغفلة عن الضمائر ،ومحو العلة عن السرائر ففي محو الزلة إثبات المعاملات ، وفي محو الغفلة إثبات المنازلات ،وفي محو العلة إثبات المواصلات
المحاضرة والمكاشفة ثم المشاهدة فالمحاضرة حضور القلب والمكاشفة حضور بنعت البيان المشاهدة وهي حضور بغير تهمة
اللوائح والطوابع واللوامع هذه الالفاظ متقاربة في المعنى وهي من صفات أصحاب البدايات الصاعدين في المرتقى بالقلب ،
البوادة والهجوم البوادة ما يفجأ قلبك من الغيب على سبيل الوهلة غما موجب فرح أوموجب ترح والهجوم مايرد على قلبك بقوة الوقت من غير تصنع منك
التلوين والتمكين التلوين صفة أرباب الأحوال التمكين صفة اهل الحقائق
القرب والبعد أول رتبة في القرب القرب من طاعته والغتصاف بدوام الاوقات بعبادته وأما البعد فهو التدنس بمخالفته والتجافي عن طاعته .
الشريعة والحقيقة الشريعة أمر بالتزام العبودية والحقيقة مشاهدة الربوبية فكل شريعة غير مؤيدة بالحقيقة فغير مقبول وكل حقيقة غير مقيدة بالشريعة فغير مقبول
النفَس ترويح القلوب بلطائف الغيوب وصاحب الأنفاس أرقى وأصفى من صاحب الأحوال فكان الوقت مبتدئا وصاحب الأنفاس منتهيا وصاحب الأحوال بينهما
الخواطر الخواطر خطاب يرد على الضمائر وهو قد يكون بإلقاء ملك وقد يكون بإلقاء شيطان ، ويكون أحاديث النفس ، ويكون من قبل الحق سبحانه . فإذا كان من الملك فهو الإلهام وإذا كان من قبل النفس فهو الهواجس وإذا كان من قبل الشيطان فهو الوسواس وإذا كان من قبل الله سبحانه وإلقائه في القلب فهو خاطر حق
علم اليقين وحق اليقين وعين اليقين فاليقين هو العلم الذي لا يتداخل صاحبه ريب على مطلق العرف ولا يطلق في حق الله تعالى لعدم التوقيف . فعلم اليقين على موجب اصطلاحهم ما كان بشرط البرهان وعين اليقين ما كان بحكم البيان وحق اليقين ما كان بنعت العيان
الوارد ما يرد على القلوب من الخواطر المحمودة مما لا يكون بتعمد العبد وكذلك مالايكون من قبيل الخواطر
الشاهد ما يكون حاضر قلب الغنسان وهو ما كان الغالب عليه ذكره حتى وكأنه يراه ويبصره وإن كان غائبا عنه .
النفْس ما كان معلولا من أوصاف العبد ومذموما من أخلاقه وأفعاله .
السر لطيفة مودعة في القالب كالأرواح وأصولهم تقتضي أنها محل المشاهدة .
الأبواب 52 الباقية في عرض فضائل الأعمال والسلوك .
عذرا على الإطالة وشكرا لمن قرأ المراجعة كاملة :):)
مولاى إني ببابك قد بسطت يدى .. من لي ألوذ به .. إلاك يا سندي .. مولاي .. يا مولاي .. أقوم بالليل .. والأسحار ساجدة .. أدعوا وهمس دعائي .. بالدموع ندي .. بنور وجهك إني عائذ وجل .. ومن يعذ بك لن يشقى إلى الأبد .. مهما لقيت من الدنيا وعارضها .. فأنت لي شغل عما يرى جسدى .. تحلوا مرارة عبش فى رضاك .. ولا أطيق سخطا على عيش من الرغد .. من لي سواك .. ومن سواك .. يرى قلبي ويسمعه .. كل الخلائق ظل فى يد الصمد .. أدعوك ياربي.. فاغفر زلتي كرما .. واجعل شفيع دعائي.. حسن معتقدي .. وانظر لحالي .. فى خوف وفي طمع .. هل يرحم العبد بعد الله من أحد .. مولاى .. يا مولاى
لا تعليق ولا رأي استطيع ان أدلي به على الرسالة القشيرية أو كما اسميها الموسوعة الصوفية الشاملة , فالصوفية لهم عالمهم الملئ بالاسرار والطلاسم التي لايعرفها الا من عاش حياتهم وسار على دربهم واطلع على ما رأوه من كشوفات وتجليات , فالفرد منهم هو عالم مستقل بذاته له قوانينه واحكامه التي لا يماثلها ولايقاربها حتى رفيقه وألصق الناس به او من كان مريده أو شيخه , فهم مثل النجوم والكواكب الدرية كل له فلكه ومداره وشرفه وهبوطه وأوجهه وحضيضه وبيته ووباله التي يشار اليها بالاحوال والمقامات , الرسالة القشيرية اشبة برسالة جامعية او قل هي جامعة علوم بين دفتين لا غنى عنها للمسلم والمفكر والزاهد والمصلح والاجتماعي والفيلسوف والباحث عن راحة العقل والقلب والجسد ايضا
******* رساله تحمل فى طيها ابواب العبادات ما يجب ان تحمله النفس من اصول و قواعد للوصول الى معرفه الله سبحانه و تعالى **صدعت كتير وانا بقراة و كرهت النوم والاكل بسببه لانهما *قال لو كان في النوم خير لكان في الجنة نوم. *ليس من مـــات فاستراح بميت .... إنما الميت ميــــــــــــت الآحياء
تعتبر الرسالة القشيرية من مصادر التصوف الأم في تراثنا، ومدخل لفهم هذه الطريقة.
