نبذة النيل والفرات: "وحيداً كنتُ يا وطني... وأنت معي، تسافر فيّ... تسكنني". هكذا أدندن بأغنيتي الوحيدة؛ أقصر أغنية عرفها تاريخ الهزائم، وأطول حزن يدمنه الغياب. لا أزعم أني كتبتها ولكن دون شك أهديتها لحناً من دمي وبعضاً من صوتي! وسألوني يوماً: "من كتبها بالضبط؟" فأجبت مغمضاً عينيّ بكل ثقة "شاعر من زحل". وامتنعت بعدها عن أي تعليق. أبناء قريتي يمشطون أحاديثهم بأسئلة كثيرة، وتهزمهم الإجابات المقتضبة كالقشرة. ولأنهم يخشون قول: "لا نفهم" أو "لا نعرف" تجاهلوا الشاعر الزحلي وتركوني أدندن. أغني لعل الشمس تأتي بدفءِ يذيب الثلج المتراكم داخل النفوس هنا، أو تأتي بنور يقصي ظلام وطني المسجى على الظل. يحمل الليل صوتي إلى حافة الوادي البعيد، حيث حدود قريتي؛ هذه "التي سقطت سهواً من جهنم، وحتماً ستعود إليها "كما قال ذلك" ولد السليمي لأهل القرية في عشيةٍ تنضح البرد. كانوا مجتمعين في مجلس المحيان بن خلف كعادتهم بعد صلاة العشاء. فناجين القهوة المرّة تدور مشعلة قلوب الحضور وحواسهم. أضاف ولد السليمي: "يجدر بكم ألا تصلوا أو تتعبدوا، فأنتم لن تحاسبوا ولن تمروا على الصراط. سيأمر الله أحد ملائكته يوم القيامة وسيأخذ هذه القرية بمن فيهان ويلقي بها مباشرة في النار". لو قدّر لغريب التواجد آنذاك لجزم بأن كل الحضور- بمن فيهم المحيان وجدي، يوافقون ولد السليمي، لأن أحداً لم يزد على السكوت أو هزّ الفنجان وإعادته لخديم الذي كان يصب القهوة. بيد أن مشهداً كهذا جد معتاد خصوصاً إذا تحدث ولد السليمي وعلق على قضايا الساعة في القرية! وحتى في هذا المجلس فإن شعور الوحدة يلازمني كوجهي، ولا أشعر بقرب شيء إلا الوطن، أسافر فيه كما أسافر الآن، وأغني أغنية السطر الواحد. البرد والليل ونباح الكلاب وعواء الذئاب لا تزيدني إلا تمسكاً بليل قريتنا هذه. أقف على الشرفة متأملاً النخيل اليابسة حول المسجد، والبيوت المهجوة الممتدة على جانب واحد حتى تنتهي قريباً من بيتي، وتقابلها في صفاً موازٍ البيوت الحديثة التي تعمّد أهاليها إطفاء الأنوار، ربما مواساة للبيوت القديمة المهجورة! وحدثا منارة المسجد زينت رأسها بمصباح خافت، يطل على استحياء. في بلادي الشتاء والموت وجهان لنفس الرغبة. وفي النفس، قريتي والقطب المتجمد الجليدي وجهان لنفس الوطن. وهذا الليل يرسم حيرتي دروباً من تلاشى".
تدخل الرواية في إطار الرمزية من خلال قرية أرادها الكاتب مساحة تخلط فيها الأحاث المعبرة عن الفساد الاجتماعي المستشري بتلك القرية الرمز التي تمثل مطلق مؤسسة اجتماعية. يرسم الكاتب شخصياته بدقة محيلاً إلى كلٍّ منها دوره الذي يلعبه ابتداءً من خالد البخيت المترنم بحب قريته والمحيان بن خلف وعابدة وعبير وولد السليمي وسهيل... ووو.... الأحداث تتداخل وبعض الشخصيات التي تمثل رموزاً دينية تصنع أوهاماً تدخل المجتمع القروي في ضلالات بالإضافة إلى تلك المناخات التي تخلقها العلاقات العاطفية وتلك التي تخلقها العلاقات العاطفية وتلك التي تخلقها الاستشفافات الفلسفية كلها تصور كيف وعند بكاء الأرض يضحك زحل.
