محمد فريد بك (1868-1919 م) محام و مؤرخ معروف و أحد كبار الزعماء الوطنيين بمصر و له تمثال في ميدان بإسمه بالقاهره تخليداً لذكراه . ترأس الحزب الوطني بعد وفاة مصطفى كامل. أنفق ثروته في سبيل القضية المصرية. من أشهر ما كتب: "تاريخ الدولة العثمانية". أعلن محمد فريد أن مطالب مصر هي: الجلاء و الدستور. و كانت من وسائله لتحقيق هذه الأهداف: تعليم الشعب علي قدر الطاقة ليكون أكثر بصراً بحقوقه، و تكتيله في تشكيلات ليكون أكثر قوة و ارتباطاً.
أنشأ محمد فريد مدارس ليلية في الأحياء الشعبية لتعليم الفقراء مجاناً. و قام بالتدريس فيها رجال الحزب الوطني و أنصاره من المحامين و الأطباء الناجحين، و ذلك في أحياء القاهرة ثم في الأقاليم
وضع محمد فريد أساس حركة النقابات، فأنشأ أول نقابة للعمال سنة 1909 ثم اتجه الي الزحف السياسي، فدعا الوزراء الي مقاطعة الحكم، و قال "من لنا بنظارة (أي وزارة) تستقيل بشهامة و تعلن للعالم أسباب استقالتها؟ لو استقالت وزارة بهذه الصورة، و لم يوجد بعد ذلك من المصريين من يقبل الوزارة مهما زيد مرتبه، اذن لأُعلن الدستور و لنلناه علي الفور"
و عرفت مصر علي يديه المظاهرات الشعبية المنظمة، كان فريد يدعو اليها، فيجتمع عشرات الألوف في حديقة الجزيرة و تسير الي قلب القاهرة هاتفة بمطالبها.
ووضع محمد فريد صيغة موحدة للمطالبة بالدستور، طبع منها عشرات الآلاف من النسخ، و دعا الشعب الي توقيعها و ارسالها اليه ليقدمها الي الخديوي، و نجحت الحملة و ذهب فريد الي القصر يسلم أول دفعة من التوقيعات و كانت 45 ألف توقيع و تلتها دفع أخرى
تعرض محمد فريد للمحاكمة بسبب مقدمة كتبها لديوان شعر بعنوان "أثر الشعر في تربية الأمم"، من ما قال فيها: "لقد كان من نتيجة استبداد حكومة الفرد اماتة الشعر الحماسي، وحمل الشعراء بالعطايا و المنح علي وضع قصائد المدح البارد و الاطراء الفارغ للملوك و الأمراء و الوزراء و ابتعادهم عن كل ما يربي النفوس و يغرس فيها حب الحرية و الاستقلال.. كما كان من نتائج هذا الاستبداد خلو خطب المساجد من كل فائدة تعود علي المستمع، حتي أصبحت كلها تدور حول موضوع التزهيد في الدنيا، والحض علي الكسل و انتظار الرزق بلا سعي و لا عمل"
ذهب محمد فريدالي أوروبا كي يُعد لمؤتمر لبحث المسألة المصرية بباريس، و أنفق عليه من جيبه الخاص كي يدعو اليه كبار معارضي الاستعمار من الساسة و النواب و الزعماء، لايصال صوت القضية المصرية بالمحافل الدولية.
نصحه أصدقاؤه بعدم العودة بسبب نية الحكومة محاكمته بدعوي ما كتبه كمقدمة للديوان الشعري، و لكن ابنته (فريدة) ناشدته علي العكس بالعودة، في خطابها الذي مما جاء فيه: "لنفرض أنهم
كتاب (تاريخ الدولة العلية العثمانية) لـ : محمد فريد، وهو غير كتاب (التحفة الحليمية في تاريخ الدولة العلية) لـ : إبراهيم بك حليم أولًا من أهم مصادر الدولة العثمانية يتناول الكتاب سيرة الدولة العثمانية منذ البداية حتى عهد السلطان رشاد وينتهي الكتاب عند سنة (1911م) حيث لم يتبقى من تاريخ الدولة سوى (12) عامًا. أي أن الكتاب تناول عهد الدولة كله. ثانيًا يذكر المؤلف من ولي الخلافة قبل العثمانية في إشارة ولمحة سريعة منذ عهد الرسول محمد مرورًا بالأموية والعباسية والدول مثل الطولونية والأخشيدية وبني بويه والفاطمية والسلجوقين ثم الحروب الصليبية ثم الحديث عن المماليك وكيف إنتقال أخر (الخلفاء العباسين) رغم سقوط الخلافة العباسية فعليًا (656م) إلا أن المماليك بحثوا عن أحد السلالة العباسية وظلوا يتناسخون من أولاده حتى أستولت على أخر النسخ ونقلوه للآستانة – مركز الدولة العثمانية – وهنالك تم تنازل الخليفة العباسي عن الخلافة لتتحول للعنصر التركي.