عندما كتبها القشيري سنة ٤٣٨ للهجرة، ١٠٤٦ للميلاد؛ أطلق عليها إسم "الرسالة" فقط، لأنها كانت رسالة تستهدف ثلاث فئات: المعاديين التقليديين للتصوف دون معرفة حقيقتهم، والصوفيين والمهتمين بالتصوف، وأولئك الذين أضعفوا التصوف من الداخل بممارساتهم الخاطئة التي تطفوا كالزبد فوق السطح. وحين استلمها الوراقون عنونوها "بالرسالة القشيرية" لتمييزها عن غيرها من الرسائل
قُسِّمَ الكتاب لأربعة فصول: الأول: مصطلحات التصوف (كالقبض والبسط، الفناء والبقاء، التواجد والوجد، الشريعة والحقيقة، والحال والمقام...إلخ). الثاني: شرح مقامات أرباب السلوك (كالخلوة والعزلة والصمت، المجاهدة، الجوع وترك الشهوة، القناعة، والإرادة..إلخ). الثالث: فصل الأحوال والكرامات. الرابع: أعلام التصوف(تراجم وسير لبعض أقطابهم).
التصوف والتدين: بالرغم من أن التصوف غالبا ما يكون ملازما للتدين، لكنه يحافظ على استقلالية تميزه عن رجل الدين والفيلسوف العقلي أيضا. مدار الصوفي هو الخَلق وراحتهم وحبهم، بخلاف مدار رجل الدين الذي يريده من الناس إليه، ولا يحب غير ما يدور في فلكه ويخضع لقراراته، إلا إذا خرج من حكم الطائفة محلِّقاً في فضاء العرفان أو متأثرا بفلسفة إنسانية يقوم بتأويل تدينه من خلالها.
المتصوف يتسامح مع الناس ويشدد على نفسه، بينما يريد رجل الدين أن يشدد الناس على أنفسهم مثلما أو أكثر مما يشدد هو على نفسه. فكانت ثورة الحلاج الاجتماعية مثلا من أجل راحة الخلق في الدنيا وثورته الفكرية من أجل راحتهم في الآخرة، قائلاً: (اللهم عظِّم جسمي حتى لا تسع النار أحد غيري). وفي رواية صوفية لأبي علي الدقاق: (أن شابا أخرجوه من محلةٍ لفساده، فرأى القطب أمه تبكي، فقام واستشفع له عندهم لخاطرها. وطاف بعد أيام ووجدها تبكي. فسألها: هل أخرجوا ابنك لفساده من محلةٍ ما؟ قالت: لقد مات. فقال: وما حاله وقتها؟ قالت: قال لي لا تخبري الجيران فانهم يشمتون بي ولا يحضرون جنازتي، واعطاني خاتم كتب عليه "بس�� الله" لأدفنه معه. فنفذت الوصية. وعندما هممت بالبكاء على القبر سمعت هاتفا منه يقول: إذهبي يا أمي فإني مع رب كريم). ورأى محمد الثقفي في منامه رجلاً فيه من أحوال النساء -مخنّث- احتقره الناس، فكان يقول: (غفر الله لي باحتقار الناس إياي). أما حمدون القصار فكان يقول: (إذا رأيت سكراناً فتمايل لكي لا يبغي الناس عليه -أي لكي لا يرون أنفسهم أفضل منه فيؤذونه بكلام أو فعل-). نستشف من الأمثلة سعة الله الصوفي مقابل ضيقه في المفهوم التقليدي للمتدين، فنادراً ما نرى أحدهم لا يحتقر الأثنين.