هكذا استهل عبدالعزيز الفارسي روايته "تبكي الأرض.. يضحك زُحل".. رواية ساخرة وكوميديا سوداء طافحة تحكي عن قرية من قُرى عُمان يطلق عليها "قرية جهنم" هذا اللقب لم يأتي من فراغ، قرية تعيش في التناقضات وتعتاش منها. قرية خارج نطاق الزمان والمكان نظرا لخصوصيتها وتناقض قاطنيها الصارخ..
الشخصيات في الرواية متعددة، كل شخصية تحتاج لدراسة سيكولوجية نظرا لتناقضاتها النفسية الجامحة.
ابتدأت الرواية واختُتمت بشخصية خالد بخيت، الذي يحمل وطنه على كفه.. خالد الذي مر بموجة التناقضات وتغير القناعات من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال. خالد هذا يمثل الأرض وشاعره الداخل الزُحلي يُمثل زُحل ، في العالم الموازي والمثالي الذي لا يمتّ بالأرض وواقعها..
العديد من الشخصيات الأخرى تُمثل بحد ذاتها وجه شاحب من أوجه المجتمع بمجمله.. المحيان بن خلف زعيم القرية ووجها السياسي زُهير بخيت جد خال بخيت ، المعتد بشخصيته وحضوره ولكن خلف الاعتداد هذا تختبئ شخصية مجرمة.. الإمام راشد الوجه الديني وصراعه الدائم مع الجانب السياسي سهيل الجمرة الخبيثة، ولد السليمي، حمدان تجريب، خديم ولد السيل وآخرين بأسمائهم وألقابهم الكوميدية التي لا تخلو من حكاية مضحكة خلف كل لقب..
كم أتمنى أن تتحول هذه الرواية لعمل مسرحي/مسلسل قصير نظرا للسرد المُتقن والحوارات الكوميدية الساخرة...
وأخيرا فقدنا كاتبا رائعا ،، فالرحمة والمغفرة على روح عبدالعزيز الفارسي
من أفضل الروايات العمانية التي قرأتها. جدًا معبر عن كم الفساد الذي نعيش فيه حتى فاصغر نطاق. اشوف انه نموذج مصغر للمجتمع العماني الاكبر، بكل عاداته وتقاليده الفاسدة، وبكل ما يزرعه في الانسان من بذور نفاق تكبر وتنمو معه بطبيعة الحال. ناقش قضايا مثل السيادة المتوارثة، اقتناص رغبة الناس بالتحرر واستغلالها لصالح التسيد. ايضا قضية العنصرية ضد السود بشكل شفاف جدًا وبحوارات واقعية وتحصل. عن ازمة الحب في المجتمع العماني واعتباره معصية. "لقد بالغوا في تقييدنا للدرجة التي أصبحت فيها أحلامنا هي تلك الأشياء التي يفترض بها أن تكون عادية جدًا عند الغير"
رواية عبد العزيز الفارسي، تجري أحداثها في قرية عمانية، لم يحدد هذه المرة أين هي غير أنك لا تستطيع سوى أن تجزم انها تقع في شناص، رغم أن الكاتب لم يحدد بالضبط وذلك ليشير إلى الوضع الاجتماعي في البلاد بشكل عام.
رواية جريئة يشير فيها إلى الفساد الاجتماعي بجرأة. تجري أحداثها على ألسنة أبطال الرواية من فصل لآخر كل بجسب منظوره. لم أملك عند قراءتها عدم ربط الشخصيات فيها بالمجتمع العماني. يحسب للكاتب قدرته على سرد الاحداث بطريقة تربطك بالواقع.
أحيانا تقدر تخمن أنه الكتاب بيكون ممتاز لما تقرأ أول صفحة منه بس. اللغة حلوة ولذيذة أحيانا، القصة رائعة إلا أنه النهاية مش مفهومة تماما. حبيت ألقاب الشخصيات، شخصيتي المفضلة هي ولد السليمي.
