يتناول الكتاب النازية انطلاقاً من مستوى تحليلي حضاري معرفي يتجاوز السردَ التاريخيَّ والمستوى السياسيَّ، كما يتجاوز منطقَ تراكم المعلومات والحقائق، ويستخدم منهج دراسة الظواهر التاريخية الحضارية من خلال النماذج التفسيرية. يبدأ الكتاب بتعريف الإبادة وبعض المصطلحات الأساسية المرتبطة بها، ثم يتناول ظاهرة الإبادة في سياقها الحضاري والألماني، وبعضَ الإشكاليات السياسية والفلسفية التي تثيرها إبادة يهود أوربا على يد النازي، مثل إشكالية انفصال العلم عن القيمة، وتوظيف الإبادة واحتكارها وإنكارها، وإشكالية الحل النهائي، وقضية عدد ضحايا الجريمة النازية، وملاحقة مجرمي الحرب النازيين. ويتناول كذلك المكانة التي تشغلها الإبادة النازية في الوجدان الفلسفي والأدبي الغربيين. ويثير الكتاب واحدةً من أهم القضايا الخِلاَفية وهي قضية التعاون بين أعضاء الجماعات اليهودية (وخصوصاً الصهاينة) مع النازيين.
الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري، مفكر عربي إسلامي وأستاذ غير متفرغ بكلية البنات جامعة عين شمس. وُلد في دمنهور 1938 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي (مرحلة التكوين أو البذور). التحق عام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعُين معيدًا فيها عند تخرجه، وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1963 حيث حصل على درجة الماجستير عام 1964 (من جامعة كولومبيا) ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رَتْجَرز Rutgers (مرحلة الجذور).
وعند عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود (1983 – 1988)، كما عمل أستاذا زائرًا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 – 1975)، ومستشارًا ثقافيًا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 – 1979). ثم عضوا بمجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار التحرير في عدد من الحوليات التي تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا (مرحلة الثمر).
ومن أهم أعمال الدكتور المسيري موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد (ثمانية مجلدات) وكتاب رحلتي الفكرية: سيرة غير ذاتية غير موضوعية- في البذور والجذور والثمار. وللدكتور المسيري مؤلفات أخرى في موضوعات شتى من أهمها: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (جزأين)، إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (سبعة أجزاء). كما أن له مؤلفات أخرى في الحضارة الغربية والحضارة الأمريكية مثل: الفردوس الأرضي، و الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، و الحداثة وما بعد الحداثة، و دراسات معرفية في الحداثة الغربية. والدكتور المسيري له أيضاً دراسات لغوية وأدبية من أهمها: اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود، و دراسات في الشعر، و في الأدب والفكر، كما صدر له ديوان شعر بعنوان أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية. وقد نشر الدكتور المسيري عدة قصص وديوان شعر للأطفال
قدم الدكتور المسيري سيرته الفكرية في كتاب بعنوان رحلتي الفكرية – في البذور والجذور والثمر: سيرة غير ذاتية غير موضوعية (2001) حيث يعطي القارئ صورة مفصلة عن كيف ولدت أفكاره وتكونت والمنهج التفسيري الذي يستخدمه، خاصة مفهوم النموذج المعرفي التفسيري. وفي نهاية "الرحلة" يعطي عرضًا لأهم أفكاره
حسناٌ يبدو أخيراٌ أنني قد تحليت بالشجاعة لكتابة المراجعات التي تاخرت فى كتابتها منذ سنوات , المسيري هو الكاتب المفضل عندى ويتعتبر كتاباته هو المنبع الفكري الاول لي منذ ان كنت صغيراٌ , بالطبع المعاناة مع مصطلحات المسيري هي معاناة ازلية سواء أكنت فى ريعان الشباب ام مراهقاٌ ستعاني لكن ستختلف الامور باختلاف خلفيتك الثقافية وعزيمتك علي تخطي حاجز المصطلحات الشاهق الارتفاع هذا الذي تتميز به جميع كتابات المسيري بلا استثناء .
هذا هو الكتاب الوحيد الذي اشتريته طوال وجودي فى المملكة العربية السعودية لمدة سنتين وكانت قراءتي له أثناء الرحلة الأخيرة التي غادرت فيها أرض المملكة ولم أرجع اليها حتي الان , قراءة فى رحلة استمرت 12 ساعة حتي الوصول الي بيتي بمدينة المنصورة قادماٌ من مطار جدة الدولي الي مطار شرم الشيخ الدولي .
قضية الكتاب الرئيسية هو موضوع من أكثر الموضوعات التي طرحت حولها الكثير من الأطروحات وهي قضية “الابادة النازية لليهود” وحسب الوصف الذي كتب عن هذا الكتاب الذي هو اطروحة الدكتور المسيري حول هذا الموضوع
“ستحاول هذه الدراسة التوصل إلى حقيقة هذه الإبادة من خلال إلقاء الضوء على العناصر التاريخية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي قد ساهمت إلى حدّ كبير في تفسير جوانب كثيرة مما حدث، وذلك من خلال تحديد المصطلحات والمفاهيم التي تمّ خلطها، وعن طريق إبراز الكثير من الحقائق السياسية والحضارية التي تمّ تجاهلها، وعن طريق التأكيد على أهمية بعض الشخصيات اليهودية وغير اليهودية التي تمّ تهميشها في التواريخ المتداولة، وهي عملية بإمكانها أن تؤدي إلى “مراجعة” الرؤية التاريخية المهيمنة والنماذج التفسيرية السائدة، وإلى فهم الظاهرة موضع الدراسة فهماً أعمق، الأمر الذي قد يتيح تحديد حجم الجريمة وموضع المسؤولية بشكل أكثر تركيبية.”
اما النقطة الرئيسية التي ركز عليها المسيري فى كتابه هو محاولته ايضاح الرابط القوي الذي ربط المشروع الامبريالي الغربي بالمشروع النازي وكيف كان المشروع النازي هو مجرد تسلسل منطقي وجزء من المشروع الامبريالي الغربي نفسه ولم يكن سوي شذوذ فى اهدافه التي اصطدمت بالمشروع الأصلي وهذا هو اساس معاداة النازية لدي الدول الاوروبية المشروع الصهيوني كان وما زال هو جزء أساسي من مشروع امبريالي للهيمنة الغربية علي العالم وقد استطاع مخططوه الاستفادة جيداٌ من تلاقي الكثير من الاهداف فى محاولة تحريك عجلة التقدم لمشروعهم الاستيطاني ومخطط تهجير اليهود الي فلسطين وهو القضية الاساسية .
يناقش الدكتور المسـيري في هذا الكتـاب أيضاٌ قضية الإبادة النازية لليهود، وفقاٌ لما أسماه رؤية جديدة تتجـاوز المعتاد من السرد التاريخي للاحداث ومسألة مراكمة المعلومات و الحقائق وهو يسعي بذلك الي إثبات أن عملية الإبادة النازية لليهود ليست استثناءًا و لا انحرافًا للحضارة الغربية وانما كانت عملية ممنهجة ضمن الاطار العام للمبادئ الامبريالية الغربية ، و هي بذلك مظهر طبيعي لهذه الحضارة التي تعلي من قيم المنفعة والكفاءة والإنجاز والتقدم مهما كان الثمن المادي والمعنوي المدفوع فيها وهو المنطق الذي تفرضه افكار داروينية سبنسر الاجتماعية من تطبيق منظومة التطور البيولوجي للداروينية التطورية علي المستوي الاجتماعية من اعلاء افكار البقاء للأصلح والأقوي .
النقطتان التي يدور حولهما الكتاب يبدوان شديدة القرابة وهذا ليس غريب اذ أنهما فى الحقيقة يؤديان الي بعضهما البعض ومهما دار المسيري بأحداها سيعود فى النهاية ليربطها بالأخري , فى نهاية الكتاب وضع لنا المسيري ملحقاٌ يناقش فيه المصطلحات والمفاهيم التي وردت فى الكتاب بالكامل أما الكتاب نفسه فقد انقسم الي 4 فصول بعناوين
الإبادة النازية والحضارة الغربية بعض إشكاليات الإبادة النازية ليهود أوروبا التعاون بين بعض أعضاء الجماعات اليهودية والنازيين الابادة النازية فى الوجدان الغربي وقد ربط المسيري بين المشروع النازي والصهيوني من خلال كون كلا المشروعين افرازات للمشروع الامبريالي الغربي يحاول المسيري توضيح ذلك ليس من خلال الوثائق التاريخية التي توضح وتفضح التعاون بأنواعه بين اعضاء الجماعات الصهيونية واليهودية المختلفة والنازيين فقط ولكن من خلال توضيح ان النطاق المعرفي الشامل للحضارة الغربية المتمثل فى قيمها العلمانية هي النبتة التي زرعت فى الفكر النازي فأخرج معسكرات الاعتقال ونظام هتلر القمعي ضد الأغيار وليس فقط ضد اليهود كما يحاول اليهود أن يصوروا ان النازيين استهدفوا اليهود باعتبارهم الوظيفي (طبقاٌ لأطروحة المسيري نفسه عن الجماعات الوظيفية ) او الديني وأوضح المسيري ان نفس تلك القيم الغربية ضمن النموذج المعرفي العلماني الشامل هي التي شكلت الارضية التي قامت علي أثرها القوات الصهيونية بمجازر دير ياسين وغيرها .