يضاف في رصيدهم أيضا التسامح الديني، ويخلوا الكتاب من مفاهيم التكفير، بل على العكس، ففي رواية صوفية عن إبراهيم الخليل: (أنه لقي مجوسي ولم يطعمه، فسمع ربه يقول له في المنام: إنّا أطعمناه على مجوسيته سبعين سنة وتركنا رزقه عليك يوما واحداً فلم تطعمه!).
يرى الصوفي أن احتقار الخلق من أعظم الشرور، خصوصا مساكينهم، لأنه يلهيك بِشَرِّهم عن شر نفسك. وفي سبيل المساكين قاطعوا الدولة وأغنياءها وجيرانهم، لأنهم من جملة الأغيار الذين بسببهم يتألم الخلق ويجوعون، فكانت إمرأة تخيط على مشاعل بيوت السلطان فقال لها أحدهم: لا تخيطي على مشاعل بيوتهم. وجاء خياط لعبدالله بن المبارك يسأله بأنه اشترى من أحدهم خيوطا وإبره وخاط ثوبا للسلطان فهل يعتبر من أعوان الظلمة؟ فقال: إنما أنت من جملة الظلمة أما أعوان الظلمة هو من يبعك الخيط والإبرة.
نستطيع أن نقول بأن المفارقة بين رجل الدين والمتصوف أن الأول يكتسب وجاهته من كلامه وسلطته الروحية وربما من سلطته السياسية، أو بالاشتراك بينهما. أما المتصوف فلا سلطة له ولا جاه، راحته في صمته، وقناعته من زهده، قريب من الخلق في العلانية، بعيد عنهم في السر، يسعى لإطعامهم ويرفعهم من الدونية إلى السواء، كثير الترحال فكرا وجسما، لكن حديث سره غالب على حديث لسانه.
بشكل عام، علاقتي مع الصوفية مش ولا بد، بسبب كثرة خزعبلاتهم وخرافاتهم والأمراض النفسية والعقلية التي نجدها في قصص بعضهم.
في ٤ كلمات يمكن أن ألخصها: الرسالة في التصوف المعتدل. منذ صغري وأنا اسمع عن الرسالة كلاما سلبياً، حتى انطبع في ذهني انها رسالة سخيفة مليئة بالشطحات والتفاهات. واليوم وأمس قضيت معها أوقاتاً جميلة، بل لقد قمت من سريري البارحة وقت نومي فقط لأقرأ فيها. ، والحقيقة أني أُعجب بالكتاب جداً، بل أراه من بعض الوجوه أفضل من إحياء علوم الدين، وأقرب لقلبي ولسماحك الشريعة. فهو أصلح لزماننا (القرن واحد وعشرين) من إحياء علوم الدين
لأن فيه بعد روحاني معتدل، وليس فيه شطحات كثيرة.
فالكتاب عبارة عن كتب صغيرة إن صح الوصف، فيقول: كتاب الدعاء، ويبدأ بآية قرآنية، ثم حديث عن النبي، ثم أخبار للصالحين، ليس في أكثرها شطحات أو خرافات، مع شيء من قصة أو شعر. يعني كأنها محاضرة عن كل موضوع من المواضيع الروحية: التوبة القناعة الدعاء عدم الحسد الخ
كتاب جليل. هو من الصوفية بمثابة الروح من الجسد. غير ان التصوف لا يلتزم بمصدر معين او كتاب بعينه بعد كتاب الله. فيه من الجمال ما فيه. هنا تضيق العبارة فى الوصف. به الكثير من الأحاديث و ابواب دخول البوابة الرحبة... أعظم شيئ قرأته و الكتاب كله جميل: إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، و لكن ليسعهم منكم حسن الخلق و بسط الوجه. صلى الله على محمد.