من الكتب المميزة بطريقة سردها و تعلق في الذاكرة.لا تستطيع التوقف.تتحدث القصة من منظور الشخصيات،في كل فصل شخصية.كأنك تعيش في تلك القرية تفهم وجهات .نظر الجميع و أسباب مواقفهم من الاحداث. قريبة جداً من واقعنا العماني. أحببت استخدامه لببعض المصطلحات العمانية.حتماً سأقرأ المزيد لهذا الكاتب.
رواية جميلة تدور احداثها في قرية متخيلة في عمان باصوات ورواية شخصيات متعددة في القرية كل يروي الحكاية من وجهة نظره وحسب اتجاهه وافكاره وكأن هذه القرية صورة مصغرة للوطن
كنت دائما ما المح عنوان هذا الكتاب في مكتبتنا في صغري،وكنت اتسائل اذا ما كنت سأقرأه عندما اكبر، وها انا الآن قد فرغت من قراءته، ولي نصيب من الافكار التي تدور في رأسي. لم تكن لدي توقعات معينة لهذا الكتاب ،ولا ساعدني العنوان لأفهم محتواه،ولكنني ما بدأت اقرأه حتى فهمت. أراد الكاتب عبد العزيز الفارسي في كتابه هذا ان يعبر عن الفساد والمكائد والشرور التي تتمثل في مجتمعاتنا،وصور افكاره كلها في اصغر مجتمع، القرية التي من المفترض ان يكون افرادها اكثر تماسكا وقربا من اي مكان آخر، ولكنهم لم يتجاوزوا تلك الشرور،متخذة من العادات والتقاليد الموروثة ذريعة لهوى النفس . احببت الكتاب، احببت قصته وتفاصيله التي كانت تحكى على لسان اكثر من شخص،لنرى الصورة بأكملها .اعجبني تنوع الشخصيات وتباينها وكيف ان كل شخصية كانت مؤثرة في القصة،ورأيي الشخصي اكثر شخصية اعجبتني كانت ولد سليمي. اسلوب الكاتب السلس والجاذب نقطة تحتسب لصالحه،ولكن علي ان اعترف ان نفس الاسلوب فاجئني واثار استغرابي من جرأته وصراحته في بعض الاحيان ووصفه لاشياء لم اكن اتوقع ان اجدها في كتاب لكاتب عماني،ولكن ذلك لم يأخذ من استمتاعي بالكتاب شيئا غير انني شعرت في احيان عديدة بعدم الارتياح.كانت القراءة لعبد العزيز الفارسي رحمه الله تجربة جميلة قد تتكرر في المستقبل.
ماذا أقول عن هذه الرواية؟؟ قرأت بعض آراء النقاد لها لكن كعادتهم يتصيدون الهفوات، لايهم قد تفيد انتقاداتهم الكاتب في أعمال قادمة والتي أتمنى أن تكون قريبة جداً، لقد قرأت جميع الإصدارات القصصية للكاتب قبل الرواية وابهرت فعلاً بأسلوبه وأفكاره الراقية، ثم خشيت ألا تكون الرواية على نفس المستوى لكن الحمدلله خابت ظنوني. رواية بنكهة مختلفة وقصة جميلة أحداثها ممتعة وأحلى مافيها حس الفكاهة الذي يتميز به الكاتب عموماً حتى في قصصه، بالإضافة إلى عنصر التشويق الذي ظل يتصاعد حتى آخر لحظة، واللغة المفعمة بالشاعرية المجردة من المبالغة والملائمة للمواقف والأحداث، الخيال الخصب ورمزية بعض الشخصيات الثرية جدا مما يدعونا للتوقف برهة وسبر أغوار تلك النفسيات العميقة التي تحملها. لكن من المؤسف أن الرواية لم تعد متوفرة في معارض الكتب، لذلك اضطررت قراءتها الكترونياً، أود فعلا الحصول على نسخة ورقية، وأتمنى من الكاتب إعادة طبعها بالإضافه إلى مجموعاته القصصية الأولى
أذكر أنني قلت لحظة التقاطي للكتاب من الرف، "يبدو خفيفًا ليوميّ الجمعة والسبت"، وقد كانت هذه الخطة أن أقضي نهاية الأسبوع بكتاب مسلي، صحيح أنني تجاوزت الجمعة والسبت وأكتب من مساء الأحد لكنني أغرمت بجمال ما كتب هنا، وأظن أن من حسن حظ أدب الروايات ولسوء حظه أيضًا أنها الرواية الوحيدة لعبدالعزيز الفارسي، فحسن الحظ يأتي من أن هناك فرصة لنقرأ أعمالًا أخرى وسوء الحظ أننا لن نحظى بعمل كهذا الجمال مرة أخرى.