وأيضاٌ استمر المسيري فى كتابه فى نقد النموذج الغربي والمنظومة الحضارية الغربية بكل ما تمثله من أفكار وقيم وادوات سواء أكان فى صورته الفاشية او النازية او الامبريالية العامة (التي انتجتها دول الحلفاء بشكل أخص ) , وطرح المسيري فكرة جديدة هو اللحظة التي تاتي لتمثل النموذج خير مثال وتبين وتوضح الارتباط الوثيق بين النظرية والتطبيق علي أرض الواقع وهو ما يذكره فى حالة ظهور المشاريع والنماذج المثالية وهنا أشار الي كون ظهور النموذجين الصهيوني والنازي عبر عن اللحظات التي تمثلت فيها القيم والحضارة الغربية بأفضل تمثيل ممكن لها .
ففى محاولات النازيين للتخلص من الاغيار والأشخاص عديمي النفع تجلت فى ذلك افكار الداروينية الاجتماعية التي مثلت بنياناٌ وركناٌ أساسياٌ فى منظومة القيم الغربية والأنموذج المعرفي الغربي بأكثر صورها وحشية ودماراٌ بالتأكيد لكنها كانت الصورة الأكثر دقة وتعبيراٌ عن الحضارة الغربية . كانت فيها رؤية النازيين للأشياء حسب قيمتها النفعية (حتي الانسان نفسه )، من هنا تخلص النازيون من العجزة والمعاقيين وغيرهم طالما أنه لا نفع لهم وأطلق عليهم النازي مصطلح المستهلكين عديمي القيمة علي هؤلاء , والأمر الآخر هو فصل القيمة والغاية عن العلم بحيث يكون العلم مجرد اداة للاستخدام ومن يمارسه هو خارج نطاق القيم الاخلاقية التي لا يعتد بها بشكل عام فى اتخاذ القرارات فالعلم نفسه لا يستطيع ان يجيب علي الاسئلة او الاخلاقية او يقدم اجابات خارج نطاق منهج البحثي الاستقصائي ، وأيضاٌ فصل قيمة العمل عن القيم الاخلاقية او كل الاعتبارات الاخري وهنا أوضح المسيري المثال الأشهر فى منظومة القيم الغربية كلها فالترويج لبائعة الهوى أو عملها لايصف بالانحلال الأخلاقي مثلاً، بل تصف بائعة الهوى بأنها (تقوم بعملها) وتعتبر (عاملة) جنس وهذا أمر لم يختلف كثيراٌ علي ما يبدو فى مختلف تجليات الحضارة الغربية بمراحلها المختلفة .
لا يجب ان نغفل اشارة الدكتور المسيري للكثير من الدراسات التي توضح كذب وادعاءات اليهود فى عدد الضحايا او كونهم مستهدفين بسبب عرقهم او جماعتهم الوظيفية حتي وأعده من افضل الاجزاء فى الكتاب (ليس جزءاٌ موحداٌ فهو موزع ما بين مختلف الفصول) . أما فى النهاية وفى الفصل الاخير من الكتاب تحدث الدكتور المسيري عن كيفية تأثر الوجدان والعقل الغربي بقضية الابادة التي قام بها النازيون ومدي تأثر المجتمع الغربي بالدعايا الصهيونية ومدي الجهد الذي قامت به الجماعات الصهيونية لاستغلال هذا الحدث للدعوة الي هجرة اليهود الي فلسطين والي كسب الكثير من تعاطف الشعوب الاوروبية لاسيما الشعب الامريكي والالماني بعد كل ما حدث لهم !! ..
فى الذكرى الرابعة لوفاة عبدالوهاب المسيري أُنهى أول كتاب له .. لا أطمع فى فهم الكتاب بالكامل .. مع المصلطحات المسيرية المعقدة الى حد ما .. ولكنى استوعبته الى حد كبير بعيدا عن فلسفة وأفكار هايدجر ..
الكتاب بلا شك ذو أهمية لكل عربى ومسلم ولكل إنسان لفهم تلك القضية الإنسانية الشائكة..
يأتى الكتاب فى أربع فصول وبه ملحق للمصطلحات العامة التى تفيد تلك الدراسة وغيرها ويترك لنا المسيرى حرية الاختيار فى الانتقال من الخاص إلى العام أو العكس، بدأت بالعام ثم انتقلت إلى الخاص بالحديث عن النازية، ثم عدت مرة أخرى الى المصطلحات لزيادة استيعابها.
أهم ما يبينه الكتاب فى اعتقادى هو نقطتين هما: أولا أن سلوك الألمان المتمثل فى الإبادة النازية هو جزء لا يتجزأ من تاريخهم الحضارى ( بل هناك من يتطرف إلى درجة القول بأن سلوك الألمان هو فى واقع الأمر تعبير عن طبيعتهم الثابتة( ويرى المسيرى أن الحضارة التى أفرزت الرؤية الإمبريالة والمنفعة المادية هى الحضارة التى أفرزت رؤية إيادية وصلت إلى قمتها فى اللحظة النازية.. فالإبادة النازية تعبر عن شئ حقيقى أصيل لا فى التشكيل الحضارى الألمانى وحده وإنما فى الحضارة الغربية، وليست مجرد انحراف عن تاريخ ألمانيا أو تاريخ الغرب الحديث.
ثانيا أن الإبادة النازية لم تكون لليهود وحسب ولكنها إبادة لكل العناصر غير النافعة المستهلكة على حد التعبير الإنجليزى (usless eaters) ومنهم السلاف والغجر واليهود والأقزام والشواذ جنسيا ومدمنو الكحول وغيرهم ..
لم تكن الإبادة النازية لليهود بالتصفية الجسدية وحسب ولكنها كانت الحل أو الملجأ الأخير لهم، بداية كانت هناك مسعكرات الاعتقال والسخرة وتهجيرهم الى البلدان الأخرى والتى لم تقبل بهم فكانت تعود بهم السفن مرة أخرى الى ألمانيا .. إن العالم الغربي برفضه هؤلاء اليهود، أيد ضمنيا الجريمة النازية ووافق على منطلقاتها الفلسفية، حتى وإن لم يوافق علي الشكل المتطرف الذى اتخذته.
لم تختلف النازية فى أيدلوجيتها عن الفكر الغربى الداروينى فقد بنت أفكارها على أن فكرة البقاء هى القيمة المطلقة والصراع باعتباره الآلية الوحيدة للبقاء ..
هناك ما يجعلنا نستوعب إلى حد ما الإبادة النازية وكذلك ما يفعله الإسرائيليين مع الشعب الفلسطينى وهى عملية تحييد المصطلح .. فالمصطلح المحايد يقترب من المصطلح العلمي الدقيق المنفصل عن القيمة بمعنى أنه بلا عواطف .. أى أن المواطن النازى الذى اشترك فى عملية الإبادة لم يكن سوى بيروقراطى يؤدى عمله بكفاءة ولا يتساءل عن مضمونه الأخلاقى وينفذ الأوامر وإن تنافت مع القيم الأخلاقية والإنسانية المطلقة ..
أما على ا��جانب الإسرائيلى الآن فلا يمكن الحكم على إسرائيل بالمقاييس العادية، فبقاؤها مطلق وهو ما يعطيها الحق فى أن تستخدم أحيانا -او قل غالبا- أساليب غير أخلاقية لضمان البقاء، وعلى سبيل المثال، يمكن الحديث عن حق العرب فى تقرير المصير شريطة ألا يؤدى هذا إلى تهديد وجود اسرائيل وبقائها
ومثال أخر على الحياد هو الحياد العلمي تلك التجارب العلمية التى كان يقوم بها العلماء والأطباء النازيين على بعض العناصر البشرية كحقنهم بالسم او البكتيريا لمعرفة تأثيرها، ووضعهم فى غرف شديدة البرودة او مفرغة من الهواء .. وأيضا بعض التجارب التى أجروها على التوآم بعد فصلهم .. وغيرها من التجارب والتى جعلتهم يتوصلوا لكثير من الحقائق العلمية، والتى لم تُتح لغيرهم من الأطباء
وهناك من يتساءل بمدى أخلاقية الاستفادة من معلومات تم الحصول عليها فى مثل هذه الظروف التجريبية الجهنمية، وبهذه الطريقة الشيطانية.
تقوم اسرائيل بتعقب مجرمى الحرب النازيين بروح انتقامية رغم مرور أكثر من نصف قرن على الجريمة النازية بهدف تعميق الاحساس الغربى بالذنب تجاه اليهود وتذكير الشعب الألماني والشعوب التى قاتلت بجانب ألمانيا بمسئوليتها عن هذه الإبادة وإظهار الإبادة كما لو كانت موجهة ضد اليهود وحسب، وتوظيف هذا الشعور فى إضفء شرعية على الوجود الصهيونى فى فلسطين ..
أما بالنسبة لقانون العودة الصهيونيى والذى ينطلق من كون اليهود "شعب بلا أرض" نُفى قسرا من وطنه فلسطين منذ ألفى عام ولكنهم لم يتأثروا بهذا النفى فغالبيتهم يريدون أن ينهوا حالة الشتات ويعودوا إلى أرضهم ويفترض أيضا فلسطين "أرض بلا شعب" على الرغم من وجود شعب فيها عشرات القرون الماضية ولكنه وجود مؤقت ولا يعطى هذا الشعب أى حقوق ثابتة، فاليهود وحدهم لهم حقوق مطلقة فى أرض فلسطين ..
ونأتى إلي قضية شائكة للغاية وهى العلاقية بين الصهيوينة والنازية، وتورط بعض الصهاينة اليهود فى التعاون مع النازيين .. تأتى العلاقة الفعلية بين اليهودية والصهيونية فى استغلال الصهيونيين للإبادة النازية لبيان حقهم فى العودة إلى فلسطين، كما تعاون الصهاينة مع النازيين فى ادلالهم للجنود الألمان علي أماكن اليهود وإيصالهم إلى معكسرات النازيين ..