ثالثًا يتناول المؤلف الخليفة منذ ولادتة حتى توليه الحكم والقضايا السياسية التي حدثت في عهده إلى وفاته ثم تولية من جاء بعده.
الكتاب من مصادر التاريخ العثماني والتاريخ المصري، وما قبل التاريخ العثماني لا يهم في الكتاب لأنها مادة مستلة من مصادر أقدم وأهم. المادة في الكتاب مهمة في الكثير من المواضيع والأحداث السياسية لرجوع المؤلف لمصادر قريبة العهد بالعهد العثماني وكذلك مهم للنصف قرن الذي عاشه المؤلف.
استغرقت فترة طويلة جدًا في قراءته بسبب أنه أول كتاب لي في تاريخ الدولة العثمانية منحني الكتاب صورة عامة ومختصرة عن تاريخ الدولة العثمانية خاصة في جانب السياسة الخارجية عاب الكتاب عدة أمور منها
1- استخدام الأسماء القديمة للأقاليم التي دخلتها الدولة العثمانية وعدم ذكر أسمائها الحديثة إلا مع قرب نهاية الكتاب ولكن ذلك قادني إلى مزيد من البحث لمعرفة أسماء الأقاليم مثل الأفلاق والبغدان والفلاخ وبولونيا وغيرها
2- عدم وجود أية خرائط توضيحية مما جعلني طوال فترة قراءتي للكتاب ممسكًا بالهاتف المحمول للإطلاع على خرائط جوجل وهو الأمر الذي جعلني أحفظ خريطة هذه المنطقة عن ظهر قلب لدرجة أني في بعض الأحيان كنت أحسب المسافات التي تحركتها الجيوش من مكان لآخر باستخدام هذه الخرائط
3- اهتمام الكتاب بالسياسة الخارجية للدولة دون توضيح للسياسة الداخلية والإقتصادية وطريقة تولية الولاه وغيره
4- انتهت أحداث الكتاب عند عام 1912 أي قبل بداية الحرب العالمية الأولى وما تلاها من صعود أتاتورك وسقوط الخلافة وبالتالي هناك جزء مهم جدًا لم أطلع عليه
5- سوء الطبعة الورقية التي اشتريتها
أتمنى من يكون لديه أي كتاب عن تاريخ الدولة العثمانية في فترة الحرب العالمية الأولى حتى سقوط الخلافة أن يدلني عليه
لن أقيم الكتاب لأنه أول كتاب أقرأه عن تاريخ الدولة العثمانية
لا يجدر بالمؤرخ أن يكون متحيزا هكذا و لا أن يفرض رؤاه على ما يكتب.. افترى كثيرا على السلطان عبد الحميد و أشاد بالاتحاد و الترقي سبب البلاء و الخراب.. و بالغ في تفاصيل سخيفة بشكل متكلف لا أنصح به
تاريخ صدور الكتاب ١٨٩٣ و مع ذلك الكتاب مستمر في سرد أحداث تعود للسلطان محمد الخامس... ربما كانت الطبعة الثانية صدرت في هذا العصر! نقم الكاتب علي السلطان عبدالحميد الثاني و وصفه بعدو الاحرار و لا أعتقد أنه يوجد صديق للاحرار من بين سلاطين آل عثمان.. و ربما كراهيته للسلطان عبدالحميد الثاني تعود لدعم محمد فريد و مصطفي كامل لحركة الارتقاء و الترقي في تركيا و اقتدائهما بها... الكاتب يصف ذنب عصيان الخليفة كولي امر المسلمين بأكبر ذنب بعد الشرك بالله... فماذا عن سلطان يقتل إخوته بمجرد توليه الحكم!.. ماذا عن دول مسلمة تتقاتل فيما بينها من أجل أغراض دنيوية و يغضوا الطرف عن مذابح الاندلس.. يصف الكاتب غزو مصر بالفتح العثماني و لا ادرى كيف يكون فتح و هو حرب مع أمة مسلمة! و الفتح يكون للدول الغير مسلمة اما حروب المسلمين الداخلية فهي فتنة ليس إلا... ما الذي يجعل سلطان آل عثمان خليفة و هو ليس من قريش الا هوي الكاتب و من هم علي شاكلته... يصف الكاتب خروج حكام البلقان و المجر و اليونان علي الدولة العثمانية بالتمر و لا يطلق نفس الوصف علي محمد علي و حروبه مع الدولة العثمانية و التي نتج عنها ضعف آل عثمان و ضعف محمد علي امام دول أوربا... الدولة العثمانية لم تستطع الدفاع عن املاكها.. لماذا؟ السبب الرئيسي انها افرغت الإمارات العثمانية من أمهر قياداتها و صناعها و نقلتهم الي عاصمتها سواء القسطنطينية او الاستانة مما جعل ثغور الدولة و حدودها عرضة للغزو الاجنبي او انها حاولت فرض سطوتها و سلطانها علي شعوب تختلف عن دينها و قوميتها و لسانها كالمجر و السلطان و الصرب يذكر الكاتب أيضا ان المجر أثناء بعض الحروب حضر وفد لاهداء سيف للخليفة عرفانا لجميله! ما هو الجميل! غزو بلادهم و جعلها ساحة لحروب مع أوربا!... الواقع ان كل دول شرق أوربا حتي ساعتنا تكره و تمقت الأتراك للفظائع التي ارتكبتها جيوش آل عثمان... لم ترد اي سيرة عن مذابح الارمن و التي تضاهي الهولوكست و قيل ان ضحاياها وصلت للمليون و حتى لو انكرها الاتراك فهي مثبتة تاريخيا و لو لها ما يبرر حدوثها فذكرها وتبريرها أفضل من تجاهلها.. الكتاب تعمد ذكر تفاصيل المعاهدات و ادق احداثها مما الصق به الطابع الأكاديمي لا التاريخي هذا ملخص ما شعرت به نحو الكتاب و الكاتب.... و في النهاية هي دولة و ليست خلافة
قرأت أطرافاً منه لأكمل النقص في بعض المباحث في مؤلف آخر عن الدولة العثمانية، يعيب الكتاب تحامل مؤلفه لطرف دون آخر، كما حدث حين تحدث عن الدولة الوهابية التي لم يكن بالأصل عارفاً بنشأتها وعقيدتها، حيث قال أن ابن عبدالوهاب التزم بالمذهب الحنفي! وهذه هفوة لا تليق بمؤرخ ، إضافةً إلى تغافله عن بعض الحقائق لأنها تدين دولة محمد علي التي انحاز إليها كثيراً ، لكن في المجمل، وفق الكتاب بمحقق ممتاز أصلح العوار وأضاف إلى الكتاب باباً عن ما بعد سقوط الدولة .. وهو جديرٌ بالقراءة.
يستمد هذا الكتاب اهميته ليس لانه تاريخ كامل من بداية الدولة العثمانية الى اواخر ايامها فحسب، وانما يستمد قيمته بحكم ان الكاتب عايش عاصر الاحداث حتى انه توفي قبل الغاء الخلافة بقليل. . خرجت الطبعة الاولى من الكتاب تاريخ الدولة العثمانية من قيامها الى ما قبل خلع السلطان عبد الحميد الثاني في اواخر القرن التاسع عشر ثم خرجت طبعة اخرى واضاف لها خلع السلطان عبد الحميد وصعود جمعية الاتحاد والترقي ولكن لم تكن اشتعلت الحرب العالمية الاولى بعد، لذلك قام المحقق مشكورا باكمال الناقص بشكل مختصر. . الكتاب قيم جدا والتحقيق من اروع ما يكون فقد اضاف الخرائط التوضيحية والهوامش للقرى والمناطق كي يسهل على القارئ وكذلك صحح بعض الاخطاء فيها فجعله عمل متكامل واضاف له فائدة فوق فائدته، ولكن ينبغي قرأته بحذر فيما يخص السلطان عبد الحميد الثاني حيث شنع به بشدة وهلل لخلعه وكأنه انتصار عظيم للاسلام والمسلمين .