لا تبدو لغة الرواية بلاغية وذات تراكيب لغوية بديعة، بل سهلة تعرف دربها للقلب، فتحمل معك ذكرياتها التي من الصعب أن تزول، رغم الشؤم الذي ينبع من القرية ويحيط بها ورغم السوء، الذي يتخلل الأحداث، وعمق المصائب التي حدثت، ولكنها مضت، محدثة ذلك الوجع والتعجب في آن واحد، وقد تضحك مرات هنا وهناك سخرية وذلك أثر زحليّ فالأرض تبكي منذ "سقوط القرية من جهنم" كما يقول ولد السليمي.
بقت القرية والمدينة وصف لحالة ما، لذلك أصر خالد على أنه ما زال يبحث عن وطن، ما يفيد أن الكاتب قد برع في تكوين مكان وأحدث ذلك السرد المحكم بكل تفاصيله. كما أن تجلي الشاعر الزحلي وهو يتسلل هنا وهناك يوحي بأن حوارًا غير الذي نمارسه بأصواتنا يحدث بيننا وبين أبعادنا التي تتفرع على شكل رغبات كثيرة نريدها.
زحل وشاعره، كان الصوت الذي يبث كل الحقائق، كانا الفكرة الأولى بما فيهم سكان زحل الذين ظلوا ساهمين وهم يبحثون عن وجودهم وعن ذواتهم وعن الله وموعد نجاتهم.
لم تخلى الرواية من رمزيات عديدة، ولكنها فقدت الأماكن هي في الأرض، ولكن أي أرض؟ هي في قرية ولكن أي قرية؟ كُتبت في عمان ولكن ولا حتى حوار الشخصيات كان يحظى بلهجة تدل على شيء، كذلك الزمان بقي أمرًا محيرًا ومعلقًا.
رحم الله كاتبها الرائع عبدالعزيز الفارسي، فلقد كتب ما يستثنيه إلى الآن فلا شيء مثل ما تميّز هو به وحده، أن يصل سريعًا إلى القلب وبخفة.
عن القرية التي سقطت من جهنَّم، وعادت إليها. عن الخُبثِ الذي يسكن نفوس أهلها. عن الهَرَب، من القرية إلى المدينة، ومن المدينة إلى القرية. قرية صغيرة، تختصر أحداث البلاد فيها. عن الأشياء التي طالتها الكلمات، عن الحقائق التي ألقت الرواية عليها الضّوء، وارتدت عباءةً روائيَّة، ولم يمنعها نظامٌ يتتبَّع سطح اللُّغة، ولا يفهم المعنى الذي يُلقيه الكاتب وسط أحداث روايته، بين الجُمَل، وفي الحوارات. رحم الله عبد العزيز الفارسي.
أول رواية أقراها لكاتب عماني ، الرواية تختصر الحرب على السلطة والسيادة في نطاق مصغر . وأن الحب قد يحطم الأحكام الدينية والعرفية في سبيله . ونهايتها تُختصر بإن الدنيا دوارة
إقتباس من أول صفحات الرواية 👇🏻 *أضاف ولد السليمي : « يجدر بكم ألا تصلوا أو تتعبدوا ، فأنتم لن تُحاسبوا ولن تمروا على الصراط . سيأمر الله أحد ملائكته يوم القيامة وسيأخذ هذه القرية بمن فيها ، ويلقى بها مباشرة في النار »* تسائلتُ ..ألهذا الحد يا ولد السليمي!!!؟ وعندما أغلقتُ آخر صفحة قلت صدق ولد السليمي..