ورفض الصهاينة المستوطنين هجرة اليهود إلى أى مكان غير فلسطين .. حيث صرح بن جوريون أمام زعماء الصهيونية "لو عرفت أن من الممكن إنقاذ كل أطفال ألمانيا بتوصليهم إلى انجلترا، مقابل أن أنقذ نصفهم وأنقلهم إلى فلسطين، فإنى أختار الحل الثانى، إذ يتعين علينا أن نأخذ فى اعتبارنا لا حياة هؤلاء الأطفال وحسب، بل كذلك تاريخ شعب اسرائيل."
أما الفصل الرابع تناول الإبادة فى الوجدان الغربى من الناحية الأدبية والدينية والفنية .. حيث تمثل الإبادة بالنسبة لليهود اهم ما وقع لهم على الإطلاق فهى تشبه الأيقونة فهمها غير ممكن ولا يمكن سوى تذكرها.
أما على الجانب الأدبى فقد تم عملية الإبادة فى كثير من الأعمال الروائية والسينمائية ولعل من أهمها او من الأمثلة على ذلك رواية جورج ستاينر نقل أدولف هتلر إلى سان كريستوبال وتنتهى تلك الرواية بمشهد محاكمة هتلر بعد القبض عليه فى أدغال غابات الأمازون حيث يقول هتلر مدافعا عن نفسه:
"هل كان من الممكن أن تصبح فلسطين إسر ائيل .. دون مذبحة الإبادة التى قمت بها. إن مذبحتى هى التى أعطتكم شجاعة الظلم التى جعلتكم تطردون العربى من منزله وحقله لأنه كان يقف فى طريقكم. هذا هو الذى جعلكم قادرين على تحمل معرفة أن هؤلاء الذي قمتم بطردهم، يجلسون يكاد يأكلهم العفن فى معسكرات اللاجئين، على بُعد أقل من عشرة أميال (من وطنهم) مدفونين أحياء فى بؤسهم ..
أيها السادة أعضاء المحكمة. لقد أخذت عقائدى منكم .. إن جرائم الآخرين فاقت جرائمى. إن الرايخ ( الدولة الألمانية) هو الذى ولد إسرائيل .. هذه هى كلماتى الأخيرة .. فى وسط التردد وعدم اليقين تظل الأمور معلقة حتى يحين وقت كشف كل الأسرار .."
(الهولوكوست) هي الكلمة التي ترد إلى الذهن عندما نتحدث عن النازية، حادثة الإبادة التي تعرض لها اليهود، أفران الغاز، معتقل أوشفيتز، الستة ملايين يهودي، كل من شاهد (Schindler’s List) أو (The Pianist) يعرفون ذلكم الجو الكئيب والمرعب الذي برع الأدب وبرعت السينما في تقديمه وترسيخه، وبرع الصهاينة في استغلاله.
يفتتح الدكتور المسيري كتابه هذا الصادر سنة 1997 م، بقوله تعالى: ” من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً” (المائدة: 32)، وبعبارة استلها بذكاء من كتاب المفكر الفرنسي روجيه جارودي (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية) تقول هذه العبارة: “وليس الغرض مسك دفاتر حسابية مؤلمة ومفجعة، فقتل إنسان برئ، سواء ً أكان يهوديا ً أم لم يكن، هو جريمة ضد الإنسانية”، وبهذا يكون المسيري قد وضع له هدفا ً واضحا ً من البداية في كتابته حول الإبادة النازية لليهود، وهو أنه لن يبحثها من منطلق معلوماتي، ينصرف إلى عدد اليهود الذين تم قتلهم، وكيف، وهل رقم الستة ملايين حقيقي؟ أم مختلق؟ فالمسيري يوضح أن ما حدث جريمة بشعة، واستشهاده بالآية الكريمة وبمقالة جارودي في افتتاحه يجعله يركز جهده على الجانب الأهم، وعلى السؤال المفيد، للحصول على إجابة مفيدة، والسؤال هو: هل كانت اللحظة النازية – لحظة الإبادة، لحظة أوشفيتز – هل كانت لحظة غريبة وخارجة على الحضارة الغربية؟ هل كانت انحرافا ً في هذه الحضارة تم القضاء عليه وبقوة؟ أم أنها لحظة وليدة لهذه الحضارة ولها جذورها الكامنة؟ وإجابة هذا السؤال تقودنا إلى السؤال التالي هل هناك التقاء ما بين النازية والصهيونية؟ أين وكيف؟
للإجابة على هذه الأسئلة يقسم المسيري كتابه إلى أربعة فصول:
* الفصل الأول: الإبادة النازية والحضارة الغربية * الفصل الثاني: بعض إشكاليات الإبادة النازية ليهود أوروبا * الفصل الثالث: التعاون بين بعض أعضاء الجماعات اليهودية والنازيين * الفصل الرابع: الإبادة في الوجدان الغربي
سنتناول فيما يأتي أهم ما ورد فيها:
يبدأ المؤلف بتوضيح المصطلح المستخدم لوصف الحادثة، أي كلمة (هولوكوست)، وهي كلمة يونانية تعني (حرقان القربان بالكامل)، والكلمة مصطلح يهودي يشير إلى نوع من القرابين، يتم فيه حرق القربان المقدم كاملا ً، ولا يبقى منه شيء لمقدم القربان ولا للكهنة، فلذا هو أكثر القرابين قداسة، وكان يقدم تكفيرا ً عن خطيئة الكبرياء، فلكأن الكلمة استخدمت بنفسية يهودية، تنظر للمحرقة النازية على أنها تقديم لقربان ضخم، وهذا القربان هو الشعب اليهودي ذاته، الشعب المختار، أي الشعب المقدس، يشير المؤلف بعد هذا إلى أن الإبادة لم تكن حدثا ً جديدا ً في تاريخ البشرية، حدثت إبادات سابقة لشعوب كثيرة، ولكن ما يميز الإبادة النازية برأيه هو أنها إبادة تمت بشكل واع ٍ، منهجي، مخطط له بدقة، محايد، وأنها استخدمت أحدث الوسائل التقنية، وأحدث الوسائل الإدارية للوصول للهدف، وهذا الوصف مهم جدا ً، وسيتبين فيما يأتي معناه المروع، يبدأ المؤلف بعد هذا في شرح كيف أن الإبادة إمكانية كامنة في الحضارة الغربية الحديثة وليست مجرد لحظة جنون عابرة، فيصف أولا ً وضع اليهود داخل الحضارة الغربية حتى عصر النهضة بأنهم شعب شاهد في نظر الكنيسة الكاثوليكية، أي يشهدون بضعتهم ودونيتهم على عظمتها وانتصارها، هذا من الناحية الدينية، أما من الناحية الاجتماعية والاقتصادية فكانوا جماعة وظيفية، تأتي أهميتهم من خلال وظيفتهم ومدى نفعهم، وكانت وظيفتهم أن يكونوا طبقة بين الطبقة الحاكمة والشعب، بحيث يحصلون هم على الأموال من الشعب، ويعتصرهم الحكام بعد هذا بالضرائب، فلذا كانوا مكروهين من الشعب، محميين من الكنيسة والحكام لمنفعتهم وفائدتهم، مع ظهور البروتستانتية التي رفضت فكر الشعب الشاهد، وآمنت بالعقيدة الألفية والتي تؤمن بعودة المسيح وتأسيسه لمملكته لألف عام وهذا مشروط بعودة اليهود إلى أرض الميعاد (فلسطين)، تحول اليهود من جماعة يجب الحفاظ عليها في نظر الكاثوليكية إلى جماعة يجب نقلها إلى فلسطين حسب النظرة البروتستانتية، وبعد ظهور الدولة القومية والبرجوازيات المحلية تقلصت فائدة اليهود كجماعات وظيفية، وبدأ الجدل حول مدى فائدتهم، وبدأ تصنيفهم إلى طبقات، يأتي في أعلاها اليهود النافعون للمجتمع الذي يعيشون فيه، وهؤلاء يحصلون على الحقوق كاملة، واليهود الذين لا فائدة لهم، وهؤلاء لابد أن يتم التخلص منهم، هذا كله أوجد التربة الخصبة للإبادة ولكن ما صنعها حسب ما يرى المؤلف هو الرؤية الغربية الحديثة للكون، والتي بدأت كرؤية إنسانية، تضع الإنسان في مركز الكون، ولكنها تطورت مع خلال النموذج المادي الذي يساوي ما بين الإنسان والطبيعة لتصل إلى مرحلة يفقد فيها الإنسان مركزيته ويتحول إلى مادة هو بدوره، وبهذا ظهرت الأخلاق النفعية المادية التي لا تلتزم بالعواطف والغائيات والأخلاقيات الإنسانية، ومن ثم تحولت الإنسانية الغربية إلى إمبريالية ومن ثم عنصرية، وظهر ذلك جليا ً في الاستعمار الغربي، حيث تمت إبادة سكان أمريكا الشمالية الأصليين، وسكان أستراليا، وتم إحلال أوربيين مكانهم، كما تم نقل الأفارقة إلى أمريكا ليكونوا مادة بشرية، تستخدم في العمل، هذا كله جعل اليهود يتحولون إلى مادة بشرية فائضة في أوروبا، وخلق ما عرف باسم (المسألة اليهودية)، والتي كان حلها نقل اليهود (ترانسفير) إلى خارج أوروبا – يستخدم المؤلف المصطلح بهذا الشكل (ترانسفير) ليجذر المعنى اللا إنساني الكامن، حيث يتحول البشر إلى مادة يتم نقلها حسب الحاجة والمصلحة -، وقد حاول النازيون تطبيق هذا الحل، وتعاونوا مع الحركة الصهيونية لأنها تهدف إلى نقل اليهود إلى فلسطين، وتكوين وطن قومي لهم هناك، وهذا متناسب مع المصالح الألمانية ولكن مع اشتداد الحرب، وعدم فائدة اليهود الموجودين في ألمانيا في ذلك الوقت في معتقلات السخرة، بعدما تم استنفادهم بالعمل، بدأ الألمان في تطبيق سياستهم الإبادية، ويؤكد المؤلف بأنه ليس اليهود وحدهم من عانوا من الإبادة، بل عانى منها الشعب البولندي بشكل أكبر لأن السياسة الألمانية كانت تهدف إلى توطين الألمان مكانهم، وتتبدى هذه النظرة المرعبة للإنسان في الفصل الثاني الذي يخصص المؤلف جزء منه لوصف التجارب العلمية التي كان الألمان يجرونها على ضحاياهم بكل برود وتجرد، ومن دون أي مشاعر إنسانية، وإبادتهم للمشوهين والمعاقين والمرضى وحتى الجنود ��لألمان الجرحى الذين يكلف علاجهم مبالغ ضخمة !!! هذا النموذج المروع مشابه للصهيونية من حيث نظرتها للفلسطينيين وتعاملها معهم، ومن حيث شعاراتها الأولى “أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض”، والتي يظهر فيها نزعة إبادية كامنة، تستهدف نقل السكان الفلسطينيين – أي طردهم -، من أراضيهم، ونقل اليهود من أقطار الأرض ليحلوا محلهم، بدعوى حقوق يهودية مزعومة، وبدعوى وحدة الشعب اليهودي المزعومة أيضا ً، والتي يحللها المؤلف مبينا ً عدم وجود هذه الوحدة، وأنه لا يوجد شعب يهودي، وإنما توجد جماعات يهودية مختلفة، بل متنافرة، لكل جماعة ثقافتها الخاصة – للمسيري كتاب حول الموضوع عنوانه (الجماعات الوظيفية اليهودية) -.