تاريخ مختصر للدولة العثمانية، تم تأليف الكتاب في أواخر العهد العثماني لذلك فهو مليء بالمغالطات و النقص في المعلومات و تبني وجهة نظر الدولة العلية و تمجيدها و تجاوز كل السلبيات التي أدت إلى انحطاطها و من ثم سقوطها
تاريخ الدولة العلية العثمانية – محمد فريد بك تحقيق: د.إحسان حقي دار النفائس، الطبعة العاشرة، 1427هـ، عدد الصفحات 832
يُعد هذا الكتاب من أهم المراجع العربية في تاريخ السلطنة العثمانية، وقد تناول تاريخ الدولة العثمانية منذ تأسيسها وحتى بدايات عصر السلطان محمد رشاد الخامس، مع مقدمة تاريخية موجزة عن الدول الإسلامية التي سبقت ظهور الدولة العثمانية ابتداءً من الخلافة الراشدة وحتى انتهاء دولة المماليك.
أما المحقق فقد أدرك أواخر العهد العثماني، ورافق عدداً من رجالها، ويعرف اللغة العثمانية، وجهده في الكتاب واضح وبارز، فمن ذلك: أنه يبين ويحدد مواقع الأماكن التي يمر ذكرها في الكتاب رغم كثرتها وتنوع مواقعها واختلاف رسمها، ويُعَرِّف بالأعلام، وكذلك يذكر أحياناً التاريخ الميلادي بجانب الهجري إذا أغفله المؤلف، ويعلق على بعض الأحداث التي يرى أنها تحتاج لتعليق، بالإضافة إلى الملاحق المهمة التي جعلها في آخر الكتاب.
كتاب مفيد و لكن شابه الملل بسبب ذكر الكاتب للعديد من المعاهدات و الاتفاقيات و خاصة بعدما بدأت الحرب بين الدولة العثمانية و روسيا . أما ملحق الكتاب للدكتور إحسان حقي فكان ممتازا .
الكتاب مختصر ويعتبر سرد لمعالم الدولة العثمانيه ، تطرق في اول مائة صفحة عن بدأ الخلافه الراشدة علي يد ابي بكر الصديق رضي الله عنه ، واتبعها بسرد جميع الخلفاء الامويين والعباسيين حتي سليم الاول اول خليفة عثماني عندما غزا مصر واسقط دولة المماليك وشنق آخر سلطان مملوكي طومان باي واخذ اخر خليفة عباسي معه لتركيا واجبره علي التنازل له عن الخلافة ، ومن الصفحة مائة بدأ بذكر نشأة الدولة العثمانيه وتطرق لكل حاكم مع ذكر اهم احداث عصره واهم مآثره .
الكاتب يتحدث بمنطلق قومي عثماني ومدافع بإستماتة عن الدولة نظرا لكونه من اصل تركي ، كتب هذا العمل ابان الحكم الخديوي لمصر في عصر الخليفة عبدالحميد و من بعده محمد رشاد ، كان في صدام مع الدولة المصريه بسبب مطالبتة بخروج المحتل من مصر ، تم التضيق علية حتي سجن ثم افرج عنه وهرب لخارج مصر ومات في المنفي ، وهو يعتبر في الاوساط المصريه من المناضلين الشرفاء وله نصب تذكاري في القاهره ، وكتب عنه الكثير من مثقفين مصر .
الكتاب يقع في ٧٥٠ صفحة بتحقيق الدكتور احسان حقي اصدار دار النفائس ، عاب الكتاب ذكر اسماء الاماكن والشخصيات والخرائط باللغة العثمانيه وهو ما حال دون الاستفادة من الخرائط المرفقة مع الكتاب ، اجتهد المحقق في ترجمة وتبيان الكثير من الاسماء والاماكن والاحداث ، ولعلمنا ان المؤلف عاصر الخلافة حتي عهد محمد رشاد فإن المحقق اكمل ما تبقي حتي عهد آخر خليفه وهو عبد المجيد بن عبدالعزيز الذي سقطت الخلافه في عهده علي يد كمال اتاتورك ، وألحق المحقق آخر خمسين صفحة في الكتاب لتسجيل رأية عن الدولة العثمانيه ، وهو جهد مشكور اضاف للكتاب .