أحداث الرواية تدور في قرية لم يحدد الكاتب موقعها.. أهيّ احدى قرى شناص التي دائمة الحضور في قصصه .. أم انه أرادها مجهولة لترمز لقرى أخرى أو لبلد أخرى أو للوضع الاجتماعي في كل بلد في هذا العالم!!..
رواية جريئةُ جداً تُسلبك بكل ما فيها.. عن قرية قال عنها ولد السليمي * "سبحانك اللهم، وهبت هذه القرية خير ما في الطبيعة ، وحرمتها خيار الناس"*
عن بطل الرواية خالد بخيت الذي رأى نفسه متمسكاً بقريتة ليعود إليها يبكيها.. يبكي وطنه بأغنية ذات السطر الواحد..
وعن أهل القرية الأخيار والأشرار عن الحسد والفتن في صدورهم، تُدهشك قصصهم ومسمياتهم ...خديم ولد السيل..سهيل الجمرة الخبيثه ووو لكل واحد منهم قصة عجيبة وأنت تقرأ لن تكف عن ربط الشخوص بأشخاص في حياتك وواقعك..فالكاتب وصف كل شخص بطبائعه وقصته.. رغم كمية الاندهاش والتشويق التي تحملها الرواية إلا أن قصة حمدان تجريب هي أكثر ما أدهشتني وأضحكتي وولد السليمي وزاهر أكثر من حازا اعجابي.. أحسستُ بارتباط مع الشخصيات..
عن أسلوب الكاتب المُبدع..رغم المأساه التي تحول إليها القرية إلا أن أسلوب الفكاهه كان حاضراً.. ربما يُنسيك أسلوب ولد السليمي الساخر وبلاهة جمعان بتعاطفك مع خالد وعبير لترجع بعدها تتألم مع قصة المحيان ... هكذا لعب أسلوب الكاتب بي لجعلني متمسكة بشخوص الرواية.. الرواية كُتبت بشاعرية بها الكثير من الجماليات التي تعكس لنا شاعرية الكاتب وجمال لُغته التي تتجلى في أحاديث خالد مع شاعره الزُحلي وعامة الرواية...
الجديد عليّ أن الرواية كانت مقسمة لأبواب كل باب على لسان أحد الشخصيات ليحكي الحدث بمنظوره ...وهو ما يجعلك مرتبط بهم..
تختصر الرواية فكرة العادات والتقاليد بمجتمعاتنا وتختصر فكرة الحرب لنيل السيادة أما النهاية فهي من أبداع وحذاقة الكاتب أن جعلها مفتوحه لتختصر فكرة أن الدنيا دوارة، وأن النهايات تتشابه مع البدايات وأن التاريخ يُعيد نفسه ونحن لا نفيق..
ترى كم من المدة التي أحتاجُِها لتبتعد شخوص الرواية من مُخيلتي.. لأسمع الأذان دون أن أنتظر أن يكمله صوت آخر.. لأرى نافذتي دون أن أنتظر قدوم الشاعر الزُحلي؟؟!!لأن أرى القهوة دون التفكير ب خديم... وأن لا تلاحقني نظرات زاهر بخيت.
هذا الكتاب الذي لطالما أعدت قراءته قد أضعه في قائمة أجمل الكتب الي قرائتها بلا تردد جميل جدا من حيث الكلمات واستخدام الكاتب لبعض المفردات العمانية وأستخدامه للاسماء الغريبة ك سهيل الجمرة الخبيثة او خديم ولد السيل وغيرها أضافت أضافه جميلة برأيي للكاتب ولم أجد نفسها الى الان في الكتب الأخرى. يبتدأ الكتاب بأغنية السطر الواحد -وحيدا كنت يا وطني وانت معي تسافر في تسكنني- التي لطالما رددها خالد بخيت. وحديثه المجنون عن القرية ولعنتها وعن عدم وجود أي حقيقة فيها!