الكتاب من أهم الكتب التحليلية التي تفيدنا في التعرف على الصهيونية والنموذج الكامن فيها.
الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ عبدالوهاب المسيري الطبعة الخامسة 2009 م دار الشروق 300 صفحة
هذا الكتاب أحد أفضل ما كُتب عن التشابة بين الحركة الصهيونية والنظام النازي في الآيدلوجيا الفكرية، يبين هذا الكتاب حقيقة ماحصل في معسكرات الاعتقال النازية وكيف جعل اليهود العالم ينظر لهذه المعسكرات على أنها موجهة ضد اليهود دون غيرهم ويبحث في حقيقة ابادة الستة مليون يهودي وهو الرقم المبالغ فيه والمضخم طبعًا، للأسف المراجع التي تم استنباط المعلومات منها كانت شحيحة ولا أعلم ماسبب هذا، أيضًا تمنيت لو كانت المعلومات موثقة بالمراجع تحت كل صفحة تم ذكر المعلومة بها
،من الكتب التي تنفضك لتتنبه حقيقة الغرب الآلي اهم النقاط فيه بالنسبة لي : 1. تأسي الفردوس الارضي 2.حديثه عن يوتوبيا التكنولوجيا التكنوقراطية التي تقع في قبضتها الهندسة الاجتماعية التي بها يخط التاريخ وبها تقع فئة من الناس حالة عدم الحاجة للدخول في التيار الاخلاقي
3.ظهور الايدولوجيات العلمانية والتي عبر عنها ب"العلمانية الشاملة " مثل الماركسية والاشتراكية العلمية والنازية والفاشية
4. الرؤية الخلاصية في الايدولوجيات
5.حديثه عن نزع الصبغة النازية عن المانياعن طريق التشكيل الحضاري الامبريالي في تحقيق الدارونية المثالية
6. الاثر الايجابي الذي عاد على اليهود اثر هذه الابادة فقد شغل اليهود مكانة خاصة في الوجدان الديني الغربي تكفيرا عن ذنب هتلر وتقديم فلسطين دولة الفداء لهم
7.مقولة المسيري هذه انقلها كما هي كي لاتفقد هالتها وكي لا افقد اشمئزازي من الغرب "حتى يصل الفرد الى العقل المطلقلابد من تعريف العقل ويتم توسيع نطاقه بحيث لم يعد هناك حدود تفصل بين عقل الفرد والعقل المطلق فقد فقد العقل هويته واصبح لاعقلانا" مرجعا هذا الى الحلولية الكمونية
كتاب يؤكد ان النازيه لم تكن انحرافا عن الحضاره الغربيه وانما لحظتها النماذجيه. ويؤكد ان الاباده لم تكن بالرغم من الحضاره الغربيه وانما تمت بسببها. ويؤكد ان النازيه لم تعتتدي على الصهيونيه واما تعاونت معها فهما ابناء لام واحده ومصلحتهم مشتركه. كتاب رائع يجب ان تقرأوه.
عندما قرأت قبل ثلاث سنوات للمفكر عبد الوهاب المسيري في مؤلفاته المختلفة التي تناول فيها الكثير من الافكار، والتي كانت نتاجاً لهمّ فكري أيقظته حقيقة الهزيمة ذلك اننا كنا قد هزمنا من داخل قبل ان نهزم من الخارج و كمثقف عربي حقيقي مهموم بواقع امته المرير وجد انه لابد فرض عليه ان يفهم اللحظة الراهنة من التاريخ وان يكون شاهدا على مجرياتها. فالانسان كما يقول المسيري "حينما يدرك الانسان الواقع فهو لا يدركه بشكل مباشر وإنما من خلال إدراكية تتشكل من خلال الذكريات والعقائد والرؤى والأساطير والأحلام، العقل ليس صفحة بيضاء ترتسم عليها معطيات الواقع المادية كما يدعي البعض، فهو يتسم بأنه توليدي مبدع، لا يدرك بشكل متلق، وانما يعيد صياغة الواقع اثناء ادراكه". وذلك ما حدث وابدع نماذجه التفسيرية التي اسقط فيها ادعاءات اعدائه بل وحضي بإحترامهم وخوفهم لدرجة تهديده علناً بالاغتيال اذا ما استمر يعري رؤاهم الزائفة، وعليه نصبح نحن اصاحب هذا الهم مثله مجبرون ان نفهم بل علينا ان نفهم اذا لم نستطع ان تغير بأيدينا الواقع الذي نصبح في مرحلة ما متورطين مباشرين فيه، اما كضحايا واما ك ضمائر معذبة، لذا قراءة المسيري هي جهاد فكري يتمخض عنه شعور بالنصر بأن الانسان يستطع ان يقبض على حقيقة الامور بيديه ويزنه بميزان انساني يدرك فيه الاشياء بحجمها الحقيقي وبمسمياتها الحقيقة. لأن اسباب النصر تبدأ بالفهم وهذا ما حداه الى ان يتنبأ بالكثير من الحركيات التي ستصيب الجسد الصهيوني بما بناه له من ادعائات باتت اليوم تسقط لانها لم تعد تعطيهم اي شرعية ومانراه من تعنت وبطش واستخدام اعمى للقوى منهم ليس سوى طلائع انهزام. اود ان اقتبس بعض السطور من الكتاب هنا على ان القراءة الكامله لسوابق النص تكون داعمة له في الفهم الصحيح والنص كما يلي ( رغم الدعاية الصهيونية الشرسة وتأكيد احتكار اليهود لدور الضحية في عملية الابادة التي قام بها النازيون ضد كثير من الشعوب والاقليات الاثنية والدينية والعرقية ، فإن ثمة علاقة وطيدة بين الصهيونية والنازية تستحق الدراسة. وقد يكون من المفيد ابتداءً ان نقرر ان النازية والصهيونية ليسا بأية حال انحرافا عن الحضارة الغربية الحديثة بل يمثلان تيارين اساسيين فيها. ولعل اكبر دليل على ان الصهيونية جزء اصيل من الحضارة الغربية ان الغرب يحاول تعويض اليهود عما لحق بهم على يد النازيين بإنشاء الدولة الصهيونية على جثث الفلسطنيين ، وكأن جريمة اوشفيتس يمكن ان تمحى بارتكاب جريمة دير ياسين او مذبحة بيروت او مذبحة قانا. وقد انجزت الصهيونية ما انجزت من اغتصاب الارض وطرد وابادة للفلسطينيين من خلال التشكيل الامبريالي الغربي، واستخدمت كل ادواته من غزو وقمع وترحيل وتهجير. والغرب، الذي افرز هتلر وغزواته، هو نفسه الذي نظر بإعجاب الى الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان وبيروت وانحاء اخرى من العالم العربي. وهو الذي نظر بحياد وموضوعية داروينية للجريمة التي ارتكبت والتي تُرتكب يوميا ضد الشعب الفلسطيني) نهاية الاقتباس… وانا عن نفسي وفي اللحظة الراهنة اجد اني مضطرا ان ارجع اقرا كتبه والقي كل ما كان بيدي من كتب اخرى لان هذا ما يضطرنا جميعا ان نفعله، ان نكون شهداء على هذه اللحظة وهذا التاريخ.