وهو كتابٌ موسوعيٌّ يُعنى بالدّرجة الاولى بالرّد على من كفّر أهل التّصوّف على إنّهم لا يتّبعون كتاب الله ولا سنّة نبيّه. ثمّ إنّه مخطوطٌ لتوجيه المريدين إلى مسالكهم وتعريفهم بالعبارات الأساسيّة لأهل الطّريقة. ومِن الكلمات ما تظنّها تخدم هدفاً ما، فإذ بها تحمل معنىً آخراً في هذا الموضع. ولذلك رأيت بأنّه قد سارع الكثير من النّاس لتكفيرهم وذاك لقلّة ما فقهوا مقالهم، ولا أعني بذلك القوم جمعاً. وكنت قد قرأتُ في بعض الأيّام كلماتٍ عِبتُهم بها، فرأيتني ما عدّت إلى ذلك بعد فراغي مِن هذه الرّسالة. وفقهت حينها بأنّ خيرُ الكلام في ما لا أفقه غيابه، فإن سُئلتُ عنهم قلت لا أدري، فهُم أقوامٌ كثيرون. بل وإنّه كان مِن الأوجبِ أن نُسقِط التّسمية عنهم، فإنّي أكاد أجزم أنّه لا يستوي منهم اثنان، والسُبل على أعداد الأنفس. فكيف أجمعُ أقواماً إختلفوا ثمّ أقول فيهم كيت وكيت؟ لذلك تعلّمتُ منهم ما هو كثير، وفي النّفس منّي ما هو خيرٌ أن يبقى في النّفس، ولكنّني ما عرفتهم. فأكون بذلك عارفاً بهم مِن غيرِ أن أعرفهم، ومُتَعلّمٌ مِن بعضهم من غير أن أقصدهم، فلا حكم منّي على ما أجهله، ولا حكم عليّ لِمَن جَهِلَني، والله هو أحكم الحاكمين
حوت هذه الرسالة من اللطائف ما جعلني أطرق تفكّرًا وتأمّلًا ...في العديد من الاقتباسات والوقفات.. كتاب لطيف وخفيف...(وإن كنت قد تحيّرت في بعض اللمسات الصوفية فيه...فكان أن استعنت بمساعدات خارجية :) ) أثراني النقاش حول الكتاب.....وأضاف للرسالة أبعادًا أخرى، وإسقاطات واقعيّة نحتاجها.. شكرًا لمن كان سببًا بوصوله إليّ .
واحد من أجمل كتب السلوك العرفاني للإمام القشيري رحمه الله وقد تناول بإستفاضة مراتب العبادات بأطوارها الثلاث (عبادات الجوارح والعبادات القلبية ومقام الإحسان)..وأنصح بشدة قبل قراءة الكتاب الحصول على أحد شروحه لمزيد من الفائدة.
الرسالة القشيرية غنية عن التعريف فهي كما قيل دستور التصوف... تعتبر تجربة روحية فريدة تمر بها وليس كتابا تقرؤه والنقد الموجّه للرسالة متوقف على توجّه القارئ
A classic Sufi manual that can be read over and over. I like the fact that on the back cover for endorsements of the book, above the contemporary scholar Sachiko Murata’s statement “A classic work on Sufism.”, the publishers have Jalal Al-Din Rumi in his Mathnawi remarking “A popular book among Sufis…”—what better endorsement?
Extremely profound in its spiritual and psychological depth, I will wrote down just some stories and sayings that struck me as I finished the book today.
I heard Abu ‘Ali Al-Daqqaq say that when Ghulam Al-Khalil slandered the Sufis before the caliph, the caliph ordered that their heads should be cut off. Junayd was protected from this penalty by the study of law, for he used to make juridical decisions in the school of Abu Thawr. As for Al-Shahham, Al-Raqqam, Nuri, and the rest of the congregation, however, they were arrested. The leather mat was spread for their decapitation. Nuri stepped forward. “Do you know what you are hurrying to?” the executioner asked. “Yes.” “Then what makes you impatient?” “I prefer that my friends, rather than myself, should live a little longer.”
The executioner was amazed and sent word to the caliph, who turned the prisoners over to a judge who could investigate their state. The judge threw some questions at Abu’l-Husayn Al-Nuri. He answered them completely and then began to say, “And beyond this, God has servants who when they stand, stand in God, and when they speak, speak in God…” Sayings came, one after the other, that made the judge weep. So the judge sent to the caliph, saying, “If these are heretics, there is no Muslim on the face of the earth.” 232-233
Muadh al-Nasfi said, God Most High will not destroy a people, even though they continue in their evil practices, as long as they do not humiliate and abase the poor. From the Risala of Imam Al-Qushayri
It is related that Abu Darda said, “I would rather fall from the top of a castle and be shattered to bits than to sit with wealth. For I heard the Messenger of God say, “Beware of sitting with the dead!” And when it was asked, “O Messenger of God, who are the dead?” he said, “The rich.”