أيضاً بينت الرواية عن بعض العادات العمانية القديمة كالتواصل بين الجيران والاجتماعات بعد الصلاة . في الرواية أحياناً لغة سخرية جميلة أضحكني بعضها كثيراً . وقصة تشارك الاذان بين عبيد الديك المؤذن الأقدم ذو الصوت الشجي والرقيق ، والتائب الجديد جمعان صاحب الصوت الاجش "اجتماع النقضيان" اضحكتني وحكيتها للاخرين ايضا :$ من شدة اعجابي بها. تستمر الأحداث بكل تشويق. وتدفع القارئ للاستمرار بالقراءة والاندفاع نحو معرفة الأحداث.. جميلة جدا جدا. ولا غريب على كاتب مثل الفارسي هذا التألق.
أحد الروايات العمانية التي جذبت انتباهي ابدع الكاتب بصنع الشخصياتَ خاصة [خالد بخيت / حمدان تجريب ] احببت سبب تسمية حمدان تجريبَ بهذا الاسم فكلما قرأته بدأت بالضحكَ... احببت شخصية خالد بخيَت بدا لي كبطل الروآيةَ أجمعَ لآ ادريَ لماذا لكن شخصيتهَ جذبتنيَ لمتابعة الروآيةَ الرواية تحكيَ عن قريةَ تملك الكثيرَ منَ المصائبَ فكل من عاش بها تورط بمشاكلها التي لا تخلو منها أما افكارهم الدينيةَ فهي غريبة بحد ذاتها حتى خلت انهم جميعاً كفارَ !!
تنساب كلمات الروايه كماء النهر العذب المتدفق بسهوله ويسر مشكلا نسيج من الدانتيل او لوحة فسيفساء أجمل بكثير من لوحة فسيفساء الغلاف فنسيج الكلمات راقي وموسيقي وخفيف الظل وينبأ عن موهبه كبيره للكاتب .. يشير الكاتب الي رجال الروايه بلقب زحل ولم اري احدا منهم يضحك طوال الروايه فهم يضربون بالسياط ويسرقون الطفل الرضيع ويقتلون وينعزلون ويكتئبون ويقبلون امامة الامام راشد المشكوك في طهارته وينتقمون من النساء (الارض) لشخصيتهم الجريئه الواضحه ذات التأثير القوي والصوت الحكيم المتزن اري انه عندما يبكي زحل لا تضحك الارض أبداً بل تحنو وتزمل وتدثر وتلملم الشظايا المبعثره ولا تَكِنْ ولا تستريح إلا بعد ان يبتسم زحل
رواية جميلة احببتها لكثرة واقعيتها رغم خيالها ابدع الكاتب في ربط احداثها بواقع نعيشه ويعيشه الكثيرين اسرتني الحبكات وطريقة كشف الاسرار .. تمكنت من ربط الشخصيات في الرواية باشخاص يعيشون حولنا قصة القرية هي واقعنا الذي نعيشه باسراره وغموضه . لم تعجبني النهايات الغامضة لبعض الشخصيات رغم انني اجدها تثبت مهارة الكاتب في اشراك القراء في نسج النهايات.
أنا في طرف الكتّاب العمانيين ولكنني في طرف عبدالعزيز دائما. تبكي الأرض يضحك زحل الرواية الأولى في مسيرتي القرائية. تدور أحداثها في قرية في سلطنة عمان. وإن لم تخنّي ذاكرتي سأظل اتذكر بعض أحداث هذه الرواية. ولكن هل سأظل اصنّفها كرواية رائعة لأنها كذلك أم لأنها أول ما ابتدأت به من الروايات؟ لا أعلم ولكنني متيقنة من أنها تشغل حيزا كبيرا في قلبي ولا أظنه سيفرغ.