كنت على وشك البكاء عندما اكتشفت عبقرية المسيري، رجل من الطراز الرفيع في إطلاعه وبراعة تحليلاته، والجميل أن معظم أبحاثه منشورة بلغة الضاد مما يضفى على أعمال جمالاً آخر وإبداع في ترجمة المصطلحات الغربية، يغلب على كتابات المسيري التحليلات السوسيولوجية كونه دارس ومطلع في هذه التخصص، ليس ذلك فحسب، فالمسيري مطلع بتعمق للدراسات الفلسفية فهو ملم بأفكار نيتشه، اسبينوزا، هيغل وعمالقة الفكر المادي الغربي، مما يجعل أعماله رغم بساطة لغته صعبة نوعاً ما، لأن تحليلاته فلسفية وسوسيولوجية بشكل عام وبالتالي سيكون من الصعب على غير المتخصصين التقدم بسلاسة خلال القراءة. لا شك أن العظيم عبد الوهاب المسيري تأثر بشكل كبير بأعمال باومان خصوصاً في القسم الأول والثاني من الكتاب حيث تحدث بشكل موسع عن الرابط بين الحداثة الغربية والبيروقراطية وجريمة المحرقة وكيف أدى إستعمال الترشيد إلى نزع القداسة عن الإنسان وتحويله إلى أداة صغيرة جداً في ماكينة البيروقراطية الضخمة التي تدير كل من الإنسان والطبيعة، فبالتالي جعل ذلك إبادة اليهود والغجر، البولنديين والسلاف وغيرهم مهمة سهلة جداً لأنه المرجعية الأخلاقية للجندي النازي كانت الدولة البيروقراطية وليس نظم أخلاقية تقليدية، وهذا ما أشار إليه إيخمان خلال محاكمته في القدس، حيث أشار أنه كان يتبع التعليمات المسداة إليه وأنكر إرتكاب أي جرم. لقد قرأت كتاب باومان عن الهولوكوست والحداثة، ولكن بعد قراءة المسيري أدركت أن عبقرية الأخير تفوق عبقرية السابق، عند المقارنة بين الدراستين، تجد أن تحليلات باومان سطحية وبدائية مقارنة بعمق تحليلات المسيري الذي يظهر وبلا شك أنك أمام عملاق وموسوعة علمية ملمة بكل تفاصيل التاريخ الصهيوني، الفارق بينهما أن المسيري توسع بشكل كبير في تحليل آليات وأدوات البيروقراطية الغربية ووضح ذلك خلال القسم الأول والثاني من الكتاب، بل وربط ذلك بفلسفات الغرب التي ظهرت بعد عصر التنوير، بدءا من روسوا وإنتهاءاً بهايدجر. القيمة الأساسية بالنسبة لي كدارس لعلم الإجتماع كان الجزء الثالث، الذي يناقش نهاية التاريخ حيث يتحدث المسيري هنالك عن دور فلسفة التنوير في نزع القداسة عن الإنسان وتحويله إلى مجرد مادة يتم توظيفها في الماكينة الرأسمالية أو الليبرالية الغربية من أجل تحقيق رؤية الدولة العلمانية الشاملة التي باتت مركز النظام الليبرالي، كذلك يناقش المسيري العديد من المصطلحات الفلسفية والسوسيولوجية التي استعملها خلال دراسته بطريقة فنية وسلسة نوعاً ما. إذا كنت غير مهتم بدراسات الصهيونية والنازية، دراسة القسم الثالث مهم جدا لدارسي الفلسفة وعلم الاجتماع حيث يقوم المسيري بتبسيط العديد من القضايا الشائكة ويوضحها من خلال أمثلة حية.
لعشرات السنين ظلت الصحافة والإعلام يتحدثون عن الكارثة النازية باعتبارها استثناءً لقاعدة الفلسفة الغربية، حدثا دمويا وبشعا حدث على رغم التحضر والحضارة، ولكن ما يناقشه المسيري هنا هو أن النازية -وتلتها الصهيونية- لم تكونا على رغم الفلسفة الغربية، بل بسببها، ويورد لذلك شرحا مفصلا عن أهم الحركات الفكرية في القرنين الماضيين، وما تبعهم من تغير في الفلسفة المتبناة في الغرب. يبدأ كتابه بالحديث عن مدلول كلمتي إبادة وهول.وكوست في العصر الحديث، ويشير أن الإبادة النازية لم تأت جديدا، فهي -من ناحية الأرق��م والإحصاء- أقل من جرائم إبادية أخرى ارتكبت في حق شعوب وأقليات كثيرة، فكان منها قتل السكان الأصليين للأمريكتين، وحادثتي نجازاكي وهيروشيما، وحوادث قتل الأفارقة وتسخيرهم، والإبادات التي حدثت في الجمهوريات السوفييتية الإسلامية.. بل ما حدث في أمريكا من احتجاز لليابانيين في معسكرات اعتقال أثناء الحرب العالمية الثانية.. كل ذلك كان دليلا على أن النازية لم تأت جديدا، سوى أن الطابع العام للإبادة كان يحدث "للآخر" وعلى أرض "الآخرين" أما النازية فقد حدثت هنا في "أوروبا"، وضد أناس هم بشكل أو آخر "أوروبيين".
يشرح بعد ذلك تأثر النازية بالفلسفة الغربية ككل، فيوضح تأثرها بكل من أفكار الداروينية، والعلمانية الشاملة وعصر ما بعد الحداثة والفكر النيتشوي. فالداروينية في سياقها الهرمي، تضع صورة للإنسان كونه "حيوان اجتماعي" لا أكثر، ولأن المنصب الذي ناله ذلك الحيوان الاجتماعي على قمة الهرم هو منصب معرض دائما للتهديد، فالطبيعة هي الطبيعة، واليوم الانسان هو الأقوى فبالتالي هو من اعتلى قمة الهرم، لكن لأن التغير والتبديل من سمات الطبيعة، فقد يظهر بعد ذلك من ينازع الإنسان في سلطته. ولأن الإنسان كمان أسلفت هو في أعلى الهرم، فذلك يحتم أن يكون هناك إنسان أعلى وإنسان أقل منه، وبالتالي يكون هناك شعوب أكثر تطورا من الأخرى، وقد تمثل ذلك في سيادة الرجل الأبيض على الأسود، وبعد ذلك تحولت إلى سيادة الجنس الآري على كل من السود وباقي البيض. أما الفكر العلماني الشامل فهو ينزع القداسة عن الانسان وعن الحياة، فيصبح الإنسان مجرد آلة نفعية، تتحدد قيمته بقدر ما يدر من ربح -مادي بالطبع- وبالتالي ينسلخ الإنسان من روحه ويصبح أسير المادة والمنفعة والحوسلة "تحويله إلى وسيلة".
يشير الكاتب أيضا إلى الجو العام الذي نشأت فيه النازية، وما كان هدفها، فيذكر أنها في نهاية الأمر لم تكن تستعمل الإبادة بمعناها الوحيد "التصفية الجسدية" بل كانت تحول البشر غير النافعين إلى عمالة رخيصة، وبالتالي ستدر تلك العمالة "نفعا" وستوفر مجهود وتكاليف "تصفيتها جسديا" أما عن من طالتهم تلك الإبادة، فكانوا من العجزة والمشوهين والمعاقين ومدمني المخدرات والمجرمين والغجر والسُّلاف واليهود، والجنود الألمان المصابين في الحروب.. وكانت الخطط الأولى هي محاولة حوسلتهم والإستفادة منهم بقدر الإمكان، أما من كان لا يرجى منه أمل كانت تتم تصفيته جسديا، وكانت الإبادة في فكر الشعب الألماني لهدف واحد، هو التخلص من كل العوائق والمشاكل التي يمكن أن تعرقل مسيرة الأمة الألمانية في طريقها نحو الفردوس الأرضي، حيث يصل الإنسان في ذلك الفردوس إلى الحقيقة الكاملة، وتنتهي المشاكل والصراعات، ويكون هنالك النعيم والرغد فقط، وذلك يبرر وجود المسنين والمعوقين والضعفاء في معسكرات الاعتقال النازية. بعد ذلك يشرح المسيري الحركة الصهيونية التي تبكي وتولول حتى اليوم على ذكرى الإبادة واستئثارها لنفسها، وقد خضعت الإبادة لشكلين من التعميم والتضييق من قبل المنظمات الصهيونية، يقول المسيري:
"بالنسبة للمسئول عن الجريمة: تخضع الإبادة النازية لعمليتين متناقضتين: 1/ يتم تضييق نطاق المسئولية إلى أقصى حد بحيث تصبح الإبادة النازية ليهود أوروبا جريمة الألمان وحدهم ضد اليهود. 2/ يتم توسيع نطاق المسئولية إلى أقصى حد بحيث تختفي كل الحدود وتصبح الإبادة النازية ليهود أوروبا جريمة كل الأغيار (الأغيار هم من ليسوا يهودا) بشكل مطلق، أو جريمة كل من الألمان والأغيار، أو الألمان باعتبارهم أغيارا، أو الألمان بموافقة وممالأة الأغيار.
بالنسبة للضحية: تخضع لعمليتين متناقضتين: 1/ يتم تضييق نطاق الجريمة بأقصى حد بحيث تصبح جريمة موجهة ضد اليهود وحدهم، لا ضد الملايين من اليهود وغيرهم من الغجر والسلاف.. إلخ 2/ يتم تعميم الجريمة إلى أقصى حد بحيث تصبح موجهة ضد اليهود، كل اليهود، لا يهود العالم الغربي وحسب."
بعد ذلك يورد المسيري شخصيات صهيونية تواطأت مع النازية وقبلت بقتل اليهود في سبيل نقل "ترانسفير" عدد من اليهود إلى فلسطين، كما يذكر رفض وتثبيط الصهيونية لأي مساع يهودية للانتفاضة أو الاعتراض او الوقوف في وجه النازية (الأمر الذي لو حدث لعرقل النظام النازي خصوصا في وقت الحرب العالمية، وكان كفيلا بأن يحفظ الكثير من أرواح اليهود)، وهكذا عقدت الصهيونية وثائق لنقل اليهود إلى فلسطين مع النازية بيد، وولولت على ذكرى الضحايا وأقامت لهم المتاحف والأضرحة بيد أخرى. وفي الوقت الذي تتحول فيه الرؤية الصهيونية إلى لاهوت مقدس، وحقيقة ثابتة لا تقبل الشك، أصبحت الصهيونية ترتكب كل الجرائم الممكنة في حق العرب في سبيل انفاذ حقها المطلق الذي لا يُناقش، وفي الوقت الذي تبكي فيه ضحاياها، لا تتورع عن قتل وتشريد وحرق للمنازل في حق الفلسطيين، واعتبار مقاومتهم لها نوعا من التشكيك في سلطتها المطلقة التي ارتأتها لنفسها، وفي ظل هذا الإيمان بالحق الصهيوني المطلق، تصبح الأرض المقدسة أرضا بلا شعب، انتظرت اليهود منذ أخرجوا منها، ولم يعد للشعب العربي المتجدر فيها أي وزن، فالأرض أصبحت بلا شعب، والشعب المختار أصبح هو الآخر بلا أرض منذ لحظة شتاته.