Abu Ali Mumshad ibn Said Al-Ukbari said, “Inside the dome of Solomon’s temple, a male swallow courted a female swallow. She refused to have anything to do with him. He asked her, ‘Why do you reject me? If you wished, I would pull down this dome on top of Solomon!’ Prophet Solomon summoned the bird to him. ‘What is the meaning of this?’ he demanded. ‘O Prophet of God,’ pleaded the bird, “lovers are not to blame for the things they say!’ ‘You have spoken the truth!’ said the king.” From “The Sufi Book of Spiritual Ascent (The Risala of Imam Al-Qushayri).
بشكل عام، علاقتي مع الصوفية مش ولا بد، بسبب كثرة خزعبلاتهم وخرافاتهم والأمراض النفسية والعقلية التي نجدها في قصص بعضهم.
في ٤ كلمات يمكن أن ألخصها: الرسالة في التصوف المعتدل. منذ صغري وأنا اسمع عن الرسالة كلاما سلبياً، حتى انطبع في ذهني انها رسالة سخيفة مليئة بالشطحات والتفاهات. واليوم وأمس قضيت معها أوقاتاً جميلة، بل لقد قمت من سريري البارحة وقت نومي فقط لأقرأ فيها. ، والحقيقة أني أُعجب بالكتاب جداً، بل أراه من بعض الوجوه أفضل من إحياء علوم الدين، وأقرب لقلبي ولسماحك الشريعة. فهو أصلح لزماننا (القرن واحد وعشرين) من إحياء علوم الدين
لأن فيه بعد روحاني معتدل، وليس فيه شطحات كثيرة.
فالكتاب عبارة عن كتب صغيرة إن صح الوصف، فيقول: كتاب الدعاء، ويبدأ بآية قرآنية، ثم حديث عن النبي، ثم أخبار للصالحين، ليس في أكثرها شطحات أو خرافات، مع شيء من قصة أو شعر. يعني كأنها محاضرة عن كل موضوع من المواضيع الروحية: التوبة القناعة الدعاء عدم الحسد الخ
الكتاب منقسم إلى أربعة أقسام كبرى، الأول: في بيان اعتقاد هذة الطائفة، الثاني: في بيان تعظيم مشايخ هذة الطائفة للشريعة، الثالث: في الكلام عن بعض . مصطلحاتهم،و أحوالهم ومقاماتهم، الرابع: وصية لمريدي الانتساب إلى طريقهم. الكتاب ديوان كبير من دواوين التصوف، جمع فيه المصنف رحمه الله آثارا ضخمة من آثار المنتسبين إليه، حتى بلغ فهرسة هذة الآثار نحو 60 صحفة، وكذلك تراجمهم وبيان مشايخهم وتلاميذهم. اجمالا: الكتاب لا غنى عنه للمريدين، ولكنه ينقل الآثار دون خوض في تفصيلها وبيان معانيها فيحتاج إلى شرح أو شيخ، وقد يشكل جدا بدون أحدهما.
رسالة مفيدة في الجملة فيها بعض الأمور العقدية الكلامية في المقدمة خصوصا لا يوافق عليه القوم بالإضافة إلى بعض شطجات غلاة التصوف..صاحبها من كبار العلماء بارك الله فيها ونفع بما فيها من خير..