يحكي لنا عبدالعزيز الفارسي عن "قرية جهنم" وكأنه أمسك بعدسة مكبّرة يمر بها على القرية ويخبرنا عمّا يدور فيها وما يختلج صدور قاطنيها، رواية تأسرك بأوصافها الرائعة وعمق الشخصيات فيها والأبعاد الاجتماعية والنفسية التي تطرقت لها. أحببتها وأوصي بقراءتها.
أود..كم أود حقًا أن أكتب ليس مراجعة وإنما على الأقل "شيء" مهما بدا قصيرًا عن هذه التحفة الفنية التي قرأت! رائعة! لا يسعني إلا أن أشعر بالفخر أنها كُتِبت بقلم عماني! آسرة، تشبه مجتمعنا، أو لعلها هو فعلاً
رواية جميلة تحمل جزء من تاريخ شعب عُمان وعاداته والعلاقات الاجتماعية التي نمت بين افراد القرية الصغيرة او كما يسمونها "جهنم"، اربع نجمات لاني لا أحب النهايات المفتوحة.
مع رواية للفارسي ، يجسد فيها تقاليد المجتمع العماني وحياته في أسلوب روائي وطرح مختلف . لعباراته بلاغة مبهرة . ومن تلك الصور التي أعجبتني قوله : أبناء قريتي يمشطون أحاديثهم بأسئلة كثيرة ، وتهزمهم الإجابات المقتضبة . ص 13
رقص الموج في أحضان الرمل الناعم حيث ذاك الشاطئ الخلاب الذي يلي مزارع النخيل . ص17 دوما يأسرني وصف الموج والبحر..
أحداث القصة تبدأ بمآساة وتمر بمأساة أخرى وتتنوع فيها الأحداث بين خبث وحسد وتآمر وغيرها من ألوان المآسي .
ورغم ذلك إلا أن الفارسي يحسن تصوير المشاهد والأحداث ويضفي عليها جمالا مشوقا.. سحبني من يدي ومضى بين نحو الوادي . وصلنا إلى حافته . اختار موقعا للجلوس وافترشنا الحافة الصخرية . للوادي نداء خفي يعترك في بطنه الصخر والسدر والظلام . كانت السماء قد وهبته بعض الماء فانساب برقرقة فضية استعار لونها من البدر . ص 27 ما يميز الرواية أنه جعل كل شخصية تعبر عن فئة معينة في المجتمع بأخلاقها وطباعها.. لكن السلبية الواضحة أنه جعل أبطال الرواية نماذج سيئة كما أن أغلب الشخصيات سلبية . مما ينقل القارئ لأجواء متعبة وسط تلك الفتن التي تموج بالقرية .
كما لفت انتباهي فلسفته التي ينثرها بين الفقرات ، من ذلك حديث خالد مع الشاعر الزحلي ، فيجعلني أقف عند عباراته ، وأحيانا أكرر قراءتها لما تحدثه كلماته في نفسي من أثر عميق يلامس ذكريات ومواقف الحياة .
حين يتحدث مع أمه يصف حواراتها وأسلوبها .. قبلت جبينها ونظرت إلى عينيها . لم أزل مقتنعا أنها طفلة في كل شيء .. في حبها ، وكرهها ، في غضبها ورضاها . هؤلاء الذين يحيون بذاكرة الطفولة يعيشون طويلا ولا يكبرون .
الأحلام مقاطع سردية حبكت ببراعة تفوق ما تعودنا عليه ، وغالبا ما نعجز عن فك تلك الحبكات والدخول في عوالم الحلم لنعرف ما وراء نصه . إنه سرد راق جدا . أشبه ما يحدث مع أحلامنا بالذي يحدث حين يقرأ الناس نصا متطورا يسبق زمانه بعشرات السنين . يظنونه تافها أو معقدا وفي كلا الحالتين يهمشونه تماما حتى يمر الوقت ويكشف التاريخ روعة ذلك النص . ص 185
تتكرر إحدى فصول الرواية لتأتي ثانية في خاتمة ذكية تترك انطباعا لدى القارئ باستمرار القرية على ماهي عليه لكل ألوان المآسي .