وحينما يتحدث المسيري عن النقل (ترانسفير) فهو يتحدث عن فلسفة متجدرة في الفكر الغربي منذ قرون، حيث جرى ترانسفير للأوروبيين إلى أرض الميعاد "أميريكا"، وتم ترانسفير آخر للأفارقة من أفريقيا إلى اوروبا للاستعباد، وجرى ترانسفير لليهود والعجزة والمعوقين والمجرمين والغجر والسلاف من المدن الألمانية إلى معسكرات التدريب، أو إلى جيتوات خاصة باليهود، وعندما أعطت بريطانيا وعد بلفور أعطته بمنطق ترانسفير لليهود إلى فلسطين، وترانسفير للفلسطينيين خارج فلسطين.
أخيرا أختم حديثي باقتباس يوازن بين الصهيونية والنازية وتأثر الأولى بالثانية:
1/ النازية: "وكان يشار إلى عملية الإبادة بالمصطلح نفسه، فيتم أولا "الإخلاء"، يليه "النقل" (الترانسفير)، ثم "إعادة التوطين" وأخيرا "الحل النهائي". (ويستخدم الصهاينة الخطاب نفسه، فهم يستخدمون كلمة مثل "الترانسفير" للإبعاد، وحينما فر الفلسطينيون من قراهم عام 1948 خوفا من الإرهاب الصهيوني، وصف وايزمان هذا الفرار بأنه عملية "تنظيف"). وتحييد المصطلح مسألة أساسية في الفكر النازي، فعملية تسييس العمال، وترشيد حياتهم، أي السيطرة عليهم وعلى حياتهم الخاصة أطلق عليه اسم "القوة من خلال المرح"، وكان مكتوبا على معسكر اوشفيتس "العمل سيحقق لك الحرية".. وكما تحدثنا فقد جرى الحديث عن إبادة المعوقين وغيرهم باعتبارها نوعا من "الصحة العرقية" ومن "علاج الأمراض الوراثية الخطيرة"، وكان إبادة المجرمين والمتخلفين توصف بأنها "تجنب العدوى والقضاء على الجراثيم"، وأفران الغاز هي "أدشاش".. والعملية كلها هي عملية "تطهير" لا أكثر ولا أقل. ويلاحظ أن كل المصطلحات لا تذكر أية إبادة (بالمعنى العام أو الخاص الذي نطرحه) ولذا فهي تجعل عملية إبادة البشر تبدو وكأنها مسألة مجردة وبعيدة، ومن ثم مقبولة تماما".
2/ الصهيونية: "ويستخدم النازيون والصهاينة على حد سواء الخطاب النيتشوي الدارويني نفسه المبني على تمجيد القوة وإسقاط القيمة الأخلاقية. إذ يستخدم الصهاينة (شأنهم في هذا شأن النازيين) مصطلحا محايدا، فهم لا يتحدثون عن طرد الفلسطينيين وإنما عن "تهجيرهم" او "دمجهم في المجتمعات العربية" وهم لا يتحدثون مطلقا عن تفتيت العالم العربي وإنما عن "المنطقة"، ولا يتحدثون عن الإستيلاء على القدس وإنما عن "توحيدها" وعلى عن الاستيلاء على فلطسطين او احتلالها وانما عن "استقلال" إسرائيل أو عن "عودة" الشعب اليهودي إلى أرض أجداده". . تمّ.
يعطي نظرة شمولية للوضع اليهودي والنازي خلال فترة الحرب العالمية ,, الافكار الصهيونية وتشابهها الكبير بالنازية . هدف اليهود في تلك الفترة انهم يمهدون الطريق لرجوعهم لأرض "الوطن" بزعمهم واللي هي فلسطين .. لدرجة أن واحد منهم "بن جوريون" صرح لزعماء الحركة الصهيونية .. عن اليهود والهجرة فقال
"لو عرفت أن من الممكن انقاذ كل أطفال ألمانيا"اليهود" بتوصليهم الى انجلترا ,مقابل أن أنقذ نصفهم وأنقلهم إلى فلسطين ,فإني أختار الحل الثاني ! إذ يتعين علينا أن نأخذ في اعتبارنا ,لاحياة هؤلاء الأطفال فحسب ,بل كذلك تاريخ شعب اسرائيل " يعني مو همهم الأكبر حياة شعبهم , أنقتلو وللا لا ,, اتعذبو وللا لا ! همهم الاأكبر انهم يجدون طريق ووسيله للهجرة الى فلسطين " !! فالنازيوون مهدوو لهم الطريق عن طريق عملية االترانسفير اللي ساعدتهم فيها فرق الــ "أس أس" فهربوو المستوطنين الصهاينة الى فلسطين ! هالكتاب يبين فضايحهم وكذبهم وهدفهم .. والصاعقة الكبرى .. تعاونهم مع النازيين ! والحين يسوون افلام عن هتلر ووحشية هتلر والنازية .. ويطلعون اليهود بمظهر المظلوم في قضية الحرب العالمية .. وانهم المستهدفون الوحيدون في تلك الحرب من قبل -طبعا- الحزب النازي !!!
أول قراءة للدكتور المسيري .. عميق بشكل عميق .. دراسة أكثر منه أي شئ آخر .. يدور حول فكرة واحدة و هي التي سمي بها الكتاب .. محاولة تلخيص العلاقة بين النازية و الصهيونية .. من حيث الفكرة و الوسائل و الفلسلفة .. ما اجتمعا و ما تفرقا عليه .. بشهادات من المفكرين النازيين و آباء الصهيونية
تناولته بعد الكثير من القراءة و المشاهدة لأحداث الفترة ما بين الحربين العالميتيين ،، و بعد إطلاع بسيط علي فلسفة النازية و الفاشية .
و لأنه دراسة تدور حول فكرة واحدة تقريبا فلا أنصح بقرائته لغير الراغبين فى التعمق فى هذا الاتجاه ، لأنه سيشعرك بالملل الشديد في حالة عدم الرغبة فى المعرفة المستفيضة فى هذه النقطة .
الكتاب الوحيد الذي استعرته من المكتبة العامة مرتين، في صيف متتاليين، وضّح الدكتور المسيري رحمة الله عليه كثيرًا من الاخطاء التي كنت اتصورها عن الصهيونية والنازية وعلاقتهما ببعض. وقد تناول قضية الهولوكست -ا��مُبالغ بها- بأسلوب موضوعي وحيادي عظيم. وهذه قرائتي لهذا الكتاب: http://hmsq8.wordpress.com/2008/10/04/
كتاب صعب جدا و يكاد يكون للمتخصصين فقط. المصطلحات و المفاهيم الفلسفية تملأ الكتاب بشكل تجعل من فهم الفقرات أمرا يحتاج لمجهود ذهني عنيف من جهلاء الفلسفة الغربية أمثالي. الملحق الأخير من الكتاب جاء ليشرح المصطلحات الفلسفية الواردة بين طياته و مفهومها في الدراسة. و لكن زي ما بيقولوا "جه يكحلها، عماها" و الأمر إزداد صعوبة و تعقيدا علي. لكن هذا لا يمنع أن الموضوع العام وصلني بشكل جيد و اللي هو بيدور علي تنظيرتين: - الأولي إن النازية مش غريبة عن الحضارة الغربية اللي قائمة أصلا علي العنصرية و سمو الجنس الآري و إستعباد الآخر في الأمريكتين و أسيا و إفريقيا، و إن الإبادة هي عقيدة أصيلة في كل الفكر الغربي و لنا في أمريكا و الهنود الحمر مثال وكذلك في أستراليا. ولكن غلطة النازية أنها قامت بنفس الممارسات في قلب أوروبا و ليس خا��جها فقط كما هم جميعا. - الثانية أن الصهيونية ك فكر لا تختلف كثيرا عن الفكر النازي و أن معظم أعلام الصهيونية هم أبناء الفكر و الفلسفة النيتشوية و الداروينية الإنتقائية التي هي أيضا منابع عقيدة الرايخ، طبعا مع أدلة و تحليلات عديدة عن الفكرتين و توضيحات للتناغم و التماهي اللي كان بين زعماء الصهيونية و زعماء النازية قرب الحرب العالمية وتحرك ماكينة الإبادة، و كذلك الموافقة الضمنية للصهاينة عما حصل لليهود لإستغلال ذلك في إبتزاز الغرب و ضمان تعويضهم ب"أرض الميعاد" و كذلك لإقناع يهود العالم بأنهم في خطر دائم و داهم طالما هم أقلية خارج وطن موحد لهم.
كتاب بيوضح قد إيه الكاتب هو موسوعة كانت تمشي علي الأرض. و قد إيه قراءة الكتابات من النوع ده صعبة علينا ك عرب.
كتاب أعتبره موسوعة في تاريخ النازية والصهيونية والضحايا بينهما .. ومن المفاجئ أن أعلم أن هناك يهوداً كانوا ضحية للطرفين .. وليس هذا فقط .. بل كان هناك يهوداً ضحية "تعاون" كلاً من النازية والصهيونية .. حقيقي استفدت كثيراً .. وبجانب شغفي بتاريخ فترة الحرب العالمية الثانية فقد كان أسلوب الدكتور المسيري جذاباً للقراءة...