الحديث عن الصوفية والمتصوفة أشبه بالحديث عن الآثار والحفريات التي طوتها طبقات الأرض في بطونها وغيبتها القرون ، ثم اكتشفت واستخرجت في عصور لاحقة ، فبدت ككنوز الارض والمعادن النفيسة كبيرة القيمة جميلة المظهر عظيمة الجوهر ، فالصوفية كما هو معروف من احوالهم لا وجود ولا ذكر ولا شأن لهم في مجتمعاتهم فترة حياتهم ، فهم دائما مهمشون منكرون واحيانا ملاحقون من أهلهم وقومهم ، لا يخالطهم ولا يجالسهم أحد وانما يعرفون ويشتهرون بعد موتهم ورحيلهم عن الدنيا بما تركوا وخلفوا من آثار وتراث وسيرة ، حتى التسمية " صوفي أو صوفية " هم لم يطلقونه على أنفسهم ، ولم يشيروا الى أنفسهم بإسم أو صفة أو شعار أو شئ من ذاك أو ماشابه ، كذلك لم ينخرطوا في فرقة أو طائفة أو جماعة ، بل كانوا دائما على النقيض من ذلك ، أفراد أغراب مرتحلون من قرية الى قرية يعيشون على اطراف البلاد وفي مجاهلها وشعابها ، أما عن التسمية ومنشأها فيذكر القشيري كل ماورد اليه في هذا المجال فيقول : إن هذه الطائفة أشهر من أن يحتاج في تعينهم إلى قياس لفظ واستحقاق اشتقاق ، لكن هذه التسمية غلبت علي هذه الطائفة ، فيقال : رجل صوفي ، وللجماعة صوفية ، ومن يتوصل إلى ذلك يقال له : متصوف ، وللجماعة : المتصوفة ، وليس يشهد لهذا الاسم من حيث العربية قياس ولا اشتقاق . والأظهر فيه : أنه كاللقب ، فأما قول من قال : إنه من الصوف ، ولهذا يقال : تصوف إذا لبس الصوف كما يقال: تقمص إذا لبس القميص ، فذلك وجه. ولكن القوم لم يختصوا بلبس الصوف !! ومن قال : إنه مشتق من الصفاء ، فاشتقاق الصوفي من الصفاء بعيد في مقتضى الله ، وقول من قال: إنه مشتق من الصف ، فكأنهم في الصف الأول بقلوبهم فالمعنى صحيح ، ولكن اللغة لا تقتضي هذه النسبة إلى الصف ، وسنذكر هنا بعض مقالاتهم فيه على حد التلويح : يقول أبو حمزة البغدادي : علامة الصوفي الصادق: أن يفتقر بعد الغني، ويذل بعد العز، ويخفى بعد الشهرة، وعلامة الصوفي الكاذب: أن يستغني بالدنيا بعد الفقر، ويعز بعد الذل، ويشتهر بعد الخلفاء. وقال محمد بن علي القصاب عن التصوف: أخلاق كريمة ظهرت في زمان كريم من رجل كريم مع قوم كرام.. وقال رويم بن أحمد البغدادي : التصوف مبني على ثلاث خصال: التمسك بالفقر والافتقار إلى الله، والتحقق بالبذل والإيثار، وترك التعرض والاختيار. وقال : استرسال النفس مع الله تعالى على ما يريده. وقال معروف الكرخي: التصوف: الأخذ بالحقائق، واليأس مما في أيدي الخلائق. وقال الجنيد عن الصوفية: هم أهل بيت واحد، لايدخل فيهم غيرهم. وقال أيضا: التصوف: ذكر مع اجتماع، ووجد مع استماع، وعمل مع اتباع. وقال أيضا: الصوفي كالأرض، يطرح عليها كل قبيح، ولا يخرج منها إلا كل مليح. وقال أيضا: إله كالأرض؛ يطؤها البر والفاجر، وكالسحاب يظل كل شيء وكالقطر يسقى كل شيء. وقال: إذا رأيت الصوفي يعني بظاهره، فاعلم أن باطنه خراب. وقال التصوف : هو أن يميتك الحق عنك، ويحييك به. وقال : هو أن تكون مع الله تعالى بلا علاقة. قال أبو محمد الجريري عن التصوف : الدخول في كل خلق مني والخروج من كل خلق دني وقال الحصري : الصوفي الذي لا نقله الأرض، ولا تظله السماء.. وقال أبو علي الروذباري التصوف: الإناخة على باب الحبيب ون طرد عنه. وقال الشبلي: التصوف الجلوس مع الله بلاهم. وقال أبو منصور: الصوفي:هو المشير عن الله تعالى؛ فإن الخلق أشاروا إلى الله تعالى. وقال الشبلي: الصوفي منقطع عن الخلق، متصل بالحق؛ وقال رويم: ما تزال الصوفية بخير ما تنافروا، فإذا