كتب مشهورة عن الدولة العثمانيه
١- الدولة العثمانيه دولة اسلامية مفتري عليها / عبدالعزيز الشناوي - اربع اجزاء ٢- الدولة العثمانيه / يلماز اوزتونا - مجلدين ٣- الدولة العثمانية / علي الصلابي - وهو مختصر لتاريخ الدوله العثمانيه له عدة طبعات بعضها جزئين وبعضها في مجلد واحد ، وهو اقرب لكتاب محمد فريد مدافع عن الدولة بمنطلق اسلامي
من أهم الكُتُب العربيَّة عن تاريخ الدولة العُثمانيَّة، خاصَّةً في الرُبع الأخير من حياتها، وهي الفترة التي عاصر الكاتب قسمًا منها، ونقل ما بقي من أخبارها عن أناسٍ عاصروها. تكمن أهميته في نقل الرأي العام السائد آنذاك وما كان يدور في أروقة السياسة الأوروبيَّة والعُثمانيَّة، وكذلك في تعريبه نُصُوص أبرز المُعاهدات المُبرمة بين العُثمانيين والأوروبيين.
ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أنَّ الكاتب يتوقف عند السُلطان مُحمَّد رشاد، عند توليه الحكم سنة 1909م، وليس هُناك من نُسخة - على علمي - أكمل فيها عهد السُلطان المذكور وما جرى من وقائع خلال الحرب العالميَّة الأولى، وكيف انتقلت السلطنة والخلافة إلى مُحمَّد وحيد الدين، ثُمَّ الصراع السياسي بين حُكومة أنقرة برئاسة مُصطفى كمال باشا وحُكُومة إستانبول برآسة السُلطان، ثُمَّ سُقُوط الدولة العُثمانيَّة وتفككها.
كما ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أنَّ الكاتب نقل ما كان شائعًا عن عبد الحميد الثاني، وما اعتقدته الفئة المُثقفة والمُتنورة في الدولة العُثمانية عنه، قبل أن تنكشف المطامع الصهيونيَّة ويتبين أنَّ انقلاب الاتحاد والترقي سار بالدولة سريعًا نحو الانهيار وليس نحو الإصلاح كما كان يرجو الناس.
الطبعة الصادرة عن دار النفائس ببيروت سنة 1981م حققها إحسان حقِّي، وهي طبعة مُفيدة لما تحويه من هوامش كثيرة توضح ما التُبس على القارئ من أسماء البلاد والأعلام المكتوبة بالعُثمانيَّة.
بالإجمال محاسن الكتاب تفوق عُيُوبه، ويبقى من أهم مصادر التاريخ العُثماني المكتوب بالعربيَّة.
النسخة التي قرأتها هي الطبعة الثانية (إعادة نشر مؤسسة هنداوي) فبدأ المؤلف في هذه الطبعة بكتابة مقدمة تاريخية يوجز فيها تاريخ الخلافة الإسلامية بداية من الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه حتى دخول العثمانيين مصر، وشرح كيف تقاتل حكام المسلمين على الحكم وإنقلابهم على بعضهم البعض وبلغت وقاحة بعضهم أن يستعين بالأجانب أو الصليبيين ضد بني وطنه وبني دينه.
ثم شرع الكاتب بالتحدث عن حكام الدولة العثمانية بداية من تأسيسها ولكن تحدث فقط عن الأحداث السياسية والفتوحات والمعارك والتي حدثت في عهده، دون التطرق للحديث عن الحياة الإجتماعية أو الإقتصادية في تلك الفترة.
فكان يبدأ الفصل بتاريخ ميلاد الحاكم العثماني ثم يحكي ماحدث في عهده من معارك وإنقلابات وقتلهم لأبنائهم أو أبائهم وأخواتهم للوصول أو المحافظة على كرسي الحكم، ثم مات السلطان يوم كذا. فكانت فصول الكتاب مملة بعض الشيء وللأمانة تجاوزت أجزاء من بعض الفصول بسبب هذا الملل.
الكتاب يعتبر مرجع مهم للتواريخ الميلادية والهجرية التي تميز الكاتب بذكرها للحروب والغزوات وميلاد ووفاة الحكام والسلاطين والأحداث المهمة بالإضافة لذكره نص المعاهدات التي وقعها الحكام العثمانيين مع غيرهم.
أُلف هذا الكتاب أثناء عهد الدولة العثمانية ولذلك نجد الكاتب دائما يقوم بالدعاء للسلطان المعظم ويعلل بأن كل منهم كان خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، دون التطرق لمساوئ هذه الحقبة وإنتهى آخر فصل في الكتاب بالحديث عن السلطان محمد رشاد خان الخامس.