تناول كذلك فكرة أن النازية لم تكن حدثاً طارئاً بل نتيجة وتبلور للفكر الأوربي والغربي حينئذ، كما ناقش ما حدث في معسكرات الإعتقال النازية بين الحقائق والأساطير والاستغلال الإعلامي خاصة من الصهاينة، والذين استغلوا الجرائم النازية لصالحهم وروجوا وكأنهم هم فقط كانوا الضحايا، ثم ناقش كذلك رؤيتنا كعرب لكل هذا .. وللأسف ما زال هناك عرباً يظنون أن هتلر كان يؤدي لنا خدمة بإبادته لليهود ولا يعلمون أنه لو طالتنا آلة حربه لما اختلف مصيرنا عن مصير ضحاياه من غير الأجناس السامية والألمان .. وما شاء الله .. لم يكن عندنا عقليات يمكن أن تكون عذراً أو سبباً في النجاة من الإبادة لننال "الألمنة الشرفية" .. وما زال هناك الكثير يتداولون مقولات هتلر وكأنه كان "منقذ العالم" .. مسم .. ربما جرائم الصهاينة الراهنة هي صورة - ربما خفيفة كذلك - مما قد كانت ستفعله آلة الحرب النازية لو تمكنت من بلادنا وقتها...
استفدت كثيراً من هذا الكتاب .. معلومات وفلسفة .. وكم هو مجهوداً كبيراً ومحترماً من الدكتور المسيري...
يقوم الدكتور عبد الوهاب المسيري(رحمه الله)عبر مؤلّفه هذا بتبيان علاقةٍ عميقة ووثيقة،وطبعاً مخفية،بين النازية والصهيونية،وهذه العلاقة تتخطى المصلحة المشتركة بين الطرفان المتمثلة بدعم هجرة اليهود من ألمانيا،فهاتان الحركتان تشتركان بالمنطلقات الفكرية التي قام الدكتور المسيري بتعدادها.
كما يقوم المسيري بتحليل نتيجة هامّة تتعلق بالنازية بوصفها ناتجاً حضارياً غربياً لا يختلف ولا يشذ عن تاريخ وممارسات هذه الحضارة،وذلك على عكس ما تحاول وسائل الإعلام الغربي الترويج له عبر وصف النازية ككيانٍ غريب على الإنسان الأوروبي،إنّما ما يميّز التجربة النازية حقاً هي كونها اتخذت أوروبا مسرحاً لها ليس إلا،على عكس التجارب الاستعمارية(الفوقية)السابقة لها في آسيا وأفريقيا والأميركيتين.
ويفنّد المسيري المزاعم اليهودية تجاه أعداد الضحايا،ويوثّق تعاون بعض اليهود مع جلّادهم،وكيف أنّهم-أي اليهود-قاموا باحتكار الإبادة كأنّهم ضحاياها الوحيدين رغم أنّ شعوب شرق أوروبا قد لاقت نفس المصير ولنفس السبب(التفوق العرقي).
أفكار الكتاب مهمة،فريدة،غنية،لا يسعني بالتأكيد تلخصيها أو تبيانها جميعاً لذا أشجع كل محتار بأن يقرأه،لكن مع نصيحة خاصة بأن يكون القارئ على دراية بسيطة مسبقة بأفكار الدكتور المسيري،أو يمكنه أن يقرأ معاني المصطلحات التي أفرد لها في نهاية الكتاب فصلاً خاصاً لشرحها كي لا يلتبس عليه الأمر عند البدء بموضوع الكتاب الخاص.
كتاب أكثر من رائع كعادة المسيرى الا انى ساكتفى باعطائه أربع نقاط لعده أسباب منها: 1- الكتاب اكاديمى أكثر سواء فى الأسلوب او المصطلحات المستخدمة. 2- يتوقع الكاتب منك ان تكون على دراية بالتاريخ و الديانة اليهودية قبل قراءة الكتاب فهو يفرط فى استخدام مصطلحات عبرية كثيرا مثل منشأ، يشيفا، متسافوت،كابلاه لذا اعتقد الكتاب موجه بالدرجة الأولى لدارسى العبرية او تاريخ اليهود. أما عن مميزات الكتاب فهى عديدة فالكاتب بذل جهد عظيم سواء فى دراسة اليهود كجماعة، أهل كتاب و اقلية حيوية فى مختلف دول العالم. الكتاب ملحق به سرد لغالبية المصطلحات الواردة في الكتاب كان يفضل ان تكون في اوله . أما تعمق الكاتب عن النازية و معسكرات الاعتقال خصوصا اوشفتز و بوخنفالد فجاءت عميقة ، عند التحدث عن الهولوكوست لم يدعك الكاتب تتعاطف مع اليهود او الكاثوليك او المعوقين و الغجر الذين لقوا حتفهم في المعسكرات فقد كان دائم الربط بين جرائم النازية و دير ياسين و صبرا و شاتيلا. المادية الجدلية و النيتشوية / الداروينية كان لها أثر أيضا فى الكتاب فهى أساس الاريه و نظرية تفوق الجنس الارى و تخلف باقى الاجناس. و يظل هتلر محير حتى في مماته فالكاتب يتعرض لنظرية ان هتلر كان ابن غير شرعى ليهودى لذا صب كامل نقمته على اليهود و حتى انصاف اليهود.
هذا الكتاب يدخل ضمن قائمة الكتب التي عندما تقرأها تتنبه مناطق تأملية كثيرة في دماغك مع إثراء كبير في المصطلحات والتفكير خارج الصندوق. المسيري كاتب وفيلسوف يستخدم البحث الأكاديمي الموثق والكلام المنمق ليناقش قضايا جوهرية, وهنا نراه يبحث في قضية النازية في كونها شكل من أشكال ظاهرة الإبادة في الحضارة الغربية وهي ظاهرة حتمية , وهنا لا أتفق أبداً معه في ذلك, فأنا أرى أن ظاهرة الإبادة هي ظاهرة حتمية في كل الحضارات البشرية. الكتاب دسم جداً ولا يستطيع المرء مناقشة جميع أفكاره في مراجعة بسيطة. كل الاحترام لفكر وعقل المسيري ولأبحاثه الرصينة المحترمة !
إنطباعي عن الكتاب لا يختلف عمّا ذكره الإخوة من قبلي . . .
ربما النقطة التي أذهلتني حقيقةً (بالرغم من أنها لا تتناول الحديث عن الكتاب نفسه) هي أن النازيين كانوا يطلقون على الضحايا في المعتقلات النازية باسم "ميزلمان - Muselmann" أي مسلم بالألمانية !
وقد وُرِدَ في مدخل مستقل في الموسوعة اليهودية (جواديكا) (Encyclopedia Judaica)بعنوان "مسلم" , ويمكن التأكد بمراجعة النسخة الإلكترونية من الموسوعة : http://www.encyclopedia.com/article-1...
بالرغم من أنني مؤمن بأن رؤية النازيين للعرب مثلها مثل رؤية البريطانيين والفرنسيين , إلا أنني لم أتوقع أن تصل الأمور بأن يطلقوا على الضحايا "بغض النظر عن معقتدهم" بأنهم مسلمين , وكما قال د.عبد الوهاب :"فأكن العقل الغربي حينما كان يدمر ضحاياه كان يرى فيهم الآخر, والآخر منذ الحروب الصليبية هو المسلم.... إن التجربة النازية هي الوريث الحقيقي لهذا الإدراك الغربي, والنازيون هم حملة عبء هذه الرؤية, وهم ممثلوا الحضارة الغربية في مجابهتها مع أقرب الحضارات الشرقية, أي الحضارة الإسلامية, وهم لم ينسوا قط هذا العبء حتى وهم يبيدون بعضاً من سكان أوروبا."
وللأسف مازال من العرب من يجهل التاريخ, فيمدح هتلر ويضع صوره على حسابه في الانترنت وينشر أقوال منسوبة إليه, ويروج لفكرة أنه كان يدعم العرب والمسلمين لتحرير فلسطين من اليهود الصهاينة, في حين يعجز تماماً عن تبرير عدم تحقيق هتلر لوعوده للشيخ أمين الحسيني بإرسال جيوش ألمانية لمساندة الفلسطينيين , أو تفسير اختفاء كتيبة مكونة من مسلمي البلقان (كما يكون التعليق تحت صور منتشرة في الانترنت لمسلمين يصلون في ساحة مكشوفة, يرتدون زي جيش ألمانيا النازية , وأُخرى لهم وهم يقرأون كتيب يتحدث عن اليهودية والإسلام), ولماذا لم يصلوا أبداً إلى فلسطين. ويمكن أيضاً التأكد من عدم جدّية النازيين في مساعدة العرب ضد مقاومتهم للبريطانيين والصهاينة بمشاهدة برنامج قناة الجزيرة (أرشيفهم وتاريخنا), الحلقات المتعلقة بالشيخ أمين الحسيني:
رحِمَ الله د.عبد الوهاب المسيري حينما قال :"للأسف نحن لا نقرأ تاريخه من منظورنا , إنما نقرأ تاريخه كما وُرِدَ لنا من منظوره , وليس هذا عيباً في الغرب وإنما فينا."
كتاب يتناول العلاقة بين النازية والصهيونية بكل أبعادها. يبدأ بفلسفة النازيين للحياة وايديولوجيتهم العلمانية الجديدة وسبب الفكرالنازي المعادي للصهيونية وان هذا الفكر ليس انحرافا بل هو نتاج استعمارية الاوروبيين، ثم يتطرق للمذابح ومعسكرات الاعتقال كاوشفيتس وغيره وكذلك لحقيقة افران الغاز. يبين الكاتب علاقة الصهيونية بالنازية بوضوح وبشكل علمي مدروس مرتبط بالزمان والمكان والشخصيات، وكيف ان فلسطين كانت واحدة من حلول التخلص من يهود اوروبا بموافقتهم.