اصطلحوا فلا خير فيهم. وقال الجريري: التصوف مراقبة الأحوال، وروم الأدب. وقال المزين: التصوف: الانقياد للحق. وقال أبو تراب النخشبي: الصوفي لا يكدره شيء، ويصفو به كل شيء. وقيل: الصوفي لا يتعبه طلب، ولا يزعجه سبب. وقال ذو النون المصري عن أهل التصوف فقال: هم قوم آثروا الله، عز وجل، على كل شيء فآثرهم الله، عز وجل، على كل شيء. وسئل سمنون عن التصوف فقال: أن لا تملك شيئا ولا يملكك شيء وقال سهل بن عبد الله: الصوفي: من يرى دمه هدرا، وملكه مباحا. وقال الحسين بن منصور، وقد سئل عن الصوفي، فقال: وحداني الذات لا يقبله أحد، ولا يقبل أحدا
كجمال البلاغة الكامنة في الأدب ،تستشعره من بين الكلمات ،تتلذذ بسحره وعذوبته وحلاوته ،ولا يمنعك جهلك بالتصنيف والمسميات من أن تسعد بهذا الجمال الفني وتأنس بذلك البيان الشجي ،ولا تحرمك عدم معرفتك بالإستعارة والكناية والتشبيه من أن تجد حلاوة الكلمات وتطرب لأتلاف الصور والعبارات . كذلك أرى التصوف ،فهو درجات وحالات تعتريك في رحاب الإيمان والحب القدسي .تسمو روحك عندها وتستشعر حلاوة القرب من الله والعيش في رحابه والأنس بصحبته لا يحرمك من ذلك أن تجهل مسميات هذه الأحوال وتباين مدارج السالكين فيها ،لذلك أرى أنه علم جاء ليصف حالة سابقة له بقرون ،ليس فقط من لدن عصر النبوة بل منذ أن تعرف الإنسان إلى خالقه وأنس الوجود في رحابه واللذة في الإيمان به والإطمئنان إلى مآله عنده وإيابه ليه . هو علم وصفي للموصوف قديم ،كعلم النحو الذي يعرف الناس بالغة بعد اكتمالها عند أهلها وتعايشهم بها لزمان ! ولا يعني ذلك أنه تحصيل حاصل ،بل أن من فوائد التعرف إليه ما لا يعد ولا يحصى فهو تعريف للجاهل الذي لم يغشى هذه العوالم وتثبيت للعارف والمجرب فتجده يقول نعم كهذا مثل ما حدث معي ، تماماً كما شعرت ،أو يا ليني بلغت لهذه المراحل ! أحببت قول الصوفية :الصوفي ابن وقته ! يريدون بذلك :أنه مشتغل بما هو أولى به في الحال ،قائم بما هو مطالب به في الحين ،لأن الإشتغال بفوات وقت ماضٍ ،تضييع وقت ثان ! وتأثرت كثيراً بقول أبو القاسم النصر آبادي في صفات الله عز وجل :" الجنة باقية بإبقائه ،وذكره لك ورحمته ومحبته لك باقٍ ببقائه ،فشتان بين ما هو باقٍ ببقائه ،وبين ماهو باقٍ بإبقائه ". أي إحساس بالراحة والأمان يضفيه هذا التصور الجميل فرحمة الله بعباده هي صفة من صفاته أما الجنة فهي مخلوق من مخلوقاته وصفات الله أبقى وأمضى في كل مكان وزمان فهي نافذة إليك في هذه الحياة الدنيا ليس بينك وبينها حجاب زماني ولا مكاني ،��المؤمن في رحمة الله في كل مكان ولا ينتظر الجنة أو الآخرة حتى يستشعر هذه الرحمة وينعم بها ،لذلك فالصوفية يحبون الله لا رغبة في جنته ولا خشية من عقابه ، بل يحبونه لأنه عز وجل أهل لمحبتهم وعبادتهم ! الرسالة القشرية في علم التصوف :هي باب للدخول إلى هذا العالم الواسع الرحب القدسي هي تذكرة للغافل و أنس للعارف ودليل لمن أراد أن يتعلم كيف يرتقى إلى مدارج السالكين !
هذا الكتاب مكتوب قبل 1000 سنة وهو كتاب يعنى بحال المتصوفة وشروطها وأحوال أتبعاها. الكتاب يدعو للفضيلة ونبذ الدنيا والزهد فيها. إلا أنني وجدت فيه الكثير من القصص والأحاديث التي لم يقبلها عقلي ولم أستطع تصديقها.
The book, which is one of early works in Sufism, focuses on essential virtues in small chapters , with many narrations of Sufi's and quotes . It is filled with wisdom and Al Qushayri has brought a wonderful piece of work.