اول كتاب كامل اقرأه عن تاريخ الدولة العثمانية و أطول كتاب اقرأه هذا العام بعدد صفحات يقترب من ٦٠٠ صفحة. بالتأكيد هو ليس افضل كتاب عن تاريخ الدولة و لكن هذا لا يعني اطلاقا انه لا يستحق القراءة و لكن هناك كتب افضل تتكلم عن تاريخ الدولة بشكل اكثر شمولا و موضوعية. مميزات الكتاب :سهولة الأسلوب و تلخيص الأحداث دون الاستغراق في التفاصيل بجانب الهوامش التي يذكر فيها الكاتب معلومات عن الشخصيات و المدن المذكورة في كل فصل. عيوب الكتاب: برزت عيوب الكتاب بشدة في النصف الاخر و بالذات في الثلث الأخير في الكتاب فأصبح التفاصيل اكثر و الفصول أطول مع ذكر فرمانات و خطابات و معاهدات. كان من الأفضل من وجهة نظري التغاضي عن تلك التفاصيل المملة غير الجذابة للقارئ العادي او علي علي الاقل وضعها في آخر الفصل و ليس في منتصفه لكي لا يتشتت فكر القارئ او يصاب بالملل.
This entire review has been hidden because of spoilers.
يتناول الكتاب تاريخ ستمئة سنة حافلة بالأحداث هي تاريخ الدولة العثمانية بدءا ً من مؤسسها السلطان عثمان خان الأول سنة 1288م إلى زوال دولة السلاطين هذه وقيام دولة تركيا على يد مصطفى كمال سنة 1924م . يقول مؤلف الكتاب : تاريخ هذه الأمة الفاتحة الشريفة قد ينحصر على التوسع في فرعين رئيسيين ، الخلافة العربية والخلافة التركية . وقد طرق الفرع الأول كل مؤرخي الإسلام ، وأما الفرع الثاني فكاد القلم العربي أن يكون منه أبعد الأقلام . على أن الملك العثماني قد لمّ من شعث الولايات الإسلامية ، وعلى أثر ذلك قامت قيامة التعصب الديني في الممالك الأوروبية واتفقت على اختلافها وتوحدت على تعددها وانسابت على الملك العثماني فأخذت تحاربه مثنى وثلاث ورباع لتقويض عرشه .
لقد قرأت هذا الكتاب مرارا و تكرارا إذ انه يعد من أهم الكتب المكتوبة عن الدولة العثمانية وما جعلني ارفع من قدر الكتاب أكثر ملحق الدكتور إسماعيل حقي الرائع و وجود التفسيرات التي ساعدتني في فهم الكتاب . إن هذا الكتاب أعده من كتبي القيمة و اعتقد أنه مصدر مفيد لكل مبتدإ في كتب التاريخ.
هو كتابي الأول عن التاريخ العثماني، وهو ينتقل بين ملوكها وخلفائها جميعا منذ انشائها، في الكتاب تعلمت شيئا جديدا عن محمد فريد قبل العثمانيين، وهو أنه لم يكن مناضلا قوميا كما يصورونه لنا، انما كان يناضل من أجل وطنه الذي هو جزء من الخلافة العظمى التي تشمل جميعا المسلمين. أما الكتاب فيروي الكثير من تواريخ العثمانيين ووقائعهم مع أوروبا ومع سائر الأمم الاخرى. في تاريخهم كما في تاريخ أي دولة، صعود وهبوط، عظمة وحقارة، تمسك بالشرع ومخالفات صريحة، خلفاء عظماء، وأمراء ضعفاء، الا أنه يصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة عن هذه الدولة العظيمة في مجمل أيامها.
افضل مايميز الكتاب أن المؤلف معاصر لتاريخ العثماني ومطلع على الأمور لكن اكثر مايعيب الكتاب هو التمجيد والتضخيم لأسرة محمد علي باشا حكام مصر في ذلك الزمان ولا ألوم الكاتب فهو من مصر وتابع لهذه الأسرة ، وانصحك في طبعة دار النفائس فهي افضل الطبعات بسبب التحقيق الممتاز للمحقق إحسان حقي
لا يُمكنك أن تكون على إلمام بتاريخ الدولة العثمانية إن قرأتَ هذا الكتاب وحده، تنقصه كثيرٌ من الأحداث المكملة، لا خرائط، وستقومَ بعدة أبحاثٍ هنا وهناك لتعرف الأسماء الحالية للبلاد المذكورة بالكتاب.