د. عبد الوهاب اراد ان يوضح ان النازية لم تكن موجهة ضد اليهود بل كانت ضد جميع الاعراق الدونية كالسلاف والغجر وغيرهم فهي لم تكن توجه لليهود كيهود بل كانت ابعد من ذلك من منطلق نازي بحت يعطي الحق للالماني بالتخلص من اي شخص لا نفع له بالمجتمع. يشكك كذلك بتهويل افران الغاز والاعداد المذكورة واستفادة الصهيونية من تهويل وتعظيم الابادة. ينتهي الكاتب من رؤيتنا كعرب ومسلمين لهذه الحادتة.
كتاب مليء بالمعلومات القيمة، انصح بقراءته واقتبس منه ما قاله جارودي "وليس الغرض مسك دفاتر حسابية مؤلمة ومفجعة. فقتل إنسان برئ، سواء أكان يهودياً أم لم يكن، هو جريمة ضد الانسانية".
في هذا الكتاب , يوضح الدكتور المسيري - رحمه الله- الطبيعة الفلسفية التى اتركزت عليها كلا من النازية في ابادتها , و الصهيونية في ابادتها و عنصريتها ! فعلاقة النازية بالصهيونية كما نعرف من الكتاب علاقة وطيدة جدا .. المسيري يعود بنا الى جذور القضية وهي الفلسفة العلمانية الشاملة التى حلت في الحضارة الغربية بشكل كامل ! فالابادة لك تكن حدثا استثنائيا ولكنها ربما نتيجة منطقية للحضارة الغربية التى اتبعت نموذجا ماديا ترشيديا , يفصل القيمة عن اي عملية اجرائية ,,
الكتاب ربما وانا اقرأه في ظل الانقلاب العسكري عام 2013 , و الذي صحبته اصوات متعالية تمجد في قومية مصرية متوهمةو عرقية زائفة و نعرات عنصرية مقيتة باتت تملأ الفضاء الاعلامي المصري , و كما كان للإبادة مبرراتها في المانيا , صار في الاعلام المصري المرئي والمكتوب , مبررات شبيه جدا بما يفعله الامن في المتظاهرين خاصة مع فض همجي لميدان رابعة العدوية و النهضة , فإعلام هتلر و إعلام الانقلاب اشترك في مصطلحات كثيرة ! فالنازية يبدوا ان لها نسخة مصرية مما أعطي لقراءة الكتاب شيئا من المفارقة البائسة !
كانت هذه أول مرة أقرأ فيها للكاتب عبد الوهاب المسيري أسلوب الكاتب أعجبني للغاية، واضح أنه يعلم ملم بالكثير الكثير، من المؤكد أنني سأقرأ له مرارا
أما عن الكتاب نفسه، فبقدر ما أوضح لي من أشياء كانت غامضة بالنسبة لي، إلا أنه فتح أبوابا كثيرا تحتاج للكثير من البحث لمعرفتها كلها لكنه في المجمل كتاب جيد للغاية يتحدث فيه الكاتب عن مقارنة بين هتلر والنازية من جهة والصهيونية من جهة ثانية وكيف أن الاثنين وجهان لعملة واحدة تقريبا وأنه ما دامت مصالحمهما مشتركة فلا مانع لدى الطرفين من التحالف ضد قوى خارجية أعظم
الأمر الثاني الذي تطرق إليه الكتاب هو المحرقة أو ما يعرف بالهولوكوست وكيف استطاع اليهود تسخيره لخدمتهم هم وحدهم وكأنهم وحدهم الضحية بالرغم من تفنيد الكاتب لهذه الكذبة بالحقائق المدعمة بالدليل
ما أثار استغرابي حقا في هذا الكتاب وهو ما يحتاج إلى بحث دقيق، هو قول الكاتب بشكل أو بآخر بأن الصهيونية وليدة النازية وأنها منبثقة عنها الأمر الآخر الذي كنت أتمنى من الكاتب إيضاحه هو لماذا انقلب هتلر على اليهود؟؟ ما الذي تغير؟؟!!
من أثمن ما كتبه المسيري في نقده للحركة الصهيونية .. تفصيله وتأصيله لخروج النازية والصهيونية من صميم رحم الفكر الغربي المادي المتعلمن أقل ما يوصف بالرائع. يسير المسيري عبر تسلل منهجي راقي بداية في تأصيل بدايات الحركة النازية وعلاقتها مع الحضارة الغربية بوصفها منتجا طبيعيا لا كما يسوقها الغرب الان كانحراف عن مبادئ حضارتهم. يمر المسيري لاحقا عبر عنواين تشرح علاقة النازية باليهود وأسباب العداء .. يأتي أيضا على الهولوكوست ويشرح كيف أن الجريمة الكبرى هي حصر الهولوكوست باليهود فقط والإغفال المتعمد لمئات الاف الضحايا من الأعراق الأخرى.
يأتي لاحقا الربط ما بين نشأة الصهيونية والعلاقة الممتدة والأهداف المشتركة مع المشروع النازي.
كتاب يستحق التوقف عنده مرارا .. وأن يُقرأ ويُقرأ ويُقرأ
ما اثارني في الكتاب هو تحليله للسياق التاريخي و الاجتماعي و الثقافي و الفلسفي الذي مهد للنازية مطبقا المسيري منهجة في الترواح بين المنحى العام و المنحى الخاص في فهم ظاهرة "النازية" التي اعتبرها هي افراز طبيعي للمنظومة الفكرية و النفسية و الاجتماعية. بلغة اخرى فالنازية هي وليدة طبيعية للمجتمعات الانتقالية(المانيا الفلاحية الى المانيا الصناعية مع بيسمارك)...الا تشكل دراسة المسيري انموذجا لدراسة بعض الحركات السياسية في العالم العربي ذات التوجه العنبف اما خطابا او سلوكا..و خصوصا ان المجتمعات العربية لا زالت في مراحل انتقالية لم تترسخ فيها بنيات الدولة الحديثة؟
This entire review has been hidden because of spoilers.
قد لا يكون الكتاب شديد العمق ولكنه حتما عظيم الاتساع شديد الاتساق لا يخرج فيه حدث تاريخي عن اطاره هو اذن بيت شديد الانضباط تحسبه بسيطا قد جمع فيه الدكتور المسيري عصاره فكره وسنين عمره بدايه يضع النازيه في اطارها الطبيعي من الحضاره الغربيه ثم يفصل الحديث عن والنازيه والصهيونيه وتشابه بل تطابق الفكر وهو ما يظهر جليا في محاكمات نورمبرج الجزء الاخير وهو خاص بالمصطلحات وهو اعمق اجزاء الكتاب
لغة الكتاب رفيعة كعادة الدكتور المسيري رحمه الله والمعلومات شمولية و واسعة ويتم تناولها برؤية متوازنة ومنطقية ومنظمة ..وقف عاى الكثير من الحقائق المذهلة عن الصهيونية والنازية وتواطؤ الغرب وبعض الجامعات اليهودية ومدى مصداقية كل مايثيره الصهاينة والغرب عنها وعلاقتها باحتلال فلسطين ولماذا يحيط الغرب حادثة الابادة بالقداسة في حين أنه يتجاهل كثير من الأمور التي تستحق التقديس وخصص ملحق الجزء الأخير لمناقشة بعض المصطلحات والمفاهيم
كتاب للعامة في حالة التغاضي عن الفهم الدقيق لكثير من المصطلحات و الاكتفاء بالحصول علي المعلومة و معرفة الاطار العام للموضوع... كتاب ثقيل بالمعني الحرفي للكلمة و واجب قرائته
الكتاب يشرح ماهية النازية و الصهيونية و نقاط الاتفاق والتقارب و التباعد و التعاون بين الطرفين ... و الاطر الثقافية و الاجتماعية و المعرفية و الاقتصادية و السياسية لظهور النزعة الابادية في الغرب و علاقتها بحادثة الابادة لكثير من الطوائف منها اليهود... كما يتكلم المسيري عن الاشكاليات المحيطة بالموضوع
يربط الكاتب بين نتائج الفكر النازي، المحرقة مثالا صارخا لها، وأفعال المذهب الصهيوني، مجازرهم في فلسطين شاهدا عليهم، وبين الحضارة الغربية الحديثة. حيث أن الكاتب يعزي هذه التصرفات لقيم وفكر هذه الحضارة التي تتسم في أساسها المعرفي بأنها حضارة براقماتية إمبريالية مادية بحته تصنف الناس حسب أعراقهم ومدى نفعهم. ولهذا وذاك فإن هذه هي نهاية التاريخ حسب وصفه.
كتاب ثري و قيم يوثق للعلاقة التاريخية بين النازية و الصهيونية و يستدل خلاله المسيري بآراء و افكار و فلسفات عدد كبير من المفكرين النازيين و الصهاينةدون اغفال السياق التاريخي لاحداث صعود كل من النازية و الصهيوني،و لكن هناك عيب في الكتاب يتمثل في الحشو الزائد و التكرار الواضح للمعلومات مما يدل على ان الكتاب لم ينقح جيدا،و لكنه يبقى كتابا هاما و مرجعيا لدراسة العلاقة بين النازية و الصهيونية.
الكتاب أخذني إلى جذور وحقائق المسأله الصهيونيه النازيه تلك التي كانت مبهمة ولم تكن معالمها واضحه بالنسبة لي فكان عندي مجموعة من المعلومات البسيطه والغير دقيقه أيضا. لا أظن بأنني سأكتفي بقراءة هذا الكتاب مره واحده فقط على الرغم من حرصي على التلخيص إلا أني سأعاود قراءة الكتاب بإذن الله